قضت محكمة في فرانكفورت الجمعة بسجن ضابط ألماني سابق من اليمين المتطرف، نجح في انتحال صفة لاجئ سوري، لمدة خمس سنوات ونصف السنة، بتهمة التخطيط لشن هجوم.
وقال رئيس محكمة فرانكفورت القاضي كريستوف كولر إنه بعد عام من المطالعات، تم التوصل إلى أن فرانكو ألبريخت «مذنب بالتخطيط لعمل عنف خطير يهدد أمن الدولة».
واتُهم العسكري الذي حمل رتبة ملازم، وتمركز في قاعدة إيلكيرش الفرنسية الألمانية قرب ستراسبورغ في فرنسا، بالإعداد على وجه الخصوص، لهجوم مستوحى من آيديولوجيا يمينية متطرفة وحيازة أسلحة بشكل غير قانوني». وطلب الادعاء إنزال عقوبة السجن لمدة ست سنوات وثلاثة أشهر بحق الرجل الذي قدمه على أنه «إرهابي من اليمين المتطرف». وعاش الرجل وهو في الثلاثينات من العمر وأب لثلاثة أطفال، حياة مزدوجة، عبر تظاهره بأنه لاجئ سوري قبل أن يصار إلى توقيفه في أبريل (نيسان) 2017. ونجح الرجل الذي لا يتحدث العربية وقدم نفسه باسم ديفيد بنيامين، في الحصول على إقامة كطالب لجوء وحصل على المخصصات التي يستفيد منها اللاجئون. وتمكن من إيهام دوائر الهجرة بأنه ينحدر من دمشق حيث عمل بائع فاكهة. وهزت القضية الجيش الألماني المتهم بالتقليل من شأن آيديولوجيا اليمين المتطرف في صفوفه، ووضعت دوائر الهجرة على المحك بسبب تدفق اللاجئين إلى ألمانيا بين عامي 2015 و2016. واتُهم الجندي السابق باستهدافه عبر نواياه الشريرة وزير الخارجية السابق هايكو ماس، وكان حينها وزيراً للعدل، ونائبة رئيس البرلمان كلاوديا روث وكذلك ناشطة يهودية مدافعة عن حقوق الإنسان. خلال المحاكمة، أبدى ألبريخت «أسفه» لتضليل جهاز الهجرة. لكنه نفى إعداده لأي هجمات أو انتماءه إلى اليمين المتطرف. وسرعان ما قوضت الشرطة ادعاءاته، إذ تم العثور بين أغراضه على أوسمة عسكرية نازية ودبابيس مزينة بصلبان معقوفة. وأدى ذلك إلى توقيفه في فبراير (شباط) بعدما كان يحاكم طليقاً حتى ذاك الحين. وقالت المدعية العامة كارين وينغاست: «أراد ارتكاب هجوم يكون له تأثير سياسي كبير». وأثار الكشف عن هذه القضية ضجة كبرى في ألمانيا التي كانت تغاضت لفترة طويلة عن خطر الهجمات التي ارتكبتها حركة النازيين الجدد، مع تركيز أجهزة المخابرات الداخلية عملها عوضاً عن ذلك على تهديد المتطرفين. وسلطت الفضيحة الضوء على الخلل الحاصل في معالجة أكثر من مليون طلب لجوء منذ تدفق اللاجئين في 2015 و2016 فيما أكدت السلطات الألمانية مراراً أنها تدقق في طلبات اللجوء تدقيقاً صارماً».
وقال ألبريخت أمام المحكمة: «لم يطلبوا مني التحدث بالعربية ولا الإسهاب في سرد قصتي».
وفي ذروة وصول مئات الآلاف من المهاجرين إلى ألمانيا، ومعظمهم فروا من الحرب في سوريا، وفي محاولة لإثبات أن مفهوم اللجوء قد تحول عن مساره، بحسب قوله، تقدم في شتاء 2015 إلى مركز استقبال للاجئين قرب فرانكفورت». وقال إنه ارتدى ملابس شبيهة بما سيرتديه شخص «تخيلت أنه قطع للتو آلاف الكيلومترات ليأتي إلى ألمانيا». وتم توقيف ألبريخت أوائل عام 2017 عندما حاول استعادة مسدس كان قد أخفاه في مرحاض في مطار فيينا. وكشفت بصماته تشابهاً مع بصمات اللاجئ السوري ديفيد بنيامين. وبعد اعتقاله، وُجهت إلى الجيش الألماني اتهامات بعدم محاربة الانحرافات الآيديولوجية بين قواته بشكل كاف. وعثر في هاتفه المحمول على رسائل معادية للأجانب، بالإضافة إلى عمل أكاديمي كتبه يحفل بتعليقات قومية أو متطرفة. وكشف التحقيق احتفاظه بنسخة من كتاب «كفاحي» لأدولف هتلر، وتشبيهه الهجرة بـ«الإبادة الجماعية». ودفعت القضية وزيرة الدفاع آنذاك، أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية الآن، إلى تشديد القبضة على الجيش الألماني، الأمر الذي أثار ضدها انتقادات في صفوف العسكريين.
حكم بالسجن على ضابط ألماني من اليمين المتطرف
انتحل صفة لاجئ سوري
حكم بالسجن على ضابط ألماني من اليمين المتطرف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة