مصر: إجراءات لاحتواء تبعات زيادة أسعار الوقود

عزت القرار إلى تداعيات حرب أوكرانيا و«كورونا»

محطة وقود في القاهرة (أ.ب)
محطة وقود في القاهرة (أ.ب)
TT
20

مصر: إجراءات لاحتواء تبعات زيادة أسعار الوقود

محطة وقود في القاهرة (أ.ب)
محطة وقود في القاهرة (أ.ب)

غداة تطبيق قرارها بزيادة أسعار الوقود، أعلنت الحكومة المصرية إجراءات لضبط تبعات القرار على أسعار الغذاء وخدمات النقل. وحمّل رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي الحرب في أوكرانيا وتداعيات جائحة «كورونا» مسؤولية قرار الزيادة الذي قال إنه جاء متأثراً بزيادة الأسعار عالمياً واعتماد البلاد على استيراد المواد البترولية.
وخلال اجتماع موسع مع مجلس المحافظين، اليوم (الخميس)، قال مدبولي إن الدولة «تحملت على مدار الفترة السابقة الزيادات غير المسبوقة التي حدثت في المنتجات البترولية، وبالأخص في السولار، وكانت تسعى بقدر الإمكان لتجنب أي زيادات تطرأ على السولار، باعتباره عنصراً رئيسياً للعديد من الأنشطة، وعلى الأخص النقل الجماعي ونقل البضائع، والآلات الزراعية».
وأوضح أنه «في ظل الظروف العالمية الراهنة وتداعياتها، لاسيما الأزمة الروسية الأوكرانية التي تشير التقديرات الى انها ستستمر لفترة طويلة، بلغ سعر لتر السولار في آخر 3 أشهر كمتوسط 11 جنيهاً، وكنا نبيعه بسعر 6.75 جنيه، فكان هناك دعم كبير من الدولة يصل لنحو 4.25 جنيه للتر، وهذا رقم ضخم جداً، بصورة يصعب معها القدرة على الاستمرار في تحمله، ولذا كان قرار لجنة التسعير بتحريك سعر السولار بنحو 50 قرشاً».

واعتبر رئيس الوزراء المصري أن «ما يتم اتخاذه من قرارات لتحريك أسعار المنتجات البترولية يأتي بهدف الحفاظ على ثروة البلاد البترولية وتجنيب موازنة الدولة المزيد من الأعباء، بما يمكنها من مواجهة ضغوط التضخم العالمية»، منوهاً بأن «ما يشهده العالم من تغيرات على المناحي كافة، وخاصة الاقتصادية منها، جاءت كنتيجة مباشرة للأزمة الروسية ـ الأوكرانية التي أثرت سلباً على الاقتصاد العالمي، بينما اقتصادات العالم لم تتعاف بعد من آثار جائحة كورونا وموجة التضخم العالمية».
وبشأن تأثيرات زيادة سعر السولار محلياً على السلع الغذائية، قال مدبولي مخاطباً المحافظين إنه «من الضروري متابعة عدم استغلال سيارات نقل الخضراوات والفاكهة للزيادة»، مستشهداً بأن «اتحاد الغرف التجارية أجرى تحليلاً على زيادة تكلفة السلع في ضوء زيادة أسعار المنتجات البترولية، فكان من نتائجه أن هذه الزيادة لن تتجاوز نسبة تأثيرها على التكلفة 1 في الألف وهي نسبة طفيفة للغاية، وهو ما يعني أنه إذا كانت قيمة سلعة 100 جنيه، فستكون تكلفة الزيادة المتوقعة 10 قروش فقط»، بحسب مدبولي.
وشدد مدبولي على أنه تابع مع الغالبية العظمى من المحافظين توجيه «رسالة مهمة بأننا لن نسمح لأحد بأن يستغل الوضع لفرض زيادات غير مناسبة في الأسعار»، مشيراً إلى أن «كل محافظ حدد الزيادة التي ستحدث في تعريفة الركوب لوسائل النقل الجماعي والعام، سواء داخل المحافظة والمدن، وما بين المحافظات وبعضها البعض، وبالتالي بدأ تطبيق هذه التعريفة منذ أمس».
رئيس الوزراء المصري تطرق كذلك إلى وجود آليات حكومية لتلقي الشكاوى من المواطنين، مطالباً بالتعامل «بمنتهى الجدية» مع أي شكاوى في شأن التعريفة الجديدة لنقل الركاب، «مع تحقيق الانضباط على أرض الواقع».
وقال وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي، إن «الزيادة الجديدة في تعريفة الركوب لوسائل المواصلات ما بين 5% إلى 7% على جميع الخطوط الداخلية بالمحافظة والخارجية بين المحافظات».



الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر، يوم الاثنين، إن صانعي السياسات والمسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة بحاجة إلى إعادة التفكير في خطط التحول في مجال الطاقة، وإلى التوقف عن التركيز على عناصر التحول التي فشلت، مشدداً على الحاجة إلى الاستثمار في الوقود الأحفوري؛ لتلبية الطلب العالمي.

تأتي تصريحات الناصر في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى زيادة إنتاج النفط والغاز إلى أقصى حد، وهو تحول دراماتيكي في سياسة الطاقة الأميركية، بعد أن كان الرئيس السابق جو بايدن قد سنّ تشريعاً لتسريع التحول عن الوقود الأحفوري في أكبر اقتصاد في العالم، وفق «رويترز».

أما في أوروبا، فقد أبطأ صانعو السياسات في أوروبا من طرح سياسات الطاقة النظيفة وتأخير أهدافها مع ارتفاع تكاليف الطاقة عقب الحرب الروسية - الأوكرانية في عام 2022، مما أدى إلى تحويل تركيزهم إلى أمن الطاقة. وقد تراجعت شركات النفط الأوروبية الكبرى عن خططها الرامية إلى بناء تكنولوجيات أكثر مراعاةً للبيئة لأنها أثبتت أنها غير مربحة.

وقال الناصر أمام المديرين التنفيذيين من كبرى شركات الطاقة في العالم في مؤتمر «سيرا ويك» في هيوستن: «يمكننا جميعاً أن نشعر برياح التاريخ في أشرعة صناعتنا مرة أخرى». وأضاف: «لقد حان الوقت للتوقف عن تعزيز الفشل»، مشيراً إلى الهيدروجين الأخضر كمثال على الوقود الذي كان محور سياسات تحول الطاقة، ولكنه لا يزال مكلفاً للغاية بحيث لا يمكن استخدامه تجارياً على نطاق واسع.

وأوضح أن مصادر الطاقة الجديدة يمكن أن تكون مكملة للوقود الأحفوري ولكن لا يمكن أن تحل محله. وشدد على أن هناك حاجة إلى الاستثمار في جميع مصادر الطاقة لتلبية الطلب العالمي على الطاقة، قائلاً: «لقد كانت الاستراتيجية الحالية المتمثلة في التحول المبكر إلى بدائل غير ناضجة مدمرة للغاية. ولا يمكن للمصادر الجديدة أن تلبي حتى النمو في الطلب».

ولفت إلى أن إلغاء الضوابط التنظيمية وتقديم حوافز أكبر للمؤسسات المالية لتوفير «تمويل غير متحيز» ضروريان لضمان استثمارات كافية في مجال الطاقة.

وقال الناصر إن «أرامكو» استثمرت أكثر من 50 مليار دولار العام الماضي، في مشاريع الطاقة التقليدية والمتجددة. وأضاف أن الشركة تستهدف الاستثمار فيما يصل إلى 12 غيغاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030.

ودعا الناصر في كلمته أمام المؤتمر العام الماضي الصناعة إلى «التخلي عن خيال التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري».