الصدر عن تسريبات المالكي: لا تكترثوا فنحن لا نقيم له وزناًhttps://aawsat.com/home/article/3757941/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%B1%D8%AB%D9%88%D8%A7-%D9%81%D9%86%D8%AD%D9%86-%D9%84%D8%A7-%D9%86%D9%82%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%B2%D9%86%D8%A7%D9%8B
الصدر عن تسريبات المالكي: لا تكترثوا فنحن لا نقيم له وزناً
خلافات تعصف بـ«الإطار التنسيقي»... وترقب حذر لصلاة الجمعة
مناصرون للصدر خلال مظاهرة في ميدان التحرير ببغداد مايو الماضي (إ.ب.أ)
بغداد:«الشرق الأوسط»
TT
بغداد:«الشرق الأوسط»
TT
الصدر عن تسريبات المالكي: لا تكترثوا فنحن لا نقيم له وزناً
مناصرون للصدر خلال مظاهرة في ميدان التحرير ببغداد مايو الماضي (إ.ب.أ)
دعا زعيم «التيار الصدري» في العراق مقتدى الصدر أنصاره، اليوم (الخميس)، إلى عدم الاكتراث بالإساءات بحقه التي تضمنتها التسجيلات المسرّبة لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، «فنحن لا نقيم له وزناً».
وثار جدل في العراق على خلفية فيديو مسرب من ثلاثة أجزاء يتحدث فيه المالكي عن قضايا تعود لفترات سابقة من حكمه الذي دام ثماني سنوات للعراق (2006 ـ 2014)، ومن بينها علاقته المتوترة مع زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر.
وتضمن التسريب كلمات وأوصافاً قاسية بحق الصدر، خصوصاً في معرض الحديث عن ما سُمي «صولة الفرسان» عام 2007، وهي عملية عسكرية كان المالكي أطلقها لملاحقة «جيش المهدي» التابع لتيار الصدر آنذاك ونجحت في الحد من نفوذه، لكنها أدت تحطيم الجسور بين المالكي والصدر.
ورغم صدور نفي عن مكتب المالكي بشأن عدم صحة تلك التسريبات، وتحذير المالكي مما ورد في تلك التسريبات بوصفه «كلاماً يراد منه إحداث فتنة داخل البيت الشيعي»، إلا أن الأوساط السياسية العراقية انشغلت بما ورد في تلك التسريبات على مدى الأيام الثلاثة الماضية.
ويسعى الصدر عبر دعوة «الجمعة الموحدة» إلى إثبات قوة تياره وتكريس عدم تجاوزه في أي معادلة حكم مقبلة. وفيما هدأت تصريحات الصدر بشأن تسجيلات المالكي مما يمكن أن يصدر عن أنصاره غداً (الجمعة) بعد الصلاة، فإن خصومه يترقبون بحذر هذه الصلاة الضخمة، وما يمكن أن يطرح عبرها من شعارات أو هتافات أو ربما احتكاكات.
ورغم قول الصدر في تغريدة، اليوم، إنه لن يدخل «فتنة أخرى»، إلا أنه ترك «الخيار للشعب»، وهو ما فسرته أوساط سياسية بأنه قد يكون بمثابة ضوء أخضر لحراك جماهيري قد يمهد لدخول أنصار الصدر المنطقة الخضراء.
توتر بين القيادات الشيعية
وبدأ «الإطار التنسيقي» الذي شعر بالانتصار عقب انسحاب الكتلة الصدرية المكونة من 73 نائباً من البرلمان، بدفع ثمن ذلك نتيجة بروز خلافات بين قياداته عرقلت الاتفاق على مرشح واحد لتشكيل الحكومة، رغم نهاية عطلة العيد.
القيادات الشيعية الرئيسية المنضوية في تحالف «الإطار التنسيقي» كانت تعد العدة لإعلان مرشحها لرئاسة الوزراء قبيل صلاة جمعة الصدر، لكنها اضطرت إلى تأجيل اجتماعها أكثر من مرة. ورغم أن البيانات الصادرة عنها بخصوص التأجيل تتحدث عن إجراء المزيد من المشاورات، إلا أن مصادر تؤكد أن قسماً من القيادات الشيعية عبر عن انزعاج واضح مما ورد في التسجيلات بصرف النظر عن حقيقتها.
كذلك، تتحدث المصادر عن توتر بين القيادات الشيعية داخل «الإطار» أدت إلى تأجيل الاجتماعات، على خلفية إصرار المالكي، إما على ترشيح نفسه أو أن يكون له دور بارز في اختيار مرشح الإطار، خصوصاً أن قيادات الخط الأول الشيعية مثل هادي العامري وعمار الحكيم وحيدر العبادي أعلنت عدم مشاركتها في الحكومة المقبلة.
وتكشف كواليس لقاءات «الإطار» عن حجم الخلافات بين قياداته الذين بدأوا يتحدثون عن تعرضهم لـ«مؤامرات خارجية» لإعاقة أي مسار يجعلهم يستكملون تشكيل الحكومة.
وإضافة إلى تحدي «الجمعة الموحدة»، حاولت بعض قيادات «الإطار» توظيف مشاركة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في قمة جدة الأميركية – العربية، كوسيلة للتنفيس عن أزماتها الداخلية.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.