تورط ثلاث نساء لبنانيات في نقل سيارة مفخخة يثير القلق

تباين في الروايات عما إذا كان دورهن تسليم السيارة أو تفجيرها

تورط ثلاث نساء لبنانيات في نقل سيارة مفخخة يثير القلق
TT

تورط ثلاث نساء لبنانيات في نقل سيارة مفخخة يثير القلق

تورط ثلاث نساء لبنانيات في نقل سيارة مفخخة يثير القلق

لم يألف اللبنانيون أنباء عن توقيف نساء متورطات في الإعداد لعمليات انتحارية أو المساهمة في نقل سيارات مفخخة، على غرار ما شهدته بلدة عرسال البقاعية، الحدودية مع سوريا، أول من أمس، حيث أوقف الجيش اللبناني ثلاث نساء، داخل سيارة مفخخة بنحو 40 كيلوغراما من المواد المتفجرة.
وعلى الرغم من تضارب الأنباء بين روايتين، أفادت الأولى بأن النساء خططن لعملية انتحارية ثلاثية، بعد تسلمهن السيارة من منطقة يبرود السورية المجاورة، إذ تفجر إحداهن السيارة قبل أن تفجر زميلتاها نفسيهما بحزامين ناسفين كانا بحوزتهما، فيما تحدثت رواية ثانية عن أن دورهن اقتصر على تسلم السيارة ومن ثم تسليمها إلى طرف ثالث. وجاء توقيف السيدات الثلاث على حاجز للجيش على مدخل بلدة عرسال الغربي، نتيجة لتوقيف الجيش المدعو نعيم عباس، أحد أخطر المطلوبين والمتورطين في إعداد تفجيرات سابقة ولاحقة. وعلى الرغم من أن أسماء شابات ونساء لبنانيات عدة برزت في حقبة الحرب الأهلية، حيث قاتل بعضهن داخل أحزاب شاركت في الحرب والبعض الآخر ضد إسرائيل، لكن مجرد توقيف السيدات الثلاث كان له وقعه الثقيل على اللبنانيين.
وغالبا ما تحجم الأجهزة الأمنية اللبنانية عن توقيف أو تفتيش سيارات تقودها نساء أو حتى بداخلها نساء وأطفال حتى لو كان من يقودها رجل، إلا في حال الاشتباه بسيارة دون سواها. ولم يستبعد مراقبون أن تكون الاستعانة بهؤلاء النساء بمثابة أسلوب جديد لصرف النظر عن هوية المتورطين الحقيقيين، بعد تشدد الجيش اللبناني في التدقيق بالسيارات التي تخرج من عرسال.
ولم يتردد بعض اللبنانيين بعد شيوع خبر توقيفهن أول من أمس، في الربط بين دور السيدات الثلاث المفترض في مساعدة شبكات انتحارية وبين ما سبق لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أن أعلنه قبل أسابيع، لناحية فتح باب الانتساب إلى كتيبتين نسائيتين أطلق عليهما اسمي «الخنساء» و«أم الريان» مشترطا أن تكون المنتسبات من «النساء العازبات بين عمر 18 و25 سنة». وكان لبنان شهد منذ شهر يوليو (تموز) الماضي عشرة تفجيرات، نفذ سبعة انتحاريين ستة منها وتبنت معظمها مجموعات جهادية هي «جبهة النصرة في لبنان» و«كتائب عبد الله عزام» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، معلنة أنها جاءت ردا على قتال حزب الله اللبناني إلى جانب القوات النظامية في سوريا.
ويبدي لبنانيون كثيرون تخوفهم من استمرار التفجيرات عبر السيارات المفخخة والانتحاريين، على غرار المثال العراقي، حيث برزت أسماء نساء انتحاريات، لم يترددن في تنفيذ عمليات أودت بحياة العشرات. وكانت قيادة الجيش اللبناني أعلنت في بيانها أول من أمس ضبطها «سيارة ثانية من نوع كيا لون رصاصي، كانت تتجه من يبرود في سوريا إلى داخل الأراضي اللبنانية ثم بيروت، وبداخلها ثلاث نساء، على أن يسلمن السيارة المذكورة لأشخاص انتحاريين. ولوحقت السيارة وتم توقيفها عند حاجز اللبوة مع النساء الثلاث».
وفور إذاعة خبر توقيف النساء الثلاث، أعرب أهالي عرسال عن شعورهم بالصدمة، مؤكدين انتظار نتائج التحقيقات ورافضين تحميل البلدة مجتمعة تبعات هذا العمل. وقال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ«الشرق الأوسط» إن «سمعة عائلات الفتيات جيدة في البلدة وهن لا يخرجن كثيرا من منازلهن ولا يتعاطين مع أحد». وأبدى رفض «وصفهن بالانتحاريات قبل صدور موقف رسمي من قيادة الجيش بنتيجة التحقيقات التي تجريها معهن لكشف ملابسات الموضوع»، من دون أن يستبعد فرضية أن يكون دور النساء «وسيطا» بين مفخخ السيارة والانتحاريين، خصوصا أن ثمة شبهات تدور حول شقيق إحداهن.
وفي سياق متصل، سأل يحيى، أحد أبناء بلدة عرسال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «هل هن بداية لموجة جديدة من الانتحاريات أم مجرد ساعي بريد لنقل السيارات المفخخة والمتفجرات من المعد إلى المنفذ».
وأعلن أهالي عرسال ومخاتيرها وفعالياتها الاجتماعية أنه «هالهم توقيف ثلاث نساء من عرسال ينقلن سيارة مفخخة»، مشيرين إلى أن «النساء المذكورات يمثلن الجهة التي أرسلتهن، ولا يمثلن عرسال بأي شكل من الأشكال».
ونوه أهالي بلدة عرسال، في بيان لهم، «بالقوى الأمنية الساهرة على أمن الوطن والمواطنين». وأعلنوا استنكارهم «لكل عمل استفزازي أو تحريضي يمس الوحدة الوطنية».، مؤكدين أن «عرسال جزء من الوطن اللبناني ومصيرها من مصيره».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.