موقع لتسجيل الناخبين التونسيين يتعرض لـ1700 هجوم ومحاولة اختراق

سعيد يطالب بملاحقة المتورطين في محاولة تخريب الاستفتاء على الدستور

فاروق بوعسكر---رئيس هيئة الانتخابات
فاروق بوعسكر---رئيس هيئة الانتخابات
TT

موقع لتسجيل الناخبين التونسيين يتعرض لـ1700 هجوم ومحاولة اختراق

فاروق بوعسكر---رئيس هيئة الانتخابات
فاروق بوعسكر---رئيس هيئة الانتخابات

واصلت الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية التونسية التعبير عن مواقفها من استفتاء 25 يوليو (تموز) الحالي على مشروع الدستور التونسي الجديد الذي سيغير طبيعة النظام السياسي من برلماني معدّل إلى رئاسي يحظى فيه رئيس الجمهورية بصلاحيات واسعة. وتواصل الجدل الحاد أمس حول إحدى أهم نقاط الخلاف بين الأطراف السياسية والاجتماعية المكونة للمشهد التونسي وهي «صلاحيات رئيس الدولة وضرورة الفصل بين السلطات والحفاظ على استقلالية كل منها».
في هذا السياق، كشف الأزهر بالي، رئيس حزب «الأمان» المعارض عن نية المشاركة في الاستفتاء رغم التحفظات الكثيرة التي أبداها تجاه نسختي الدستور الأصلية والمعدّلة. وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس إن تونس وقعت بين سندان «24 يوليو (بزعامة النهضة)» ومطرقة «25 يوليو (مشروع قيس سعيد السياسي)»، وإن الحزب يسعى إلى إسقاط مشروع الدستور الجديد من خلال قول «لا» عبر صناديق الاقتراع. وانتقد بالي محتوى دستور 2022 قائلاً إنه «يمهد لسلطة الشخص الواحد، ولا يضمن الحقوق والحريات... يمهد لسلطة الفقيه والمرشد الأعلى» ولا يحافظ على صفة «رئيس الجمهوري»؛ على حد تعبيره.
واقترح رئيس حزب «الأمان» تشكيل هيئة سياسية جديدة لصياغة دستور توافقي في حال فشل الاستفتاء في جمع التونسيين حول مشروع سياسي موحّد، وقال إن هذه الهيئة ستتشكل من 12 عضواً ويرأسها الرئيس التونسي قيس سعيد وتكون ممثلة لمختلف المنظمات والنقابات الكبرى، وعدد من خبراء القانون الدستوري وعلماء الاجتماع والتاريخ؛ على حد قوله.
ودعا إلى اتخاذ خطوات عدة «لتنقية المناخ السياسي والاجتماعي في تونس، من خلال التراجع عن (المنشور الحكومي - عدد 20) الذي يمنع التفاوض مع (اتحاد الشغل) من دون الرجوع إلى رئاسة الحكومة، وإلغاء القرار الرئاسي المتعلق بعزل 57 قاضياً من مناصبهم، وإحالة ملفات اتهامهم على الهياكل القضائية المعنية».
في غضون ذلك، وفي رده على طلب بعض الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلغاء الاستفتاء، قال ماهر الجديدي، نائب رئيس هيئة الانتخابات، إن «إلغاء الاستفتاء ليس من صلاحيات الهيئة التي تطبق محتوى القانون الانتخابي التونسي الذي يمنحها الحق في إدارة وتنظيم العمليات الانتخابية والإشراف على حسن سير المسار الانتخابي والإعلان عن النتائج».
إلى ذلك، كشفت التحقيقات التي أجرتها وزارة الداخلية التونسية في محاولات اختراق موقع تسجيل الناخبين، عن أن «الموقع الإلكتروني المتعلّق بتسجيل الناخبين وتغيير مراكز الاقتراع تعرض خلال الفترة الماضية إلى نحو 1700 هجوم إلكتروني أو محاولة اختراق». وهو ما دفع بالرئيس التونسي قيس سعيد لدى استقباله توفيق شرف الدين وزير الداخلية إلى التشديد على «ضرورة احترام القانون وحياد كل المرافق العمومية»، ونوه بالجهود التي تبذلها الوزارة استعداداً للموعد التاريخي يوم 25 من هذا الشهر. وكان الرئيس التونسي أكد أيضاً خلال لقائه فاروق بوعسكر رئيس الهيئة الانتخابية «ضرورة حياد كل الأطراف والانتباه إلى المحاولات المتعددة لاختراق عمليات التسجيل والحق في تغيير مركز الاقتراع». وأشار إلى أن «إمكانية تغيير مراكز الاقتراع تمّ التلاعب بها وغلق الموقع منذ أيام»، ودعا إلى اتخاذ «كل التدابير حتى لا يتكرر ذلك مجدداً وكل الإجراءات حتى يتحمل كل طرف مسؤولياته كاملة». وأكد أن الأمر يتعلق بـ«مصير دولة وبمصير شعب ولا مجال للتسامح مع من يريدون إفشال الاستفتاء بكل الطرق؛ لأنهم يهابون سيادة الشعب، ويهابون أن يعبر عن رأيه بكل حرية».
من ناحية أخرى، دعا أسامة عويدات، عضو المكتب السياسي لـ«حركة الشعب» المؤيدة لخيارات الرئيس التونسي، إلى «انهاء المرحلة الاستثنائية التي تمر بها تونس بالاتفاق على عقد اجتماعي جديد يؤسس لنظام سياسي جديد ومرحلة جديدة فيها تنظيم للسلطة ولعلاقة المواطن بالدولة»، مشيراً إلى أن مشروع الدستور الجديد «يضمن الذهاب نحو دولة جديدة تحمي شعبها»، مؤكداً أن «(حركة الشعب) ستصوت لفائدة مشروع دستور 2022 برمته رغم بعض التحفظات على بعض الفصول».


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.