أوكرانيا تقطع العلاقات مع كوريا الشمالية بعد اعترافها بدونيتسك ولوغانسك

دينيس بوشلين  متحدثا إلى الإعلام في دونيتسك اليوم (أ.ب)
دينيس بوشلين متحدثا إلى الإعلام في دونيتسك اليوم (أ.ب)
TT

أوكرانيا تقطع العلاقات مع كوريا الشمالية بعد اعترافها بدونيتسك ولوغانسك

دينيس بوشلين  متحدثا إلى الإعلام في دونيتسك اليوم (أ.ب)
دينيس بوشلين متحدثا إلى الإعلام في دونيتسك اليوم (أ.ب)

أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا، اليوم (الأربعاء)، اعتراف كوريا الشمالية بـ«جمهوريتَي» دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتياً، في خطوة دفعت بكييف إلى قطع علاقاتها مع بيونغ يونغ.
وقال الانفصاليون إن هذه الخطوة تلي اعتراف سوريا بهم أواخر الشهر الماضي، إضافةً إلى روسيا نفسها التي اعترفت بـ«الجمهوريتين» قبل وقت قصير من شنها عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ونشرت «سفارة» الانفصاليين في موسكو صورة على تطبيق «تلغرام» لمبعوثتها أولغا ماكييفا خلال تسلمها ما وصفتها بأنه رسالة اعتراف من سفير كوريا الشمالية سين هونغ شول.
وكان زعيم دونيتسك دينيس بوشلين، قد أعلن قبل وقت قصير عزم بيونغ يانغ على الاعتراف بالكيان، لافتاً إلى أن «المكانة الدولية لجمهورية دونيتسك الشعبية آخذة في النمو». ووصف في تعليقات أدلى بها لوكالة الصحافة الفرنسية الأمر بأنه «انتصار جديد لدبلوماسيتنا».
وفي وقت لاحق أعلن ممثل لجمهورية لوغانسك الشعبية، الكيان الثاني المعلن ذاتياً في شرق أوكرانيا، تلقيه اعترافاً من كوريا الشمالية. لكن لم يصدر أي تعليق فوري بهذا الصدد عن بيونغ يانغ.
في المقابل، سارعت أوكرانيا إلى قطع علاقاتها مع كوريا الشمالية بعد ساعات من إعلان الانفصاليين اعتراف بيونغ يانغ بجمهوريتيهم.
ونددت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان بقرار كوريا الشمالية الاعتراف بأراضٍ وصفتها كييف بأنها «محتلة بشكل مؤقت من روسيا».
وقال البيان: «رداً على ذلك (...) تعلن أوكرانيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية»، في إشارة إلى الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.
وحسب البيان، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: «لم يعد لروسيا أي حلفاء في العالم، باستثناء الدول التي تعتمد عليها مالياً وسياسياً». وأضاف أن روسيا ناشدت كوريا الشمالية الاعتراف بالمنطقة في خطوة «أكثر تعبيراً عن بث موسكو للسموم مما تفعله بيونغ يانغ».
وتقع دونيتسك ولوغانسك المتجاورتان في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا الشهيرة بإنتاج الفحم.
ومنذ العام 2014 خضعت هذه المنطقة لسيطرة القوات الانفصالية الموالية لروسيا بشكل جزئي متزامن مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وبررت روسيا العملية الروسية التي أطلقتها في 24 فبراير (شباط) بالحاجة إلى حماية الكيانين الانفصاليين وسكانهما الناطقين بالروسية.
وافتتح انفصاليو دونيتسك «سفارة» في موسكو، أمس، حيث أشاروا بعد ذلك إلى محادثات جارية مع كوريا الشمالية بشأن احتمال الاعتراف بهم.
ويُعرب المسؤولون الانفصاليون بشكل دائم عن رغبتهم بالانضمام إلى روسيا، لكنّ وزيرة خارجية الانفصاليين ناتاليا نيكانوروفا قالت، أمس، إن الهدف الرئيسي هو «تحرير الجمهورية» و«بعد ذلك سيكون هناك استفتاء».


مقالات ذات صلة

بعد اجتماعيه مع زيلينسكي وترودو... الملك البريطاني «عازم» على استخدام دوره الدبلوماسي

أوروبا الملك البريطاني تشارلز الثالث (يسار) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقطان صورة خلال لقاء في قصر «ساندرينغهام»... (أ.ف.ب)

بعد اجتماعيه مع زيلينسكي وترودو... الملك البريطاني «عازم» على استخدام دوره الدبلوماسي

كشف مصدر ملكي عن أن الملك البريطاني تشارلز عازم على استخدام دوره الدبلوماسي بعد اجتماعيه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الكندي.

«الشرق الأوسط» (لندن) «الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا جنود من لواء المدفعية المنفصل رقم «44» التابع للقوات المسلحة الأوكرانية يطلقون قذائف من مدفع «هاوتزر» عيار «155 ملم» من طراز «FH70» باتجاه القوات الروسية في منطقة زابوريجيا (رويترز)

أوكرانيا تؤكد خسائرها بعد استهداف ضربة صاروخية لموقع تدريبي

اعترف الجيش الأوكراني بتعرضه لخسائر في أعقاب ضربة صاروخية روسية على ساحة تدريب عسكرية تقع على مسافة 100 إلى 130 كيلومتراً من الجبهة في منطقة دنيبروبتروفسك.

«الشرق الأوسط»
العالم من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (د.ب.أ) play-circle

ترمب: على زيلينسكي أن يكون أكثر امتناناً

اعتبر الرئيس الأميركي أن نظيره الأوكراني «ينبغي أن يكون أكثر امتناناً» للولايات المتحدة، لافتاً إلى أن التوصل إلى اتفاق حول المعادن الأوكرانية لا يزال ممكناً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلقي كلمة أمام أنصاره خلال المؤتمر العام لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة 23 فبراير 2025 (رويترز)

إردوغان: حل الأزمة الروسية الأوكرانية لا يمكن دون إشراك طرفي الصراع

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الاثنين)، إن أي حل للصراع الروسي الأوكراني لا يمكن أن يتم دون وجود الطرفين.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو يلقي كلمة حول الوضع في أوكرانيا والأمن في أوروبا في الجمعية الوطنية في باريس بفرنسا 3 مارس 2025 (رويترز) play-circle

رئيس الوزراء الفرنسي يندد بهجوم ترمب على زيلينسكي

ندد رئيس الوزراء الفرنسي، الاثنين، بهجوم الرئيس الأميركي ترمب على نظيره الأوكراني زيلينسكي في المكتب البيضاوي، واصفاً إياه بأنه عرض مذهل من «الوحشية».

«الشرق الأوسط» (باريس)

ترمب: على زيلينسكي أن يكون أكثر امتناناً

من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (د.ب.أ)
من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

ترمب: على زيلينسكي أن يكون أكثر امتناناً

من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (د.ب.أ)
من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (د.ب.أ)

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «ينبغي أن يكون أكثر امتناناً» للولايات المتحدة، وذلك بعد خوضه مشادة كلامية معه، الجمعة، في البيت الأبيض، لافتاً إلى أن التوصل إلى اتفاق حول المعادن الأوكرانية لا يزال ممكناً، وسط تقارير عن توقف تمويل مبيعات الأسلحة الأميركية الجديدة إلى أوكرانيا.

وقال الرئيس الأميركي في البيت الأبيض: «أعتقد ببساطة أن عليه أن يكون أكثر امتناناً، لأن هذا البلد (الولايات المتحدة) دعمهم في السراء والضراء».

ولدى سؤاله عمّا إذا كانت الصفقة المتّصلة بالمعادن بين واشنطن وكييف التي كان يفترض أن تشكل خطوة إلى الأمام نحو وضع حد للنزاع، باتت بحكم الميتة، قال ترمب: «كلا، لا أعتقد ذلك».

وعن تقارير تفيد بأنه يدرس وضع حد للمساعدات العسكرية التي تقدّمها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، قال ترمب: «لم أتحدث حتى عن هذا الأمر حتى الآن». وأضاف: «سنرى ماذا سيحصل. هناك أمور كثيرة تحدث الآن في الوقت الذي نتحدث فيه».

وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون لصحيفة «وول ستريت جورنال»، الاثنين، إن إدارة ترمب أوقفت تمويل مبيعات الأسلحة الجديدة إلى أوكرانيا وتدرس تجميد شحنات الأسلحة من المخزونات الأميركية، مما يهدد قدرة كييف على مواجهة القوات الروسية.

يأتي ذلك ضمن تجميد أوسع فرضته الولايات المتحدة على المساعدات الخارجية خلال الأسابيع الأخيرة، لكن القرار بوقف الإمدادات العسكرية لأوكرانيا جاء بعد اللقاء المتوتر بين ترمب وزيلينسكي.

وأثار تعليق لزيلينسكي قال فيه إن «نهاية الحرب بعيدة للغاية» انتقادات من ترمب، الاثنين، وقال الرئيس الأميركي على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» إن التعليق هو «أسوأ تصريح يمكن أن يصدر عن زيلينسكي، ولن تتحمله أميركا طويلاً».

وأصدرت إدارة ترمب قراراً بوقف جميع المساعدات الخارجية، باستثناء تلك الموجهة لإسرائيل ومصر.

وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو منح استثناء يسمح بمواصلة تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فإن المسؤول في الخارجية بيتر ماروكو لم يرسل الخطاب المطلوب إلى وزارة الدفاع (البنتاغون) لتفعيل القرار، مما أدى إلى تعليق فعلي لصفقات الأسلحة الجديدة لكييف عبر نظام التمويل العسكري الأجنبي الأميركي، بحسب «وول ستريت جورنال».

وتتلقى أوكرانيا الأسلحة من الولايات المتحدة عبر آليات عدة، منها التمويل العسكري الأجنبي ومبادرة المساعدة الأمنية التي يديرها البنتاغون، إضافة إلى سلطة الرئيس الأميركي التي تسمح بالسحب من مخزونات الأسلحة الحالية، التي كانت المصدر الأساسي لتزويد كييف بالسلاح عبر المخزونات الأميركية.

وقالت مصادر مطلعة للصحيفة الأميركية إن البيت الأبيض سيبحث في اجتماع مرتقب إمكانية تعليق هذه الشحنات أيضاً.

ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين غربيين القول إن أوكرانيا قد تكون قادرة على مواصلة القتال حتى منتصف العام الحالي دون مساعدات عسكرية أميركية جديدة، مستفيدة من الشحنات التي وافقت عليها إدارة الرئيس السابق جو بايدن في أيامها الأخيرة.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن قدرة أوكرانيا على تنفيذ ضربات بعيدة المدى قد تتراجع إذا توقفت الإمدادات الأميركية، إذ تعد الولايات المتحدة المنتج الوحيد لبعض الأنظمة الحيوية التي تمكّن الأوكرانيين من تنفيذ ضربات استراتيجية خلف الخطوط الروسية.