تن هاغ يبدأ مشواره التدريبي مع يونايتد بانتصار معنوي كبير على ليفربول

ليفاندوفسكي الحزين يشارك في معسكر تدريبات بايرن ميونيخ... وبيل يطمح في مسيرة طويلة مع لوس أنجليس

فريد في المنتصف يسجل هدف يونايتد الثاني بتسديدة ساقطة رائعة (أ.ف.ب)
فريد في المنتصف يسجل هدف يونايتد الثاني بتسديدة ساقطة رائعة (أ.ف.ب)
TT
20

تن هاغ يبدأ مشواره التدريبي مع يونايتد بانتصار معنوي كبير على ليفربول

فريد في المنتصف يسجل هدف يونايتد الثاني بتسديدة ساقطة رائعة (أ.ف.ب)
فريد في المنتصف يسجل هدف يونايتد الثاني بتسديدة ساقطة رائعة (أ.ف.ب)

بانتصار عريض وبرباعية نظيفة على الغريم التقليدي ليفربول، استهل الهولندي إريك تن هاغ مشواره التدريبي مع مانشستر يونايتد في مباراة ودية بالعاصمة التايلاندية بانكوك أمس.
وسجل جايدون سانشو في الدقيقة (12) والبرازيلي فريد (30) والفرنسي أنتوني مارسيال (33) والأوروغواياني فاكوندو باليستري (78) الأهداف الأربعة لفريق يونايتد الذي يأمل انتفاضة تحت قيادة مدربه الهولندي الجديد.
وبدأ مانشستر يونايتد المباراة بتشكيلة شبه مكتملة باستثناء النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والقائد المدافع هاري ماغواير.
ولم يسافر رونالدو الفائز خمس مرات بالكرة الذهبية مع زملائه في الفريق الجمعة بسبب «مشكلة عائلية» حسب ما أفاد ناديه، لكن الصحافة الإنجليزية تتحدث منذ أسابيع عن رغبته في الانتقال هذا الصيف.
في المقابل، أشرك مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب تشكيلة شابة مطعمة ببعض لاعبي الخبرة أمثال الحارس البرازيلي أليسون وقائد الفريق جوردان هندرسون والبرازيلي فيرمينو الذي لعب في مركز قلب الهجوم، قبل أن يشرك هدافه المصري محمد صلاح في نصف الساعة الأخير.


بيل يستعرض قميصه في لوس أنجليس (د.ب.أ)

وسيطر مانشستر على معظم فترات الشوط الأول ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف افتتحها سانشو الذي استغل تشتيتاً خاطئاً من أحد مدافعي ليفربول ليتابع الكرة بعيداً عن متناول أليسون في الدقيقة 12 ثم أضاف فريد الثاني بعد نصف ساعة عندما وصلته الكرة على مشارف المنطقة فلمح أليسون بعيداً عن مرماه فسددها بطريقة ساقطة (لوب) بحرفنة كبيرة داخل الشباك. واستغل مانشستر يونايتد ارتباك لاعبي ليفربول الشبان ليضيف المهاجم مارسيال الثالث عندما انطلق من منتصف الملعب منفردا بالحارس البرازيلي وسدد الكرة من فوقه في الدقيقة 33. وفي الشوط الثاني جاء دور مانشستر يونايتد ليزج بلاعبيه الشبان فقام تن هاغ بعشرة تبديلات في مطلعه بينهم العراقي الواعد إقبال زيدان، باستثناء إبقائه على الحارس الإسباني ديفيد دي خيا. وتحسن أداء ليفربول بعض الشيء من دون تشكيل خطورة حقيقية على حارس مانشستر يونايتد. وعند الدقيقة 60 زج كلوب بالأسلحة الثقيلة وفي مقدمتها صلاح والمهاجم الوافد الجديد الأوروغواياني داروين نونيز وقطب الدفاع الهولندي فيرجيل فان دايك وسط ترحيب حار من أنصار ليفربول في الملعب. وسنحت فرصة أمام نونيز لافتتاح التسجيل لكن الحارس البديل توم هيتون كان لها بالمرصاد في الدقيقة 69.
ووسط ضغط ليفربول، استغل مانشستر يونايتد هجمة مرتدة سريعة قادها قلب الدفاع العاجي إريك بايي ومنه إلى مواطنه أماد ديالو الذي مرر الكرة على طبق من ذهب باتجاه باليستري ليتابعها الأخير داخل الشباك بعد ارتطامها بالقائم في الدقيقة 77، ورمى ليفربول بكل ثقله في الدقائق الأخيرة على أمل تسجيل هدف الشرف لكن محاولات صلاح ونونيز باءت بالفشل. ويتابع مانشستر جولته الاستعدادية حيث يسافر الأربعاء إلى أستراليا لخوض المزيد من المباريات ضد ملبورن فيكتوري وأستون فيلا وكريستال بالاس، في حين يتوجه ليفربول إلى الفلبين حيث يلتقي كريستال بالاس أيضاً. وينطلق الدوري الإنجليزي في السادس من أغسطس (آب) المقبل.
وفي ألمانيا حضر النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي إلى معسكر تدريبات فريقه بايرن ميونيخ أمس ملتزما بالموعد المحدد للفحوص الطبية واللياقة استعدادا للموسم الجديد، رغم محاولاته وضغطه على النادي من أجل السماح له بالرحيل إلى برشلونة الإسباني هذا الصيف.
وظهر المهاجم البولندي حزينا في مقطع فيديو نشرته شبكة «سكاي» التلفزيونية أمس، لدى وصوله إلى مستشفى في ميونيخ من أجل الخضوع للفحوص.
وكانت وسائل إعلام قد تحدثت مؤخرا عن احتمالات تغيب ليفاندوفسكي عن التدريبات من أجل الضغط على إدارة النادي، لكن مسؤولي البايرن أكدوا أن اللاعب ملتزم بالتعليمات ولا توجد مثل هذه المخاوف على الإطلاق. وكان المعسكر الإعدادي قد شهد أيضا عودة القائد وحارس المرمى مانويل نوير وكذلك ليروي ساني لتكتمل بذلك صفوف الفريق بعد الإجازة الصيفية.
وأكد مسؤولو بايرن ميونيخ أن ليفاندوفسكي سيظل بالفريق حتى نهاية عقده في 2023 رغم التقارير الإسبانية التي تشير إلى أن برشلونة سيرفع قيمة عرضه لضم المهاجم المتميز إلى 50 مليون يورو (1.‏50 مليون دولار).
وسيقدم بايرن ميونيخ فريقه أمام الجماهير في استاد «أليانز أرينا» يوم السبت المقبل، قبل التوجه إلى الولايات المتحدة، حيث يقوم الفريق بجولة تستمر لمدة أسبوع واحد. ويستهل بايرن ميونيخ مشواره في الموسم الجديد بمواجهة لايبزيغ في مباراة كأس السوبر يوم 30 يوليو (تموز) الجاري.
وفي الولايات المتحدة وصل المهاجم الويلزي الدولي غاريث بيل للدفاع عن ألوان لوس أنجليس إف سي، ومؤكدا على حرصه في وضع بصمته على دوري كرة القدم الأميركي من خلال مساعدة فريقه الجديد على التتويج باللقب.
ووقع بيل، الذي سيقود ويلز في نهائيات كأس العالم في قطر هذا العام، عقدا لمدة 12 شهرا مع وجود خيار للتمديد حتى عام 2024 وقال إنه شعر بالفعل كما لو أنه في بيته وذلك عندما وصل لجنوب كاليفورنيا مع عدم وجود خطط لديه للرحيل عن الفريق قريبا.
وتكهنت وسائل إعلام بريطانية بأن بيل سيعتزل بعد كأس العالم، لكنه أكد أن بإمكانه قيادة ويلز في بطولة أوروبا عام 2024.
وقال بيل خلال مؤتمر صحافي على استاد بانك أوف كاليفورنيا أمس: «لم أحضر إلى أميركا لأبقى لفترة قصيرة، أريد أن أترك بصمتي على هذا الدوري وأعتقد أن وجودي هنا يمنحني أفضل فرصة ممكنة للعب في بطولة أوروبا المقبلة وربما الفوز بمزيد من الألقاب. هذا هدفي. أشعر أنني هنا لألعب دورا كبيرا».
وأضاف «ما زال أمامي الكثير من الأعوام، لم آتِ إلى هنا من أجل 6 أو 12 شهراً، جئت إلى هنا من أجل محاولة اللعب لأطول فترة ممكنة».
ولا ينحصر طموح الويلزي، بمواصلة المشوار لأطول فترة ممكنة على صعيد الأندية، بل وَضَعَ لنفسه هدف المشاركة مع بلاده في نهائيات كأس أوروبا 2024 بعد أن يخوض معها في نهاية العام الحالي أول مشاركة لها في كأس العالم منذ 64 عاماً.
وقال النجم الفائز مع ريال مدريد بخمسة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، آخرها نهاية الموسم المنصرم، إن «وجودي هنا (في لوس أنجليس) يمنحني أفضل فرصة ممكنة لخوض كأس أوروبا، وربما بطولة أخرى من بعدها» في إشارة منه إلى كأس العالم 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة مشاركة مع كندا والمكسيك.
وبدا بيل بالفعل وكأنه نجم من نجوم هوليوود، وقال للصحافيين إنه يرى في فريق لوس أنجليس «مشروعا رائعا» بعد رحيله عن ريال مدريد بطل إسبانيا.
وأضاف «اتضح لي أن هذا هو المكان الذي أريد أن أكون فيه، إنه ناد رائع وبيئة رائعة للجماهير. آمل الآن أن أتمكن من أن أقوم بواجبي وارتقي بهذا النادي إلى المستوى التالي وأن أحاول الفوز باللقب».
وقال بيل، الذي سيبلغ من العمر 33 عاما في وقت لاحق هذا الأسبوع، إن الدوري الأميركي تحسن بشكل كبير ولم يعد من الممكن اعتباره «دوري التقاعد» بالنسبة للنجوم الأجانب.
وأوضح «يتزايد المستوى هنا بالفعل، إنه أفضل بكثير مما يعتقده الناس في أوروبا. الأداء يتحسن، والملاعب تتحسن والفرق تتحسن. إنها بطولة دوري آخذة في الارتقاء حقا».
ويتصدر لوس أنجليس، الذي تم تدشينه في عام 2014 ويتباهى بضم مجموعة من النجوم وقاعدة جماهيرية كبيرة، القسم الغربي حاليا. واستمتع بيل بفترة حافلة بالألقاب مع ريال، حيث فاز بثلاثة ألقاب لدوري الدرجة الأولى الإسباني وخمسة ألقاب لدوري أبطال أوروبا وثلاثة ألقاب لكأس العالم للأندية إضافة لكأس إسبانيا، رغم أن الفترة التي قضاها في النادي شابتها مجموعة من الإصابات.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.