يلتقي عملاقا الدوري الإنجليزي لكرة القدم ليفربول ومانشستر يونايتد اليوم، في بانكوك في مستهل استعداداتهما للموسم المقبل، وضمن جولة بالقارة الآسيوية المثمرة تسويقياً، للمرة الأولى منذ بداية جائحة «كوفيد - 19».
وستكون المباراة هي الأولى لمدرب يونايتد الجديد الهولندي إريك تن هاغ في مواجهة الألماني المحنّك يورغن كلوب الذي كان على مقربة من قيادة ليفربول لتحقيق رباعية تاريخية للأندية الموسم الماضي، قبل أن يحبط مانشستر سيتي آماله في «البريميبرليغ» ويخسر نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني.
وستسنح فرصة غير مسبوقة لجماهير ليفربول ومانشستر يونايتد في العاصمة التايلاندية بانكوك لرؤية الغريمين التاريخيين يلتقيان على ملعب راجامانغالا الذي يتسع لـ51 ألف متفرّج.
لكن كثيرين عبروا عن خيبتهم لغياب نجم الهجوم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن تشكيلة يونايتد «لأسباب عائلية».
ويرى الخبير التسويقي في الرياضة الآسيوية ماركوس لوير الذي هندس قدوم الفريقين إلى تايلاند، أن المباراة ستكون الحدث الكروي الأهم الذي تستضيفه آسيا على الإطلاق.
وقال: «لا يوجد أي نادي كرة قدم آخر غيرهما يشكل أهمية أكبر من قدوم هذين الفريقين إلى هنا». ووصل سعر أقل فئة من تذاكر المباراة إلى نحو 140 دولاراً أميركياً.
بوغبا يحيي جماهير يوفنتوس (أ.ف.ب)
وبعد تايلاند، سيتوجه يونايتد إلى ملبورن الأسترالية، بينما يسافر ليفربول إلى سنغافورة لاستكمال الجولة الآسيوية. ورغم غياب رونالدو عن تشكيلة يونايتد، وتواصل أخبار عن رغبته في الرحيل من أجل اللعب في دوري الأبطال الموسم المقبل، فإن المدرب إريك تن هاغ أكد أمس، أن المهاجم البرتغالي «ليس للبيع، وأنه جزء من خططنا. أنا أستعد للموسم المقبل معه».
ولم يسافر الفائز خمس مرات بالكرة الذهبية مع زملائه في الفريق بسبب «مشكلة عائلية» بحسب ناديه، لكن الصحافة الإنجليزية تتحدث منذ أسابيع عن رغبته في الانتقال هذا الصيف.
وكانت تقارير صحافية أشارت إلى رغبة المهاجم البالغ 37 عاماً الذي ينتهي عقده عام 2023، في الرحيل عن النادي الغائب عن دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بعد موسم مخيّب في الدوري المحلي أنهاه في المركز السادس.
وأوضح تن هاغ: «لقد تحدثت مع كريستيانو قبل التطرّق إلى هذه المسألة (رحيله). خضنا نقاشاً جيداً للغاية، أمه ليست معنا لظروف شخصية... نضع خطتنا للموسم الجديد مع الوضع في الاعتبار أن رونالدو سيستمر معنا. أتطلع للعمل معه».
وتابع: «لم يقل لي رونالدو إنه يرغب في الرحيل عن الفريق. قرأت عن هذا ولكنني أعود وأؤكد أنه ليس للبيع، ومستمر ضمن خططنا للموسم المقبل، كما أن هاري ماغواير سيظل قائداً للفريق رغم ما أثير من جدل حوله الموسم الماضي». وغطّت مسألة مصير رونالدو على مشروع إعادة الهيكلة الواسع الذي بدأه المدرب السابق لأياكس الهولندي الساعي إلى تعزيزات «في خط الوسط وفي الهجوم».
تن هاغ يخوض أولى تجاربه مع يونايتد (رويترز)
وقال الهولندي: «لدينا فريق جيد لديه الإمكانات. إذا كانت هناك فرصة للتعزيز، فإننا سننتهزها»، من دون التعليق على أخبار مواطنه فرنكي دي يونع لاعب وسط برشلونة الإسباني الذي يسعى يونايتد إلى ضمه.
وأعرب تن هاغ عن أمله في أن يعطي اللاعبون الشبان انطباعاً جيداً خلال جولة الفريق استعداداً للموسم الجديد، وأن يثبتوا جدارتهم في أن يكونوا جزءاً من مرحلة إعادة البناء.
وبعد مواجهة ليفربول، سيلعب مانشستر يونايتد مع فريقي ملبورن فيكتوري وكريستال بالاس الأستراليين في ملبورن، كما يلتقي أستون فيلا في مدينة بيرث، وبعدها يعود إلى أوروبا.
وضم مانشستر يونايتد اللاعب الهولندي تايرل مالاسيا من فينورد، ويسعى لصفقات أخرى، كما يأمل تن هاغ في أن يستغل اللاعبون الشبان الفرصة في تقديم مستويات جيدة واستعراض قدراتهم، وأوضح: «ما أريد أن أراه هو تعلمهم، لكن أود أيضاً أن يستعرضوا قدراتهم كي يثبتوا جدارتهم بالتنافس على أعلى مستويات كرة القدم. يجب أن تكون جديراً بموقعك».
وأضاف: «هذا يعني أنه يفترض بك العطاء في كل يوم، وهذا يتطلب أسلوباً محدداً، والتأقلم مع أسلوب حياة جديد، ربما لا يعرفونه بعد». وتابع: «لكنني أتطلع حقاً إلى رؤية ما إذا كان بإمكانهم تحقيق ذلك، أم لا... من يريد الوجود في قائمة الفريق، يجب أن يكون جديراً بذلك».
على جانب آخر، عاد لاعب الوسط الدولي الفرنسي بول بوغبا إلى يوفنتوس الإيطالي بعد 6 أعوام قضاها في مانشستر يونايتد، إثر إتمام التعاقد مع نادي مدينة تورينو أمس. وعاد بطل مونديال 2018 مع فرنسا إلى يوفنتوس في صفقة انتقال حرة على أمل تكرار ما حققه في فترته الأولى مع النادي وشهدت أبرز إنجازاته داخل المستطيل الأخضر بين عامي 2012 و2016. وانتهت مغامرة بوغبا الخالية من المشاعر والألقاب مع «الشياطين الحمر» رغم أن يونايتد الذي كان وراء إطلاق اللاعب في شبابه قد ضمه من يوفنتوس مقابل 105 ملايين يورو، في رقم قياسي بتلك الفترة. وذكرت صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» اليومية على موقعها أمس، أن بوغبا (29 عاماً) سيتقاضى راتباً قدره ثمانية ملايين يورو في الموسم، بالإضافة إلى مليوني يورو مكافآت.
من ناحيته، كتب اليوفي في بيان من دون تحديد مدة العقد: «بول عاد إلى تورينو، غادر وهو شاب، وعاد بعدما بات رجلاً ولاعباً استثنائياً». وقرر بوغبا الذي وجد الأحد، في مستهل التمارين الجماعية للاعبين في تورينو، العودة إلى المهد الذي انطلق منه وتوج معه بأربعة ألقاب في الدوري الإيطالي، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2015. وكان مانشستر يونايتد قد أعلن مطلع يونيو (حزيران) الماضي، رحيل بوغبا بطل العالم 2018 بعد ست سنوات في صفوفه. وحمل بوغبا ألوان يوفنتوس لمدة 5 أعوام، بعد فترة أولى مع يونايتد الذي تخرج في صفوفه من فرق الناشئين.
وأعاد يونايتد بوغبا إلى ملعب «أولد ترافورد» في 2016 بصفقة عالمية قياسية حينها بلغت 89 مليون جنيه إسترليني (112 مليون دولار)، هندسها وكيله مينو رايولا الذي توفي في أبريل (نيسان) الماضي، وكانت أفضل فتراته، وإن لم تكن خارقة، مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عندما أحرز يونايتد آخر ألقابه في عام 2017 بتتويجه بالدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) وكأس الرابطة الإنجليزية. وكان موسم 2018 - 2019 الأفضل له في إنجلترا بإشراف مورينيو عندما سجل 16 هدفاً في 47 مباراة، لكن مشاكله البدنية أدّت إلى خوضه 27 مباراة فقط مع الفريق في جميع المسابقات الموسم الماضي، الذي انتهى مخيباً له وللنادي الذي أخفق في احتلال مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا.
وانضم بوغبا إلى فريق الناشئين في يونايتد عام 2009 في سن الـ16 قادماً من لوهافر، وحقق معه كأس إنجلترا للناشئين، قبل أن يرتقي إلى صفوف الفريق الأول في موسم 2011 - 2012 ويرحل مع نهايته إلى تورينو.