غروندبرغ: الحوثيون رفضوا اقتراحاً محدثاً لفتح الطرق... ونسعى إلى هدنة موسعة

المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)
TT

غروندبرغ: الحوثيون رفضوا اقتراحاً محدثاً لفتح الطرق... ونسعى إلى هدنة موسعة

المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)

كشف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الاثنين، أنه يعمل مع الأطراف من أجل التوصل إلى «هدنة موسعة لفترة أطول»، داعياً إلى عدم إضاعة فرصة السلام المتوفرة حالياً. وشدد على أهمية بذل مزيد من الجهود لفتح الطرق، كاشفاً أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران رفضت «اقتراحاً محدثاً» لفتح الطرق في تعز.
وعقد مجلس الأمن جلسة استمع فيها إلى إحاطة من المبعوث الأممي الذي نبه إلى أن موعد تمديد الهدنة سيأتي بعد 3 أسابيع فقط، قائلاً إن الهدنة لا تزال صامدة منذ أكثر من 3 أشهر، مما أدى إلى «انخفاض جوهري في الإصابات المدنية، إذ انخفض هذا العدد بنسبة الثلثين قياساً إلى الأشهر الثلاثة التي سبقت الهدنة». وأشار إلى أنه لا يزال يتلقى تقارير من الجانبين حول حوادث مزعومة داخل اليمن، بما في ذلك النيران المباشرة وغير المباشرة، والهجمات بواسطة طائرات من دون طيار، وتحليقات استطلاعية، وإقامة تحصينات جديدة وخنادق.
وتحدث المبعوث الأممي عن نتائج تمديد الهدنة في 2 يونيو (حزيران) الماضي، ما سمح بتدفق مستمر للوقود عبر ميناء الحديدة، لافتاً إلى أن آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (أنفيم) اضطلعت بدور محوري في تسهيل الاستيراد السلس للوقود. لكنه عبر عن «قلق بالغ» من أن يؤدي النقص في الأموال إلى إغلاق هذه الآلية في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وتطرق إلى الوضع في تعز ومسألة حرية التنقل داخل البلاد، قائلاً إنه كان يعتقد أن بحلول هذا الوقت من الهدنة، يمكن للأطراف أن تتوصل إلى اتفاق لفتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى. وأضاف: «من المؤسف لنا جميعاً (…) أن العديد من الطرق هناك لا تزال مغلقة للعام السابع على التوالي».
وأكد أنه يبذل جهوداً مع كل الأطراف لتطبيق مقترحات لفتح الطرق على الفور في تعز والمحافظات الأخرى، كاشفاً أنه قدم «اقتراحاً محدثاً في شأن الفتح المرحلي للطرق» ولكنه تبلغ من الحوثيين أنهم «لا يقبلون الاقتراح الأخير».
وحذر غروندبرغ مما سماه «الخطاب التصعيدي المقلق» من الأطراف المشككة في فوائد الهدنة، مضيفاً أن «بديل الهدنة هو العودة إلى الأعمال العدائية». وأكد أنه بعد 3 أشهر ونصف شهر من الهدنة «لا نزال نجد أنفسنا غارقين في تفاصيل تطبيق الهدنة». وإذ أقر بأن «هذا مهم»، لفت إلى أن «هذا يعني أننا لم نتمكن من الاستثمار بقدر كبير في مهمة توطيد وتوسيع الهدنة، من أجل تقديم المزيد من الفوائد للسكان ووضع اليمن على الطريق الصحيح نحو تسوية سياسية دائمة»، داعياً إلى «عدم إضاعة فرصة السلام الذي توفره».
وقال إنه «في الأسابيع المقبلة، سأواصل استكشاف إمكانية التوصل لهدنة موسعة لفترة أطول»، والشروع في «عملية الانتقال نحو وقف إطلاق النار». وعبَّر عن امتنانه لاستمرار الدعم من مجلس الأمن، وكذلك من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.
من جانبها، قالت الأمينة العامة المساعدة للشؤون الإنسانية، نائبة منسق المعونة الطارئة، جويس مسويا، إن «الكارثة الإنسانية في اليمن على وشك أن تزداد سوءاً»، مضيفة أن «الهدنة تمثل خطوة تاريخية إلى الأمام». ولكنها استدركت بأن «الهدنة وحدها لن تكون كافية لوقف ما نخشى أن يأتي». وحضت المجتمع الدولي على «التحرك بسرعة» من أجل تلبية الحاجات الإنسانية في كل أنحاء البلاد، بما في ذلك «لدرء خطر المجاعة في بعض المناطق»، مكررة التحذير من ازدياد الحاجات بسبب مشكلات الاقتصاد والبيئة المتدهورة لعمال الإغاثة وتمويل العمل الإنساني. وأشارت إلى أن سعر صرف العملة اليمنية يبلغ حالياً 1120 ريالاً للدولار.
ونبهت إلى أنه «في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، أصبحت تحركات العاملين (الإنسانيين) أكثر صعوبة في الأسابيع الأخيرة»، موضحة أن سلطات الحوثيين «تفرض قيوداً على نحو متزايد لكبح مشاركة المرأة الكاملة في العمل الإنساني». واعتبرت أن «أكبر مشكلة نواجهها الآن هي التمويل»، مضيفة أن خطة الاستجابة اليمنية «تلقت حتى الآن ما يزيد قليلاً عن 1.1 مليار دولار، أو 27 في المائة مما تحتاجه. وأكدت أن هناك نقصاً أيضاً في الأموال المخصصة للأولويات العاجلة الأخرى، بما في ذلك خطة الأمم المتحدة لحل التهديد من ناقلة النفط «صافر»، علماً بأن العجز الفوري الحالي يبلغ 20 مليون دولار، بينما تبلغ تكلفة الخطة الكاملة نحو 144 مليون دولار.


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
TT

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)

تشهد أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، متسببة في انهيارات طينية وصخرية تهدد حياة السكان وتلحق الأضرار بالممتلكات والأراضي، في حين لم تتجاوز البلاد آثار فيضانات الصيف الماضي التي ترصد تقارير دولية آثارها الكارثية.

وتسببت الأمطار الأخيرة المستمرة لمدد طويلة، والمصحوبة بضباب كثيف وغيوم منخفضة، في انهيارات صخرية أغلقت عدداً من الطرق، في حين أوقع انهيار صخري، ناجم عن تأثيرات أمطار الصيف الماضي، ضحايا وتسبب في تدمير منازل بمنطقة ريفية شمال غربي البلاد.

وعطلت الانهيارات الصخرية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (جنوبي غرب) استمرار العمل في تحسين وصيانة طريق هيجة العبد التي تربط محافظة تعز المجاورة بباقي محافظات البلاد، بعد أن أغلقت الجماعة الحوثية بقية الطرق المؤدية إليها منذ نحو 10 أعوام، وتسببت تلك الأمطار والانهيارات في إيقاف حركة المرور على الطريق الفرعية.

أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

ويواجه السائقون والمسافرون مخاطر شديدة بسبب هذه الأمطار، تضاف إلى مخاطر أخرى، مما أدى إلى صعوبة التنقل.

ودعت السلطات المحلية في المحافظة السائقين والمسافرين إلى توخي الحذر الشديد في الطرق الجبلية والمنحدرات المعرضة للانهيارات الطينية والصخرية والانجرافات، وتجنب المجازفة بعبور الوديان ومسارات السيول المغمورة بالمياه.

وكان انهيار صخري في مديرية الطويلة، التابعة لمحافظة المحويت (شمالي غرب)، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة 3 آخرين، بعد سقوط كتلة صخرية هائلة كانت مائلة بشدة فوق منزل بُني أسفلها.

وتزداد الانهيارات الصخرية في المناطق التي تتكون من الصخور الرسوبية الطبقية عندما يصل وضع الكتل الصخرية المائلة إلى درجة حرجة، وفق الباحث اليمني في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض)، أنس مانع، الذي يشير إلى أن جفاف التربة في الطبقات الطينية الغروية أسفل الكتل المنحدرة يؤدي إلى اختلال توازن الكتل الصخرية، وزيادة ميلانها.

ويوضح مانع لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الغزيرة بعد مواسم الجفاف تؤدي إلى تشبع التربة الجافة، حيث تتضخم حبيباتها وتبدأ في زحزحة الكتل الصخرية، أو يغير الجفاف من تموضع الصخور، وتأتي الأمطار لتكمل ذلك التغيير.

انهيار صخري بمحافظة المحويت بسبب أمطار الصيف الماضي يودي بحياة 8 يمنيين (إكس)

وينبه الباحث اليمني إلى خطر يحدق بغالبية القرى اليمنية، ويقول إنها عرضة لخطر الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار أو الزلازل، خصوصاً منها تلك الواقعة على خط الصدع العام الممتد من حمام علي في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وحتى ساحل البحر الأحمر غرباً.

استمرار تأثير الفيضانات

تواصل الأمطار هطولها على أجزاء واسعة من البلاد رغم انتهاء فصل الصيف الذي يعدّ موسم الأمطار الرئيسي، وشهد هذا العام أمطاراً غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان.

وطبقاً لـ«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، فإن اليمن شهد خلال هذا العام موسمين رئيسيين للأمطار، الأول في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، والثاني بدأ في يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر (أيلول)، و«كانا مدمرَين، بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد».

ووفقاً للتقييمات الأولية التي أجرتها «جمعية الهلال الأحمر اليمني»؛ فقد تأثر 655 ألفاً و11 شخصاً، ينتمون إلى 93 ألفاً و573 عائلة بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت البلاد أخيراً، ما أسفر عن مقتل 240 شخصاً، وإصابة 635 آخرين، في 20 محافظة من أصل 22.

فيضانات الصيف الماضي ألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وألحقت الأمطار أضراراً جسيمة بمواقع السكان والنازحين داخلياً ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، وكثير منهم كانوا نازحين لسنوات، حيث أبلغت «المجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية» في اليمن، عن تضرر 34 ألفاً و709 من المآوي، بينها 12 ألفاً و837 تضررت جزئياً، و21 ألفاً و872 تضررت بالكامل.

ونقل التقرير عن «المنظمة الدولية للهجرة» أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل تقديم الرعاية الصحية، وتسبب في تدمير الملاجئ، وتلوث مصادر المياه، وخلق حالة طوارئ صحية، وفاقم التحديات التي يواجهها النازحون.

تهديد الأمن الغذائي

وتعدّ الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة الأعلى تضرراً بـ77 ألفاً و362 هكتاراً، ثم محافظة حجة بـ20 ألفاً و717 هكتاراً، وهو ما يعادل نحو 12 و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، بينما تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً لتقييم «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)».

شتاء قاسٍ ينتظر النازحين اليمنيين مع نقص الموارد والمعونات وتأثيرات المناخ القاسية (غيتي)

وكانت الحديدة وحجة والجوف الأعلى تضرراً، وهي من المحافظات الأكبر إنتاجاً للماشية، خصوصاً في الجوف، التي يعتمد نحو 20 في المائة من عائلاتها على الماشية بوصفها مصدر دخل أساسياً.

وتوقع «الاتحاد» أن العائلات الأعلى تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة، مما يؤدي إلى ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.

وتشمل الاحتياجات الحرجة والعاجلة في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والملابس، والحماية، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والإمدادات الطبية لضمان استمرارية وظائف مرافق الرعاية الصحية.

ودعت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين» إلى التحرك العالمي، والعمل على تخفيف آثار تغير المناخ بالتزامن مع انعقاد «مؤتمر المناخ»، مقدرة أعداد المتضررين من الفيضانات في اليمن خلال العام الحالي بنحو 700 ألف.

وسبق للحكومة اليمنية الإعلان عن أن الفيضانات والسيول، التي شهدتها البلاد هذا العام، أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية.