«العدالة والتنمية المغربي» يعلّق مهام أحد قيادييه بسبب زيارته لمنطقة عسكرية في الحدود

ابن كيران يرفض أي سلوك يمس بالعلاقة الاستراتيجية بين حزبه والمؤسسة الملكية

«العدالة والتنمية المغربي» يعلّق مهام أحد قيادييه بسبب زيارته لمنطقة عسكرية في الحدود
TT

«العدالة والتنمية المغربي» يعلّق مهام أحد قيادييه بسبب زيارته لمنطقة عسكرية في الحدود

«العدالة والتنمية المغربي» يعلّق مهام أحد قيادييه بسبب زيارته لمنطقة عسكرية في الحدود

قررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، ذي المرجعية الإسلامية، متزعم الائتلاف الحكومي، تعليق مهام أحد قيادييه البارزين بسبب زيارة قام بها إلى منطقة عسكرية في الحدود المغربية - الجزائرية، عدها الحزب تصرفا غير مسؤول.
وعقد أعضاء الأمانة العامة للحزب، برئاسة عبد الإله ابن كيران الأمين العام للحزب، ورئيس الحكومة، اجتماعا استثنائيا الليلة قبل الماضية أعلن عقبه عن تعليق كل المسؤوليات التي يتولاها عبد العزيز أفتاتي، عضو الفريق النيابي للحزب، ورئيس لجنة النزاهة والشفافية. كما تقرر تعليق عضوية أفتاتي في الهيئات التي ينتمي إليها، وإحالة ملفه إلى هيئة التحكيم الوطنية المنبثقة عن المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب) لاتخاذ القرار الانضباطي المناسب»، بحسب بيان الأمانة العامة.
وتأتي هذه القرارات التأديبية في حق أفتاتي، بعدما كشف ابن كيران خلال اجتماع الأمانة العامة أنه تلقى اتصالا مباشرا من العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية لبعض الدول الأفريقية، أعرب فيه عن غضبه إزاء قيام النائب أفتاتي الخميس الماضي، بزيارة للحدود الشرقية مع الجزائر التي تعتبر منطقة عسكرية.
وأعلن ابن كيران أنه لن يقبل بأي سلوك من شأنه أن يؤثر على العلاقة الاستراتيجية مع المؤسسة الملكية، واعتبر ما جرى «خطأ متهورا وعملا غير مسؤول، فضلا عن كونه يشكل انتهاكا لمبادئ الحزب وتوجهاته»، وهو الأمر الذي يستوجب إنزال أقصى العقوبات التي تدخل ضمن صلاحيات الأمانة العامة للحزب، والمتمثلة في تعليق جميع أنشطة النائب أفتاتي ومسؤولياته.
وعلل الحزب قراره بـ«قيام أفتاتي بزيارة للحدود المغربية - الجزائرية، وما خلفته من تداعيات وتفاعلات، وما رافق ذلك التصرف من تجاوزات»، وعد الحزب زيارة أفتاتي «عملا غير مسؤول، فضلا عن كونه يشكل انتهاكا لمبادئ الحزب وتوجهاته»، لكن من دون ذكر تفاصيل إضافية.
إلا أن مصادر إعلامية ذكرت أن أفتاتي، وفي إطار تواصله مع سكان دائرته الانتخابية على الحدود، وصل حاجزا عسكريا وأخفى هويته، وقال إنه مبعوث في مهمة من قبل رئيس الحكومة، بيد أن أفتاتي نفى ذلك، وعد تعليق مهامه بأنه «قرار سياسي لا علاقة له بالانضباط»، وأن الحزب اعتمد رواية مغرضة، مبديا استعداده للمثول أمام هيئة التحكيم. واتصلت «الشرق الأوسط» بأفتاتي، إلا أن هاتفه ظل مغلقا.
ويعد أفتاتي أحد صقور الحزب، ويعرف بمواقفه وتصريحاته المثيرة، ولا يتوان في توجيه الانتقادات حتى لقياديي الحزب ووزرائه. كما عرف بمواقفه الصريحة اتجاه عدد من القضايا التي تتعارض أحيانا مع موقف الحزب، لا سيما بعد انتقاله من المعارضة إلى الحكم.
في سياق آخر، عدت الأمانة العامة واقعة بث القناة الثانية «دوزيم» على الهواء مباشرة ليلة السبت الماضي لحفل راقص، تضمن مشاهد مخلة بالحياء ومستفزة للشعور الديني والأخلاقي للمجتمع المغربي، استفزازا غير مقبول لمشاعر المجتمع وقيم الأسرة المغربية، مضيفة أنه «عمل مرفوض بكل المقاييس، ومخالف لقانون الإعلام المسموع والمرئي، وانتهاك صريح لدفتر تحملات القناة، مما يقتضي فتح تحقيق حول هذا الانزلاق الخطير ومحاسبة المسؤولين عنه».
وكشفت مصادر «الشرق الأوسط» أن الأمانة العامة طالبت مصطفى الخلفي، وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، بالرد بقوة على المسؤولين على القنوات العمومية، مطالبة بـ«إعفاء فيصل العرائشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، وسليم الشيخ مدير القناة الثانية».
وقال عبد الله بووانو، رئيس الفريق النيابي للحزب، إن نقل حفل المغنية الأميركية جنيفر لوبيز جرى بشكل مقصود للتأثير على سمعة الحزب، الذي كان من أشد المعارضين لمهرجان «موازين» عندما كان في المعارضة، موضحا خلال الاجتماع الأسبوعي لأعضاء الفريق النيابي أمس أن «من يعتقدون أنه بسهرات الرقص الماجن وبإثارة قضايا الهوية والقيم قبل الانتخابات، يمكن لهم أن يؤثروا على حزب العدالة والتنمية واهمون، ويضيعون وقتهم لأن الشعب يعرف هذا الحزب جيدا، ويعرف حدود صلاحيات الحكومة التي يرأسها، والضربات التي يتلقاها والتي لن تزيده إلا قوة وصلابة على درب تحقيق أهدافه الإصلاحية».
وأوضح بووانو أن موقف حزبه من مهرجان موازين «ثابت ولا يزال هو نفسه»، وأن هذا الموقف مرتبط بعدة أمور، منها التمويل والدعم العمومي الذي يحظى به، وتوقيت تنظيمه في عز استعداد الطلاب لاجتياز الامتحانات، ولاعتبارات أخرى لها علاقة بالمظاهر المخلة بالحياء والرقص الجنسي الذي يشوب عددا من سهراته».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.