قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن الأيام المقبلة ستختبر مدى قدرة الجيش الروسي على الاحتفاظ بالمناطق التي أعلن سيطرته عليها في أوكرانيا، مشيراً إلى أن المشاكل التي كانت تتعرض لها القوات الروسية في الأيام الأولى من الحرب على أوكرانيا لا تزال قائمة. وكشف مسؤول رفيع في البنتاغون، مساء الخميس، أن الروس «يواصلون تحقيق التقدم في المعارك بدونباس، ولكن الاستحقاق الأهم هو إثبات مدى قدرتهم على الحفاظ على المناطق التي سيطروا عليها، وأن هذا ما سيظهر في الأيام القليلة المقبلة». وأضاف المسؤول أن «القوات الروسية لا تزال تعاني من سوء التنظيم والمشاكل اللوجيستية التي واجهتها في جبهات أخرى منذ بداية الحرب». وأعلنت روسيا أنها حققت «انتصاراً» في منطقة لوهانسك، وأن قواتها تتقدم في منطقة دونيتسك، بإقليم دونباس، حيث تركز قواتها هجومها للسيطرة عليه بشكل كامل. في المقابل، تقول أوكرانيا إن القوات الروسية لم تتمكن من تحقيق سيطرتها على منطقة لوهانسك بشكل كامل، وإن قواتها بدأت بشن هجمات مضادة، خصوصاً في محيط مدينة خيرسون، حيث استعادت بعض القرى والبلدات. ورفعت القوات الأوكرانية علمها الخميس، على جزيرة استعادتها في البحر الأسود، في علامة رمزية على استمرار تحديها للغزو الروسي على الرغم من استمرار القوات الروسية في التقدم بشرق البلاد واختبار مدى قوة دفاعات أهداف محتملة جديدة. وردت موسكو سريعاً على مراسم رفع العلم فوق سنيك أيلاند (جزيرة الأفعى)، حيث قالت إن إحدى طائراتها الحربية قصفت الجزيرة بعد المراسم بفترة وجيزة وقضت على عدد من العسكريين الأوكرانيين هناك.
على صعيد آخر، كشف تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أن المحاربين الأميركيين القدامى، وكذلك البريطانيين، الذين يشاركون في القتال مع القوات الأوكرانية، يواجهون واقعاً مرهقاً ومختلفاً عن أي حرب خاضوها سابقاً، سواء في أفغانستان أو العراق. وفيما كان هؤلاء المحاربون يحظون بتغطية جوية للحماية والدعم، فإنهم اليوم في أوكرانيا يخوضون القتال في مواجهة قوات روسية مسلحة جيداً، ومن دون هذه التغطية. وبحسب أحد المقاتلين الأميركيين، وهو مظلي سابق في الجيش الأميركي، فإن هذا الأمر أكثر حدة وصعوبة مما رآه في أفغانستان. وقال إنه جاء إلى أوكرانيا، لأنه يعرف الأوكرانيين ودربهم منذ سنوات لمحاولة صد القوات الانفصالية المدعومة من روسيا، وأن كثيراً من أصدقائه الأوكرانيين الذين التقاهم، لقوا حتفهم في تلك المعارك. ويقول المقاتلون المتطوعون الذين وصلوا إلى أوكرانيا، ويعملون بصمت مع الجيش الأوكراني، الذي استعان بهم لسد ثغرات على الخطوط الأمامية للجبهة، إنهم يخوضون حرباً غير متكافئة إلى حد كبير. ويضيف التقرير أن أهداف هؤلاء المقاتلين تختلف من شخص لآخر، لكن الجنود المحترفين، يكتسبون احتراماً مزداداً من الجنود الأوكرانيين، فضلاً عن قادة البلاد. وأشاد أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني بشكل خاص، بأولئك الذين قاتلوا أخيراً في واحدة من أكثر المعارك قسوة في مدينة سيفيرودونيتسك، قائلاً إن دوافعهم ومهنيتهم واستعدادهم لخوض حرب المدن، كل ذلك لعب دوراً مهماً في صد القوات الروسية فترة طويلة، (قبل سقوط المدينة)، وهو فقط ما نحتاجه. ورغم أن عدد المتطوعين الأجانب غير محدد، قدر أريستوفيتش عددهم بألف شخص. وبعد دعوة الرئيس زيلينسكي العالم للقتال إلى جانب بلاده، بات الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا أشهر المجموعات القتالية الأجنبية في البلاد.
وفيما لم يذكر الفيلق عدد أفراده، قال المتحدث باسمه، داميان ماغرو، إن من بينهم بشكل خاص متطوعين أميركيين وبريطانيين. وقال إن جميع أفراد الفيلق يوقعون عقوداً مع الجيش الأوكراني، ويخدمون في وحدات، حيث يخضع ضباط الصف الأجانب للضباط الأوكرانيين ويتقاضون رواتب القوات الأوكرانية نفسها. وأضاف ماغرو أنه بعد فترة القبول الواسع في البداية، لم يعد يقبل الفيلق الآن سوى أولئك الذين لديهم خبرة قتالية والذين اجتازوا اختبارات الخلفية والفحوصات النفسية والذين لا يعبرون عن آراء متطرفة.
«البنتاغون»: الأيام المقبلة ستكشف قدرة روسيا على الاحتفاظ بالمناطق التي سيطرت عليها
«البنتاغون»: الأيام المقبلة ستكشف قدرة روسيا على الاحتفاظ بالمناطق التي سيطرت عليها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة