الاتفاق المبلوَر في واشنطن حول الغاز: قانا للبنان وكاريش لإسرائيل

كشفت مصادر مطلعة في تل ابيب أن الاتفاق الذي بلوره الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، آموس هوكشتاين، والمبني على تنسيق مع قادة البلدين، ينص على مبدأ "بئر قانا للبنان وحده وبئر كاريش لإسرائيل وحدها". وأكدت المصادر إن غالبية القادة السياسيين في لبنان يؤيدون هذا الاتفاق باستثناء "حزب الله" و"أمل"، ولذلك جاء إطلاق الطائرات الأربع المسيرة نحو المنطقة الاقتصادية الإسرائيلية، والتي تم تدميرها في الجو.
وجاء في مسودة الاتفاق الذي توصل اليه هوكشتاين أن الخلاف يقتصر على مساحة 860 كيلومترا مربعا، وليس 2350 كيلومترا كما يطلب لبنان، إذ أن الأميركيين اقتنعوا بما تقوله إسرائيل في هذا الشأن وهو أن لبنان نفسه قدم وثيقة رسمية إلى الأمم المتحدة حدد فيها هذا الرقم. وقد كانت إسرائيل وافقت على منح لبنان 58% من هذه المساحة، فاقترح الوسيط الأميركي زيادتها أكثر قليلا. وقد وافق لبنان، حسب المصادر الإسرائيلية، وبقي إعطاء الموقف الإسرائيلي "الذي يتأخر لأن تل أبيب تطلب ضمانات أن يكون موقف لبنان ملزما لحزب الله وأمل، فلا يطلقون طائرات مسيرة على الآبار الإسرائيلية".
وفي محاولة منه لإقناع إسرائيل بالرد الإيجابي المتبلور حول الاتفاق مع لبنان، سيصل إلى إسرائيل، الأسبوع المقبل، الوسيط هوكشتاين، وذلك ضمن الوفد المرافق للرئيس جو بايدن في المنطقة. وسيجتمع مع وزيرة الطاقة كارين إلهرار، وغيرها من المسؤولين في تل ابيب لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. وبحسب هيئة البث الإسرائيلي "كان 11"، فإن مسؤولا إسرائيليا رفيعا، قال إن "هناك احتمالاً لإحراز تقدم كبير في ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان خلال الزيارة المتوقعة لهوكشتاين"، مشيرا إلى أن "الوسيط الأميركي سينقل للجانب الإسرائيلي المستجدات على صعيد المواقف اللبنانية في هذا الشأن".
ومع ان غالبية المسؤولين الإسرائيليين يؤيدون صيغة الاتفاق التي توصل اليها الوسيط الأميركي، وهم مقتنعون بأن غالبية المسؤولين في لبنان معنيون بالمضي قدما في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق حول المناطق المتنازع عليها، فإن بعض الأوساط في تل ابيب تحذر من اتفاق لا يوافق عليه حزب الله وتقول إن "محاولات التصعيد ضد إسرائيل في حقل كاريش للغاز، لم تأت صدفة بل هي اعلان نوايا بأن حزب الله سيظل معارضا وسيستغل المعارضة لإبقاء آبار الغاز حلبة صراع حربي مفتوحة، وهذا لا تستطيع إسرائيل الموافقة عليه. ويجب توجيه ضربة عسكرية تهز الحزب وتجعله يتراجع".