الرئيس الروسي أنهاها لـ«يلعب الهوكي»... تفاصيل مكالمة مسرَّبة بين بوتين وماكرون قبل الغزو بأيام

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

كشفت مكالمة مسرّبة نشرتها قناة تلفزيونية فرنسية تفاصيل مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والزعيم الروسي فلاديمير بوتين قبل 4 أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث احتدم النقاش بينهما قبل أن ينهي بوتين الاتصال قائلاً إنه «في صالة الألعاب الرياضية ويريد أن يلعب هوكي الجليد».
وخلال المكالمة الهاتفية المسربة، التي أُجريت في 20 فبراير (شباط)، وأذاعتها قناة «فرنس 2» مؤخراً، حاول ماكرون فهم «نوايا» بوتين بشأن أوكرانيا وسأله عن الخطوات التي يجب اتخاذها لتجنب حرب شاملة.

في غضون ذلك، أخبر بوتين ماكرون بأن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا كانوا حريصين على التفاوض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وإجراء «حوار بنّاء» معه، إلا أن الأخير رفض هذا الأمر.
وعندها، رد ماكرون غاضباً: «لا أعرف من المحامي الذي قام بإخبارك بأنه في دولة ذات سيادة، يتم اقتراح نصوص القوانين من الجماعات الانفصالية وليس من السلطات المنتخبة ديمقراطياً!»، ليجيب بوتين سريعاً: «هذه ليست حكومة منتخبة ديمقراطياً. لقد وصلوا إلى السلطة نتيجة لانقلاب. كان هناك أشخاص تم حرقهم أحياء، كان هناك حمّام دم حقاً، وزيلينسكي هو أحد المسؤولين عن ذلك».

وأكمل بوتين قائلاً: «بالطبع، لدينا قراءة مختلفة تماماً للوضع»، مصراً على ضرورة تفاوض ماكرون مع الانفصاليين، وهو اقتراح رد عليه الرئيس الفرنسي قائلاً: «نحن لا نهتم بمقترحات الانفصاليين!».
وقبل إنهاء المكالمة، أصر ماكرون على ضرورة لقاء بوتين مع الرئيس الأميركي جو بايدن للنقاش وتهدئة الأمور بينهما، ليرد بوتين قائلاً: «لأكون صادقاً معك، أريد أن ألعب هوكي الجليد لأنني أتحدث إليك هنا من صالة الألعاب الرياضية».

وبعد ساعات من هذه المكالمة، اعترف الرئيس الروسي باستقلال وسيادة كل من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية، الانفصاليتين المواليتين لموسكو في شرق أوكرانيا.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1496132280330371075?s=20&t=oHFEwEagDgpe0tb19_Vmrw
وفي صباح يوم 24 فبراير، شن بوتين غزواً واسع النطاق على أوكرانيا براً وجواً وبحراً.
ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نشر نص المكالمة الهاتفية بين ماكرون وبوتين بأنه انتهاك للبروتوكول الدبلوماسي.
وقال لافروف: «مبادئ السلوك الدبلوماسي لا تنص على تسريبات أحادية الجانب مثل التسجيلات».
وأشار لافروف إلى أن روسيا ليس لديها ما تخجل منه في محتوى المحادثة بين الزعيمين.
وأضاف: «نحن نقود المفاوضات دائماً على نحو لا يتضمن أي شيء نخجل منه. نقول دائماً ما نفكر فيه ومستعدون للرد على ما قلناه وشرح موقفنا».