عشرات القتلى والجرحى في هجوم انتحاري استهدف مقرًا للشرطة غرب سامراء

دعوات إلى العبادي لوقف «القصف العشوائي» على الفلوجة

جندي عراقي يحمل على كتفه قاذفة «آر بي جي» خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» قرب الرمادي أمس (إ.ب.أ)
جندي عراقي يحمل على كتفه قاذفة «آر بي جي» خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» قرب الرمادي أمس (إ.ب.أ)
TT

عشرات القتلى والجرحى في هجوم انتحاري استهدف مقرًا للشرطة غرب سامراء

جندي عراقي يحمل على كتفه قاذفة «آر بي جي» خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» قرب الرمادي أمس (إ.ب.أ)
جندي عراقي يحمل على كتفه قاذفة «آر بي جي» خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» قرب الرمادي أمس (إ.ب.أ)

قتل ما لا يقل عن 37 من قوات الأمن العراقية والحشد الشعبي وأصيب العشرات بجروح في هجوم انتحاري استهدف، أمس، مقرًا للشرطة الاتحادية غرب مدينة سامراء، شمال بغداد، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية.
وقال ضابط برتبة مقدم في الشرطة: «قتل 37 وجرح 33 من عناصر الأمن، من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، في هجوم انتحاري نفذ بواسطة عربة مفخخة». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية أن الهجوم وقع، صباح أمس، واستهدف مقرًا للشرطة الاتحادية على الطريق الرئيسي المؤدي إلى منطقة الثرثار، غرب سامراء (110 كلم شمال بغداد).
وتقع منطقة الثرثار في شمال شرقي محافظة الأنبار، التي يسيطر على معظمها تنظيم داعش. من جهته، أكد ضابط برتبة رائد في شرطة سامراء وقوع الهجوم ومقتل وإصابة عشرات من عناصر الأمن. بدوره، أكد طبيب في مستشفى سامراء حصيلة الضحايا.
من ناحية ثانية، دعا حامد المطلك، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي والقيادي في ائتلاف القوى الوطنية بزعامة إياد علاوي، القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، إلى «الكف عن استهداف المدنيين العزل في مدينة الفلوجة»، مؤكدًا مقتل وإصابة 95 مدنيًا بقصف عشوائي خلال الأيام الماضية. وبينما حذّر المطلك من «السياسات العدائية والانتقامية التي لا تريد الخير للجميع»، شدّد على ضرورة «تعزيز السلم الاجتماعي والوقوف ضد تنظيم داعش».
وقال المطلك في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «قصف الطيران الحكومي للفلوجة يمثل عقوبة جماعية لأهالي الفلوجة الأبرياء العزل، فالطائرات تقصف وبشكل يومي المدينة وتستهدف الأسواق والمساجد ودور المواطنين، وهذه الأعمال الوحشية تتحملها الحكومة؛ لذا أدعو القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، وقيادة القوات المشتركة، إلى الكف عن الأعمال الوحشية واستهداف المدنيين العزل في مدينة الفلوجة». وأضاف المطلك: «لقد شهدت مدينة الفلوجة في الأيام الخمسة الماضية سلسلة من الطلعات الوحشية والقصف العشوائي بالمدافع حصدت أرواح 19 مواطنًا وجرحت 76 آخرين، وهذا الأمر يعكس السياسات العدائية والانتقامية التي لا تريد الخير للعراق وشعبه».
ودعا المطلك إلى «الكف عن إطلاق الشعارات والصيحات الطائفية التي يروج لها البعض، مثل: (يجب مسح الفلوجة)، و(يجب تدمير الفلوجة)؛ فالفلوجة ليست (داعش)، وهي أول من حاربت هذا التنظيم المتطرف. وعلى العبادي والقادة السياسيين أن يعززوا الروح الوطنية ولا يستمعوا للشعارات الطائفية التي تهدف إلى تمزيق البلد».
من جانب آخر، ذكر مصدر طبي في مستشفى الفلوجة العام لـ«الشرق الأوسط»، أن المستشفى استقبل جثث 12 شخصًا، من بينهم ثلاثة أطفال واثنتان من النساء، و28 جريحًا بينهم ثمانية أطفال وخمس نساء، نتيجة القصف الجوي. وأضاف المصدر الطبي الذي رفض الكشف عن اسمه أن المستشفى «استقبل 2839 جثة منذ احتلال المدينة من قبل مسلحي تنظيم داعش والعدد يتزايد بشكل يومي».
وفي أطراف مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار تواصل القوات المشتركة حصارها لمسلحي تنظيم داعش داخل المدينة. وأكد قائد عمليات الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي لـ«الشرق الأوسط»، أن «القوات الأمنية تواصل تقدمها ضمن قاطع المحور الجنوبي، والتقدم بدأ انطلاقًا من تحرير منطقة العنكور وباتجاه مناطق الطاش والكيلو 35، وقواتنا الآن وصلت إلى نقطة قريبة جدًا من الجهة الغربية لمدينة الرمادي عند الكيلو 18». وأضاف: «إن مناطق الخالدية والحبانية، ووصولاً إلى ناحية عامرية الفلوجة، تشهد استقرارًا أمنيًا كبيرًا والمناوشات العسكرية هي في خطوط الصد الأمامية القريبة من مدينتي الرمادي والفلوجة».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».