رحيل رونالدو قرار موجع لكنه سيساعد مانشستر يونايتد على تصحيح المسار

المدرب تن هاغ يدرك أن العمل مع المهاجم «كبير السن» لن يسير بسلاسة وبدونه يمكن إعادة بناء الفريق

تن هاغ وطاقمه التدريبي خلال أول محاضرة للاعبين من دون رونالدو في رحلة الإعداد للموسم الجديد (غيتي)
تن هاغ وطاقمه التدريبي خلال أول محاضرة للاعبين من دون رونالدو في رحلة الإعداد للموسم الجديد (غيتي)
TT

رحيل رونالدو قرار موجع لكنه سيساعد مانشستر يونايتد على تصحيح المسار

تن هاغ وطاقمه التدريبي خلال أول محاضرة للاعبين من دون رونالدو في رحلة الإعداد للموسم الجديد (غيتي)
تن هاغ وطاقمه التدريبي خلال أول محاضرة للاعبين من دون رونالدو في رحلة الإعداد للموسم الجديد (غيتي)

لم يمر سوى يومين فقط على تولي المدير الفني الألماني رالف رانغنيك القيادة الفنية لمانشستر يونايتد حتى أخبر أحد زملائه بأنه لا يمكنه الاعتماد على المهاجم البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو، لكنه بالتأكيد لم يكن قادراً على اللعب بدونه - وهذه هي المعضلة التي سيواجهها أي مدير فني في أولد ترافورد.
ومع ذلك، كان هناك في بعض الأحيان شيء غريب وعظيم بشكل غامض فيما يتعلق برونالدو الموسم الماضي، حيث كان المهاجم البرتغالي لا يزال قادراً على تغيير نتائج المباريات بأهدافه القاتلة في أوقات متأخرة. وكان لا يزال يبدو كما هو، وإن كان أبطأ قليلاً، لكن جسده يعد دليلاً على التزامه الشديد وتفانيه طوال مسيرته الكروية. ورغم أنه فقد الكثير من بريقه، فإنه لا يزال يملك الكثير أيضاً، وبالتالي هناك شعور في بعض الأحيان بأنه لا يزال قادراً على إنجاز الكثير من المهام الصعبة داخل المستطيل الأخضر.
لكن المشكلة كانت تكمن في تلك اللمحات، التي ذكرتنا بالمستويات الاستثنائية التي كان يقدمها في السابق، والتي جاءت أمام أتالانتا أو نوريتش سيتي أو توتنهام في إحدى أسوأ فترات السبيرز. ربما كان ذلك كافياً لإقناع أولئك الذين لا يزالون يؤمنون بقدرة رونالدو على العطاء بالشكل نفسه بأنهم على صواب، لكن الحقيقة هي أن تأثير اللاعب البرتغالي خلال ولايته الثانية مع مانشستر يونايتد لم يكن قوياً. لا يمكن أن نلومه على ذلك، فهو في السابعة والثلاثين من عمره، وهو العمر الذي يقرر فيه معظم المهاجمين أن الدوري الإنجليزي الممتاز لم يعد مناسباً لهم بسبب تراجع مستواهم البدني.

                                                                      رونالدو تغيب عن تدريبات يونايتد منتظراً الرحيل (إ.ب.أ)

لقد سجل صاروخ ماديرا 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، أي أكثر بثمانية أهداف من أي من زملائه في الفريق. وبالنسبة لمانشستر يونايتد الذي أصبح أسيراً للحنين إلى الماضي بشكل متزايد خلال فترة تدهور استمرت عقداً من الزمان، لا يزال رونالدو يمثل رمزاً لوقت أفضل (وعند عودته، ربما يمثل أيضاً رمزاً لعصر أقل حسماً وأقل نجاحاً). وعلاوة على ذلك، يمتلك رونالدو اسما هائلاً في عالم كرة القدم، وبالتالي قد يقول مسؤولو التسويق إنه يساهم في رفع الوعي بالعلامة التجارية للنادي.
وبهذا المعنى، جاءت الأخبار التي تم تداولها منذ يوم السبت الماضي عن رغبة رونالدو في الرحيل بمثابة ضربة قوية. فبعد عام فقط على عودته إلى يونايتد قادماً من يوفنتوس الإيطالي الذي خسر النجم البرتغالي بسيناريو مشابه لما يحصل حالياً مع «الشياطين الحمر»، يحاول أفضل لاعب في العالم خمس مرات، أن يغادر «أولد ترافورد»، والانتقال إلى فريق مشارك في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، حيث لا يرغب في خوض مسابقة «يوروبا ليغ».
لقد أوضحت هذه الأخبار أن عودة رونالدو إلى «أولد ترافورد»، التي كلفت خزينة النادي 20 مليون جنيه إسترليني بالإضافة إلى راتب أسبوعي للاعب يصل لـ500 ألف جنيه إسترليني، كانت فاشلة. من السهل تصوير ذلك على أنه مثال آخر على الفوضى التي يعاني منها مانشستر يونايتد، لكن الحقيقة هي أن التخلص من رونالدو ربما يكون أهم خطوة في إعادة بناء الفريق في عهد المدرب الهولندي. لقد أكد إريك تن هاغ على أنه حريص على العمل مع رونالدو، لكن يمكننا أن نفترض أن هذه التصريحات كانت دبلوماسية من جانب المدير الفني الهولندي. وبالتالي، فإذا رحل رونالدو، وقلل الضغط على ميزانية النادي وجعل من السهل على المدير الفني الجديد فرض فلسفته، فسيكون ذلك بالتأكيد بمثابة ارتياح كبير داخل النادي.
حتى الآن لم يُعرف إذا كان رونالدو سينضم إلى الفريق قبل سفره الجمعة إلى تايلند لبدء معسكر الإعداد للموسم الجديد، أم لا، وفي حال لم يلحق بزملائه، فسيكون رحيله عن «أولد ترافورد» شبه مؤكد. من المؤكد أن تن هاغ على دراية بأن العمل مع رونالدو لن يسير بسلاسة، وربما يفكر فيما إذا كان رحيل البرتغالي أفضل له وللفريق، لأن التركيز سيكون أكبر على المجموعة عوضاً عن محاولة إرضاء فرد يعتبر نفسه النجم المطلق. ويدرك تن هاغ أن عليه التخلص من الأجواء السامة في الفريق من أجل محاولة قيادته للقبه الأول في الدوري منذ موسمه الأخير مع المدرب الاسكوتلندي الأسطورة أليكس فيرغسون عام 2013. وكان رحيل لاعب متذمر ومزاجي بشخص الفرنسي بول بوغبا خطوة في الاتجاه الصحيح، ويأمل تن هاغ في إيجاد التوليفة التي تناسبه شخصياً وتتلاءم مع خططه من خلال إجراء بعض التعاقدات في الأيام المقبلة.
من المعروف أن تن هاغ مدير فني كلاسيكي يلعب بطريقة تعتمد على الضغط المتواصل على حامل الكرة. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أنه بعيدا عن اللاعبين الذين يلعبون في مركز قلب الدفاع، فإن رونالدو كان الأقل ضغطاً على حامل الكرة من أي لاعب آخر في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا الموسم الماضي! لذلك، لا يمكن على الإطلاق أن يجتمع هذان الأمران (اعتماد المدير الفني على الضغط العالي على الخصم، وفشل رونالدو الواضح في القيام بهذا الدور). في الحقيقة، هناك فجوة هائلة في هذا الصدد لا يمكن على الإطلاق سدها، ولا يمكن لأي مدير فني يريد أن يلعب كرة القدم الحديثة استيعاب رونالدو ضمن تشكيلة فريقه. ربما يمكن لمدير فني يلعب بطريقة قديمة مثل الأرجنتيني دييغو سيميوني، أو مدير فني مهووس بالنجوم مثل الإيطالي كارلو أنشيلوتي، أن يحصل على شيء ما من رونالدو (رغم أنك قد تشك في أن مطالبة سيميوني للاعبين بالتضحية بأنفسهم من أجل الفريق قد تكون مناسبة لرونالدو)، لكن لا يمكن لأي مدير فني يعتمد على طريقة الضغط العالي على الفريق المنافس أن يستوعب رونالدو ضمن التشكيلة الأساسية لفريقه.
لكن الأمر لا يتعلق بطريقة اللعب وحدها، فهناك مشكلة أخرى تتعلق في أن اسم رونالدو كبير جداً لدرجة أنه يُقزم أي ناد يلعب له، وحتى نادي مانشستر يونايتد العملاق أصبح «نادي رونالدو»، حيث يتم تسخير كل شيء من أجل راحة النجم البرتغالي. وهناك العديد من القصص عنه خلال الموسم الماضي، التي تقول إنه كثيراً ما أوقف التدريبات لأنه شعر بالملل، وكان يصر على أن يكون التدريب ممتعاً. وعلاوة على ذلك، دخل في شجار مع هاري ماغواير بشأن شارة قيادة الفريق. وعندما لم يشركه رانغنيك في التشكيلة الأساسية أمام مانشستر سيتي، عاد إلى البرتغال بدعوى تلقي العلاج لعضلات الفخذ، وهكذا أصبحت القصة كلها تدور حول رونالدو، حتى في حالة غيابه!.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أي ناد يلعب له يعتمد عليه بطريقة غير صحية. إنه هداف رائع من الطراز الرفيع، لذا فإن النادي يلعب على نقاط قوته حتى يتمكن من تسجيل الأهداف، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على النمط العام للعب، ويجعل من الصعب بناء كيان قوي يجعل الفريق يسيطر على مقاليد الأمور، ويصبح من السهل على الفرق المنافسة توقع الطريقة التي سيلعب بها الفريق. لقد أدت أهداف رونالدو الحاسمة إلى إنقاذ مانشستر يونايتد من موسم أسوأ لكن ما تحقق ليس أفضل من الموسم الماضي، لكن إذا لم يكن رونالدو موجوداً هناك، فربما لم يكن الفريق بحاجة إليه من الأساس.
وتبقى هناك مشكلتان واضحتان: المشكلة الأولى تتمثل في أنه من غير الواضح ما هي الأندية التي ترغب في التعاقد مع رونالدو. فاستثناء باريس سان جيرمان - الذي يبدو متحمساً بشكل غريب لإمكانية إنشاء معرض من الشمع للاعبين الذين كانوا جيدين في الدوري الإسباني الممتاز قبل سبع سنوات - لا يوجد ناد أوروبي يمكنه تحمل تبعات اللعب بطريقة تناسب رونالدو. وحتى ناديه القديم ريال مدريد، الذي لا يخجل أبداً من التعاقد مع نجم في الثلاثينيات من عمره، قد يفكر في التأثير السلبي لإعادة رونالدو على مستوى المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة الذي يقدم أداء مثيرا للإعجاب في السنوات الأخيرة.
أما المشكلة الثانية فتتمثل في هوية من سيحل محل رونالدو بعد رحيله، خاصة أن مانشستر يونايتد يفتقر، ولأسباب متنوعة، إلى المهاجم الذي يمكن الوثوق به. تشير تقارير إلى أن تن هاغ يفضل التعاقد مع الجناح البرازيلي لأياكس، أنتوني، البالغ من العمر 22 عاماً. قد يكون أنتوني لاعباً جيداً للغاية، لكن يجب أن يكون هناك شعور بالقلق بشأن عدد لاعبي الدوري الهولندي الممتاز الذي يرغب تن هاغ في التعاقد معهم!.
كان من المنتظر توقع المشكلات عندما يحين وقت رحيل رونالدو. ورغم صعوبة الرحيل، فإنه سيكون جزءاً من الحل. كما أن الشيء الإيجابي بالنسبة لتن هاغ هو أن هذه الخطوة جاءت من رونالدو نفسه، وليس من جانب المدير الفني الذي كان سيصبح مسؤولاً عن الجميع عن مثل هذا القرار. ما يهم الآن هو أن يحدث الانفصال بأسرع وقت ممكن وبطريقة سلسلة قدر الإمكان، حتى يتمكن المدير الفني من إعادة بناء الفريق بدون تعقيدات الاعتماد على لاعب طاعن في السن وأيقونة عفا عليها الزمن!.


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».