حيوانات حديقة مائية يابانية تمتنع عن تناول الأسماك الرخيصة

ثعالب البحر في حديقة مائية باليابان (أ.ب)
ثعالب البحر في حديقة مائية باليابان (أ.ب)
TT

حيوانات حديقة مائية يابانية تمتنع عن تناول الأسماك الرخيصة

ثعالب البحر في حديقة مائية باليابان (أ.ب)
ثعالب البحر في حديقة مائية باليابان (أ.ب)

امتنعت بطاريق وثعالب بحر داخل حديقة مائية يابانية عن تناول أسماك رخيصة يقدمّها لها الحرّاس مؤخراً بدل أنواع أغلى ثمناً توقفوا عن تقديمها بسبب ارتفاع الأسعاربحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتتخذ بعض البطاريق موقفًا متصلباً للغاية حيال ذلك. فقد أوضح المسؤول عن الحديقة المائية في هاكوني جنوب غربي طوكيو، هيروكي شيماموتو لوكالة فرانس برس أن هذه الحيوانات «تتناول في بادئ الأمر (السمكة الجديدة) بمنقارها، ثم ترميها بعد إظهار استيائها» من الطبق الجديد المقدم لها.
وقد لا يكون الطعم سبب هذا الرفض، إذ عزا شيماموتو ذلك إلى عدم تقبل البطاريق للأسماك الجديدة بسبب حجمها الذي يفوق حجم القديمة. وقال إن الحيوانات في الحديقة المائية «تشعر بأنّ ثمّة خطباً ما».
ولفت إلى أن ثعالب البحر أيضاً أظهرت سلوكا صعبا، إذ رفضت بالإجماع تناول الأسماك الأرخص ثمنا.
واعتاد القائمون على الموقع تقديم سمك من نوع الشاخورة للبطاريق وثعالب البحر، غير أن أسعار هذه الأسماك ارتفعت بنسبة تتراوح بين 20 في المائة و30 في المائة مقارنة مع العام الماضي، نظرا إلى تراجع معدلات الصيد. ولا يزال مسؤولو الحديقة المائية يشترون القليل من أسماك الشاخورة، لكن ليست لديهم أي نيّة للعودة بالكامل إلى قائمة الطعام المعتمدة سابقا في ظل عدم تراجع الأسعار الحالية، وفق شيماموتو. لذا سيتعين على البطاريق وثعالب البحر الصبر لفترة أطول ريثما يعاد تقديم وجباتها المفضلة.


مقالات ذات صلة

تقرير: إسرائيل تبلغ عن بؤرة لإنفلونزا الطيور

شؤون إقليمية التفشي تسبب في نفوق 43 من 10500 طائر (أ.ب)

تقرير: إسرائيل تبلغ عن بؤرة لإنفلونزا الطيور

أعلنت المنظمة العالمية لصحة الحيوان، اليوم (الخميس)، أن إسرائيل أبلغت عن بؤرة تفشٍ لفيروس إنفلونزا الطيور «إتش 5 إن 1» بين الديوك الرومية غربي القدس.

«الشرق الأوسط» (القدس)
يوميات الشرق الباحثون وجدوا أن الأفيال تخاطب بعضها بعضاً باستخدام مكالمات فردية محددة (أ.ب)

دراسة: الأفيال قد تكون أول حيوانات تنادي بعضها بالاسم

قد تكون الأفيال أول الحيوانات التي تحمل أسماءً لبعضها بعضاً وفقاً لدراسة جديدة تلقي مزيداً من الضوء على تطور اللغة بين الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق مرجان «كافيربوم»... واسمه مشتق من إهانة عنصرية (متحف التاريخ الطبيعي)

خنفساء «هتلر» وفراشة «موسوليني»... كائنات حية تحمل أسماء أفراد

عام 1937، تم العثور على خنفساء بنية من دون عيون داخل بضعة كهوف في سلوفينيا. وبدا هذا النوع الجديد عادياً باستثناء سمة واحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أسود تظهر في إحدى الغابات (رويترز)

دراسة: الحيوانات البرية تخشى البشر أكثر من الأسود

يُنظر إلى الأسد، منذ فترة طويلة، على أنه أكثر الحيوانات آكلة اللحوم رعباً في العالم، لكن «ملك الوحوش» أطاح به البشر، حسبما أظهر بحث جديد.

«الشرق الأوسط» (كيب تاون)
يوميات الشرق الحديقة المغلقة تستقبل زوارها طوال 45 يوماً (تقويم جدة)

«حديقة الحيوانات المغلقة» بجدة: رحلة تفاعلية في قلب الحياة البرّية

في تجربة تفاعلية مع الكائنات الأليفة، فتحت «حديقة الحيوانات المغلقة» في قلب مدينة جدة (غرب السعودية)، أبوابها للزوار.

أسماء الغابري (جدة)

الياسري لـ«الشرق الأوسط»: رسالة «حوجن» أن الفضول والبحث عن الآخر قد ينتج عنهما اكتشاف للذات

ياسر الياسري ونايف الظفيري في أثناء تصوير أحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)
ياسر الياسري ونايف الظفيري في أثناء تصوير أحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)
TT

الياسري لـ«الشرق الأوسط»: رسالة «حوجن» أن الفضول والبحث عن الآخر قد ينتج عنهما اكتشاف للذات

ياسر الياسري ونايف الظفيري في أثناء تصوير أحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)
ياسر الياسري ونايف الظفيري في أثناء تصوير أحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)

اختار «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» فيلم الفنتازيا السعودي «حوجن»، ليفتتح به أعمال دورته الثالثة، ويأخذ معه نجوم الفن وأشهر الأسماء المعروفة عالمياً في صناعة السينما العربية وبوليوود وهوليوود في رحلة ساحرة إلى عالم الجن، في إطار فنتازيا رومانسية تجمع بين العناصر الساحرة والعلاقات العاطفية المشوقة.

عنوان الفيلم هو «حوجن»، من إخراج المخرج ياسر الياسري. قصته خيالية رومانسية، تحكي عن جنيّ يعيش بين البشر في مدينة جدة، ويخوض مغامرات ورحلة في مواجهة الشر واستعادة حقّه، محاولاً الحفاظ على التوازن بين عالمه وحياته بين البشر؛ ومن ثَمّ تنشأ علاقة رومانسية بينه وبين فتاة تدعى سوسن تدرس في كلية الطب. الفيلم مقتبس من رواية «حوجن» للكاتب إبراهيم عباس، ويتميز بتصويرٍ سينمائيّ مذهل، وتقنيات مبتكرة تعزّز التجربة السينمائية للمشاهدين.

يقول مخرجه الياسري لـ«الشرق الأوسط»: «سعادتي كبيرة باختيار الفيلم لافتتاح المهرجان، خصوصاً أنّه يُنظّم في المدينة من حيث انطلقت أحداث القصة، وأعتقد أن هذا سيكون له وقع كبير على الفيلم وعلى قاعدة المعجبين الكبيرة التي يملكها».

وأبدى الياسري عن سعادته وامتنانه لإتاحة الفرصة لعمل سينمائيّ سعوديّ صُنع بجهود سعودية وعربية، أن يفتتح مهرجان البحر الأحمر، مشيراً إلى تطلعه لمشاركة الفيلم في مهرجانات عالمية مقبلة.

وعن الفيلم يقول الياسري: «(حوجن) من التجارب القليلة التي قُدّمت من نطاق الفانتازيا في الوطن العربي، وهذا وحده شكل عامل دفعٍ وحماسة بالنسبة لكل طاقم العمل الذين عملوا على الفيلم بكل حب وإخلاص»، مشيراً إلى أن كواليس الفيلم كانت دوماً متّقدة بهذه الأجواء والأحاسيس.

التحدي في الفيلم كان بخلق عوالم الجن من العدم (الشرق الأوسط)

وعمّا إذا تعرّض طاقم العمل لمواقف غريبة أو مخيفة في أثناء تصوير الفيلم كونه يتحدث عن قصة جنيّ وعن العالم الخفي، أوضح الياسري: «في كلّ عمل تحدث مواقف طريفة، ولعلّ (حوجن) على طول مدة تصويره كان مليئاً بها، وأكثرها طرافة هي عندما يلتقي الناس المارين بجنب مواقع التصوير بالممثلين وهم في كامل مكياجهم وملابسهم، فكان البعض يشكل عامل مزج بين المفاجأة والخوف».

وعن الصعوبات التي واجهت المخرج والطاقم في أثناء تصوير الفيلم، بيّن الياسري أن أهم الصعوبات تكمن في تحدي صنع الفيلم نفسه، فهو من التجارب الفريدة، أما بالنسبة له بصفته مخرجاً فأهم التحديات كانت بخلق عوالم الجن من العدم، فهذه العوالم ليس لها مرجع بصري لذا كان دؤوباً على صنع هذا العالم وجعله منطقياً وقريباً من ذائقة المشاهدين وتخيلهم.

نايف الظفيري صاحب شخصية الجني زعنام في «حوجن» (الشرق الأوسط)

ولأن الموسيقى التصويرية تلعب دوراً كبيراً في إنجاح الأفلام، بيّن الياسري أن المايسترو خالد الكمار كان إضافة للفيلم، ومن خلال جلساتهما معاً استطاعا الخروج بموسيقى تحمل حكاية الفيلم وعوالمه بين نغماتها، وسجّلاها مع أهم فرق الأوركسترا في لندن.

لكلّ فيلم رسالة، وفي «حوجن» أراد الياسري أن يوصل رسالة للمشاهدين مفادها أن الفضول والبحث عن الآخر مهما كان بعيد المنال أو مخيفاً قد ينتج عنهما اكتشاف للذات.

ويرى الياسري أن «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» منصة وصوت للمبدعين العرب تربطهم بسينما العالم، وفرصة لإظهار ثقافتنا وحكاياتنا بأبهى حلّة وصورة. فهو يؤكد أن مجتمعاتنا زاخرة بالحكايات والمواهب، ووجود مثل هذه المنصات كفيل بالمساعدة لإيصاله للمتلقي العالمي.


الصليب الأحمر الدولي رداً على انتقادات: لا قوى خارقة لدينا

سيارة تابعة للصليب الأحمر ضمن قافلة يعتقد أنها تحمل رهائن كان مسلحو «حماس» اختطفوهم خلال الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر تصل إلى حدود رفح وسط اتفاق لتبادل الرهائن بين «حماس» وإسرائيل في جنوب قطاع غزة، 24 نوفمبر 2023 (رويترز)
سيارة تابعة للصليب الأحمر ضمن قافلة يعتقد أنها تحمل رهائن كان مسلحو «حماس» اختطفوهم خلال الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر تصل إلى حدود رفح وسط اتفاق لتبادل الرهائن بين «حماس» وإسرائيل في جنوب قطاع غزة، 24 نوفمبر 2023 (رويترز)
TT

الصليب الأحمر الدولي رداً على انتقادات: لا قوى خارقة لدينا

سيارة تابعة للصليب الأحمر ضمن قافلة يعتقد أنها تحمل رهائن كان مسلحو «حماس» اختطفوهم خلال الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر تصل إلى حدود رفح وسط اتفاق لتبادل الرهائن بين «حماس» وإسرائيل في جنوب قطاع غزة، 24 نوفمبر 2023 (رويترز)
سيارة تابعة للصليب الأحمر ضمن قافلة يعتقد أنها تحمل رهائن كان مسلحو «حماس» اختطفوهم خلال الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر تصل إلى حدود رفح وسط اتفاق لتبادل الرهائن بين «حماس» وإسرائيل في جنوب قطاع غزة، 24 نوفمبر 2023 (رويترز)

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، رداً على اتهامها بعدم بذل جهود كافية لإطلاق سراح الرهائن من غزة، على غرار ما فعلت مع أسرى الحرب في أوكرانيا، إنها لا تملك «قوى خارقة»، وإن عملها يعتمد على حسن نيّة الأطراف المتنازعة.

وقال جايسن سترازيوسو، أحد المتحدثين باسم اللجنة في جنيف، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» «يتعيّن علينا من وقت لآخر أن نقول للناس إننا لسنا محصنين ضد الرصاص، ولا نمتلك قوى خارقة. لا يمكننا القيام بعمل إنساني إلا إذا منحتنا السلطات في منطقة معينة الإذن بذلك».

خلال الأيام الأخيرة، ومع بدء سريان هدنة في غزة دخلت الخميس يومها السادس، ومُددت ليوم إضافي حتى الجمعة، تمكنت سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر من نقل رهائن احتجزتهم حركة «حماس» في قطاع غزة، بعدما خطفتهم خلال الهجوم غير المسبوق الذي شّنته على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وتسبّب هجوم «حماس» بمقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون، قضى معظمهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردّت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة ترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، ما تسبّب بمقتل زهاء 15 ألف شخص، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل، وفق حكومة «حماس».

ومنذ بدء الحرب، تتعرض المنظمة الدولية التي أتمّت عامها الـ160، ويحتل الحياد والسرية قائمة مبادئها الرئيسية، لانتقادات لاذعة خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ رأى البعض أنه على اللجنة التفاوض من أجل إطلاق سراح عدد أكبر من الرهائن. وحمل آخرون عليها عدم زيارتها الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى فصائل فلسطينية.

وطالت انتقادات أخرى اللجنة لناحية عدم ممارستها الضغط الكافي على إسرائيل من أجل إطلاق عدد أكبر من المعتقلين الفلسطينيين، أو السماح بتدفق المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.

«لسنا وكالة استخبارات»

في جنيف، تدرك المنظمة، وفق ما يشرح سترازيوسو، أن هذه التوقعات مرتبطة بـ«مشاعر جيّاشة»، لكنه يرى أن «الانتقادات غالباً ما تبيّن سوء فهم للطريقة التي نعمل بها أو حدود عملنا».

وتوضح الأستاذة في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف جولي بيّو: «لا يمكن للمنظمات الإنسانية بشكل عام، واللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل خاص، أن تحلّ مكان العمل السياسي المطلوب لإنهاء هذه الحرب».

وتقول: «لقد تضاءل أفقنا السياسي إلى درجة باتت مقاربتنا تقتصر على المنظور الإنساني فحسب».

لا تعرف اللجنة الدولية للصليب الأحمر مكان احتجاز الرهائن في غزة، وفق سترازيوسو الذي يقول: «لسنا وكالة استخبارات»، موضحاً أن الذهاب لرؤية الرهائن من دون موافقة من «حماس» قد يضع فرق اللجنة والعاملين في المجال الإنساني في دائرة الخطر.

ويتحدّث الأستاذ في قسم القانون الدولي العام والمنظمات الدولية في جامعة جنيف ماركو ساسولي، عن صعوبة أخرى، ويشرح: «على عكس السجناء، ينبغي إطلاق سراح الرهائن من دون شرط أو تفاوض، إذا ما تمّ احترام القانون الإنساني».

ويضيف الخبير الذي سبق له العمل مع المنظمة: «تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر خدماتها بوصفها وسيطاً حيادياً، لكنها لن تتفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن».

«أشرار وأخيار»

منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وجدت اللجنة الدولية نفسها، في كثير من الأحيان وبشكل حاد، موضع انتقاد من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يأخذ عليها عدم قيامها بما يكفي من أجل الوصول إلى جنود أوكرانيين أسرتهم القوات الروسية.

كذلك، طالت انتقادات عدة اللجنة لناحية عدم تقديمها تفاصيل عن عدد سجناء الحرب الذين تمكنت من لقائهم لدى الجانب الروسي، ولإيفاد رئيسها السابق إلى موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي.

ويرى ساسولي أنه في الوقت الراهن بات في العالم «فهم أقل للحياد»، وأنّه «يجب اتخاذ موقف، وأن هناك أشراراً وأخياراً». ولكن «إذا تفاوضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع الأخيار فقط، فلن تتفاوض بعد الآن مع أي شخص تقريباً في النزاعات المسلحة».

وتعرّضت المنظمة في السابق لانتقادات مماثلة. ويشرح الأستاذ الجامعي: «على سبيل المثال، في البوسنة كان عليها العمل مع الصرب والبوسنيين المسلمين، في وقت كان يُنظر إلى الصرب باعتبارهم من المعتدين ومن أبرز منتهكي القانون الإنساني».

بعد الحرب العالمية الثانية، انتُقدت اللجنة بسبب عدم تحرّكها بمواجهة النازيين، وتحديداً من أجل الوصول إلى معسكرات الاعتقال، ما دفعها لاحقاً إلى تقديم اعتذار.


ماكرون يبدي «فرحة كبيرة» لإطلاق إسرائيلية فرنسية كانت محتجزة في غزة

والدة الرهينة الإسرائيلية الفرنسية ميا شيم تحمل صورتها (أرشيفية - أ.ف.ب)
والدة الرهينة الإسرائيلية الفرنسية ميا شيم تحمل صورتها (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

ماكرون يبدي «فرحة كبيرة» لإطلاق إسرائيلية فرنسية كانت محتجزة في غزة

والدة الرهينة الإسرائيلية الفرنسية ميا شيم تحمل صورتها (أرشيفية - أ.ف.ب)
والدة الرهينة الإسرائيلية الفرنسية ميا شيم تحمل صورتها (أرشيفية - أ.ف.ب)

رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس بإطلاق سراح الرهينة الإسرائيلية الفرنسية ميا شيم التي كانت محتجزة لدى حركة «حماس» في غزة، مؤكدا أن بلاده تبذل جهودا لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في القطاع.

وكتب ماكرون عبر منصة «إكس» أن إطلاق سراح شيم (21 عاما) كان «فرحة كبيرة أتقاسمها مع عائلتها وكل الشعب الفرنسي».

وبحسب وكالة «الصحافة الفرنسية»، أكد الجيش الإسرائيلي في وقت سابق تسلّمه رهينتين أفرج عنهما من قطاع غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، بينما أوضح مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن الرهينتين هما ميا شيم والإسرائيلية عاميت سوسانا (40 عاما).


اعتقال 8 أشخاص من تجار المخدرات في دمشق

صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط» لضبط شحنات كبتاغون عبر الحدود السورية مع شرق الأردن
صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط» لضبط شحنات كبتاغون عبر الحدود السورية مع شرق الأردن
TT

اعتقال 8 أشخاص من تجار المخدرات في دمشق

صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط» لضبط شحنات كبتاغون عبر الحدود السورية مع شرق الأردن
صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط» لضبط شحنات كبتاغون عبر الحدود السورية مع شرق الأردن

اعتقلت الأجهزة الأمنية في دمشق، 8 أشخاص من تجار المخدرات ومروجيها، في منطقة الحميدية وسط العاصمة السورية، وجرى اقتيادهم إلى جهة مجهولة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقالت مصادر مطلعة: إنه عُثر بحوزة هؤلاء التجار على كميات كبيرة من المواد المخدرة، يغرقون خلالها المنطقة بمواد مخدرة، لا سيما بين الشباب، بإشراف مباشر من ميليشيا «حزب الله» اللبناني.

وذكر «المرصد»، أن هذه الخطوات الأمنية الرسمية تأتي لإيهام المجتمع الدولي، بأن «النظام وأجهزته الأمنية يسعون إلى محاربة تجار المخدرات في البلاد»، في حين ينتشر تجار المخدرات ويتزايد أعداد المروجين في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة والميليشيات الموالية لها، وغالباً ما يودي إلى حدوث خلافات بين الأجهزة المختلفة والتجار المخدرات.

أسواق دمشق (سانا)

ورصد «المرصد السوري»، اعتقال تاجر مخدرات من قِبل شعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام، في فليطة بريف القلمون الغربي بريف دمشق، بتاريخ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي؛ بسبب خلاف على عائدات السرقة والمخدرات.

كما رصد في تاريخ 10 الحالي، إصابة أحد كبار تجار المخدرات ومروجيها بجراح متفاوتة، وهو يعمل لصالح قوات الأمن، في محاولة اغتيال من قِبل مسلحين مجهولين، وقد جرى استهدافه بالرصاص المباشر، أثناء تواجده في بلدة بيت جن بريف دمشق.

وقُتل بتاريخ 9 الحالي، متعاون مع شعبة المخابرات العسكرية، ويعدّ من أكبر تجار المخدرات في المنطقة، في عملية اغتيال طالته أمام منزله، من قِبل مسلحين مجهولين في مدينة يبرود بمحافظة دمشق.

وينحدر القتيل من قرية بخعة بريف دمشق، وعقب اغتياله، استنفرت عناصر شعبة المخابرات العسكرية وأمن الدولة في البلدة، مع استقدام تعزيزات عسكرية لكتيبة الهجانة، وسط إغلاق مداخل ومخارج المدينة، لبدء بعملية تمشيط الطريق الواصل بين بلدة رأس العين وبخعة.

صورة نشرها موقع القوات المسلحة الأردنية تظهر ما قال إنها إحدى طائرتين مسيّرتين تحملان مخدرات حلّقتا فوق الأراضي الأردنية من سوريا في 26 سبتمبر

يذكر، أن المخدرات تفتك بجنوب سوريا عموماً مع ازدياد انتشارها في درعا، بوابة سوريا إلى الأردن، وفي السويداء المحاذية أيضاً للأردن. وتحولت المنطقة تدريجياً من منطقة انتشرت فيها المخدرات بأنواعها إلى منطقة ممر لتهريب هذه المواد إلى دول أخرى.

وشهد الأردن خلال السنوات الماضية، الكثير من محاولات التسلل والتهريب، خاصة من سوريا (شمال) والعراق (شرق) نتيجة تردي الأوضاع الأمنية في البلدين الجارين.

دورية للجيش الأردني على الحدود مع سوريا (أ.ف.ب)

واعترض الجيش الأردني في الثاني من نوفمبر شرق البلاد طائرة مسيّرة محملة بمواد مخدرة، قادمة من الأراضي السورية. وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية: «إن قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية العسكرية، رصدت محاولة اجتياز طائرة مسيّرة من دون طيار الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية»، بحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا).

وأوضح المصدر، أن الطائرة التي تم اعتراضها، كانت محملة بكمية من مادة الكريستال، وتم ضبطها وتحويلها إلى الجهات المختصة.

وكانت القوات المسلحة الأردنية قد أسقطت منذ شهر فبراير (شباط) الماضي طائرات مسيّرة عدة قادمة من سوريا تنوعت حمولاتها بين مخدرات وقطع أسلحة ومتفجرات.


غروسي: لا تتجاهلوا طموحات إيران النووية

المدير العام للوكالة رافائيل غروسي متحدثاً في فيينا الأربعاء (أرشيفية: «رويترز»)
المدير العام للوكالة رافائيل غروسي متحدثاً في فيينا الأربعاء (أرشيفية: «رويترز»)
TT

غروسي: لا تتجاهلوا طموحات إيران النووية

المدير العام للوكالة رافائيل غروسي متحدثاً في فيينا الأربعاء (أرشيفية: «رويترز»)
المدير العام للوكالة رافائيل غروسي متحدثاً في فيينا الأربعاء (أرشيفية: «رويترز»)

حثَّ رئيس «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، رافائيل غروسي، القوى العالمية على استئناف المحادثات مع إيران، وعدم إغفال المخاطر التي يشكلها مخزونها من اليورانيوم المخصَّب، بينما تحول الانتباه إلى الحرب بين إسرائيل و«حماس». وقال غروسي لصحيفة «فاينانشيال تايمز»: «يجب أن تكون هناك حاجة إلى إعادة صياغة نظام الحوار مع إيران... قد لا ينظر الناس إلى (طموحات إيران النووية)، لكن المشكلة موجودة».

وقلبت الحرب جهود الحكومة الأميركية لتهدئة التوترات مع إيران، في سعيها لاحتواء الأزمة النووية. في سبتمبر (أيلول)، أكملت الولايات المتحدة وإيران تبادل الأسرى، بعد أشهر من المفاوضات، وفرضت واشنطن 6 مليارات دولار من أموال النفط الإيرانية المحتفَظ بها في كوريا الجنوبية.

وإلى جانب اتفاق تبادل الأسرى، اتفقت طهران وواشنطن على تخفيف الإجراءات التصعيدية التي يأمل البعض أن تضع منبراً لمزيد من المحادثات بشأن الحد من النشاط النووي الإيراني.

وقال غروسي إن المحادثات مع إيران قد تتطلب إطاراً جديدا، بدلاً من محاولة إحياء اتفاق عام 2015 (المعروف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة») الذي تعثَّر منذ تخلَّت الولايات المتحدة عنه، في عام 2018، في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

رمز الذرة وعلم إيران بصورة مركَّبة (رويترز)

أضاف غروسي: «محاولة إعادة (الاتفاق النووي) إلى صندوق (خطة العمل الشاملة المشتركة) لن تنجح... لا يزال بإمكانك تسميتها (خطة العمل الشاملة المشتركة)، ولكن يجب أن تكون (خطة العمل الشاملة المشتركة - 2) أو شيئاً من هذا القبيل لأنه يجب عليك التكيُّف».

وقال أيضاً إن الوضع المحيط بالبرنامج النووي الإيراني «غير مؤكد للغاية»، وحث الدول على «الجلوس وإعادة الانخراط». وكثفت إيران نشاطها النووي منذ عام 2019 رداً على خروج الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة وفرض عقوبات عليها. وتقوم بتخصيب اليورانيوم بأعلى مستوياته على الإطلاق، رغم أن طهران تنفي رغبتها في الحصول على أسلحة نووية.

وأضاف غروسي أن تخزين طهران لليورانيوم المخصَّب لدرجة تقترب من درجة صنع الأسلحة مستمر، رغم أنه تباطأ في الأشهر الأخيرة. وأظهرت أحدث تقارير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، أي ما يقرب من درجة صنع الأسلحة، ارتفع بنحو 7 كيلوغرامات، في الفترة من منتصف أغسطس (آب) إلى نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، في حين كان يتزايد بمعدل 15 كيلوغراماً أو أكثر في السابق.

ويقول مسؤولون أميركيون إن إيران لديها القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد اللازمة لتطوير سلاح نووي في غضون أسبوعين تقريباً.

وقال غروسي إن العقبات الأخرى التي تعترض مواصلة المحادثات النووية مع إيران تشمل الانشغالات الداخلية، مشيراً إلى «الوضع السياسي في كل دولة على حدة» الذي يمنع البعض من المشاركة الكاملة، دون تسمية مَن كان يشير إليه.

ومِن المقرر أن تجري إيران انتخابات برلمانية في مارس (آذار)، بينما من المقرر أن تجري الولايات المتحدة انتخابات رئاسية نهاية العام المقبل. وقال غروسي: «نحن لا نطلب من الناس الضغط على إيران ولكن التواصل معنا». وأضاف: «لكي ينجح هذا الأمر يجب أن يكون هناك حد أدنى من الإجماع في المجتمع الدولي».

ومنذ انهيار الاتفاق، تم تقييد وصول «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» إلى برنامج إيران، لدرجة أن المفتشين لم يدخلوا مصنع تصنيع أجهزة الطرد المركزي منذ فبراير (شباط) 2021.


زيلينسكي يزور جنوده على خط جبهة خاركيف

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور مركز قيادة الجيش الأوكراني في كوبيانسك بمنطقة خاركيف (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور مركز قيادة الجيش الأوكراني في كوبيانسك بمنطقة خاركيف (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي يزور جنوده على خط جبهة خاركيف

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور مركز قيادة الجيش الأوكراني في كوبيانسك بمنطقة خاركيف (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور مركز قيادة الجيش الأوكراني في كوبيانسك بمنطقة خاركيف (أ.ف.ب)

أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية 14 من إجمالي 20 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل. وذكر سلاح الجو في بيان أن القوات الروسية أطلقت طائرات مسيرة إيرانية الصنع من الأراضي الروسية في عدة اتجاهات. بدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إحباط محاولة هجوم شنه نظام كييف باستخدام طائرة مسيرة، أسقطتها الدفاعات الجوية الروسية فوق أراضي مقاطعة بيلغورود غرب روسيا.

فيما توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس إلى خط الجبهة في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد، حيث زار مركز قيادة القوات قرب كوبيانسك، حيث تقوم القوات الروسية منذ عدة أشهر بهجوم في هذه المنطقة دون تحقيق تقدم يُذكر. وقالت مصادر الرئاسة في رسالة على تطبيق «تلغرام» مرفقة بمقطع فيديو ظهر فيه زيلينسكي وهو يمنح أوسمة لجنوده إن «المقاتلين في قيادة كوبيانسك يحمون الحياة الهادئة للأوكرانيين».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يكرم جنوده على الجبهة

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: «أُحبطت الليلة محاولة لنظام كييف لشن هجوم إرهابي ضد أهداف في روسيا الاتحادية باستخدام طائرة مسيرة»، وفق ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وأضافت الوزارة أن «أنظمة الدفاع الجوي أسقطت الطائرة المسيرة الأوكرانية فوق أراضي مقاطعة بيلغورود».

وتواصل القوات الروسية عمليتها العسكرية الخاصة، مستكملة تحرير المناطق الأربع التي انضمت إلى روسيا الاتحادية، العام الماضي، وهي جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان، ومقاطعتا زابوريجيا وخيرسون.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

وحددت موسكو منذ إطلاق العملية، في 24 فبراير (شباط) 2022، أهدافها بحماية سكان إقليم دونباس، والقضاء على التهديدات الموجهة لأمن روسيا، وإجبار أوكرانيا على الحياد العسكري، والقضاء على التوجهات النازية فيها، وفق «سبوتنيك».

وفي الأسابيع الأخيرة شدّد الجيش الروسي ضغوطه في شرق أوكرانيا لا سيما على بلدة أفدييفكا، لكنه لم يحرز سوى تقدّم محدود، إذ أعلن الأربعاء السيطرة على قرية كروموف الصغيرة قرب باخموت.

وتعمل روسيا على زيادة الإنتاج المحلي من الطائرات المسيّرة القتالية، أحد أهم أسلحتها، فضلاً على زيادة تصنيع مواد عسكرية أخرى، فيما تدخل حرب الكرملين في أوكرانيا شتاء ثانياً دون نهاية تلوح في الأفق. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أنه رغم عدم توافر بيانات عامة بشأن عدد الطائرات المسيرة التي يتم إنتاجها على وجه التحديد، أظهرت إحصاءات رسمية زيادة سنوية بنسبة نحو 80 في المائة في إنتاج معدات التحكم عن بعد خلال الشهور القليلة الماضية، بما في ذلك تلك المستخدمة في توجيه المسيرات القتالية. وأظهرت بيانات نشرتها خدمة الإحصاءات الاتحادية في ساعة متأخرة الخميس أن الإنتاج في هذه الفئة، المدرجة تحت «أهم أنواع المنتجات» في التقرير، زادت بنسبة 33 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالعام الماضي. في الأسابيع الأخيرة، سيطر الجمود على الهجوم المضاد الذي تشنّه كييف منذ يونيو (حزيران) في جنوب البلاد وشرقها، فيما يتلاشى الأمل بتحقيق اختراق، إذ لم يحرز الجيش الأوكراني تقدماً كبيراً مصطدماً بخطوط الدفاع الروسية القوية. ومنذ بداية الخريف، تظهر القوات الروسية قدرتها على مواصلة القتال من خلال شن هجمات. وتشكو القوات الأوكرانية من نقص في إمدادات الذخيرة.

وتشهد الالتزامات الجديدة من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه المساعدات العسكرية لكييف تأخيرات في الشهور الأخيرة، فيما يكافح التكتل لتعزيز قدرات إنتاج الأسلحة. وعلاوة على ذلك، من غير المرجح إقرار خطط تزويد أوكرانيا بدعم عسكري يقدر بـ20 مليار يورو (21.9 مليار دولار) حتى 2027.

القوات الروسية تتسلم طائرات قتالية من دون طيار في سيمفيروبول بشبه جزيرة القرم (رويترز)

وفي الأسابيع الأخيرة شدّد الجيش الروسي ضغوطه في شرق أوكرانيا لا سيما على بلدة أفدييفكا، لكنه لم يحرز سوى تقدّم محدود، إذ أعلن الأربعاء السيطرة على قرية كروموف الصغيرة قرب باخموت. وصرح رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الخميس، بأن الاتحاد الأوروبي متأخر في الوفاء بتعهد تسليم أوكرانيا مليون طلقة ذخيرة خلال 12 شهرا. وكانت دول الاتحاد الأوروبي قررت تسليم أوكرانيا قذائف حتى مارس (آذار) 2024 لدعم البلاد في الدفاع عن نفسها ضد روسيا، لكنها لم ترسل سوى 300 ألف قذيفة حتى الآن. وقال ميشال، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، إن الوفاء بالتعهد «صعب»، مضيفا «نحن نعمل لتوصيل مليون طلقة ذخيرة مدفعية لأوكرانيا». وتابع «الأمر سوف يستغرق فترة أطول قليلا مما كنا نأمله، ولكنه سيحدث».
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال (إ.ب.أ)

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، في وقت سابق من الشهر الحالي، إن التكتل لن يحقق هدفه على الأرجح. غير أن منسق السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أصر على أن صناعة الدفاع الأوروبية سوف يكون لديها القدرة على إنتاج القذائف المتعهد بها بحلول مارس المقبل. وقتل شخص على الأقل وأصيب عشرة بجروح ليل الأربعاء الخميس في ثلاث مدن في شرق أوكرانيا على ما قال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو. وأوضح الوزير أن ستة صواريخ من طراز «إس 300» ضربت مدن بوكروفسك وميرنوغراد ونوفوغروديفكا الواقعة على بعد حوالي أربعين كيلومترا شمال غربي أفدييفكا التي يحاول الروس تطويقها والسيطرة عليها منذ شهرين تقريبا. في نوفوغروديفكا عثر على جثة رجل تحت أنقاض مبنى سكني، حيث لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن أربعة أشخاص آخرين على ما أوضح إيغور مونوز قائد الإدارة العسكرية في المنطقة. وقال وزير الداخلية في بيان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، على شبكات التواصل الاجتماعي قبيل ذلك «إثر عمليات قصف أصيب عشرة أشخاص بجروح بينهم أربعة أطفال. ويتم البحث بين الأنقاض عن خمسة أشخاص آخرين». في بوكروفسك أصيب طفل في شهره السادس، واثنان من الفتية في السادسة عشرة والثالثة عشرة، على ما أوضح وزير الداخلية.

رجال الإنقاذ يعملون في موقع مبنى سكني تضرر بشدة جراء ضربة صاروخية روسية على بلدة بمنطقة دونيتسك (رويترز)
واحتلت القوات الروسية معظم دونيتسك، وتقول روسيا إنها تعتزم السيطرة على المنطقة بالكامل. وقال الجيش الأوكراني في وقت سابق من الخميس إن الدفاعات الجوية أسقطت 14 طائرة مسيرة من بين 20 أطلقتها روسيا الليلة الماضية. وقال الجيش الروسي الأربعاء إنه سيطر على قرية في دونيتسك. وقالت وزارة الدفاع في موسكو إنه تم السيطرة بالكامل على قرية أرتيوموفسكوي، المعروفة أيضا باسم خروموف بالأوكرانية، بدعم جوي ومدفعي. ومنذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) تتعرض مدينة أفدييفكا الصناعية لهجمات متواصلة للقوات الروسية التي تسعى إلى السيطرة عليها. وتنتشر القوات الروسية شرق هذه المدينة وشمالها وجنوبها. وتقع المدينة قرب دونيتسك عاصمة المنطقة التي احتلتها روسيا عام 2014. وفي سياق ميداني متصل أبلغ خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن نشاط عسكري بالقرب من محطة للطاقة النووية في غرب أوكرانيا، حسبما قال المدير العام للوكالة، رافاييل جروسي يوم الأربعاء. وأوضح جروسي أن فريقا تابعا للوكالة يراقب الوضع في محطة خميلنيتسكي للطاقة النووية، أبلغ عن سماع انفجارات قريبة لأكثر من 20 دقيقة ليل الثلاثاء. وأضاف جروسي أنه في حين أن «الكثير من اهتمام العالم يتركز على المخاطر الحقيقية للغاية التي تواجه محطة زابوريجيا للطاقة النووية، فإن حدث الليلة الماضية بمثابة تذكير بأنه يجب ألا ننسى المواقع النووية الأخرى في أوكرانيا، والتي من المحتمل أيضا أن تتعرض لهجمات صاروخية وغيرها». وتابع: «لا تزال جميع المنشآت النووية الأوكرانية معرضة للخطر، إما بشكل مباشر إذا أصيبت بصاروخ أو بشكل غير مباشر إذا تعطلت إمدادات الطاقة خارج الموقع. ولا يزال وضع الأمان والأمن النوويين محفوفا بالمخاطر في جميع أنحاء أوكرانيا».

«رئاسية مصر» تنطلق في الخارج تحت ظلال «حرب غزة»

لافتة دعاية انتخابية لدعم المرشح عبد الفتاح السيسي (حزب المصريين الأحرار)
لافتة دعاية انتخابية لدعم المرشح عبد الفتاح السيسي (حزب المصريين الأحرار)
TT

«رئاسية مصر» تنطلق في الخارج تحت ظلال «حرب غزة»

لافتة دعاية انتخابية لدعم المرشح عبد الفتاح السيسي (حزب المصريين الأحرار)
لافتة دعاية انتخابية لدعم المرشح عبد الفتاح السيسي (حزب المصريين الأحرار)

ينطلق التصويت في انتخابات الرئاسة المصرية بالخارج، (الجمعة)، تحت ظلال «حرب غزة»، وتستقبل السفارات والقنصليات في 121 دولة، صباح الجمعة، الناخبين على مدار 3 أيام متتالية، وسط دعوات رسمية وشعبية للمغتربين بـ«أهمية المشاركة في الاستحقاق الرئاسي».

ويخوض سباق المنافسة في الاستحقاق الرئاسي المصري، إلى جانب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، المرشح فريد زهران رئيس «الحزب المصري الديمقراطي»، وعبد السند يمامة رئيس حزب «الوفد»، وحازم عمر رئيس حزب «الشعب الجمهوري».

ويدلي المصريون في الخارج بأصواتهم في الانتخابات من خلال 137 مقراً انتخابياً بالسفارات والقنصليات المصرية، في حين تُجرى الانتخابات في داخل مصر أيام 10 و11 و12 ديسمبر (كانون الأول).

ودعا مسؤولون رسميون وبرلمانيون «المصريين في الخارج» إلى المشاركة بفاعلية في التصويت؛ «حفاظاً على المكتسبات المصرية» في ظل «التحديات الإقليمية». وقالت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، سها جندي، (الخميس)، «إن المصريين بالخارج جزء مهم من صناعة القرار في مصر، وصوتهم مهم للحفاظ على مكتسباتهم الدستورية، حيث منحهم الدستور المصري حق التصويت، ولذلك فمن المهم أن يمارسوا هذا الحق الدستوري». وأفادت الوزيرة بأنه «تم تشكيل غرفة عمليات بالوزارة لمتابعة انتخابات المصريين بالخارج». كما حثّ رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، حازم بدوي، المصريين بالخارج على «المشاركة الجادة والفاعلة في الانتخابات».

إحدى لافتات دعم المرشح عبد السند يمامة (حزب الوفد)

ويُقدّر عدد المصريين في الخارج بنحو 14 مليون مواطن، بحسب وزارة الهجرة المصرية. وقال مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات بمصر، أحمد بنداري، في وقت سابق إنه «يحق للمصريين الموجودين بالخارج لأغراض العمل أو الزيارات المؤقتة في أثناء التصويت، التوجه إلى السفارات للإدلاء بأصواتهم».

وأكد وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، لـ«الشرق الأوسط» أن «المصريين في الخارج لديهم إحساس كبير بأهمية المشاركة في الاستحقاق الرئاسي؛ لأن المشاركة تربطهم بوطنهم الأم، كما أن إحساسهم بالوطن يزداد في (أوقات الأزمات)، خصوصاً مع حرب غزة». وتوقّع العرابي «إقبالاً كبيراً من المصريين في الخارج على التصويت في الانتخابات؛ بسبب إدراكهم مدى تأثير حرب غزة في مصر والمنطقة».

في حين أشار رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري (البرلمان)، طارق رضوان، إلى أن «المشاركة في الانتخابات الرئاسية بمصر ذات أهمية كبيرة في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة»، لافتاً في تصريحات (الخميس) إلى أن «المشاركة تُعزز الشفافية والاستقرار السياسي والاقتصادي المصري».

ويرى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، أيمن عبد الوهاب، أن «حرب غزة فرضت نفسها على الانتخابات الرئاسية في مصر على المستويَين الرسمي والشعبي، لما تمثله من أهمية على الأمن القومي المصري». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الحرب في غزة فرضت نفسها على أحاديث المرشحين خلال فترة الدعاية الانتخابية في مصر».


مهرجان الملك عبد العزيز للإبل ينطلق الجمعة في السعودية

يهدف المهرجان إلى تأصيل الاهتمام بالإبل بوصفها موروثاً أصيـلاً في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية (الشرق الأوسط)
يهدف المهرجان إلى تأصيل الاهتمام بالإبل بوصفها موروثاً أصيـلاً في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية (الشرق الأوسط)
TT

مهرجان الملك عبد العزيز للإبل ينطلق الجمعة في السعودية

يهدف المهرجان إلى تأصيل الاهتمام بالإبل بوصفها موروثاً أصيـلاً في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية (الشرق الأوسط)
يهدف المهرجان إلى تأصيل الاهتمام بالإبل بوصفها موروثاً أصيـلاً في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية (الشرق الأوسط)

ينطلق مهرجان الملك عبد العزيز للإبل (الجمعة) في نسخته الثامنة تحت شعار «عز لأهلها» أكثر من 20 فعالية هادفة وزّعت عبر 18 موقعاً على أرض الصياهد.

وتتنوع تلك الفعاليات بين المسابقات، والمعارض، والعروض، التي روعي في اختيارها حرص إدارة المهرجان لتناسب مختلف الفئات العمرية من الزوار للمهرجان.

وكانت إدارة المهرجان قد أنهت الإجراءات والترتيبات كافة المتعلقة بتجهيز مواقع الفعاليات وعمليات دخول الإبل من خلال بوابة «ريمات» التي تستقبل وتعبر معها جميع الإبل المشاركة، بالإضافة إلى تجهيز صالة الملاك وفق أحدث المواصفات والتقنيات التي تتيح للمشاركين مشاهدة عرض إبلهم من كثب ووضوح؛ حيث توفر الصالة شاشات عرض للنقل المباشر الموحد، بالإضافة إلى خدمات الضيافة اللوجيستية، في أجواء تنافسية حماسية وأخوية بين ملاك الإبل المشاركة.

كما تتضمن فعاليات المهرجان مسابقات في أكثر من 320 شوطاً تنافسياً (مزاين وهجن وهجيج وطبع) بجميع الألوان في أشواط «المزاين، مجاهيم، ومغاتير، وأصايل، وسواحل، ومهجنات»، فردي وجمل.

وأطلقت إدارة المهرجان في نسخة هذا العام مسابقة «عز لأهلها» والهادفة إلى تشجيع أفراد المجتمع على المشاركة بشكل إبداعي في إبراز موروث الإبل، والمساهمة في خدمته، والاعتزاز به، وتتكون المسابقة من أربعة فروع، هي: أجمل صورة (للهواة)، وأجمل صورة (للمحترفين)، وأفضل فيلم.

مجموعة من الإبل في مهرجان الملك عبد العزيز (واس)

ووفرت إدارة المهرجان في نسخته الثامنة فعالية ركوب الجمال في تجربة مدهشة لمعايشة الإبل، وحلبها وإطعامها وسقيها، وإناختها، وعقلها، وقيادتها واحتضانها، وأخذ لقطات تذكارية معها.

ومن الفعاليات المتنوعة التي يشهدها المهرجان إقامة معرض «مطايا» للتعريف بحضارة الإبل وموروثها العظيم الذي احتضنته الجزيرة العربية، عبر عرض متحفي، يتناول الجوانب ذات العلاقة بالإبل، ومنها خلق الإبل وأنواعها ونوادرها، إضافة إلى الإبل في «رؤية المملكة 2030» والتعريف بنادي الإبل ومبادراته، من خلال لوحات وشاشات تفاعلية، وأفلام تلفزيونية، إضافة إلى عدد من المقتنيات الأصلية للإبل.

كما يحتضن المهرجان متحف «العقيلات» الهادف إلى التعريف بتراث إحدى أشهر الرحلات التجارية الحديثة (العقيلات) ووثائقهم ومقتنياتهم، وارتباطها بالإبل، مع عرض متحفي شيّق لطريقة تجهيز الإبل للرحلات التجارية، وسيضم المعرض مقتنيات لقطع طبق الأصل، ووثائق وصور، ولوحات وشاشات عرض، بالإضافة إلى تجهيز حصن طيني يحاكي القصور القديمة في وسط الجزيرة العربية.

ومن الفعاليات التي يحتضنها المهرجان شعر المحاورة الذي يعتمد على سرعة البديهة، وتقام على مسرح جرى تجهيزه لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الجماهير العاشقة لهذا النوع من الفنون الأدبية.

وانطلاقاً من حرص إدارة المهرجان على ربط زواره بموروثهم الشعبي؛ فقد جرى تخصيص منطقة لعشاق ومحبي الصقور، حيث يشاهدون من خلالها الصقور عن قرب ويتفاعلون معها بحملها والتعرف على طريقة الصيد بها.

كما يضم المهرجان ركناً يضم مجموعة من أنواع الماعز، ومنها الماعز القزمي؛ بهدف التعرف على شكله ولونه، وخصائصه، وغير ذلك من المعلومات. ويصاحب فعاليات المهرجان السوق التراثية الذي يضم مقتنيات وسلعاً أثرية وتراثية، من مشغولات وأدوات التخييم ومستلزمات الإبل، والمجالس التراثية، والبهارات، ولوازم القهوة والأسر المنتجة، والطبخ الشعبي.

ويعدّ مهرجان الملك عبد العزيز للإبل الأضخم عالمياً، وإحدى المنارات الوطنية والعالمية التي تسهم في التعريف بعلاقة الإبل بالإنسان، وكرنفالاً ثقافياً اقتصادياً، يعزز ويصل بالموروث الوطني للعالمية، ونشر العمق الحضاري للمملكة العربية السعودية على المستوى العالمي.


تهديد أمني باقتحام قصر العدل في بيروت

مبنى قصر العدل في بيروت (غيتي)
مبنى قصر العدل في بيروت (غيتي)
TT

تهديد أمني باقتحام قصر العدل في بيروت

مبنى قصر العدل في بيروت (غيتي)
مبنى قصر العدل في بيروت (غيتي)

تحدثت معلومات لبنانية عن إحباط عملية أمنية كانت تستهدف قصر العدل في بيروت، وكان مقرراً أن توضع قيد التنفيذ، خلال جلسة للمجلس العدلي يوم الجمعة الماضي، كانت مخصصة لمحاكمة عناصر متهمين بالانتماء إلى «تنظيمات إرهابية»، وبالمسؤولية عن التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا في ضاحية بيروت الجنوبية في عام 2014، وأسفرا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وكشف مصدر قضائي بارز لـ«الشرق الأوسط»، عن أن رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود تلقى صباح الجمعة الماضي اتصالاً طارئاً من مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي، تمنّى عليه الأخير «تأجيل جلسة محاكمة الإرهابيين في تفجيري حارة حريك، بسبب وجود خطر أمني حقيقي يتهدد القوة الأمنية التي تتولى سوق الموقوفين من السجن إلى قصر العدل». وأكد المصدر أن قهوجي أبلغ عبود عن «توافر معلومات موثوقة لدى مديرية المخابرات، مفادها أن مجموعة إرهابية مسلّحة تحضّر لتنفيذ هجوم يستهدف سيارة سوق السجناء وهي بطريقها من سجن روميه إلى قصر العدل، بهدف تحرير الموقوف نعيم إسماعيل محمود (فلسطيني) المعروف باسم (نعيم عبّاس) الذي يحاكم في الملفّ، وهو تفخيخ السيارات والتفجيرات التي طالت لبنان ونفذها تنظيم (داعش)».

ولم يقف الخطر عند حدّ استهداف قوّة سوق السجناء؛ إذ أشار المصدر إلى أنه «في حال عجزت المجموعة الإرهابية عن اعتراض سيارات سوق السجناء وتحرير الموقوفين، فإنها ستعمد إلى اقتحام قصر العدل بالقوة، ومداهمة قاعة المحاكمة وتحرير نعيم عبّاس بقوة السلاح، مع ما يترتّب عن ذلك من خطر يهدد حياة القضاة والمحامين وكل الموجودين في قاعة المحاكمة».

ويعدّ نعيم عبّاس، أحد قادة ألوية كتائب «عبد الله عزام»، والمسؤول المباشر عن عدّة تفجيرات في لبنان، بينها تفجير مقرّ السفارة الإيرانية في بيروت، ويحاكم أمام المحكمة العسكرية بجرائم إرهابية عدّة، واعترف هذا الشخص أمام المحكمة بأنه «مهندس عمليات تفخيخ السيارات في سوريا ونقلها إلى لبنان». وقد أصدرت المحكمة العسكرية أحكاماً بحقه قضت بالأشغال الشاقة المؤبدة.

هذه القضية أعادت إلى الواجهة مهاجمة مسلحين ملثمين محكمة الجنايات داخل قصر العدل في صيدا في 18 يونيو (حزيران) 1999، وإمطارها بالرصاص ما أدى إلى مقتل 4 قضاة على قوس المحكمة خلال انعقاد جلسة محاكمة، وشدد المصدر القضائي على أن «التحذير الأمني أثار قلقاً لدى رئيس وأعضاء المجلس العدلي والمراجع القضائية، وطرح أسئلة حول الوضع الأمني لقصر العدل في بيروت والمقرات القضائية في كلّ المناطق»، مشيراً إلى أن «الإجراءات الأمنية سواء عند مداخل قصر العدل أو في داخله، لا ترقى إلى مستوى التعامل مع الخطر الذي يتهدد العدلية والقضاة، وحتى المحامين والمتقاضين»، لافتاً إلى أن «هذا الإنذار المبكر، يدلّ على أن البلد بات مكشوفاً أمنياً، ويستدعي خطة أمنية قوية وفاعلة ومدروسة تجنّب قصور العدل كارثة قد تقع في أي وقت، خصوصاً أن محاكم الجنايات وحتى دوائر التحقيق لديها ملفات إرهاب، وتجري تحقيقات ومحاكمات من دون مواكبة أمنية تجنّب هذه المحاكم وقضاتها أي عملية محتملة لا سمح الله». ولاحظ المصدر أن «الإجراءات الأمنية على مداخل قصر العدل لم تحل دون دخول المتظاهرين المدنيين إلى داخله بالقوة مرات عدّة، فكيف الحال بمواجهة مجموعات مسلّحة ومدرّبة؟».

أصداء هذا التحذير الأمني لم تصل بعد إلى مسامع جميع المسؤولين، وعلمت «الشرق الأوسط»، أن رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود «سيبحث هذه المسألة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية القاضي بسام المولوي، ومع قادة الأجهزة الأمنية، ويطالبهم بوضع خطة محكمة لحماية قصور العدل، وتميكن القضاة من النظر بملفاتهم دون استشعارهم الخطر».

وتراجعت الإجراءات الأمنية في كلّ المقرات الرسمية بينها السجون، مع اشتداد الأزمة الاقتصادية والمالية وتدنّي عديد عناصر قوى الأمن بسبب إحالة الآلاف على التقاعد، وترك المئات لوظائفهم جراء انهيار قيمة العملة الوطنية وفقدان الراتب قيمته الشرائية، وأوضح مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإجراءات المتخذة على مداخل قصر العدل في بيروت وفي داخله مقبولة»، لكنه أشار إلى أن «هذه الإجراءات محصورة بتفتيش الوافدين ومنع إدخال الممنوعات والسلاح، لكنها ليست بمستوى التصدي لعمل أمني كبير أو هجوم مسلّح». وقال إن «التحسّب لأي استهداف أو اقتحام يتطلب إجراءات مختلفة شبيهة بالإجراءات الموجودة في الثكنات العسكرية، ومعالجتها تحتاج إلى قرار سياسي وأمني على أعلى المستويات».


أرمينيا وأذربيجان تستأنفان مفاوضات ترسيم الحدود

نازحون أرمن يغادرون كاراباخ باتجاه أرمينيا في 26 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
نازحون أرمن يغادرون كاراباخ باتجاه أرمينيا في 26 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

أرمينيا وأذربيجان تستأنفان مفاوضات ترسيم الحدود

نازحون أرمن يغادرون كاراباخ باتجاه أرمينيا في 26 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
نازحون أرمن يغادرون كاراباخ باتجاه أرمينيا في 26 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)

أعلنت يريفان أن أرمينيا وأذربيجان استأنفتا المباحثات، الخميس، بشأن ترسيم حدودهما المشتركة، في وقت تشهد فيه مفاوضات السلام تعثراً بين هذين البلدين في القوقاز. وصرح المتحدث باسم رئيس اللجنة الأرمنية، آني بابايان، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بأن اللجان الأرمنية والأذربيجانية المعنية بـ«ترسيم الحدود» بدأت «الجولة الخامسة من المحادثات».

وقال بابايان إن هذه اللجان يرأسها على التوالي نائب رئيس الوزراء الأرمني مهير غريغوريان، ونظيره الأذربيجاني شاهين مصطفاييف. ويدور نزاع بين باكو ويريفان منذ عقود على منطقة ناغورنو كرباخ الأذربيجانية التي استعادتها باكو في سبتمبر (أيلول)، بعد هجوم خاطف ضد الانفصاليين الأرمن.

وفر جميع السكان الأرمن في المنطقة تقريباً، أي أكثر من 100 ألف شخص من أصل 120 ألفاً مسجلين، إلى أرمينيا منذ ذلك الحين. كما تقع بانتظام حوادث مسلحة، غالباً ما تكون دامية على الحدود الرسمية بين البلدين. ولم تحقق محادثات السلام بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين تقدماً، رغم إعلان قادتهما إمكانية توقيع اتفاق سلام شامل بحلول نهاية العام.

خلاف مع واشنطن

وكان الجانبان قد بحثا تعطّل محادثات السلام مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، وذلك في سياق الجهود التي تبذلها كل من واشنطن وبروكسل وموسكو لتطبيع العلاقة بين البلدين.

وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الثلاثاء، أكد بلينكن على «العلاقات الراسخة» بين الولايات المتحدة وأذربيجان، بينما أشار إلى «نقاط القلق الأخيرة في العلاقة»، وفق ما أفاد به الناطق باسمه ماثيو ميلر في بيان. وعدّ الاتصال محاولة لإعادة الولايات المتحدة إلى قلب المحادثات، في ظل خلاف دبلوماسي بين واشنطن وباكو.

وفي وقت سابق من نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي جيمس أوبراين أن واشنطن ألغت عدداً من الزيارات عالية المستوى إلى أذربيجان، ودانت عملية باكو العسكرية في كاراباخ التي استغرقت يوماً واحداً في 19 سبتمبر (أيلول).

بدورها، رفضت أذربيجان المشاركة في محادثات مع أرمينيا، المقرر إجراؤها في الولايات المتحدة خلال الشهر الحالي بسبب موقف واشنطن «المنحاز». وفي أكتوبر (تشرين الأول)، رفض الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لقاء رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان في إسبانيا، بسبب البوادر الأوروبية الأخيرة، خصوصاً الفرنسية، لدعم أرمينيا.

استئناف المحادثات

وبعدما استعادت أذربيجان منطقة كراباخ، فرّ معظم سكانها تقريباً البالغ عددهم 100 ألف، ومعظمهم من الأرمن إلى أرمينيا؛ ما أثار أزمة لاجئين في البلاد. ويعترف العالم بناغورنو كراباخ على أنها جزء من أذربيجان، لكن الأرمن يشكلون أغلبية سكانها منذ عقود. وكانت تخضع لسيطرة انفصاليين موالين لأرمينيا منذ مطلع تسعينات القرن الماضي.

وفي بوادر انفراجة نسبية، أبلغ علييف بلينكن بأن «التصريحات والخطوات الأخيرة الصادرة عن الولايات المتحدة أضرّت بالعلاقات بين أذربيجان والولايات المتحدة بشكل خطير». لكنها لفتت إلى أن الجانبين اتفقا على أن أوبراين سيزور أذربيجان الشهر المقبل، وأن بلينكن تعهَّد برفع حظر مفروض على زيارات المسؤولين الأذربيجانيين إلى الولايات المتحدة.

وفي اتصال منفصل، تحدّث بلينكن أيضاً إلى رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان للتأكيد على «الدعم الأميركي للجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام دائم ولائق».