«بن آند جيري» تقاضي الشركة الأم لإعادتها بيع منتجاتها في المستوطنات

«بن آند جيري» لمنع بيع منتجاتها في مستوطنات الضفة الغربية (أ.ف.ب)
«بن آند جيري» لمنع بيع منتجاتها في مستوطنات الضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

«بن آند جيري» تقاضي الشركة الأم لإعادتها بيع منتجاتها في المستوطنات

«بن آند جيري» لمنع بيع منتجاتها في مستوطنات الضفة الغربية (أ.ف.ب)
«بن آند جيري» لمنع بيع منتجاتها في مستوطنات الضفة الغربية (أ.ف.ب)

رفعت شركة «بن آند جيري» للمثلجات، دعوى قضائية على شركتها الأم، «يونيليفر»، لمنعها من إعادة السماح لوكيلها الإسرائيلي بيع منتجاتها في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وبعض مناطق القدس الشرقية.
وأحدث رفع الدعوى، تطورا في الخلاف الذي نشأ بين الشركتين حول قرار صانع الآيس كريم بإنهاء مبيعاته في تلك المناطق العام الماضي. وقدمت «بن آند جيري» الدعوى أمام المحكمة الجزائية الأميركية في مانهاتن يوم الثلاثاء، قائلة، إن قرار شركة «يونيليفر» بإعادة بيع منتجاتها في إسرائيل الأسبوع الماضي، تم دون موافقة مجلس إدارة «بن آند جيري» المستقل. وعقد مجلس الإدارة اجتماعا خاصا الجمعة الماضية، للرد على قرار شركة «يونيليفر»، وصوت 5 مقابل 2 لرفع دعوى قضائية ضد الشركة الأم. وأوضحت الدعوى، أن اثنين من المعينين من قبل شركة «يونيليفر» في مجلس الإدارة، كانا من الأصوات المعارضة.
وكانت شركة «بن آند جيري» قد أعلنت في يوليو (تموز) 2021 في بيان إلكتروني، إنها لن تبيع منتجاتها بعد الآن في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وأجزاء من القدس الشرقية، لأن مثل هذه المبيعات كانت «غير متوافقة مع قيمنا». وقد حذر نفتالي بينيت، رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، الشركة، من «عواقب وخيمة»، فيما انتقد بعض السياسيين الأميركيين هذه الخطوة. وأقدمت بعض صناديق الاستثمار الحكومية الأميركية أو هددت ببيع أسهمها في شركة «يونيليفر». ورفعت الشركة الإسرائيلية «آفي زنغر» التي تقوم بتصنيع منتجات «بن آند جيري»، دعوى قضائية ضد الشركة في مارس (آذار) الماضي، بزعم أن الشركة رفضت تجديد ترخيص شركة «أميركان كواليتي برودكتس»، لأنها رفضت التوقف عن توزيع منتجات «بن آند جيري» في الضفة الغربية وأجزاء من القدس الشرقية.
ويوم الأربعاء الماضي، أعلنت الشركتان عن تسوية القضية، وأن شركة «آفي زنغر» ستواصل بيع العلامة التجارية في «جميع أنحاء» إسرائيل. وقد عدت شركة «بن آند جيري» قرار «يونيليفر»، خرقا للشروط الصريحة لاتفاقية الاندماج واتفاقية المساهمين، وأنه من الضروري الحفاظ على الوضع الراهن وحماية العلامة التجارية والسلامة الاجتماعية، بحسب أوراق الدعوى. وردت شركة «يونيليفر» في بيان، أن لها الحق في الدخول في الاتفاق مع الشركة الإسرائيلية. وتوظف شركة «يونيليفر»، التي تشمل علاماتها التجارية منتجات معروفة عالميا، حوالي ألفي شخص في إسرائيل، وتمتلك أربعة مصانع.
يشار إلى أن شركة «يونيليفر» استحوذت في صفقة على شركة «بن آند جيري» في عام 2000. وتضمن جزء من الصفقة الموافقة على السماح لمجلس إدارة «بن آند جيري» المستقل، باتخاذ قراراته الخاصة بشأن مهمته الاجتماعية. وكانت الشركتان قد أعلنتا أن المسؤولية الاجتماعية من أولوياتهما، ويمكن أن تساعد في تحسين المبيعات. لكن موقف «بن آند جيري» المعارض للبيع في المستوطنات اليهودية أثار ردود فعل عنيفة، داخل إسرائيل وخارجها.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.