فنلندا: «بطارية رملية» يمكنها أن تحل مشكلة الطاقة الخضراء

فنلندا: «بطارية رملية» يمكنها أن تحل مشكلة الطاقة الخضراء
TT

فنلندا: «بطارية رملية» يمكنها أن تحل مشكلة الطاقة الخضراء

فنلندا: «بطارية رملية» يمكنها أن تحل مشكلة الطاقة الخضراء

نجح باحثون فنلنديون في تطوير أول «بطارية رملية» في العالم تعمل بكامل طاقتها يمكنها تخزين الطاقة الخضراء لشهور بعد كل مرة تشحن فيها.
وأفاد المطورون بحسب موقع «بي بي سي» بأن الاختراع الجديد يمكنه أن يحل مشكلة الإمداد على مدار العام، وهي مشكلة رئيسية للطاقة الخضراء. فباستخدام رمال منخفضة الجودة، يجري شحن الجهاز بالحرارة المستمدة من الكهرباء الرخيصة من الطاقة الشمسية أو الرياح. وتعمل الرمال على تخزين الحرارة عند حوالي 500 درجة مئوية، ويمكنها أن تدفئ المنازل في الشتاء عندما تكون الطاقة أكثر تكلفة.
من المعروف أن القلق بشأن مصادر الحرارة والضوء، خاصة مع الشتاء الفنلندي الطويل البارد الذي يلوح في الأفق، يشغل بال السياسيين والمواطنين على حد سواء.
وللتغلب على هذه المشكلة، قام المطورون بابتكار جهاز جديد تستطيع رؤيته في ركن من أركان محطة الطاقة الصغيرة في غرب فنلندا لديه القدرة على تهدئة بعض هذه المخاوف.
ما هو العنصر الأساسي في هذا الجهاز؟ حوالي 100 طن من رمل البناء مكدسة عالياً داخل صومعة رمادية. قد تمثل هذه الذرات الخشنة والجاهزة طريقة بسيطة وفعالة من حيث التكلفة لتخزين الطاقة لوقت الحاجة.
من المعروف أن تغير المناخ وكذلك الارتفاع السريع في أسعار الوقود الأحفوري تسبب في تعاظم الزيادة في الاستثمار في إنتاج الطاقة المتجددة الجديدة بدرجة كبيرة.
لكن في الوقت الذي يمكن فيه إضافة الألواح الشمسية الجديدة وتوربينات الرياح بسرعة إلى الشبكات الوطنية، فإن هذه المصادر الإضافية تمثل أيضاً تحديات ضخمة. فأصعب سؤال يدور حول انقطاع التيار؛ إذ كيف يمكن المحافظة على الأضواء عندما لا تشرق الشمس ولا تهب الرياح؟
الجواب الأكثر وضوحاً لهذه المشاكل هو البطاريات الكبيرة الحجم التي يمكنها تخزين وموازنة متطلبات الطاقة عندما تصبح الشبكة أكثر اخضرارا، أو أكثر صداقة للبيئة.
في الوقت الحالي، تُصنع معظم البطاريات من الليثيوم وهي باهظة الثمن وذات بصمة مادية كبيرة ولا يمكنها التعامل إلا مع كمية محدودة من الطاقة الزائدة.
ولكن في مدينة «كانكانبا»، أكمل فريق من المهندسين الفنلنديين الشباب أول تركيب تجاري لبطارية مصنوعة من الرمال التي يعتقدون أنها يمكن أن تحل مشكلة التخزين بطريقة منخفضة التكلفة ومنخفضة التأثير.
في هذا الصدد، قال ماركو يولنين، أحد مؤسسي شركة «Polar Night Energy» اللذين طورا الاختراع لـ«بي بي سي»: «عندما يكون هناك مثل هذا الارتفاع الكبير في الكهرباء الخضراء المتاحة، يتعين علينا البحث بإمكانية إدخالها إلى حيث التخزين بسرعة كبيرة».
تم تركيب الجهاز في محطة كهرباء «فاتاجانكوسكي» التي تدير نظام تدفئة المنطقة، حيث تعمل الكهرباء منخفضة التكلفة على تسخين الرمال حتى 500 درجة مئوية عن طريق التسخين المقاوم (درجة حرارة تشغيل المدفأة الكهربائية نفسها). ينتج عن ذلك هواء ساخن يدور في الرمال عن طريق مبادل حراري.
يعتبر الرمل وسيلة فعالة للغاية لتخزين الحرارة ولا يخسر سوى القليل منها بمرور الوقت. وأفاد المطورون بأن أجهزتهم يمكنها الاحتفاظ بالرمل عند 500 درجة مئوية لعدة أشهر.


مقالات ذات صلة

سفيرة السعودية تقدم أوراق اعتمادها لرئيس فنلندا

الخليج سفيرة السعودية تقدم أوراق اعتمادها لرئيس فنلندا

سفيرة السعودية تقدم أوراق اعتمادها لرئيس فنلندا

قدمت نسرين الشبل، السفيرة السعودية في هلسنكي، أوراق اعتمادها للرئيس الفنلندي ساولي نينستو. ونقلت السفيرة، خلال الاستقبال، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، للرئيس الفنلندي. وتعد نسرين الشبل ضمن 5 سعوديات في السلك الدبلوماسي، إلى جانب الأميرة ريما بنت بندر لدى الولايات المتحدة، وآمال المعلمي لدى النرويج، وإيناس الشهوان لدى السويد، وهيفاء الجديع لدى الاتحاد الأوروبي. ويأتي تعيينهن في إطار توجهات المملكة بتعزيز مشاركة النساء في الحياة العامة وتمكينهن في سوق العمل وتولي المناصب القيادية.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
العالم فنلندا تبني سياجاً على حدودها مع روسيا

فنلندا تبني سياجاً على حدودها مع روسيا

بعد أقل من أسبوعين على انضمامها لحلف شمال الأطلسي «ناتو» بدأت فنلندا إقامة أول قطاع من سياج على حدودها مع روسيا اليوم (الجمعة)، وفقاً لوكالة أنباء «رويترز». وقررت الحكومة العام الماضي بناء السياج تحسباً في المقام الأول لتحرك روسيا نحو إغراق الحدود بالمهاجرين. وتتحسب فنلندا لتكرار الأحداث التي وقعت على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي في بولندا في شتاء عام 2021 حين اتهم التكتل روسيا البيضاء المجاورة و«الحليف الوثيق لروسيا» بصنع أزمة من خلال نقل مهاجرين من الشرق الأوسط ومنحهم تأشيرات دخول ودفعهم نحو الحدود. ومن المقرر أن يغطي السياج الفنلندي المصنوع من شبكة من الحديد الصلب نحو 200 كيلومتر من الأج

العالم فنلندا تجري أول تدريباتها مع الناتو منذ انضمامها إليه

فنلندا تجري أول تدريباتها مع الناتو منذ انضمامها إليه

أعلنت فنلندا، اليوم الخميس، أنّها أجرت أول تدريبات عسكرية منذ انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) حيث رست سفينتان ألمانية وبرتغالية بشكل رمزي في ميناء هلسنكي. وقالت البحرية الفنلندية في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية» إنّ الفرقاطتين «مكلنبورغ فوربومرن» و«بارتولوميو دياس» سترسوان وتبقيان في العاصمة حتى يوم (الأحد). وقبل وصولها إلى هلسنكي، شاركت سفن الناتو، يوم الأربعاء الماضي، في تدريب نظمه الأسطول الساحلي الفنلندي في خليج فنلندا بالقرب من روسيا مع ثلاث سفن من الدولة الشمالية. وقالت البحرية في بيان: «هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها فنلندا والأسطول الساحلي مناورة وزيارة منذ انضمام فنلن

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
العالم فنلندا: سانا مارين ستتخلى عن زعامة «الاجتماعي الديمقراطي» بعد الهزيمة الانتخابية

فنلندا: سانا مارين ستتخلى عن زعامة «الاجتماعي الديمقراطي» بعد الهزيمة الانتخابية

أعلنت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين التي هزمت في الانتخابات التشريعية الأحد، أنها ستتخلى عن زعامة الحزب الاجتماعي الديمقراطي في سبتمبر (أيلول) مستبعدة أن تتولى منصبا في الحكومة المقبلة. وقالت مارين (37 عاما) التي كان مستقبلها السياسي موضوع تكهنات كثيرة، اليوم الأربعاء، «توصلت إلى خلاصة أنني لن أسعى لولاية ثانية في زعامة الحزب خلال المؤتمر العام المقبل في سبتمبر».

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
العالم فنلندا رسمياً العضو الـ31 في «الناتو» وبلينكن يتسلم وثيقة انضمامها

فنلندا رسمياً العضو الـ31 في «الناتو» وبلينكن يتسلم وثيقة انضمامها

رُفع العلم الفنلندي في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، أمس (الثلاثاء)، بعدما باتت الدولة الاسكندنافية رسمياً العضو الـ31 في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد سياسة عدم انحياز عسكري اعتمدتها على مدى ثلاثة عقود.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

تراجُع التضخم في فرنسا لأدنى معدلاته منذ صيف 2021

وزير المالية الفرنسي برونو لو مير لدى وصوله في زيارة لمصنع «رينو» شمالي البلاد يوم الجمعة (رويترز)
وزير المالية الفرنسي برونو لو مير لدى وصوله في زيارة لمصنع «رينو» شمالي البلاد يوم الجمعة (رويترز)
TT

تراجُع التضخم في فرنسا لأدنى معدلاته منذ صيف 2021

وزير المالية الفرنسي برونو لو مير لدى وصوله في زيارة لمصنع «رينو» شمالي البلاد يوم الجمعة (رويترز)
وزير المالية الفرنسي برونو لو مير لدى وصوله في زيارة لمصنع «رينو» شمالي البلاد يوم الجمعة (رويترز)

تراجع معدل التضخم في فرنسا خلال مارس (آذار) الجاري إلى أدنى من 3 في المائة للمرة الأولى منذ عامين ونصف العام.

وارتفعت أسعار المستهلكين في ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا خلال مارس الجاري بنسبة سنوية بلغت 2.4 في المائة، بعد أن بلغ معدل التضخم في الشهر السابق عليه 3.2 في المائة. وتوقع خبراء استطلعت وكالة «بلومبرغ» آراءهم أن يصل معدل التضخم الشهر الجاري إلى 2.8 في المائة.

ومن المتوقع أن تُظهر بيانات التضخم في منطقة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) بالنسبة للشهر الجاري تراجعاً طفيفاً إلى 3 في المائة، مقابل 3.1 في المائة في فبراير (شباط) الماضي.

وكشفت البيانات يوم الجمعة أن معدل تضخم أسعار الخدمات في فرنسا بلغ 3 في المائة الشهر الجاري، مقابل 3.2 في المائة في فبراير، فيما بلغ معدل تضخم أسعار السلع المصنَّعة 0.1 في المائة في مارس مقابل 0.4 في المائة في الشهر السابق عليه.

وفي وقت سابق يوم الخميس، صرح عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي فرنسوا فيليروي دو غالو، بأن البنك لا يمكنه تجاهل المخاطر الاقتصادية المقترنة بارتفاع أسعار الفائدة لفترة طويلة، ولا بد له أن يبدأ في خفض الفائدة خلال أحد اجتماعيه المقبلين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن دو غالو، وهو أيضاً محافظ البنك المركزي الفرنسي، قوله إنه في حين لا توجد شكوك بشأن اعتزام البنك المركزي الأوروبي إعادة التضخم إلى المعدل المستهدف الذي يبلغ 2 في المائة، فإنه لا بد أن يتبنى الآن هدفاً ثانوياً يتعلق بضمان تحقيق ما يطلق عليه اسم الهبوط السلس لاقتصاد منطقة اليورو التي تضم 20 دولة.

وأوضح أن الناتج سيكون أفضل لمستويات الدخل والوظائف والإنفاق العام، في حين أن الانتظار طويلاً قبل التحرك سيفرض على البنك المركزي الأوروبي خفض التضخم بشكل أكثر عدوانية في المستقبل.

وأعرب عن تأييده لاتخاذ الخطوة الأولى نحو خفض الفائدة خلال أبريل (نيسان) أو يونيو (حزيران) المقبلين.

وقال فيليروي دو غالو إن «مخاطر التضخم توازنت الآن، ولكن المخاطر التي تتهدد النمو تقف على الجانب السلبي»، مضيفاً أن «الوقت قد حان لإيجاد ضمانة في مواجهة الخطر الثاني عن طريق خفض أسعار الفائدة».

وفي سياق منفصل، أعلنت شركة «رينو» الفرنسية للسيارات اعتزامها تصنيع سيارات فان كهربائية في مصنعها بمدينة ساندوفيل، شمالي فرنسا، في إطار المشروع المشترك «فلكسيس ساس»، للتنافس مع شركة مثل «ستيلانتيس».

وذكرت الشركة في بيان يوم الجمعة، أنها سوف توظف 550 شخصاً من العمالة الدائمة بالمصنع خلال السنوات الأربع المقبلة، وتستثمر 300 مليون يورو (324 مليون دولار) إضافية في المصنع. ويبلغ حجم العمالة بالمصنع في الوقت الحالي 1850 شخصاً.

وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الرئيس التنفيذي لشركة «رينو» لوكا دي مايو، لتعزيز الصناعة المحلية في خضمّ عملية التحول التي تشهدها صناعة السيارات في الوقت الحالي. وأزاحت «رينو» النقاب الشهر الماضي عن سيارتها الكهربائية الجديدة «آر 5» بسعر مبدئي يبلغ 25 ألف يورو، علماً بأن هذه السيارة أيضاً سوف يجري تصنيعها في فرنسا. وسوف تنضمّ السيارة الفان الجديدة إلى أسطول سيارات النقل التجارية التي تنتجها «رينو»، التي تضم السيارة «كانغو».

كانت «رينو» و«فولفو»، ثاني أكبر شركة في العالم لصناعة الشاحنات، قد أعلنتا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن كلا منهما سوف تستثمر 300 مليون يورو في مشروع «فليكسيس ساس» المشترك خلال السنوات الثلاث المقبلة، لتصنيع سلسلة من سيارات الفان وتقديم خدمات أخرى ذات الصلة.

وباعت مجموعة «رينو» الفرنسية لصناعة السيارات، الخميس، شريحة من حصتها في شركة «نيسان» اليابانية لصناعة السيارات، والتي تبلغ نحو 100 مليون سهم، بما يعادل نحو 2.5 في المائة من رأس مال شركة «نيسان».

كما باعت «رينو» 99.13 مليون سهم لشركة «نيسان»، بعدما أعلنت «نيسان» عن برنامج لإعادة شراء أسهمها في 27 مارس الجاري. وتمثل الأسهم نحو 2.5 في المائة من رأس مال شركة «نيسان» بقيمة تصل إلى 358 مليون يورو (387 مليون دولار). ويحق للشركة الفرنسية بيع ما تبقى من أسهمها في «نيسان»، والتي يبلغ عددها 181.56 مليون سهم، والتي لم تقم الأخيرة بإعادة شرائها خلال 180 يوماً.


إياد نصار لـ«الشرق الأوسط»: أتحمس للأدوار «النفسية المعقدة»

يشير نصار في اللقاء إلى أنه بات أكثر قرباً وفهماً للشارع المصري (حسابه على «فيسبوك»)
يشير نصار في اللقاء إلى أنه بات أكثر قرباً وفهماً للشارع المصري (حسابه على «فيسبوك»)
TT

إياد نصار لـ«الشرق الأوسط»: أتحمس للأدوار «النفسية المعقدة»

يشير نصار في اللقاء إلى أنه بات أكثر قرباً وفهماً للشارع المصري (حسابه على «فيسبوك»)
يشير نصار في اللقاء إلى أنه بات أكثر قرباً وفهماً للشارع المصري (حسابه على «فيسبوك»)

قال الفنان الأردني إياد نصار إن الهدف الأساسي من خطته كفنان هو «معالجة قضايا جدلية شائكة من دون تجريح أو إيذاء»، مؤكداً أنه «يتحمس للأدوار النفسية المعقّدة والمركّبة»، ورأى أن الهدف من اختياره مسلسل «صلة رحم» الذي عُرض خلال رمضان الجاري هو «فتح الأبواب المغلقة حول قضية تأجير الأرحام».

وأوضح نصار لـ«الشرق الأوسط» أن «دور العمل الفني هو فتح نقاش حول الموضوعات الشائكة أو محل الخلاف، ومنح المجتمع فرصة لبحث أسبابها ومحاولة التوصل لحلول لها».

وانتهى أخيراً عرض مسلسل «صلة رحم» للفنان إياد نصار بمشاركة يسرا اللوزي وأسماء أبو اليزيد ومحمد جمعة، سيناريو وحوار محمد هشام عبية، وإخراج تامر نادي، وطرح المسلسل قضية تأجير الأرحام، وصدامها مع التقاليد الدينية والقانونية والمجتمعية.

يَعد إياد نصار البطولة مصطلحاً فضفاضاً (الشركة المنتجة لمسلسل «صلة رحم»)

وعن ميله لتجسيد الأدوار ذات الأبعاد النفسية المعقدة، سواء من خلال شخصية (حسام) في «صلة رحم» وقبلها شخصية (جمال) في «وش وضهر»، يرى نصار أن «الممثل الذي لم يقرأ لدوستويفسكي يفقد الكثير من القدرة على التحليل النفسي للشخصيات التي يجسدها».

معتبراً أن «شخصيات دوستويفسكي كانت مدخله لفهم التمثيل والتعلق بالأدوار المركّبة، فكلها شخصيات غير سويّة نفسياً ومحمَّلة باضطرابات وعُقد، وهذه التناقضات هي محور الشخصية الإنسانية، وبالتالي أميل لتجسيد الشخصيات التي تعاني ولديها ما يُقلقها وما يكشف ضعفها، لأن تقديم شخصية من دون اضطرابات أو مشكلات يعني تقديم شخصية سطحية من دون أعماق، لا تضيف جديداً».

وعدَّ نصار «البطولة مصطلحاً فضفاضاً»، مشيراً إلى أن «مشاركته في أعمال لا يكون بطلها الوحيد، شيء طبيعي وصحي، فالقصة يجب أن تكون هي البطل، طبعاً هناك شخصية محورية تدور حولها الأحداث، لكن في الوقت نفسه لا بد من وجود قصص أخرى بشخوص آخرين، كل منهم بطل حكايته وتدعم هذه الخطوط الحكاية الأصلية، لذلك أسعى دائماً وراء القصة وليس حجم الدور».

وفي حين راكم نصار رصيداً كبيراً من الأعمال على مستوى الدراما، فإنه لا يحقق الحضور نفسه على مستوى السينما، وعزا ذلك إلى أن «السينما لا تحظى بنفس التنوع الموجود في الدراما، حيث تمر بطفرات تظهر بقوة ثم تخفت وتعود لتسير في اتجاه واحد».

الفنان الأردني إياد نصار (حسابه على «فيسبوك»)

من الصعب عليَّ تقديم دور يقوم على «الإفيهات» أو كوميديا الموقف

وأضاف: «عندما شهدت السينما المصرية طفرة وأنتجت أفلاماً مهمة مثل (الممر، وأولاد رزق، والفيل الأزرق، وكازابلانكا)، كنت موجوداً ومشاركاً، ولكن للأسف هذه الطفرة لا تستمر، وأنا لا أستطيع المشاركة في أعمال سينمائية لا تقدم جديداً، ولا تثير نقاشاً، وبالتالي عملي في السينما مرهون دائماً بوجود مشاريع خارج الصندوق».

وشارك إياد نصار أخيراً بدور كوميدي في فيلم «المطاريد»، كما ظهر قبل عامين ضيف شرف في الجزء السادس من مسلسل «الكبير»، وعن تفكيره في تقديم أعمال كوميدية الفترة المقبلة، استبعد نصار الأمر، معتبراً أن دوره في مسلسل «وش وضهر» الذي عُرض العام الماضي «كان نوعاً من الكوميديا السوداء التي يفضّلها ويراها النوع الكوميدي الأقرب له».

وتابع: «من الصعب علي تقديم دور يقوم على الإفيهات أو كوميديا الموقف».

برأي نصار الممثل الذي لم يقرأ لدوستويفسكي يفقد الكثير من القدرة على التحليل النفسي للشخصيات التي يجسدها (حسابه على «فيسبوك»)

 

العمل في السينما العالمية يخضع لقواعد خاصة... و«التجربة الأميركية» كانت مهمة

إياد نصار في لقطة من مسلسل «صلة رحم» (الشركة المنتجة)

واستبعد نصار تقديمه أعمالاً في الدراما الأردنية، مؤكداً أنه «بعيد منذ سنوات طويلة عن الشارع الأردني وطبيعة الدراما في الأردن، في حين بات أكثر قرباً وفهماً للشارع المصري، وعلى دراية بما يحتاج إليه المشاهد بشكل عميق».

وعدَّ نصار مشاركته بالأداء الصوتي لشخصية «باسم بن إسحاق» في لعبة «Assassin’s Creed Mirage» أواخر العام الماضي، «فرصة جيدة لتقديم التاريخ بشكل مبسط ومسلٍّ يساعد الشباب والأجيال الجديدة على فهم حقبة مهمة كالعصر العباسي عبر لعبة فيديو».

وعن تفكيره في تكرار تجربته في الدراما العالمية بعد دوره في المسلسل الأميركي «The Looming Tower» عام 2017، قال نصار إن «العمل في السينما العالمية يخضع لقواعد خاصة»، مؤكداً أن تجربته في المسلسل الأميركي كانت مهمة لـ«التعرف على طريقة العمل في الغرب وكيفية معالجة القصص درامياً، فضلاً عن مستويات التصوير والإخراج والتعامل مع الممثلين»، لافتاً إلى أنه «يأمل في تكرار التجربة مرة أخرى».


الجزائريون يترقبون مواقف الأحزاب الكبيرة من «رئاسية» 2024

الرئيس في اجتماع مع كبار المسؤولين في البلاد يوم الإعلان عن تقديم موعد الانتخابات (الرئاسة)
الرئيس في اجتماع مع كبار المسؤولين في البلاد يوم الإعلان عن تقديم موعد الانتخابات (الرئاسة)
TT

الجزائريون يترقبون مواقف الأحزاب الكبيرة من «رئاسية» 2024

الرئيس في اجتماع مع كبار المسؤولين في البلاد يوم الإعلان عن تقديم موعد الانتخابات (الرئاسة)
الرئيس في اجتماع مع كبار المسؤولين في البلاد يوم الإعلان عن تقديم موعد الانتخابات (الرئاسة)

بينما يترقب جل الجزائريين مواقف الأحزاب الكبيرة من المشاركة في «رئاسية» 2024، دعت «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض في البلاد، إلى «إطلاق حوار حول المخاطر المستجدة التي تهدد أمننا على الحدود»، معلنة رفضها «التسيير الأحادي، وشيطنة الآراء المخالفة والمعارضة».

ومنذ أعلن الرئيس عبد المجيد تبون في 21 من الشهر الحالي تقديم موعد «رئاسية» 2024 (7 سبتمبر/ أيلول بعدما كانت مقررة نهاية العام وفق أجندة الانتخابات)، انصب اهتمام الجزائريين والإعلام المحلي على الأحزاب الكبيرة، التي يضفي دخولها الانتخابات مصداقية عليها، في حين تشكل مقاطعتها عكس ذلك. ويأتي على رأس هذه الأحزاب «جبهة القوى الاشتراكية»، التي أسسها رجل الثورة الكبير الراحل حسين آيت أحمد عام 1963.

السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» في لقاء سابق مع الرئيس تبون (الرئاسة)

وقال سكرتيرها الأول، يوسف أوشيش، الخميس، في فيديو نشره على حسابات الحزب في الإعلام الاجتماعي، وتناول فيه المحيط العام الذي ستنظم فيه الانتخابات، إن «المخاطر المستجدة في حدودنا، التي تشكل تهديداً لأمننا القومي، ترفع من سقف التحديات، ومن تأثير بعض الظواهر العابرة للحدود، تضاف إليها مطامع استعمارية جديدة، الأمر الذي يستوجب تبني مقاربات وطنية شاملة لمواجهتها، وإطلاق حوار وطني جاد وحقيقي حولها».

وكانت الرئاسة قد بررت قرار تقليص ولاية تبون بوجود «تهديدات حقيقية ونزاعات وتحولات جيواستراتيجية وأمنية في المنطقة، وأشكال كولونيالية جديدة»، تستدعي مواجهتها، حسبها، تسبيق موعد الاستحقاق المرتقب.

يوسف أوشيش السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» (حساب الحزب بالإعلام الاجتماعي)

وفي نظر أوشيش، فإن «ما يزيد الوضع الدولي والإقليمي المتردي تأثيراً علينا هو سياقنا الوطني الداخلي، المتسم بالضبابية والانسداد، وغياب مشروع وطني واضح المعالم وجامع، يضع حداً لحالة الانتكاسة التي نعيشها»، مشيراً إلى أن «الحل الأمثل في رأي (جبهة القوى الاشتراكية) لمشاكلنا الداخلية، ومواجهة المخاطر الخارجية، يكمن في الحوار وليس في منطق التسيير الأحادي، وفي التنازل والتوافق لا في التعنت والإقصاء، وفي إعادة الاعتبار للسياسة والأحزاب لا في تصحير الساحة والضغط على الأحزاب، وفي بعث النقاش العام وليس في شيطنة الآراء المخالفة والمعارضة»، وهو انتقاد ضمناً للسلطة، التي تحمّلها المعارضة «إضعاف العمل السياسي»، منذ أن أوقفت مظاهرات الحراك الشعبي بالقوة عام 2021.

ولفت أوشيش إلى أن «الأوضاع التي نعيشها تتميز بغياب أفق، وعلينا أن نعي جميعاً أن أي انسحاب وأي عزوف، أياً كانت أشكاله، لن يزيد من الوضع إلا سوءاً وتأزماً. ويوماً بعد يوم تبرز ضرورة الانخراط في السياسة، وتقديم التنازلات، وبناء التوافقات حول المسائل الجوهرية والمصيرية التي لها صلة بحاضر ومستقبل الأمة».

مظاهرات حاشدة ضد ترشح الرئيس الراحل بوتفليقة لانتخابات 2019 (الشرق الأوسط)

وبحسب مراقبين، يبدو من حديث مسؤول «القوى الاشتراكية» عن «العزوف» أنه لا يفضل غياب حزبه عن الاستحقاق الرئاسي المقبل، لكن حسب قياديين في «القوى الاشتراكية»، فقد تم ترك الحسم في هذه المسألة إلى «مجلسها الوطني» الذي سيلتئم في اجتماع غير عادي، لم يحدد تاريخ له، ليقرر ما إذا كانت ستدخل سباق الانتخابات بقائدها أم بدعم مرشح محتمل، أم ستعتمد خيار المقاطعة، علماً أن آخر انتخابات شاركت فيها كانت في 1999 بزعيمها آيت أحمد، الذي انسحب عشية التصويت من المنافسة، رفقة خمسة مرشحين آخرين، تاركين الراحل عبد العزيز بوتفليقة وحده. ويومها احتج خصوم بوتفليقة الستة من «انحياز الجيش له»، ما كان يعني أن النتيجة محسومة له مسبقاً. كما قاطعت «القوى الاشتراكية» انتخابات 2004 و2009 و2014 و2019، ودعت الجزائريين إلى عدم الإدلاء بأصواتهم، بذريعة «غياب ضمانات كافية لنزاهة الانتخابات».

زبيدة عسول مرشحة انتخابات الرئاسة وسط مظاهرات الحراك في 2019 (حساب حزبها)

وفضلت معظم الأحزاب والشخصيات السياسية المستقلة التريث بشأن المشاركة من عدمها في الاقتراع المرتقب، ما عدا رئيسة «الاتحاد من أجل التغيير والرقي»، المحامية زبيدة عسول، التي أعلنت مطلع الشهر الحالي ترشحها، عادّة أن المقاطعة «تصب في مصلحة السلطة ومرشحها». كما أن الرئيس تبون لم يبدِ رغبة صريحة في طلب ولاية ثانية، في حين رجّحت وكالة الأنباء الرسمية، في مقال الأسبوع الماضي، ترشحه بداعي «استكمال اتفاقه مع الجزائريين»، مؤكدة أن إعلان تقديم الانتخابات «إشارة رسمية لنهاية الأزمة».


ماسك يعلن إصدار «غروك - 1.5» منافس «تشات جي بي تي»

وفقاً للشركة يضاهي أداء «غروك - 1.5» الآن تقريباً أداء النماذج اللغوية الكبيرة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
وفقاً للشركة يضاهي أداء «غروك - 1.5» الآن تقريباً أداء النماذج اللغوية الكبيرة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

ماسك يعلن إصدار «غروك - 1.5» منافس «تشات جي بي تي»

وفقاً للشركة يضاهي أداء «غروك - 1.5» الآن تقريباً أداء النماذج اللغوية الكبيرة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
وفقاً للشركة يضاهي أداء «غروك - 1.5» الآن تقريباً أداء النماذج اللغوية الكبيرة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

قال الملياردير إيلون ماسك، يوم الجمعة، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس» الخاصة به، إن أحدث دردشة روبوت «غروك - 1.5» من شركته الناشئة للذكاء الاصطناعي «xAI» ستكون متاحة على «إكس» الأسبوع المقبل.

وأضاف ماسك: «من المفترض أن يتجاوز (غروك - 2) جميع معايير الذكاء الاصطناعي الحالية. وهو في طور التدريب الآن»، وفق «رويترز».

وفي بيان صادر يوم الخميس، ذكرت شركة «xAI» أن «غروك - 1.5»، وهي النسخة المحسنة من دردشة روبوت «غروك» الخاصة بها، ستتوفر للمختبرين الأوائل والمستخدمين الحاليين لـ«غروك» على منصة «إكس» في الأيام المقبلة.

وأشارت الشركة الناشئة إلى أن أحد أبرز التحسينات في الإصدار الجديد هو أداؤه في مهام الترميز والمتعلقة بالرياضيات.

ووفقاً للمعايير التي قدمتها شركة «xAI»، فإن أداء «غروك - 1.5» يُضاهي الآن تقريباً أداء النماذج اللغوية الكبيرة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك نموذج «جيميني» من «غوغل»، ونموذج «كلود» من «أنثروبي»، والرائد في المجال «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي».

وفي حين تعتمد جميع دردشات الروبوت بالذكاء الاصطناعي التوليدي على النماذج اللغوية الكبيرة، وهي الخوارزمية الأساسية التي تستخدم التعلم العميق وتحليل كميات كبيرة من البيانات لتوليد المحتوى، فإن «غروك» يتمتع بميزة مميزة واحدة، وهي وصوله إلى المعلومات في الوقت الفعلي عبر منصة «إكس».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن ماسك أن شركة «xAI» ستجعل «غروك» مفتوح المصدر، بعد أيام قليلة من قيام الملياردير بمقاضاة شركة «أوبن إيه آي» المدعومة من «مايكروسوفت»، بزعم تخليها عن مهمتها الأصلية لصالح نموذج للربح.

وفي سعيه لإيجاد بديل لشركتي «أوبن إيه آي»، المدعومة من «مايكروسوفت»، و «غوغل» التابعة لشركة «ألفابت»، أطلق ماسك شركة «xAI» العام الماضي بهدف إنشاء ما وصفه بأنه «ذكاء اصطناعي يسعى إلى الحقيقة بأقصى قدر ممكن».

وكانت «xAI» طرحت في ديسمبر (كانون الأول) «غروك» للمشتركين في باقة «بريميوم+» على منصة «إكس» برسم اشتراك شهري بقيمة 16 دولاراً.


الرئيس التونسي يؤكد أن حرية الصحافة «مضمونة» في البلاد

من مظاهرة سابقة نظمها صحافيون السنة الماضية وسط العاصمة رفضاً للتضييق على حرية التعبير (رويترز)
من مظاهرة سابقة نظمها صحافيون السنة الماضية وسط العاصمة رفضاً للتضييق على حرية التعبير (رويترز)
TT

الرئيس التونسي يؤكد أن حرية الصحافة «مضمونة» في البلاد

من مظاهرة سابقة نظمها صحافيون السنة الماضية وسط العاصمة رفضاً للتضييق على حرية التعبير (رويترز)
من مظاهرة سابقة نظمها صحافيون السنة الماضية وسط العاصمة رفضاً للتضييق على حرية التعبير (رويترز)

أكد الرئيس التونسي قيس سعيّد، مساء أمس الخميس، أن حرية التعبير مضمونة في تونس، وقال إن «التاريخ لا يُمكن أن يعود إلى الوراء»، بحسب ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي». ورأى الرئيس سعيّد، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية، أن «من يُروّج لعكس هذا يُكذّب نفسه بنفسه، ويُكذّبه المشهد الإعلامي بوجه عام... ومن يبحث عن دليل فلينظر كل صباح في عناوين الصحف، وليستمع ويعيد الاستماع للحوارات التي تتم في وسائل الإعلام»، مؤكداً أن «الصحافة الحرة المعبرة عن الفكر الوطني الحر ستقف حائلاً، وسدّاً منيعاً أمام كل من ارتضى لنفسه أن يكون قلماً مأجوراً، أو لساناً يتظاهر بالدفاع عن الحرية... ولكنّه في الواقع هو من ألد أعدائها؛ لأنه ارتضى لنفسه أن يكون خادماً مطيعاً، وناطقاً متنكراً، لكنه مفضوح باسم شبكات الفساد في الداخل المرتبطة بمن يحرّكها كالدمى من الخارج».

الرئيس التونسي أكد أن حرية الصحافة «مضمونة» في البلاد (رويترز)

وتتهم النقابة الوطنية للصحافيين التونسيّين السلطات بالتضييق على حريّة الصحافة بعد سجن صحافيين. وكانت نقابة الصحافيين التونسيين قد نددت، الثلاثاء الماضي، بما وصفته بالاستهداف الممنهج ضد أبناء المهنة، وذلك بعد أن قررت المحكمة الابتدائية إيداع الصحافي محمّد بوغلاب في السجن، بموجب شكوى بحقه من موظفة في وزارة الشؤون الدينية. ووجهت النيابة العمومية تهمة «نسبة أمور غير حقيقيّة لموظف عمومي» لبوغلاب.

وقالت النقابة إن بوغلاب هو ثامن صحافيّ يحال إلى القضاء خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام «خارج إطار القانون المنظم للمهنة»، ورأت في بيان أنّ ما سمّته «تواصل سياسة القضاء التونسي في سجن الصحافيين، وسلب حريتهم، يمثّل انتهاكاً خطيراً يستهدف حريّة الصحافة والتعبير»، محذرة مما سمّتها «خطورة انحراف السلطة القضائية عن دورها من حامٍ للحقوق والحريات إلى سيف يسلط على الصحافيين، ويسلب حريتهم بعد صدور حكمين منذ بداية هذه السنة بالسجن في حقهم، على معنى نصوص قانونية ذات طابع زجري، وقرارات الإيداع بالسجن والاحتفاظ في ثلاث مناسبات».

وفي بداية شهر مارس (آذار) الجاري، قضت محكمة بسجن الصحافي خليفة القاسمي خمس سنوات، بتهمة إفشاء معلومات عن أجهزة الأمن، بحسب ما أفاد محاميه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وأُدين هذا الصحافي، الذي سجن منذ الثالث من سبتمبر (أيلول) 2023 بتهمة «إفشاء عمداً إحدى المعلومات المتعلقة بعمليات الاعتراض، أو الاختراق أو المراقبة السمعية البصرية أو المعطيات». وتم اعتقاله وسجنه في البداية لمدة أسبوع في مارس 2022، بعد نشر موقع إخباري تونسي معلومات تتعلق بتفكيك «خلية إرهابية» واعتقال أعضائها.

ونظم صحافيون وممثلون عن منظمات المجتمع المدني مظاهرات في تونس العاصمة دعماً للقاسمي. كما ندد العديد من المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية بالحكم «الشديد» بحق القاسمي، مبينة أنه «حكم مهزلة»، و«انتكاسة كبيرة للنظام القضائي»، في وقت ينبه فيه العديد من المنظمات غير الحكومية والحقوقية إلى تراجع الحريات في تونس، منذ قرر الرئيس سعيّد في صيف 2021 احتكار السلطات في البلاد..


الإزهار الأول للانطباعيين ما زال منعشاً بعد 150 عاماً

«شروق الشمس» لكلود مونيه ضمن معرض «باريس 1874... اختراع الانطباعية» في متحف أورسيه بباريس (أ.ف.ب)
«شروق الشمس» لكلود مونيه ضمن معرض «باريس 1874... اختراع الانطباعية» في متحف أورسيه بباريس (أ.ف.ب)
TT

الإزهار الأول للانطباعيين ما زال منعشاً بعد 150 عاماً

«شروق الشمس» لكلود مونيه ضمن معرض «باريس 1874... اختراع الانطباعية» في متحف أورسيه بباريس (أ.ف.ب)
«شروق الشمس» لكلود مونيه ضمن معرض «باريس 1874... اختراع الانطباعية» في متحف أورسيه بباريس (أ.ف.ب)

كان فصل الربيع في باريس، قبل 150 عاماً، وكان هناك شيء جديد يجري على قدم وساق، شيء جديد، شيء جذري. أصدرت مجموعة مؤلفة من 31 فناناً رداً على الصالون السنوي للفنون، الذي يقام تحت رعاية الدولة والمتميز بنظام هيئة محلفين نخبوي ولوحات تقليدية مزخرفة، عبر إقامة معرض مستقل للفن الحديث للغاية، أو هكذا تقول الرواية.

الآن، يتذكر متحف أورسيه هذه اللحظة من خلال معرض «باريس 1874... اختراع الانطباعية». وهذا المعرض، الذي نُظّم بالتعاون مع المعرض الوطني للفنون في واشنطن، حيث ينتقل هناك في الخريف، يُعد نجاحاً فائقاً لأشهر اللوحات الفنية المحبوبة والمرتبطة بالحركة الانطباعية. نجد هنا «إدغار ديغا»، مع لوحاته عن راقصات الباليه على المسرح وفي البروفة، في تنوراتهن القصيرة الشبيهة بالحلوى والشرائط السوداء تزين أعناقهن. وهنا أيضاً «بيير أوغست رينوار»، مع زوجيه البرجوازيين في ملابسهما المسائية الفاخرة، وهما يستمتعان بأمسية مسرحية لطيفة من موقعهما في بلكون يرتفع عن خشبة المسرح. وطبعاً، هنالك «كلود مونيه»، الذي يدعوه البعض «أبو الانطباعية»، بلوحاته المرسومة خارج الاستديو في الهواء الطلق، متميزة بضربات فرشاته القصيرة والحيوية، ورقعة ألوانه التي يغلب عليها اللون الأزرق الباهت. لكن المعرض يعبر أولاً وقبل كل شيء عن فحص دقيق للحظة تاريخية ذات تعقيد أكبر وتنوع فني أكثر مما هو مفهوم في المعتاد.

تؤكد القيّمتان على المعرض «آن روبينز» و«سيلفي باتري» على السياق لتوضيح كيف أن الفنانين وأعمالهم هم نتاج عصرهم. وما كان يجري خارج جدران ما صار يعرف ب‍«المعرض الانطباعي الأول» كان بنفس القدر من الأهمية لما كان يحدث في الداخل.

في أوائل أبريل (نيسان) 1874، بدأت المقالات في وصف معرض مثير، وغير تقليدي على نحو واضح، تظهر في صحف باريس. وفي الفترة من 15 أبريل إلى 15 مايو (أيار)، أعلنت الصحف أن الزائرين يمكنهم الحضور ليلاً ونهاراً لقاء فرنك واحد فقط. وجاء في مقال: «إن إضاءات الغاز الموضوعة بمهارة فنية سوف تُمكن محبي الفن الذين يشغلهم عملهم طوال النهار من المجيء (طوال المساء) وفحص الأعمال الفنية للجيل العصري». كانت أوقات العرض المسائية من الحداثة الحضرية حقاً آنذاك.

شُكلت الجمعية التعاونية التي نظمت المعرض (الجمعية المساهمة للفنانين، والرسامين، والنحاتين، والحفارين)، في العام السابق، وذلك لأسباب مالية بالأساس، إذ أراد الفنانون تحديد كيفية وميعاد عرض أعمالهم، وكذلك بيعها، إلى سوق مزدهرة من جامعي الأعمال الجدد. بمبادرة من رينوار، ومونيه، وكاميل بيسارو، وألفريد سيسلي، وإدوار بيليار، نمت الجمعية سريعاً. إذ دفع الشركاء مبلغ 60 فرنكاً في السنة في خزائن الجمعية، بهدف تمويل المعارض المنتظمة. أولى هذه الفعاليات كان في 35 شارع كابوسين بباريس، أسفل الشارع المزدحم بزوار الأوبرا المشيدة حديثاً، بواجهتها ذات العمدان والتماثيل الرمزية.

اليوم، يجتمع كثير من الأعمال من ذلك المعرض الرائد، وتعرض معاً للمرة الأولى منذ عام 1874، ما يكشف عن عرض مذهل. كانت ردود الأفعال على المعرض المبتكر مختلطة، فقد أشار النقاد إلى المجموعة باعتبارها «عُصبة من العدميين»، و«المعاندين»، حتى «المجانين». بينما أعرب آخرون عن تقديرهم لظهور أسلوب جديد بين أهم العارضين، وانبثقت تسمية «الانطباعيين» عندما وصف أحد النقاد كيف أن هذه الأعمال، مع ضربات الفرشاة الفضفاضة والتشديد على الفورية، تخلق الشعور بالتجربة، بدلاً من التمثيل المباشر. ركّز كثير من المراجعين اهتمامهم على لوحة «الانطباع، شروق الشمس» لمونيه (1872)، وهو منظر لشروق الشمس الضبابي فوق ميناء لو هافر، حيث تشرق الشمس البرتقالية البراقة عبر سماء بنفسجية ضبابية. برغم أن الفنان قد سمى لوحته في عجالة، إلا أن الوصف ظل عالقاً.

لم يحقق المعرض ناجحاً مالياً، وانحلت الجمعية بعد ذلك بوقت قصير. ثم أقيمت 7 معارض انطباعية أخرى، كل منها مختلف في الشكل والمضمون، نظّمت من قبل مجموعات مختلفة من الفنانين الذين يمارسون المهنة تحت المظلة الفضفاضة للمصطلح، (لم يظهر سوى «كاميل بيسارو» في المعارض الثمانية).

اليوم، يقيم متحف أورسيه، الذي يضم أكبر مجموعة من الفن الانطباعي في العالم، معرضاً يتحدى الأساطير حول أصول الحركة ورَجعِيَّة همومها الجمالية. غير أنه كان هناك جزء آخر للمعرض، يمكن النظر له باعتباره معرضاً مصغراً داخل المعرض الأصلي. ففي أسفل الردهة، كان ينتظرنا عرض «الليلة مع الانطباعيين»، وهي تجربة واقعية افتراضية تأخذ الزوار للهواء الطلق حيث يرسم الفنانون بحرية على ضفاف نهر السين، وإلى شرفة فندق في لو هافر حيث نرى مع مونيه غروب الشمس، وما وراءها. بعد 45 دقيقة، بهرني الذهول والارتباك. كان الفنانون كلهم قصيرين للغاية. بدا أن «سيزان» له لكنة آيرلندية. مشيت عبر الماء. وركض حصان عبر جسدي. تجسدت شخصيات شبحية صلعاء (زملائي المجربين في عالم الواقع الافتراضي) تلقائياً ثم اختفت. اصطحبتني مرشدتي الافتراضية، فنانة طموحة اسمها ماري، إلى أسطح منازل باريس حيث شاهدت الألعاب النارية تنطلق من الأعلى. كان أمراً ممتعاً، ولكن الاهتمام بالتسلسل القصصي والتصوير الحرفي الذي قدّمته التجربة الافتراضية بدا متعارضاً مع معرض مخصص لاستكشاف الأحاسيس والمعاني البسيطة المتضمنة أو الانطباع في مواجهة الواقع. وهذا يختلف في نهاية المطاف بالنسبة لكل ناظر. لا تزال اللوحات الأكثر شهرة تلهم الخيال وتقدم شيئاً جديداً مع كل زيارة، حتى بعد 150 عاماً على تنفيذها.


أحزاب عراقية تلوّح بـ«ورقة البنزين» في وجه السوداني

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني يعاين الأعمال في مشروع مجسر وسط بغداد (إكس)
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني يعاين الأعمال في مشروع مجسر وسط بغداد (إكس)
TT

أحزاب عراقية تلوّح بـ«ورقة البنزين» في وجه السوداني

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني يعاين الأعمال في مشروع مجسر وسط بغداد (إكس)
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني يعاين الأعمال في مشروع مجسر وسط بغداد (إكس)

لم يمر سوى يومين على رفع أسعار وقود السيارات في العراق، حتى بدأت بوادر احتجاج برلماني وسياسي ضد الحكومة، وفيما بدا أنها بوادر حملة لتقويض نفوذ رئيس الوزراء في الشارع، أكد مسؤول نفطي أن القرار لا يستهدف أصحاب السيارات من ذوي الدخل المحدود.

ومع أن القرار يعيد أسعار البنزين المحسن إلى ما كانت عليه قبل عام 2021 عندما تم خفضها من 850 ديناراً للتر الواحد إلى 650 ديناراً بسبب تداعيات جائحة «كورونا»، فإنه أثار غضباً في الشارع سرعان ما استغلته أحزاب، لا سيما خصوم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بعد تقارير تفيد بارتفاع شعبيته في الشارع العراقي.

وقرر مجلس الوزراء يوم 26 مارس (آذار)، رفع أسعار وقود السيارات بنسبة نحو 30 في المائة للبنزين المحسن، وبنسبة 25 في المائة لنوعية «السوبر»، اعتباراً من شهر مايو (آيار) المقبل.

وتزامن قرار رفع أسعار البنزين غير العادي مع تواتر أنباء عن عودة محتملة لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى العمل السياسي من جديد، وما قد يترتب عليه من إرباك كبير، سوف يطول بالدرجة الأولى معظم قيادات قوى «الإطار التنسيقي الشيعي».

وطبقاً لما أكده مصدر سياسي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، فإن «الاحتجاج السياسي وصل الآن إلى حد دعوة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير النفط عبد الغني حيان إلى البرلمان».

ووقع عدد من أعضاء البرلمان على طلب استضافة كل من رئيس الوزراء ووزير النفط حيان عبد الغني تحت قبة البرلمان للاستيضاح حول أسباب قرار رفع أسعار المشتقات النفطية البنزين بنوعيه (المحسن والسوبر).

ازدحام وسط العاصمة العراقية بغداد (أ.ف.ب)

مواجهة السوداني

وقال المصدر: «بعض القوى السياسية تحاول وضع السوداني في زاوية حرجة، وجعله يواجه نقم الشارع على ارتفاع الأسعار».

وأضاف المصدر المطلع، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، أن «إشكالية خصوم السوداني في الوسط الشيعي تتمثل في القلق من خسارة مقاعدهم المحتملة في الانتخابات المقبلة، مع إمكانية تشكيل السوداني تحالفاً سياسياً سينافس في البرلمان المقبل».

ورأى المصدر أن «إمكانية عودة الصدر إلى المشهد السياسي ستكون بالضد من معظم قوى (الإطار)، لكنها لن تؤثر على السوداني، ما يعني أن الصدر والسوداني ربما يكونان القوة الشيعية الأكبر خلال الانتخابات المقبلة، لأن كليهما سيتقاسم مقاعد بقية قوى (الإطار التنسيقي)».

وقال المصدر: «قوى (الإطار التنسيقي) لن تسمح بمثل هذا السيناريو، وتعمل من الآن على تقييد السوداني بكل الطرق، ولن تتقاعس عن استخدام ورقة البنزين لهذا الغرض»، مرجحاً تصاعد موجة الاحتجاجات ضد الحكومة في الأيام المقبلة.

استهلاك البنزين

وفصّل مسؤول نفطي عراقي قرار الحكومة ومدى تأثيره على أصحاب السيارات، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «رفع أسعار البنزين لم يشمل الوقود العادي الذي تستعمله السيارات العادية، ومنها سيارات الأجرة، في مقدمتها نوع (سايبا) إيرانية الصنع التي تستخدم على نطاق واسع في العراق»، فضلاً عن «عدم شمول السيارات التي تستخدم وقود الديزل وهي غالبية سيارات النقل العام».

وأوضح المسؤول النفطي، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن «العراق يستهلك يومياً من البنزين بأنواعه الثلاثة العادي والمحسن والسوبر 31 مليون لتر، نصفها تقريباً من الوقود المستورد من الخارج، ويكلف الدولة أكثر من 3 مليارات دولار سنوياً، بينما تقدم الحكومة دعماً للبنزين بنسبة تتراوح بين 20 إلى 60 في المائة».

وأضاف المصدر أن «كميات كبيرة من هذا البنزين المدعوم تهرّب بسبب انخفاض سعره في محافظات الوسط والجنوب، بينما تهدف الزيادة إلى الحد أو تقليل هذا التهريب، وأيضاً لترشيد الاستهلاك».

وطبقاً للمسؤول، فإن «نسبة استهلاك البنزين العادي تبلغ 82 في المائة من المجموع الكلّي لاستهلاك الأنواع الثلاثة، ما يعني أن الزيادة لا تشمل سوى 18 في المائة من السيارات المشمولة، وهي في العادة حديثة لا يستخدمها ذوو الدخل المحدود».


ما هو «القلق شديد الأداء»؟... 3 علامات يجب الانتباه لها

مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
TT

ما هو «القلق شديد الأداء»؟... 3 علامات يجب الانتباه لها

مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)

انتشر وسم «High-functioning anxiety»؛ أي ما يُترجم فعلياً إلى «القلق شديد الأداء» على تطبيق «تيك توك»، مع ما يقرب من 180 مليون مشاهدة. وعلى الرغم من أن الفكرة ليست حديثة، فإن انتشار المصطلح يُعد جديداً.

يقول جون تي ماير، المعالج النفسي في كمبردج ماساتشوستس، إن مصطلح «شديد أو عالي الأداء» يشير بشكل عام إلى أولئك الذين يقدمون أداءً جيداً في العمل أو في المدرسة؛ لذا فإذا كان شخص ما يعاني من قلق «عالي الأداء»، فهذا يعني أنه متفوق في وظيفته، على الرغم من كونه في حالة صحية عقلية سيئة.

ويشرح: «عندما يقول الناس: (أداء عالٍ)، فإنهم لا يقولون: (إنني أقوم بعمل رائع في تربية أسرتي)... هذا يعني أنهم يقومون بعمل رائع في وظيفتهم».

ويعتقد بعض الخبراء أن الشعبية الأخيرة لهذا المصطلح قد تكون بسبب الوباء.

توضح إيرينا غوريليك، عالمة النفس في مجموعة «ويليامزبرغ» العلاجية: «بعد (كوفيد)، أصبح التركيز على الصحة العقلية أكثر أهمية بكثير... والناس أصبحوا أكثر وعياً بالعلامات التي ربما كانت خفية في الماضي».

فيما يلي ثلاث علامات قد تشير إلى أنك تعاني من قلق شديد الأداء، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي»:

التغيرات الجسدية - مثل العصبية

خفقان القلب وتعرق راحتي اليدين والعصبية... كلها علامات تشير إلى احتمالية إصابتك بقلق شديد.

تقول غوريليك: «يلاحظ بعض الناس أنهم لا يستطيعون تحمل كمية القهوة التي اعتادوا عليها».

صعوبة الموافقة على الخطط الاجتماعية

توضح غوريليك: «فكر في القلق الشديد كقناع. يعد الأداء الجيد في العمل وسيلة للتغطية على مدى معاناتك الداخلية. يتطلب هذا الكثير من الجهد العقلي، لذلك عندما يرسل لك صديق رسالة نصية بهدف رؤيتك بعد العمل، فتشعر بأنك لا تملك الطاقة».

وتقول: «الأشياء الاختيارية، التي يعدها المجتمع غير ضرورية، يتم تجاهلها».

تغيّر العادات اليومية

قد يشير مدى انحرافك عن روتينك اليومي أيضاً إلى القلق شديد الأداء. ربما تنام أكثر أو أقل، أو تأكل أكثر أو أقل من اللازم.

تضيف غوريليك: «إذا لاحظت أن الأمور ليست كالمعتاد لديك، فقد يعني ذلك أن قلقك أعلى من العادي. فقط لأن فواتيرك قد تم دفعها وكانت آخر مراجعة لأدائك ممتازة، لا يعني أنك تتمتع بصحة نفسية جيدة... لا يزال قلقك يؤثر عليك في بعض النواحي».


أرتيتا… تلميذ سيتي النجيب في الواجهة من جديد

هل يتحقق حلم آرسنال الذي طال انتظاره تحت قيادة أرتيتا؟ (رويترز)
هل يتحقق حلم آرسنال الذي طال انتظاره تحت قيادة أرتيتا؟ (رويترز)
TT

أرتيتا… تلميذ سيتي النجيب في الواجهة من جديد

هل يتحقق حلم آرسنال الذي طال انتظاره تحت قيادة أرتيتا؟ (رويترز)
هل يتحقق حلم آرسنال الذي طال انتظاره تحت قيادة أرتيتا؟ (رويترز)

يقترب منتصف ليل 18 ديسمبر (كانون الأول) 2019، ومانشستر سيتي في منتصف رحلة العودة إلى الوطن بعد اجتيازه ربع نهائي كأس كاراباو بنجاح ضد أكسفورد يونايتد.

الجو المتوتر على متن الطائرة يوحي بخلاف ذلك، وكأنهم قد خسروا!

نعم، لقد قام أبطال الدوري الإنجليزي وحاملو الكؤوس في تلك المسابقة بعمل أصعب مما كان متوقعاً، وقد تعادل فريق الدرجة الأولى بعد دقيقة واحدة من نهاية الشوط الأول، لكنهم حققوا فوزاً مريحاً بنتيجة 3 - 1 في النهاية. لا يتوافق المزاج الكئيب مع وضعه بوصفه نادياً يحمل جميع الألقاب المحلية الأربعة، بما في ذلك درع المجتمع - والذي كان قد تفوق للتو في مباراة صعبة خارج ملعبه للوصول إلى الدور نصف النهائي.

في لحظة ما خلال رحلة العودة إلى مانشستر، وقف ميكيل أرتيتا وذهب للتحدث إلى المدير الفني بيب غوارديولا. كان هناك إدراك بين اللاعبين والعاملين في الغرفة الخلفية أن هذا هو الذي يؤكد أن وقته قد انتهى بعد 3 سنوات ونصف مساعداً في السيتي.

أصبحت الثرثرة حول استبدال أرتيتا للمقال أوناي إيمري في ناديه السابق آرسنال – الذي اكتسحه ضيفه سيتي 3 - 0 في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل 3 أيام – عالية جداً لدرجة أنه بدا حتمياً في هذه المرحلة.

المدرب، الذي كان فريق السيتي ينظر إليه على أنه زميل في الفريق في موسمه الأول لأن تحركاته وسرعة تفكيره كانت لا تزال متميزة للغاية، نما بشكل مطرد ليصبح عضواً أساسياً في الفريق. ولم يتمكن اللاعبون من الاستمتاع بالفوز لتفكيرهم في أهمية رحيله.

وبعد يومين، جرى التوقيع على خروج أرتيتا.

في نهاية هذا الأسبوع، بعد 4 سنوات و4 أشهر، بعد إعادة بناء آرسنال وتحويله إلى متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز الحالي وربع نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، يعود أرتيتا إلى ملعب الاتحاد، حيث يمكنه مواجهة كثير من اللاعبين الذين كانوا في الفريق في تلك الليلة في أكسفورد وغوارديولا، الرجل الذي منحه أول وظيفة تدريبية له في عام 2016.

بعد مساعدة مواطنه في بناء سلالة السيتي، يريد أرتيتا الآن أن يكون الشخص الذي يهدمها.

غوارديولا يوجه لاعبيه (أ.ف.ب)

وانتهى الموسم الأول لغوارديولا في موسم 2016 - 2017 مع سيتي بحصوله على المركز الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز، والخروج من دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا وعدم وجود أي فضيات. يظل هذا هو موسمه الوحيد الخالي من الألقاب منذ انضمامه إلى تدريب الفريق الأول في عام 2008، وواحدة من النقاط القليلة الضعيفة في مسيرة متألقة على خط التماس.

أثيرت شكوك حول قدرته على التكيف مع كرة القدم الإنجليزية بعد النجاح مع برشلونة وبايرن ميونيخ، وكانت هناك حاجة وشيكة لإصلاح الفريق: كان لدى السيتي فريق مليء بالرجال الذين فازوا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في عامي 2012 و2014، ولكن كثيراً منهم قد تجاوزوا الآن فتراتهم الأولية، وبعقود طويلة، ولم يجرِ تصميمهم خصيصاً لطريقة لعب غوارديولا.

أحضر غوارديولا معه عدداً كبيراً من الموظفين خلف الكواليس في صيف عام 2016، ولكن في ذلك الموسم الافتتاحي، وجد البعض داخل النادي أن هذه المجموعة الإسبانية يمكن أن تكون منعزلة بعض الشيء، ولا تكسر فقاعة الفريق الأول لتبادل الأفكار والتعلم مع الإدارات الأخرى.

شخص واحد فتح النادي: أرتيتا. كان قد اعتزل لاعباً في آرسنال، وعمره 34 عاماً، في نهاية موسم 2015 - 2016 ليبدأ التدريب، ولم يفعل ذلك مع فريق أرسين فينغر في استاد الإمارات، ولكن على مسافة مئات الأميال تحت قيادة زميله الوافد الجديد على السيتي غوارديولا.

يقول أحد المصادر المرتبطة بالفريق الأول للسيتي في ذلك الوقت، والذي كان يتحدث مثل الآخرين في هذا المقال بشرط عدم الكشف عن هويته لحماية العلاقات: «لقد كان هو الشخص الذي كان على استعداد لكسر الباب في كلا الاتجاهين». ووصف المصدر نفسه تعطش أرتيتا للتعلم بأنه مثل الاستطلاع العسكري – الطريقة التي كان يتنقل بها عبر المكاتب المختلفة داخل حرم الاتحاد بالنادي لفهم كيفية عمل كل قسم، وكيف يمكنه سد الثغرات في معرفته.

يقول مصدر آخر، الذي راقب تطور أرتيتا خلال المواسم الثلاثة والنصف التي قضاها في مانشستر: «منذ اليوم الأول، كان الأمر كما لو كان في الجامعة».

كان ذلك في نهاية الموسم الأول عندما علم أرتيتا بالبحث الذي أُجْرِي حول نوع مزيج الفريق الذي يميل إلى إنشاء فترات من الهيمنة المستمرة. لقد صدق على العمل، ودعمه وأقنع غوارديولا شخصياً بالسماح له بإبلاغ سياسة النقل الخاصة بالنادي. لقد كان ذلك بمثابة حجر الزاوية الذي أصبح لحظة توحيد رئيسية في السيتي وتزامن مع بداية سلسلة ألقابهم الخمسة في المواسم الستة الماضية.

أظهر أرتيتا فطنة سياسية مثيرة للإعجاب، وهو ما كان مطلوباً خلال أول عامين له مع السيتي؛ حيث كان يتطلع إلى الارتقاء في سلسلة القيادة. وإدراكاً لتجربة دومينيك تورنت، الذي كان أقرب المقربين لغوارديولا منذ البداية عندما تولى تدريب برشلونة في عام 2008، ورودولفو بوريل، مدرب آخر عرفه المدرب من الدوري الإسباني.

كان أرتيتا يحترم جداً العلاقة بين غوارديولا وتورنت، لكن تصرفاته ونمو اختصاصاته يعنيان أنه بحلول الوقت الذي غادر فيه تورنت ليصبح مديراً لنادي نيويورك سيتي الشقيق في الدوري الأمريكي لكرة القدم في صيف عام 2018، جرت ترقيته ليصبح مدرب غوارديولا. بدا المساعد الرئيسي الجديد طبيعياً جداً.

أرتيتا ولاعبوه في المقدمة من جديد (إ.ب.أ)

تمكن أرتيتا من الحصول على تفويضات لقيادة مشاريع معينة خارج نطاق دوره اليومي. لقد وضع جزءاً كبيراً من إطار عمل الكشافة لمجموعة «سيتي غروب» متعددة الأندية، والذي أصبح الآن وثيقة مكونة من 80 صفحة تحتوي على تعليمات مفصلة حول الأدوار المختلفة داخل هيكل فريق غوارديولا وما الذي يجب على الكشافة البحث عنه عند تحديد هويتهم. هم اللاعبون الذين يتناسبون مع القالب.

كان فتور غوارديولا تجاه الكرات الثابتة يتناقض مع موقف أرتيتا، الذي شعر بأن أحد جوانب اللعبة لم يجرِ تدريبه جيداً، وأدى إلى تعيين مدرب متخصص في عام 2019. لقد جرى التواصل معه مع نيكولاس جوفر، ثم مع برينتفورد (فريق البطولة في ذلك الوقت) والآن خبيره الموثوق به في آرسنال، حتى أنه نقله جواً إلى فيلته في جزر البليار الإسبانية لمعرفة من هو وما كان عليه أن يقدمه.

أعجب، وأوصى جوفر بالانتقال إلى السيتي، وانضم غوارديولا إلى قرار النادي بأن هذا هو المجال الذي يجب عليهم الاستثمار فيه.

كان هناك مشروع آخر، في عام 2017، والذي برز لأنه شارك فيه كثير من الأشخاص، يعرض مدى ارتباط أرتيتا بمصفوفة المدينة.

أنتج السيتي عملاً أثبت الفرضية القائلة بأنه كلما ارتفع مستوى المنافسة، قل الوقت والمساحة التي يتعين على اللاعبين التسديد من داخل منطقة منطقة الجزاء حيث يتم تسجيل معظم الأهداف. لقد حسبوا الأوقات المتغيرة، وابتكر مدرب الأكاديمية تمريناً للعمل عليه أثناء التدريب.

من خلال العلاقات التي بناها، حصل أرتيتا على هذا الأمر، وقدمه إلى بيئة الفريق الأول. لقد قام بتعديلها بحيث أصبحت أكثر واقعية في اللعب، حيث يتعين على المهاجمين أداء سباق سريع عالي الكثافة في البداية قبل تنفيذ الإجراء داخل مربع محدد تحت ضغط من المدافعين. فشل في القيام بكل ذلك خلال الوقت المخصص، وجرى تفجير الكرة ميتة.

تحسنت اللمسات النهائية لرحيم سترلينغ وليروي ساني وغابرييل جيسوس على الفور تقريباً في بداية موسم 2017 - 2018.

تظهر الأرقام أن ستيرلنغ ارتفع من 7 أهداف في الدوري في موسم 2016 - 2017 إلى 18، وساني من 5 إلى 10، وجيسوس من 7 إلى 13. وكانت زيادة معدل تحويل ستيرلينغ مثيرة للإعجاب بشكل خاص، حيث تضاعفت تقريباً من 10.9 في المائة في الدوري الإنجليزي الممتاز 2016 - 2017. الموسم إلى 20.7 في المائة بعد عام.

بالتأكيد ليس من قبيل الصدفة، بعد أن احتل المركز الثالث وبفارق 15 نقطة عن الفائز باللقب تشيلسي في الموسم الأول لغوارديولا، تُوج سيتي بطلاً في ذلك الموسم الثاني برصيد 100 نقطة لأول مرة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.

فريق مانشستر سيتي الإنجليزي (إ.ب.أ)

شهدت كثير من المحادثات في أول موسمين لغوارديولا قيام أرتيتا بتزويد رئيسه بمعلومات من 11 عاماً لاعباً في الدوري الإنجليزي الممتاز مع إيفرتون وآرسنال، سواء كان الأمر يتعلق بمدربي الخصم، أو ضيق بعض الملاعب، أو تخطيطات غرف الملابس، أو أساليب التحكيم. . كانت هذه فروقاً دقيقة فهمها على عكس أي من المدربين الإسبان الآخرين في السيتي، لكن أرتيتا لم يرغب في تقييد نفسه بدور كمحترف سابق يقدم القليل من المعلومات من السنوات الماضية.

في حين أن كثيراً من اللاعبين السابقين يميلون إلى خلق مسافة بينهم وبين المجالات الجديدة كوسيلة لضمان عدم كشف حدودهم، كان أرتيتا مختلفاً. لقد كان فضولياً، وعلى عكس معظم المدربين الذين ينتظرون وصول الآخرين إليهم بالمعلومات، كان أرتيتا يذهب بانتظام إلى مبنى سيتي جروب المجاور لقضاء بعض الوقت مع قسم التحليل بالنادي.

شعر الأشخاص الذين عملوا معه أنه كان يراقب، مثل القاضي، عندما يجرِ تزويده بالبيانات، ويقرر ما سيكون ذا قيمة كافية لإحداث فرق. كان لديه إحساس بديهي بمعرفة ما يمكن أن يحدث، فرقاً وانجذب نحو تلك المناطق.

من خلال غمر نفسه في كثير من الأدوار المختلفة، تمكن أرتيتا من تطوير رؤية 360 درجة.

كان هذا هو التطور الذي شهده الناس خلال السنوات الثلاث التي قضاها في السيتي. كانت أخلاقيات عمل أرتيتا وإمكاناته واضحة في وقت مبكر، ولكن عندما صعد إلى دور المساعد الرئيسي لغوارديولا، شعر كثيرون بأنه يتمتع بعد ذلك بسلطة شخص مستعد لتولي مسؤولية أي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز - وربما حتى السيتي نفسه.

«في عام 2018، لم يكن أحد يتوقع بقاء بيب لفترة طويلة (كان عقد غوارديولا الأولي مع السيتي لمدة 3 مواسم)، ولكن يمكنك أن تشعر بأنه في اللحظة التي يغادر فيها، يكون هذا الرجل جاهزاً لتولي المسؤولية». يقول أحد المصادر: «يمكنك أن تشعر أن ذلك كان جزءاً من الخطة».

تصف المصادر 3 عناصر تتحد لإنشاء أرتيتا الذي نعرفه الآن: الدروس التكتيكية من غوارديولا؛ المسار الذي سلكه في كرة القدم البريطانية، ما منحه مزيجاً نادراً من الأسلوب والصلب؛ وفهمه لكيفية جميع مكونات الوضع.

لقد تعلم الجانب العاطفي لإدارة فريق كبير، وقدم قاعدة جديدة مفادها أن أي لاعب يبلغ عن التدريب بشأن أي مشكلة تتعلق بكرة القدم أو حياته المنزلية، مهما كانت صغيرة، يجب أن يجري الإبلاغ عنه إلى طاقم التدريب. أراد أرتيتا عادةً معرفة كل التفاصيل تماماً حتى يتمكن من أخذها في الحسبان في تفكيره. وكان يتعمق في كل شيء إلى مستوى إضافي، حتى في المهام الوضيعة التي لا علاقة لها بالأداء. ليس من المستغرب أن يكون الاجتماع الصباحي اليومي مع جميع الموظفين - وهو أمر غير معمول به في السيتي - أمراً شائعاً الآن في آرسنال.

هذا لا يعني أن غوارديولا لم يتفاعل مع مساعديه وأفراده المساندين. لقد كان متعاوناً وساعد في التآزر بين الفريق الأول والموظفين، لكن أرتيتا ربما يمثل الفرق بين جيل غوارديولا والجيل الجديد من المدربين الشاملين الذين يشعرون بالارتياح ليس فقط مع المهارات الأكثر ليونة في الإدارة، ولكن أيضاً مع المتطلبات الحديثة للتكنولوجيا. والبيانات، قادرون على إعداد المستندات الخاصة بهم وإدارة الملفات الخاصة بهم.

بصفته مدرباً أصغر سناً ومتعدد اللغات، كان قادراً على العمل جسراً بين غوارديولا وكل من اللاعبين وموظفي السيتي على نطاق أوسع.

في عالم آخر، غادر غوارديولا السيتي في 2019 أو 2020 بعد أن قضى فترة مماثلة كما فعل في برشلونة وبايرن، مع تصعيد أرتيتا بديلاً له.

في هذه الحالة، بقي، وكان أرتيتا هو من انتقل وهو الآن منافس على اللقب، ومع ذلك تأتي مقارنات واضحة.

يحب كثيرون تصوير أسلوب أرتيتا على أنه مجرد إعادة صياغة لما علمه غوارديولا، لكن أولئك الذين يعرفونه يدحضون ذلك بوصفه تأطيراً كسولاً يتجاهل رحلته الحقيقية ويقولون إن هناك كثيراً من الاختلافات بينهما بقدر ما توجد أوجه تشابه.

صحيح أن كلاً منهما جاء من خلال لا ماسيا، لكن غوارديولا جرى تلقينه في برشلونة لمدة 18 عاماً حتى انتقل أخيراً إلى بريشيا في إيطاليا في سن الثلاثين، بينما قضى أرتيتا 4 سنوات فقط في النادي الكاتالوني قبل مغادرته إلى باريس سان جيرمان عندما كان لا يزال مراهقاً.

لذلك، في حين حقق غوارديولا المولود في كاتالونيا أحلامه مع فريق طفولته، كان على أرتيتا، وهو من سان سيباستيان، على مسافة 6 ساعات بالسيارة في شمال إسبانيا، أن يتعامل مع الرفض في برشلونة، ولذلك توجه إلى باريس ثم رينجرز في غلاسكو، قبل أن يقضي 6 سنوات في ميرسيسايد و5 سنوات أخرى في لندن.

أرتيتا يحفز لاعبي آرسنال (أ.ف.ب)

ضع جانباً تأثيرات كرة القدم البريطانية على تفكيره، وانظر ببساطة إلى التركيبة الثقافية للأماكن التي شكلته. وفي مدينته توجد حركة استقلال إقليم الباسك. في رينجرز، الصراع بين النقابيين والجمهوريين، الكاثوليكي والبروتستانتي، يحدد مباريات الديربي القديمة مع سلتيك؛ وفي إيفرتون، سيكون قد تعرض للإحساس القوي بهوية «سكوز، وليس الإنجليزية».

إن شجاعة مغادرة وطنك صغيراً والانتقال إلى ثلاثة بلدان أخرى والانغماس في ثقافات كرة القدم المكثفة تظهر شخصاً يتمتع بعقلية مقاومة للكسر.

يشير الأشخاص الذين عملوا مع أرتيتا في السيتي إلى أنه على الرغم من أنه تعلم بالطبع العناصر الأساسية لتفكير غوارديولا، فإنه ببساطة متحمس للغاية، ويعمل بجد لدرجة أنه لا يمكن تقليده على الإطلاق.

جرى تشبيه سرية السيتي حول أساليب غوارديولا بسور الصين العظيم خلال فترة أرتيتا هناك. حتى محللو النادي لم تكن لديهم رؤية كاملة فيما يتعلق بماهية الجلسات. لقد كان ذلك شكلاً من أشكال التناضح، بمعنى أنه كلما اقتربت من الدائرة الداخلية، زادت معرفتك، ولكن كان عليك أن تكون بجوار غوارديولا مباشرةً لرؤية العمل على أرض الواقع.

كان أرتيتا مطلعاً على ذلك، لكن الأدبيات المنتشرة على مستوى الشبكة حول منهجية التدريب، والتي تهدف إلى تطوير أسلوب موحد في جميع الأندية، كانت موجودة بالفعل بشكل ما قبل وصول غوارديولا. إنه ليس دليلاً شاملاً، بل مجموعة من المبادئ التي يجسدها مدربو سيتي جروب في رؤيتهم الخاصة، حيث أديرت بطريقة تحمي نهج غوارديولا.

يقول أحد المطلعين: «يمكنك نسخ الجلسات، لكن هذا ليس السر. كثيرون مهووسون بالممارسات ومكان وضع المخاريط. سر النجاح أعمق من ذلك بكثير. لا أحد يعرف كيف يفكر بيب وهذه هي عبقريته».

في السيتي، طبيعة أرتيتا تعني أنه لم يشعر بالكمال أبداً. كان انفتاحه يعني أن الموظفين يعرفون أنه إذا كان بإمكانهم مساعدته على الفوز فسوف يحصلون على تأييده الكامل، وأن وضعه سيجعل عملهم أكثر عرضة للتغلغل في بيئة الفريق الأول. كان أرتيتا يتطلع دائماً إلى رفع مستوى مهاراته، وكان دائماً يتحدى المعايير المقبولة. كان يُنظر إلى شخصيته على أنها قوية ومنفردة التفكير على أنها قابلة للتكيف بما يكفي لجعل من يحتاج إلى القيام بذلك يؤدي معرفته أو يشاركها.

يمكن رؤيته حول حرم ملعب الاتحاد وهو ينشط الآخرين، ولكن ماذا لو لم تكن جزءاً من هذا المسار؟ هناك شعور بأن عقلية أرتيتا جعلته يترك الناس وراءه إذا كان يعتقد أنهم لا يتطورون ويطرحون أفكاراً جديدة على الطاولة.

إنه الثمن الذي تدفعه عندما تعمل مع شخص جرى وصفه، في أيامه الأولى من التدريب في السيتي، بأنه «رجل في مهمة».

تغلب على السيتي مرة أخرى في ملعب الاتحاد يوم الأحد، وسيكون أرتيتا قد اتخذ خطوة كبيرة نحو إكمال أكبر مهمة في مسيرته حتى الآن.


الخارجية السودانية تتهم «الدعم السريع» باحتجاز مساعدات كانت في طريقها للفاشر

«قوات الدعم السريع» السودانية (أ.ف.ب)
«قوات الدعم السريع» السودانية (أ.ف.ب)
TT

الخارجية السودانية تتهم «الدعم السريع» باحتجاز مساعدات كانت في طريقها للفاشر

«قوات الدعم السريع» السودانية (أ.ف.ب)
«قوات الدعم السريع» السودانية (أ.ف.ب)

اتهمت وزارة الخارجية السودانية «قوات الدعم السريع»، اليوم الجمعة، باحتجاز عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وقالت الخارجية، في بيان، إن «قوات الدعم السريع» احتجزت عدداً من شاحنات المساعدات الإنسانية من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كانت في طريقها للفاشر للمساهمة في احتواء الأزمة الغذائية والصحية في معسكرات النازحين.

وأشار البيان إلى أن «قوات الدعم السريع» «شرعت في الوقت نفسه في تنفيذ تهديداتها المعلنة بمنع وصول قوافل المساعدات الإنسانية عبر مسار الدبة - مليط - الفاشر»، وشرعت في قطع الطريق على القوافل والاستيلاء على المساعدات.

كان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قد أعلن، يوم الأربعاء الماضي، عبر حسابه على منصة «إكس»، أن حكومة إقليم دارفور اجتمعت مع المنظمات الأممية والمحلية التي تعمل في السودان، وأن الجانبين اتفقا على العمل «لتقديم ما نستطيع من التسهيلات بغرض إسراع انسياب الاحتياجات الإنسانية لسكان الإقليم».

وأشار مناوي إلى اعتماد مسارات جديدة من المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع في دارفور، مشيراً إلى أن هذه المسارات تمر عبر مدينة الدبة بالولاية الشمالية ومنها إلى الفاشر بشمال دارفور، على أن يتم ترتيب مسارات إضافية بالتنسيق مع المنظمات والولاة المكلفين.

لكن «قوات الدعم السريع» رفضت الاتفاق الذي أعلنه حاكم دارفور، وشددت في بيان على «تمسكها بالعرف المتبع في حالة الحرب، وهو أن يتم نقل وتوصيل المساعدات الإنسانية بالاتفاق بين أطراف الحرب أو الاتفاق بين المنظمات والأطراف الراغبة في تقديم الإغاثة والطرف المسيطر على المناطق التي تنوي الأطراف إيصال الإغاثة إليها».

وذكر البيان: «بناء على ذلك، وتمسكاً بحقنا المشروع في اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة والضرورية للدفاع عن النفس، فإننا لن نسمح بأن يتم اتخاذ المساعدات الإنسانية لإمداد كتائب النظام السابق بالسلاح والذخائر خدمة لأجندتهم الحربية أو مخططاتهم العسكرية».

واتهم بيان وزارة الخارجية السودانية «قوات الدعم السريع» بتصعيد هجماتها على القرى في ولايات الجزيرة، وشمال وجنوب كردفان، وقال إنها هاجمت في ولاية الجزيرة وحدها 28 قرية خلال الأسبوعين الماضيين وقتلت 43 من المدنيين، «ونهبت ممتلكات مواطني هذه القرى ومحصولاتهم الغذائية، وحولت أعداداً كبيرة منهم لنازحين ومشردين».

واندلع القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد توتر على مدى أسابيع بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.