سانتوس... «مروّض الذئاب» في مهمة تحقيق حلم اتحادي عمره 13 عاماً

مورينو: لا داعي للقلق بشأن غرفة الملابس في وجوده

سانتوس يحمل قميص الاتحاد وإلى جانبه أنمار حائلي رئيس النادي (أ.ف.ب)
سانتوس يحمل قميص الاتحاد وإلى جانبه أنمار حائلي رئيس النادي (أ.ف.ب)
TT

سانتوس... «مروّض الذئاب» في مهمة تحقيق حلم اتحادي عمره 13 عاماً

سانتوس يحمل قميص الاتحاد وإلى جانبه أنمار حائلي رئيس النادي (أ.ف.ب)
سانتوس يحمل قميص الاتحاد وإلى جانبه أنمار حائلي رئيس النادي (أ.ف.ب)

لم يكن البرتغالي نونو سانتو يعرف عن مستقبله سواء كلاعب مارس كرة القدم، أو حتى عندما أصبح مدرباً بعد اعتزاله بسنوات، حيث لعبت الصدفة دوراً كبيراً في تحولات مفصلية بمسيرته المهنية لاعباً، واستمرت حينما أصبح مدرباً؛ وذلك بفضل علاقة نشأت مع وكيل الأعمال الأشهر خورخي مينديز.
ومؤخراً، أعلن الاتحاد عن فك علاقته التعاقدية مع الروماني كوزمين كونترا مدرب الفريق الذي اقترب من تحقيق الحُلم، لكنه ودّع موسمه خالي الوفاض دون أي لقب بعد تصدره لفترات طويلة من الموسم قبل أن يحقق الهلال اللقب. وأعلن الاتحاد أيضاً عن التعاقد مع البرتغالي نونو سانتو المدرب الذي تولى قيادة توتنهام وسجل معه بداية مثالية وتوّج بجائزة مدرب الشهر في إنجلترا، قبل أن يودّع النادي الإنجليزي مُقالاً بعد سلسلة من الإخفاقات التي اعترضت مسيرته.
وستكون المهمة على عاتق سانتو كبيرة في الموسم المقبل؛ فسقف الطموحات ارتفع وبات حلم تحقيق لقب الدوري الغائب عن خزينة النادي الغربي منذ موسم 2009 أحد أهداف الموسم الجديد، بالإضافة إلى المنافسة على لقبي كأس السوبر بهويته الجديدة، وكذلك بطولة كأس الملك الأغلى محلياً.
وولد سانتو في يناير (كانون الثاني) 1974 بجزيرة ساو تومي الممتدة على خليج غينيا في الساحل الغربي الاستوائي من منطقة وسط أفريقيا، كان سانتو طفلاً خجولاً وهادئاً وغريب الأطوار في أحيان كثيرة، يحب مساعدة الآخرين ويتميز بصراحته في التحدث عن الأشياء حتى عندما كان شاباً صغيراً.
في العاشرة من عمره قررت والدته المغادرة إلى البرتغال للحصول على ظروف معيشية أفضل، وفي 1985 عندما كان في الحادية عشرة من عمره بدأ ممارسة كرة القدم بصورة فعلية، وعُرف سانتو بالشخص السعيد، كان دائماً في نظر زملائه بالفريق شخصاً قادراً على التكييف في أي بيئة ينتقل لها.
وجرّب الشاب الصغير سانتو نفسه في أربعة أندية برتغالية، وكان يُصر على أنه سيصبح حارس مرمى محترفاً ويحقق حلمه، ولكن الصدفة وحدها قادته للتعرف على خورخي مينديز في ملهى ليلي وكان حينها الأخير مجرد منسق للموسيقي ومدير متجر فيديو بعمل إضافي قبل أن يتحول مينديز إلى واحد من أشهر وكلاء الأعمال.
والتقى سانتو صديقه مينديز الذي لم يفكر أن يكون وكيل أعمال حينها، وكان حارس المرمى الصغير في عمر 22 سنة ويبحث عن الانتقال إلى نادٍ يخوض من خلاله تجربة احترافية كحارس مرمى، وفعلياً انتهت تلك الليلة بأن يصبح مينديز وكيل أعمال لاعبين والبداية مع سانتو.

نونو سانتوس إبان تدريبه توتنهام (رويترز)

غادر مينديز البرتغال صوب إسبانيا للقاء رئيس نادي ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني وأقنعه بإمكانيات الحارس الشاب، وفعلاً تمت الصفقة، ومعها أنشأ مينديز شركته لوكالة أعمال اللاعبين التي باتت اليوم اسماً كبيراً.
وتنقل سانتو بين أندية إسبانية عدة في مسيرته كحارس مرمى، وعاد بعد خمس سنوات قضاها في إسبانيا لتمثيل فريق بورتو البرتغالي الذي كان يتولى قيادته حينها المدرب الشهير جوزيه مورينو.
كان مورينو يثق بقدرات «سانتو» رغم تواجده في مقاعد البدلاء وعدم مشاركته في أحيان كثيرة كحارس أساسي، حتى أطلق عليه لقب «البديل»، ورغم ذلك فقد كانت مشاركته القليلة مؤثرة وفعالة في مسيرة بورتو لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا 2004.
وودّع سانتو الملاعب بعدما لعب لمدة 18 عاماً في ثلاث دول وبلغت عدد مبارياته 199 مباراة حتى فترة اعتزاله، وستظل أفضل ذكرياته في الملاعب هي تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا مع بورتو.
بدأ سانتو حياته المهنية مدرباً مع فريق في ريو أفي البرتغالي؛ وذلك بفضل وكيل أعماله وصديقه مينديز، وبفضل الأخير انتقل لقيادة فالنسيا الإسباني وحصل على لقب مدرب الشهر ثلاث مرات هناك حتى استقال في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 ليخوض تجربة جديدة مدرباً في بورتو البرتغالي، لكنه أمضى موسماً، وتمت إقالته بعد خروجه خال الوفاض.
وبحكم العلاقة الجيدة التي تربط مينديز بمجموعة فوسون إنترناشيونال الصينية التي تملك نادي ولفر هامبتون الإنجليزي ساهم بانتقال صديقه سانتو لتولي تدريب الفريق، ويدين النادي الإنجليزي بالفضل لوكيل الأعمال الشهير مينديز بعدما أحضر سانتو وعدداً من الصفقات الأخرى التي ساهمت في صعود الفريق وتحقيق لقب تشامبيون تشيب.
كانت مسيرة سانتو في ولفرهامبتون الملقب بمروّض «الذئاب» هي الأفضل والأطول في مسيرته مدرباً، لكنه خاض تجربة أخرى في إنجلترا مع توتنهام الإنجليزي رفعت من أسهمه مدرباً، رغم أن التجربة لم تدم طويلاً، لكن سانتو حقق خلالها جائزة مدرب الشهر.
هجرته من الجزيرة الأفريقية الساحلية إلى البرتغال وتنقله بين بيئتين مختلفتين، هدوؤه طفلاً، سعادته لاعباً، روحه القيادية رغم تواجده على مقاعد البدلاء، أمور تجمع التناقض فيما بينها إلا أنها كونت شخصية فريدة من نوعها للبرتغالي سانتو الذي حط رحاله في مدينة جدة لقيادة الاتحاد.
ويتحدث برونو ألفيس اللاعب الذي زامل نونو سانتو في بورتو «قائد من دون إشارة» يعني شارة القيادة، وكانت شخصية سانتو محببة لدى الجميع في بورتو، مُحفزاً دائماً لزملائه، حيث كان هو الوجهة الأولى لأغلب اللاعبين عند تسجيل هدف والاحتفال معه.
وقال عنه مواطنه جوزيه مورينو عندما كان يتولى قيادة فريق بورتو، عندما يكون لديك نونو، لا داعي للقلق بشأن غرفة الملابس، وذلك وفقاً لما ورد في مدونة «لايف بوقير» عن حياة اللاعب الشخصية.


مقالات ذات صلة

مغربل: طموحنا أن يكون الدوري السعودي ضمن أفضل 10 دوريات عالمية

رياضة سعودية عمر مغربل الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري السعودي للمحترفين (قمة كرة القدم العالمية)

مغربل: طموحنا أن يكون الدوري السعودي ضمن أفضل 10 دوريات عالمية

كشف عمر مغربل، الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري السعودي للمحترفين، أن الطموحات ما زالت مستمرة بجعل الدوري من أفضل 10 دوريات في العالم.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية تيباس رئيس رابطة لاليغا (قمة كرة القدم العالمية)

تيباس: استثمار المملكة في الرياضة قادها لتقييم «فيفا» التاريخي

قال خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، إن تقييم «فيفا» لملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034 يتماشى مع نظرة المملكة للاستثمار.

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة سعودية البلوي أشار إلى أن استضافة 48 فريقاً تمثل تحدياً كبيراً (الشرق الأوسط)

حماد البلوي: تقييم «419.8» سيعيش في ذاكرة السعوديين إلى الأبد

قال حماد البلوي، رئيس وحدة ملف ترشح السعودية لاستضافة كأس العالم 2034، إن رقم 419.8، وهو التقييم الذي منحه «فيفا» للمملكة، سيعيش في الذاكرة إلى الأبد.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة عالمية «لاليغا» أعلنت افتتاح مساحة عمل لها داخل المقر الرئيسي لـ«رابطة الدوري السعودي»... (الرابطة) play-circle 00:59

رابطة «لاليغا» تفتتح مقراً لها في الرياض

في خطوة مهمة لتعزيز حضورها بالشرق الأوسط، أعلنت «رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (لاليغا)» افتتاح مساحة عمل لها داخل المقر الرئيسي لـ«رابطة الدوري السعودي».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية يانيك كاراسكو (الشرق الأوسط)

كاراسكو نجم الشباب: الأمن في السعودية أفضل بكثير من أوروبا

سلط البلجيكي يانيك كاراسكو، لاعب فريق الشباب، الضوء على تجربته في الدوري السعودي، مؤكداً التطور السريع لكرة القدم في السعودية.

نواف العقيّل (الرياض)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.