«الرئاسي اليمني» يدعو لضغط دولي لدفع الحوثيين نحو السلام

وسط تصاعد انتهاكات الهدنة وتعنت الميليشيات إزاء فتح «المعابر»

عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي عضو مجلس القيادة الرئاسي خلال لقائه السفير الأميركي لدى اليمن (سبأ)
عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي عضو مجلس القيادة الرئاسي خلال لقائه السفير الأميركي لدى اليمن (سبأ)
TT

«الرئاسي اليمني» يدعو لضغط دولي لدفع الحوثيين نحو السلام

عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي عضو مجلس القيادة الرئاسي خلال لقائه السفير الأميركي لدى اليمن (سبأ)
عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي عضو مجلس القيادة الرئاسي خلال لقائه السفير الأميركي لدى اليمن (سبأ)

وسط تصاعد الانتهاكات الحوثية للهدنة الأممية التي تم تمديدها حتى الثاني من أغسطس (آب) المقبل جدد أعضاء مجلس القيادة الرئاسي في اليمن دعوة المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية لممارسة المزيد من الضغوط على الميليشيات الانقلابية لدفعها نحو السلام وتنفيذ التزاماتها المتعلقة بالهدنة.
التصريحات الرئاسية اليمنية جاءت على لسان عضوي مجلس القيادة الرئاسي عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي وعثمان مجلي خلال لقاءين منفصلين في الرياض مع السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن.
وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن عضو مجلس القيادة عبد الرحمن المحرمي استعرض مع سفير واشنطن جهود الحكومة الشرعية وموقف مجلس القيادة في دعم وإسناد مساعي المبعوث الأممي والمبعوث الأميركي لإنجاح الهدنة بعد تمديدها والموقف الإيجابي الذي التزمت به الشرعية من أجل رفع المعاناة عن الشعب.
وأوضح المحرمي أن الشرعية «وافقت على فتح مطار صنعاء الدولي وتسير الرحلات الدولية وكذلك تم السماح بدخول السفن النفطية والتجارية لميناء الحديدة على أن يتم دفع ذلك المردود المالي كرواتب للموظفين وهذا ما لم يحدث إطلاقاً بل ذهبت تلك الأموال للمجهود الحربي».
وشدد عضو مجلس القيادة اليمني على أهمية الضغط على الميليشيات الحوثية من قبل المجتمع الدولي لتنفيذ كل ما اتفق عليه من حيث فتح المنافذ والطرق الرئيسية في تعز والمحافظات الأخرى.
واتهم المحرمي الحوثيين بأنهم «يتاجرون بملف الأسرى بمن فيهم المختطفون والأسرى وفي مقدمتهم وزير الدفاع السابق اللواء ركن محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور شقيق الرئيس السابق واللواء فيصل رجب وعدد من الصحافيين والإعلاميين».
وقال إن «مجلس القيادة الرئاسي والحكومة جاهزون للسلام الشامل والعادل في حال انصاع الحوثي للغة الحوار والمفاوضات بدلاً من القتل والدمار والخراب».
وأكد المحرمي أن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة يعملان وفق ضوابط وطنية ترتكز على أهمية تقديم الخدمات للمواطنين وإحلال الأمن والاستقرار، مشيداً بدعم السعودية والإمارات للشعب اليمني ولقيادته الشرعية بما فيها تقديم الحزمة الاقتصادية التي أعلن عنها سمو الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود نائب وزير الدفاع السعودي.
وقال: «تلك المساعدات الأخوية دون أدنى شك سوف تنعش من الحالة الاقتصادية والخدمية للمواطن».
في السياق نفسه، ذكرت المصادر اليمنية الرسمية أن عضو مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، التقى السفير الأميركي ستيفن فاجن، وناقش معه الأطر المشتركة في محاربة الإرهاب والجماعات الخارجة عن النظام والقانون، وضرورة ردع ميليشيات الحوثي العابثة بأمن واستقرار اليمن وممرات الملاحة الدولية، بدعم مباشر من إيران.
وأكد مجلي على ضرورة تضافر الجهود الدولية، ودعم الولايات المتحدة الأميركية، لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة والشعب اليمني، للخلاص مما وصفه بـ«آفة الميليشيات الحوثية» التي قال إنها تتعمد استنزاف وقدرات الشباب وتزييف وعيهم، بأفكار ظلامية معادية للإقليم والعالم.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مجلي قوله: «لقد تراجع اليمن بفعل انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية ومؤسساتها الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وألغت الميليشيات بقوة السلاح ثقافة التعددية السياسية ولغة الحوار، ومارست أبشع الجرائم بحق الشعب، وتسببت في أسوأ كارثة إنسانية في العالم، من خلال تشريد الناس من مساكنهم ومصادرة أموالهم وحرياتهم وببيع منازلهم بالقوة نكاية برفضهم مشروعها الطائفي».
وأوضح عضو مجلس القيادة اليمني عثمان مجلي أن المجلس وافق على الهدنة وعلى تمديدها، وليس على تسليم الشعب لفئة إرهابية تمثل الوجه الآخر لـ«القاعدة» و«داعش» وتحمل مشروعاً خارجياً، في إشارة إلى الحوثيين.
وتابع: «نحن نواجه فكراً يمارس العنف والتكفير ويجر الأطفال إلى مراكز صيفية، ويعمل على تجنيدهم وتحريضهم وتسميم أفكارهم، كما يعمل على التحريض المباشر على الأشقاء، من خلال هؤلاء الأطفال المغرر بهم الذين يدفع بهم الحوثي إلى معارك خاسرة».
وأكد مجلي أن الولايات المتحدة، شريك أساسي لبلاده في مكافحة الإرهاب، وقال إن «عليها مسؤولية في تنفيذ القرارات الدولية ودعم الشرعية التي تمتثل لهذه القرارات».
وأشار إلى أن الهزيمة العسكرية للحوثي متاحة، وإلى أن «الموت مقابل الدفاع عن الكرامة والحق أصبح محتوماً»، وأضاف: «اليوم المجتمع الدولي يريد السلام، ونحن نريد السلام، ولكن الميليشيات رفضت فتح طريق موجود منذ 40 سنة في تعز، رغم ما قدمناه لشعبنا من تنازلات بفتح مطار صنعاء، وميناء الحديدة لأغراض إنسانية، ولم يقابلها الحوثي إلا بخرق مستدام للهدنة».
تصريحات أعضاء «الرئاسي اليمني» الذي تسلم الحكم برئاسة رشاد العليمي في السابع من أبريل (نيسان) الماضي جاءت في وقت تواصل فيه الميليشيات الحوثية خروقها للهدنة في مختلف الجبهات.
وفي أحدث تقرير للجيش اليمني، أفاد بأن الميليشيات ارتكبت 185 خرقاً للهدنة الأممية خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، في جبهات القتال بمحافظات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومأرب.
وتوزعت الخروق - بحسب المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية - بين 47 خرقاً في محور حيس جنوب الحديدة، و45 خرقاً في جبهات محور تعز، و30 خرقاً غرب محافظة حجة، و29 خرقاً جنوب مأرب وشمالها وغربها وشمالها الغربي، إلى جانب 26 خرقاً في محور البرح غرب تعز، وخروق أخرى في شمال حزم الجوف وشرقها، وفي محور الضالع، وفي جبهة البقع بمحور صعدة.
وتنوعت الانتهاكات الحوثية - وفق الجيش اليمني - بين إطلاق النار على مواقع الجيش والمقاومة بصواريخ الكاتيوشا وبالدبابات والمدفعية والعيارات المختلفة، وبالطائرات المسيرة المفخخة، بالتزامن مع مواصلة الميليشيات استحداث متارس ومرابض مدفعية ونشر عيارات وطائرات استطلاعية مسيرة في مختلف الجبهات.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.