تركيا تحقق في مزاعم نقل «قمح مسروق» في سفينة روسية

TT

تركيا تحقق في مزاعم نقل «قمح مسروق» في سفينة روسية

وسط غياب أي تعليق رسمي من جانب السلطات التركية، كشفت تقارير صحافية عن وصول سفينة شحن تحمل العلم الروسي محملة بالقمح من ميناء برديانيسك ضمن المناطق التي سيطرت عليها روسيا في شرق أوكرانيا إلى ميناء كاراصو في ولاية سكاريا غرب تركيا بعدما أعلن السفير الأوكراني في أنقرة فاسيل بودنار أن الحمولة سرقت من بلاده وأن السلطات التركية تحتجز السفينة في البحر الأسود.
وقالت صحيفة «ميلليت» التركية، أمس الاثنين، إنه سيتم تفريغ حملة السفينة «زيبيك زولي» البالغة 4 آلاف طن من القمح وإرسالها بالشاحنات إلى كونيا في وسط تركيا، مشيرة إلى أن السفينة غادرت ميناء برديانيسك في 29 يونيو (حزيران) الماضي ونشرت لها صوراً من ميناء كاراصو.
وكان بودنار قد أعلن الأحد أن السلطات التركية احتجزت السفينة المحملة بالقمح، بعدما وصلت إلى مياهها الإقليمية في البحر الأسود، قائلاً إننا تتبعنا خط سير السفينة من ميناء برديانيسك، في المناطق التي تحتلها روسيا، شرق أوكرانيا، حتى وصولها ميناء كاراصو التركي، على الساحل الجنوبي للبحر الأسود. وأضاف بودنار: «نتعاون بشكل تام مع السلطات التركية، والسفينة راسية الآن عند مدخل الميناء، بعد احتجازها بواسطة سلطات الجمارك التركية».
في السياق ذاته، نقلت وكالة» رويترز» عن مسؤول تركي، لم تسمه، أن بلاده تحقق في مزاعم بشأن سفينة الشحن المحملة بالقمح التي ترفع العلم الروسي. بدوره، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، أن موسكو ليست لديها معلومات حول احتجاز سفينة الحبوب الروسية في تركيا.
وتسببت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي استمرت لأكثر من 3 أشهر، في أزمة غذاء وطاقة في جميع أنحاء العالم. وأدى الحصار الذي تفرضه روسيا على السفن التي تغادر أوكرانيا في البحر الأسود، إلى جانب أزمة الحبوب، إلى زيادة أسعار المواد الغذائية في العالم. وفي يونيو الماضي، قال بودنار إن تركيا من الدول التي تشتري الحبوب التي سرقتها روسيا من بلاده، وإنه طلب المساعدة من السلطات التركية والشرطة الدولية (إنتربول) للتحقيق مع الضالعين في شحن الحبوب التي تمر عبر المياه التركية.
ورداً على ذلك قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده تحقق في مزاعم سرقة روسيا حبوباً أوكرانية، وشحنها إلى دول من بينها تركيا، لكن التحقيقات لم تعثر على أي شحنات مسروقة حتى الآن، وتبين أنها تم شحنها من روسيا. ونفت روسيا في وقت سابق مزاعم بأنها سرقت حبوباً أوكرانية. وأكد الكرملين، تعليقاً على تصريحات جاويش أوغلو، أن روسيا لم تسرق الحبوب من أوكرانيا. وتواصل تركيا اتصالاتها مع كل من روسيا وأوكرانيا، المتحاربتين، ومع الأمم المتحدة لفتح ممرات آمنة بالبحر الأسود لنقل الحبوب من أوكرانيا، وأسفرت الجهود في وقت سابق عن خروج سفينة تركية من ميناء مايوبول، بينما هناك سفن أخرى تنتظر الخروج.


مقالات ذات صلة

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.


الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.