الأهلي بين مطرقة «الهبوط المر» وسندان الديون المتراكمة

تساؤلات حول مدى قدرة النادي العريق على تجاوز هذه المرحلة المعقدة من تاريخه

من مباراة الأهلي أمام الشباب والتي هبط على إثرها إلى الأولى (تصوير: عبد الرحمن السالم)
من مباراة الأهلي أمام الشباب والتي هبط على إثرها إلى الأولى (تصوير: عبد الرحمن السالم)
TT

الأهلي بين مطرقة «الهبوط المر» وسندان الديون المتراكمة

من مباراة الأهلي أمام الشباب والتي هبط على إثرها إلى الأولى (تصوير: عبد الرحمن السالم)
من مباراة الأهلي أمام الشباب والتي هبط على إثرها إلى الأولى (تصوير: عبد الرحمن السالم)

يعيش فريق النادي الأهلي واحدة من أصعب المراحل في تاريخه، وذلك بعد تأكد هبوطه رسمياً إلى مصاف أندية دوري الدرجة الأولى عقب التعادل مع الشباب في الجولة الأخيرة من الدوري السعودي للمحترفين ومرافقة الفيصلي والحزم إلى دوري الدرجة الأولى.
وكان وداع الأهلي لموقعه بين الكبار هو المشهد الأكثر درامياً هذا الموسم، كونه إحدى الركائز الأساسية على صعيد المنافسة على البطولات أو حتى تحقيقها، إلا أن الأمر الأكثر تعقيداً يكمن في مصير الأهلي الذي بات مجهولاً في دوري الدرجة الأولى.
ويملك الأهلي ثقلاً فنياً وإرثاً كبيراً اكتسبه من سنوات حضوره الطويلة على منصة البطولات ومقارعة كبار أندية الدوري السعودي، إلا أن الوضع الحرج الذي يبدو عليه قد يزيد من معاناته وصعوباته في الموسم القادم، وقد يجد نفسه يعاني فنياً أمام فرق الدرجة الأولى.
هبوط الأندية الكبيرة كالأهلي قد يشهد عودته سريعاً وبدون معاناة في الموسم القادم، إلا أن المخاوف الكبيرة عن الفترة التي أعقبت الهبوط وكيف ستتعامل معها إدارة النادي وهل ستنجح بالمحافظة على توليفة الفريق فنياً وعدم تفكيكه من خلال منح العدد الأعلى من اللاعبين حرية الرحيل عن الفريق.
في حديثه الأول بعد هبوط النادي للمرة الأولى في تاريخه، يوضح ماجد النفيعي رئيس النادي الأهلي الذي لا يجد قبولاً كبيراً بين أوساط مدرجات ناديه أن المرحلة القادمة حرجة وصعبة وأن دوري الدرجة الأولى صعب.
النفيعي في حديثه لصالح برنامج «أكشن مع وليد» كشف عن صعوبات مالية خانقة كانت سبباً في تكبيل تحركات الإدارة بحسب حديثه، موضحاً أن الهاجس الذي يؤرق مجلس الإدارة هي التركة المالية الكبيرة التي وجدها مجلس الإدارة منذ تسلمه زمام القيادة.
رئيس النادي الأهلي أوضح في ذات الحديث أنه عمل خلال اليومين التي أعقبت الهبوط على الاتفاق مع عدد من اللاعبين على البقاء في صفوف الفريق، مؤكداً أن أكثر عبارة سمعها هي مخاوف اللاعبين من قدرة الإدارة بتوفير مرتبات اللاعبين وأن التأخر كان كبيراً في دوري المحترفين فكيف بالدرجة الأولى.

لاعبو الأهلي في مشهد حزين بعد هبوطهم إلى دوري الأولى (رابطة دوري المحترفين)

الأهلي الذي ودع المنافسة ومكانه بين الكبار في مشهد غير معتاد، سيكون أمام أزمة الفوارق الكبيرة بين الدعم المالي الذي سيحصل عليه في دوري الدرجة الأولى من استراتيجية دعم الأندية وبين الدعم الذي كان يجده إبان مشاركته في دوري المحترفين والذي يتجاوز حاجز الخمسين مليون ريال في كل موسم.
في مطلع يونيو (حزيران) الحالي أعلنت وزارة الرياضة ممثلة بلجنة الكفاءة المالية عن الالتزامات المالية واجبة السداد حتى يوم 31 مارس (آذار) لأندية الدوري السعودي للمحترفين حيث تصدر النادي الأهلي القائمة بديون بلغت 48 مليون ريال.
وبشأن ديون النادي الأهلي بحسب وزارة الرياضة، فإن مستحقات اللاعبين بلغت رقماً كبيراً وهو 18.647.128 ريالاً وهو البند الأعلى من بنود التزامات النادي واجبة السداد قبل 21 أغسطس (آب) المقبل.
فيما جاءت رواتب اللاعبين في البند الثاني أعلى الالتزامات المالية من بين رصيد الديون وذلك بـ12.991.666 ريالاً وهو رقم قابل للارتفاع في ظل استمرار الموسم والعقود حتى نهاية يونيو الحالي.
مرتبات اللاعبين ستظل هاجساً يؤرق إدارة النادي الغربي التي قد تضطر لمنح عدد منهم فرصة الرحيل عن الفريق من أجل تجنب الدخول في معترك استحقاقات مالية لا نهاية لها، وهو ما أوضحه رئيس النادي الأهلي في حديثه لذات القناة بأن هناك عدداً من اللاعبين سيرحلون على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم القادم.

ماجد النفيعي متهم بإيصال النادي إلى هذه المرحلة المعقدة من تاريخه (المركز الإعلامي بالنادي الأهلي)

وحلت المستحقات الخاصة بالأندية الرياضية الأخرى في المرتبة الثالثة من بين أكثر بنود ديون الأهلي التي كشفت عنها وزارة الرياضة وذلك بـ4.913.271 ريالاً، فيما جاءت رواتب موظفين النادي والمدربين كرابع البنود ارتفاعاً في ديون النادي الأهلي وذلك برقم 4.788.099 ريال.
ديون النادي الأهلي المرتفعة وانخفاض مستوى الدعم أمران سيظلان هاجساً كبيراً يؤرق الفريق في رحلة مشواره للعودة مجدداً للدوري السعودي للمحترفين، وهو أمر يربك حسابات العمل ويمنح ضبابية عن مستقبل النادي الجريح خصوصاً مع فوارق الدعم الذي سيجده النادي بعد هبوطه لدوري الدرجة الأولى إما من استحقاقات النقل التلفزيوني واستراتيجية دعم الأندية التي تعتبر الأكثر إيراداً أو حتى عقود الرعاية.
سيكون الأهلي أمام بوابة مفترق طرق في أهم مراحل النادي عبر تاريخه بعد الهبوط المرير الذي تعرض له الفريق في صورة غير مسبوقة لأي من الأندية الكبيرة والمنافسة على البطولات.
المحافظة على اللاعبين سيكون التحدي الأصعب الذي ستعيشه إدارة النادي من أجل القدرة على إعادة الفريق سريعاً لمكانه الطبيعي بين الكبار، وعدم الفشل والدخول في حسابات مؤلمة قد ترمى بالأهلي في دائرة المجهول.
وبحسب اتحاد كرة القدم السعودي الذي أعلن عن زيادة أندية الدوري السعودي للمحترفين في موسم 2022 – 2023 من 16 نادياً إلى 18 نادياً، فإن الصعود من دوري الدرجة الأولى في الموسم القادم سيكون من نصيب أربعة فرق مقابل هبوط فريقين من الدوري السعودي للمحترفين.


مقالات ذات صلة

«الاستدامة المالية» تعطي الرائد الموافقة لتسجيل موسيس توراي

رياضة سعودية موسيس توراي (منصة إكس)

«الاستدامة المالية» تعطي الرائد الموافقة لتسجيل موسيس توراي

أفادت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» بأن لجنة الاستدامة المالية أعطت الموافقة لنادي الرائد لتسجيل اللاعب موسيس توراي، جناح منتخب سيراليون، لاعب مواليد.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية مارشيناك اسم بارز في ساحة التحكيم الدولية (الاتحاد الأوروبي)

صافرة بولندية تضبط قمة الجولة الـ14 بين الشباب والأهلي

كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن أن الحكم الدولي سيمون مارشيناك سيتولى قيادة مواجهة الأهلي والشباب، في قمة منافسات الجولة الـ14 من الدوري السعودي للمحترفين

فهد العيسى (الرياض )
رياضة سعودية بافل نيدفيد يستعد لإدارة نادي الشباب (رويترز)

الأسطورة بافيل نيدفيد يستعد لإدارة نادي الشباب

وفقاً للصحافي المطلع فابريزيو رومانو، سيصبح بافيل نيدفيد قريباً مديراً لكرة القدم في نادي الشباب السعودي.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية راشفورد وأنتوني مرشحان لترك مان يونايتد نحو الدوري السعودي هذا الشتاء (رويترز)

الدوري السعودي يستهدف «ثلاثي» مانشستر يونايتد في الشتاء

كان انتقال إيفان توني الكبير من برينتفورد إلى الأهلي لحظة مهمة للدوري السعودي للمحترفين.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية اللاعب براد يونغ (رويترز)

نادٍ ويلزي يشتكي العروبة لـ«فيفا»… وجلسة مرتقبة 14 يناير

تقدم بطل دوري ويلز، فريق ذا نيو ساينتس بشكوى إلى «فيفا» بشأن الرسوم غير المدفوعة للنادي من قبل نادي العروبة المنافس في الدوري السعودي.

مهند علي (الرياض)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.