عودة نشاط خلايا «داعش» في ريف السويداء الشرقي

عمليات تمشيط في بادية السويداء (شبكة «السويداء 24» المحلية)
عمليات تمشيط في بادية السويداء (شبكة «السويداء 24» المحلية)
TT

عودة نشاط خلايا «داعش» في ريف السويداء الشرقي

عمليات تمشيط في بادية السويداء (شبكة «السويداء 24» المحلية)
عمليات تمشيط في بادية السويداء (شبكة «السويداء 24» المحلية)

سجّل ناشطون في جنوب سوريا أمس، عودة نشاط خلايا تنظيم «داعش»، لا سيما في المناطق القريبة من ريف السويداء الشرقي الذي تعرضت قراه وبلداته سابقاً لهجوم شنه التنظيم وارتكب خلاله أبشع الجرائم بحق السكان من الأطفال والنساء والرجال. ويعود ظهور عناصر التنظيم في المنطقة على شكل خلايا مشتتة تتركز في منطقة تلول الصفا، وفقاً لريان معروف مدير تحرير «شبكة السويداء 24» الإخبارية المحلية.
وكان «داعش» قد شن هجوماً على محافظة السويداء في 25 يوليو (تموز) 2018، لكن خطره تراجع كثيراً عقب هزيمته عسكرياً وطرده من جنوب سوريا قبل سنوات. لكن خلايا التنظيم عاودت نشاطها، كما يبدو، في أكثر من منطقة بجنوب سوريا، لا سيما شرق محافظة السويداء.
وأوضح ريان معروف، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن منطقة الحرّة شرق بادية السويداء شهدت مساء الأربعاء الماضي، انفجاراً واشتباكات بعد كمين نفذّه مسلحون من أبناء العشائر مع عناصر من قوات النظام، استهدفوا خلاله سيارة «تويوتا» كانت تسير في المنطقة مقبلة من بادية حمص باتجاه تلول الصفا التي تنشط فيها خلايا تابعة لـ«داعش». ودارت اشتباكات بين الطرفين قُتل فيها رجل كان في سيارة الـ«تويوتا»، في حين أقدم شخص آخر كان معه على تفجير نفسه بعد محاولة اعتقاله خلال فراره.
وبعد تفتيش السيارة التي كانا يستقلانها تبين أن القتيلين ينتميان لـ«داعش». وعثر على كمية من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وأجهزة اتصالات ومناظير مراقبة ليلية، و200 بدلة عسكرية مموهة. ويبدو أنهما كانا في مهمة نقلها إلى منطقة تلال الصفا التي تحوي مخابئ لخلايا «داعش». وبعد حادثة استهداف عنصري التنظيم يوم الأربعاء في البادية الشرقية للسويداء، حلّقت طائرات حربية روسية على علو منخفض في مناطق ريف المحافظة وأجرت عمليات تمشيط فيها.
وقال مصدر قريب من حركة «رجال الكرامة»، أكبر الفصائل المحلية المسلحة في السويداء، إن المخاوف من تكرار سيناريو الهجمات الكبيرة لـ«داعش» على السويداء محدودة، باعتبار أن تحركات التنظيم ومناطق انتشاره داخل البادية حالياً لا توحي أنه قادر على تكرار شن هجمات جديدة على المنطقة، كما أن وجوده بالقرب من بادية السويداء عبارة عن خلايا في منطقتي الكراع وتلول الصفا، يقابلها وجود عسكري كبير في المنطقة سواء كان من الفصائل المحلية في السويداء أو من قوات النظام السوري والقوات الرديفة له مثل قوات «جيش التحرير الفلسطيني».
وتشهد المناطق القريبة من مكان وقوع الاشتباكات يوم الأربعاء، استنفاراً لقوات النظام السوري ولمجموعات من الفصائل المحلية في ريف السويداء الشرقي، تحسباً لتحرك خلايا «داعش».
ولفت مدير تحرير «السويداء 24» إلى أن هذا الكمين هو الأول من نوعه قرب بادية السويداء، منذ مطلع عام 2020. ورغم انحسار سيطرة «داعش»، فإنه لا يزال يشكل خطراً وينتشر في البادية السورية بشكل واضح، خصوصاً في البادية الممتدة بين حمص ودير الزور والرقة والسويداء، حيث تنفذ خلاياه كمائن وهجمات خاطفة.


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.