فتح قائد المنتخب السعودي السابق ونادي الهلال صالح النعيمة النار على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، متهما إياه بمحاولة الترصد للأندية السعودية امتثالا لشخصيات تعمل من خلف الكواليس وتوفر الحماية للأندية الإيرانية رغم إساءاتها المتكررة على الأخص ضد الأندية السعودية. وجزم القائد الهلالي المعتزل بأن حصول الهلال على لقب نادي القرن أحد الأسباب التي أثارت قلقا داخل ردهات الاتحاد الآسيوي وجعلته يحارب الفريق بكل ما أمكن من أدوات. وأكد النعيمة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكام من شرق القارة مرتشون ويمنحون الفوز لمن يدفع أكثر، وهذا ما دفع الهلال ثمنه لكونه نزيها ولا يمكن أن يتعامل أو يقر بمثل هذه التصرفات الخارجة عن القانون. كما أشاد النعيمة في حديثه بالمدرب اليوناني دونيس، ووصفه بالمكسب للفريق الهلالي، لكنه تحفظ على تصرفات بعض اللاعبين وتوعد بكشف مخالفاتهم مستقبلا، مبينا أن الثنائي الأجنبي ديغاو وكواك يؤديان أدوارهما بشكل متميز، لكن البرازيلي نيفيز ظهر في أسوأ مواسمه، مشيرا إلى حاجة الفريق إلى مهاجم خليجي من طراز الإماراتي علي مبخوت قبل الدخول في مرحلة مباريات دور الثمانية في البطولة الآسيوية.
*كيف ترى استمرار تعرض الهلال للظلم التحكيمي في دوري أبطال آسيا، بعد أن تسبب قبل ذلك في حرمانه من اللقب القاري الموسم الماضي؟
- كل ما أرجوه هو أن يكشف الاتحاد الآسيوي الأمور بشكل أوضح، هل يريد أن يبعد الهلال عن بطولات القارة؟! أعتقد أن حصول الهلال على لقب نادي القرن، وهو بلا شك يستحقه، تسبب في حنق داخل أروقة الاتحاد الآسيوي. أضف إلى ذلك أنني لا أعرف ما الذي تريده لجنة الحكام الآسيوية من الأندية السعودية، فهل هي تستقصدها لغرض ما؟! ففي الموسم الماضي تعرض الهلال لظلم تحكيمي فاضح من قبل الحكم الياباني نيشيمورا بقراراته الكوارثية التي حرمته من لقب البطولة، وفي هذا الموسم يتكرر الظلم مع الأندية السعودية وكان آخرها في مباراة الأهلي الأخيرة بعدما حرمه الحكم من ضربة جزاء يراها الأعمى، وقبلها مباراة الهلال أمام بيروزي عندما تغاضى الحكم عن ثلاث ضربات جزاء للهلال منها اثنتان قريبتان منه، لولا أن الحكم المساعد «النزيه» أجبر حكم الساحة على احتساب ضربة جزاء سجل منها الشلهوب الهدف الثاني. في تصوري وأتحمل ما أقوله أن حكام دول شرق آسيا يمنحون الفوز لم يدفع أكثر، وهذه من المساوئ التي خلقت مشاكل كبيرة أمام الهلال والأندية السعودية بشكل عام، وعلى إدارة الهلال المطالبة بمراقبين أجانب من الدول الأوروبية في جميع المباريات وهذا حق من حقوقها، على أن يكون قرار المراقب معتبرا بما تعرف لجنة الحكام، أو نسميها مهزلة الحكام في الاتحاد الآسيوي، بمعنى يكون مراقبا محايدا من خارج القارة، وكل ما يكتب ويدون يتم اعتماده في جميع القرارات حتى يظهر فساد الحكام الآسيويين، وإلا بماذا تفسر تكليف الحكم العراقي لمباراة العين والأهلي الإماراتيين؟.. وأين الحكم الأوزبكي الذي شارك في نهائيات كاس العالم، لماذا لم يكلف بالمباريات التي تكون الأندية السعودية طرفا فيها؟! فنحن نريد هؤلاء الحكام الذين نعتبرهم نموذجا للحكم الآسيوي، فعندما يأتي هؤلاء ويقودون مباريات للأندية السعودية نستطيع القول فعلا إن الاتحاد القاري نزيه، ولكن للأمانة أنا أشك في نزاهة لجنة الحكام ومن يرأسها ومن يعمل فيها.
*في اعتقادك، أين دور الاتحاد الآسيوي، هل تعتقد أنه لا يملك السلطة في محاسبة من تصفهم بالمرتشين؟
- ومن قال إن هناك اتحادا آسيويا في الأصل؟! فكل ما يدار في هذا الاتحاد يأتي بأوامر من الخارج، وللأسف هناك أشخاص يمكن تسميتهم بالعصابات من خارج الاتحاد ولهم الذراع الطولى والصلاحية والتحكم في لجنة المسابقات ولجنة التحكيم، بدليل أن الاتحاد الآسيوي يخاف من الإيرانيين رغم إساءاتهم المتكررة لنا بسبب من يعملون من خلف الكواليس.
*لنأخذك إلى محور آخر، كيف ترى أداء الهلال هذا الموسم.. وهل أنت مع استمرار المدرب الحالي اليوناني دونيس أم لا؟
- أعتقد أن مستوى الهلال كان متذبذبا منذ بداية الموسم وحتى مباراة بيروزي الأخيرة، والمشكلة التي يعاني منها من وجهة نظري مزاجية أغلب لاعبيه، وبكل أسف هم لا يفهمون من الاحتراف إلا اسمه، وكان بودي أن أكشف عن أسماء ثلاثة لاعبين من الفريق الأساسي تصرفوا بشكل مخالف وغير ملائم للاعب المحترف ولكن سيأتي اليوم الذي سأكشفهم فيه أمام الرأي العام. وبالنسبة للمحترفين الأجانب فأجد أن كواك وديغاو ثنائي مبدع، وقيمتهما الفنية كبيرة، ولكن للأسف اللاعب تياغو نيفيز ظهر في أسوأ مواسمه مع الفريق، وعلى الإدارة أن تعي وتبحث عن مهاجم قبل خوض مباريات دور الثمانية في دوري أبطال آسيا، ويفضل أن تتعاقد مع لاعب خليجي لمدة 6 أشهر بالإعارة، على سبيل المثال الإماراتي علي مبخوت، فهذا اللاعب أجد أنه ضالة الهلال، وقادر على أن يأتي بكأس آسيا إن سلم الهلال من التحكيم السيئ والفاشل. وفي ما يخص مدرب الهلال فأعتبره مدربا قديرا ويعي ما يفعله، ويفهم كل صغيرة وكبيرة، ويعرف كيف يقرأ خصمه، واستطاع أن يوظف قدرات اللاعبين، ولذلك لا أحمله أي شيء إطلاقا وأنا مع استمراره، وأنا على ثقة كبيرة بأنه سيقود الفريق إلى منصات التتويج متى ما ظهر اللاعبون بمستواهم وإمكانياتهم الحقيقية.
*عبارة «هيا تعال» التي أطلقها اللاعب ناصر الشمراني من خلال مقطع الفيديو قبيل مواجهة النصر أخذت أبعادا كبيرة انعكست على اللاعب وعلى الفريق.. كيف ترى ذلك؟
- «هيا تعال» هي مجرد مداعبة، فاللاعب لم يسب أو يشتم، وللمعلومية كنا نستخدم مثل هذه الكلمات ونطلق العديد من العبارات المشابهة لـ«هيا تعال»، ولم تأخذ أي صدى لكن البعض فسرها على أنها تحد واستعلاء من اللاعب، ولكن في الوقت نفسه لدي عتب وتحفظات على الشمراني بشأن عدم ضبط أعصابه في الملعب، ولكن هذا لا يلغي أنه هداف من الطراز الأول.
*بعد ترشيح الأمير نواف بن سعد لرئاسة نادي الهلال، هل تعتقد أنه قادر على إعادة الفريق إلى منصات التتويج؟
- شخصيا كنت أتمنى وبقوة ترشيح الأمير نواف بن سعد لرئاسة نادي الهلال، فهو الرجل المناسب لهذا المنصب، كونه يتمتع بقوة الشخصية ومعرفته التامة في تسيير الأمور، وبعد الاتفاق على توليه الرئاسة أقول له مبروك كرسي الذهب، وأنا على ثقة كبيرة بأنه سيبذل الغالي والنفيس من أجل إعادة الفريق إلى منصات التتويج، كما أتمنى استمرار الرئيس المكلف محمد الحميداني نائبا للرئيس على أن يكون المهندس طارق التويجري من ضمن أعضاء مجلس الإدارة، وفي حال تعذر وجود الأمير نواف بن سعد لا سمح الله فأتمنى من كل قلبي استمرار محمد الحميداني رئيسا، فهو رجل يحب الهلال ولا يأبه بأحد، ويتحدث بمنطق قوي ولا تهمه الغرامات وهذا ما يحتاجه الهلال، وكما هو معروف الإدارة الحكيمة هي التي تعرف كيف تضبط الفريق في وقت الأزمات، وتستطيع إدارة النادي بشكل نظامي واحترافي.
*هل تعتقد أن النصر استحق لقب بطولة دوري عبد اللطيف جميل للمرة الثانية على التوالي؟
- أعتقد أن النصر استحق لقب الدوري بكل جدارة، ومن يقول إنه حقق اللقب للمرة الثانية بالتحكيم فهذا الكلام غير صحيح وغير منطقي، وليس من سمات حكامنا أن ينتفعوا، فالنصر حقق اللقب بجدارة نتيجة للجهد والعمل الذي قدمه اللاعبون، فهم يقدرون ناديهم ويبذلون الغالي والنفيس داخل الملعب تجاه ما يبذله رئيسهم، ولا يوجد لاعب مقصر رغم غياب اثنين من أفضل العناصر، أحمد الفريدي وإبراهيم غالب، وخروجه من دوري أبطال آسيا جاء لأن الحظ لم يكتب له الاستمرار، ولكن إحقاقا للحق النصر كسب الدوري بكل جدارة ويستحق اللقب.
*كيف ترى تجربة المدرب الوطني سامي الجابر في مهنة التدريب، وهل تعتقد أنه حقق بعضا من طموحاته؟
- بلا شك أتمنى كسعودي أولا وكهلالي ثانيا كل الخير للكابتن سامي الجابر، لأنه أحد أبناء الوطن المخلصين، وأحد أبناء الهلال الذين أعطوا الكثير وأبلوا بلاء حسنا، وسيأتي اليوم الذي يحقق فيه النجاح كمدرب، ولكني أتمنى ألا يستعجل، وأن يصبر، فإن الله مع الصابرين.
*وماذا عن مستقبل الكرة السعودية التي ابتعدت سنوات طويلة عن المنافسة وبالتحديد المنتخب الأول؟
- لديّ تحفظ شديد على الأخضر، فهو لا يملك مدربا قويا كالمدربين الذين عاصرناهم، لم يعد هناك ضبط جيد للاعبين بالرغم أن غالبيتهم لديهم إمكانيات هائلة مهارية وفنية، حيث تجدهم لا يهتمون بفوز أو خسارة الأخضر في المنافسات وكأن الأمر لا يعنيهم.
*هل تعتقد أن اتحاد الكرة الحالي وراء تراجع الكرة السعودية؟
- بكل أمانة اتحاد الكرة يحاول بكل ما يملك تحسين صورة الكرة السعودية، ورئيس الاتحاد أحمد عيد رجل عاقل وبمنتهى الروعة، ويملك فكرا رياضيا كرويا ناضجا، ولكن بكل أسف تنقصه الأدوات اللازمة حتى تعيد الكرة السعودية هيبتها، إضافة إلى ذلك فهو لا يملك المال ولا يملك الرجال الذين يستحقون العمل معه.