حلم أوروبا بـ«الاستقلال الاستراتيجي» يصطدم بحرب أوكرانيا

«قمة مدريد» أكدت أهمية المظلة العسكرية الأميركية

ماكرون وفون دير لاين لدى مشاركتهما في قمة مدريد في 29 يونيو (رويترز)
ماكرون وفون دير لاين لدى مشاركتهما في قمة مدريد في 29 يونيو (رويترز)
TT

حلم أوروبا بـ«الاستقلال الاستراتيجي» يصطدم بحرب أوكرانيا

ماكرون وفون دير لاين لدى مشاركتهما في قمة مدريد في 29 يونيو (رويترز)
ماكرون وفون دير لاين لدى مشاركتهما في قمة مدريد في 29 يونيو (رويترز)

(تحليل إخباري)
وراء العناوين العريضة للقمة الأطلسية التي أنهت أعمالها الخميس في العاصمة الإسبانية، يقرأ الأوروبيون أن الدمار المروع الذي تخلفه المدافع الروسية في أوكرانيا قد أطفأ، أقله في القريب المنظور، أحلام الاستقلالية الاستراتيجية التي كانت تدغدغ الاتحاد الأوروبي منذ سنوات. ويتبينون مرة أخرى أن الحلف الأطلسي هو الحصن المنيع الذي لا غنى عنه للدفاع عن أوروبا التي كانت بدأت تشكك مؤخراً في جدوى هذه المنظمة العسكرية التي قامت من رماد الحرب العالمية الثانية وما ولدته من مواجهة باردة بين الشرق والغرب.
ومع انضمام السويد وفنلندا الذي وافقت عليه الدول الأعضاء الثلاثون، يصبح 97 في المائة من سكان الاتحاد الأوروبي تحت المظلة العسكرية والنووية للحلف، في الوقت الذي يرتفع الوجود العسكري الأميركي في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نهاية الحرب الباردة.
هذا التحول التاريخي الذي أعاد الحياة إلى الحلف العسكري الأطلسي بفعل الحرب في أوكرانيا التي هشمت النظام الأمني الذي كان قائماً في أوروبا، وضع الأوروبيين أمام الحقيقة التي كانوا يحاولون التهرب منها أو نكرانها، وهي أن الضمانة الأكيدة لأمنهم في الوقت الراهن لا تأتي إلا عن طريق «الناتو» وحليفهم الرئيسي الولايات المتحدة. وجاء المبدأ الاستراتيجي الجديد الذي أقره الحلف في مدريد ليجعل من القارة الأوروبية، مرة أخرى، المسرح الرئيسي للمواجهة والاحتواء مع موسكو، فيما كان الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن نشر المزيد من القوات الأميركية في إسبانيا وبولندا ورومانيا وألمانيا وإيطاليا قبل أن يعلن في ختام القمة أمس عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار، ويؤكد أن الحرب لن تنتهي بانتصار روسيا.
منذ سنوات، سلم الأوروبيون بأن أمنهم لم يعد في خطر مباشر وأن الحلف الأطلسي انتفت مسوغاته بعد سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، وأن قطار الاتحاد الأوروبي للاندماج السياسي والاقتصادي يسير بقوة دفعه الذاتية. لكن الاجتياح الروسي لأوكرانيا حجب فجأة هذا السراب، كاشفاً أن الاستقلال الذاتي الأوروبي ما زال قائماً على بنية أمنية يشكل الحلف الأطلسي ركيزتها الأساسية.
وكانت جميع الدراسات التي وضعها الاتحاد الأوروبي مؤخراً لتطوير سياسة دفاعية مشتركة تنطلق من فرضية استقرار إطار أمني لم تعد تشكل فيه روسيا أي تهديد، فيما كان انحسار وجود القوات الأميركية في أوروبا، التي تراجع عددها من 400 ألف إبان الحرب الباردة إلى 60 ألفاً العام الماضي، يحفز على خطوة تاريخية نحو الاستقلال الجيواستراتيجي للاتحاد.
لكن الاجتياح الروسي لأوكرانيا، وهو أوسع هجوم تشنه دولة ضد أخرى على الأراضي الأوروبية منذ نهاية الحرب العالمية، أدى إلى تمتين حبل الصرة الذي يربط أوروبا بالحليف الأميركي، وأجبر الاتحاد على صرف النظر عن المساعي التي كان يبذلها للتخلي عن الاعتماد على الترسانة الأميركية الهائلة لتأمين حمايته عبر الحلف الأطلسي.
ومن العلامات البارزة لهذا التحول التاريخي في قمة مدريد، كان القبول السريع لطلب عضوية فنلندا، الدولة التي كانت لعقود عنوان الحياد بين الكتلتين الغربية والسوفياتية، وطلب عضوية السويد، بحيث أصبح جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، باستثناء النمسا وآيرلندا وقبرص ومالطا، تحت عباءة الحلف الذي بات الذراع العسكرية للاتحاد.
وثمة من يعتقد أن هذا التطابق بين عضويتي المنظمتين من شأنه أن يسهل عملية اتخاذ القرارات الدفاعية في الاتحاد الأوروبي، خاصةً أن الهدف المعلن من الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي لم يكن يوماً هو الدفاع الجغرافي عن أراضي الاتحاد، المنوطة مهامه بالحلف الأطلسي، بقدر ما هو تشكيل قوات للفصل والتدخل السريع في مناطق النزاع المجاورة التي تؤثر على الأمن الأوروبي.
لكن مع ذلك، لن تكون العلاقات بين الحلف والاتحاد في منأى عن التجاذبات والتوتر، كما يستدل من إخفاق الطرفين في التوصل إلى اتفاق حول تحديث شروط التعاون بينهما بعد سبعة أشهر من المفاوضات التي بدأت أواخر الصيف الماضي بعد خروج القوات الغربية من أفغانستان أمام تقدم طالبان نحو كابل. ويذكر الحلف باستمرار أن دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء في المنظمة العسكرية لا تغطي سوى 20 في المائة من موازنة «الناتو» التي تتحمل الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وتركيا والنرويج 80 في المائة منها.
ويعترف خبراء الاتحاد بأن الدول الأعضاء كانت ستحتاج لفترة لا تقل عن عقدين لتطوير القدرات العسكرية اللازمة لكي تواجه منفردة النزاعات التي يمكن أن تنفجر في محيطها، كالاجتياح الروسي لأوكرانيا وتهديدات موسكو بتوسيع دائرة الحرب، وبالتالي لم تعد تملك ترف الوقت لحماية حدودها وأصبحت بأمس الحاجة إلى الدعم الذي لا يمكن أن يقدمه لها الآن سوى الحلف الأطلسي.
وعندما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أشرف على الثمانين من العمر وشهد على الحرب الباردة من بدايتها، إن بوتين كان يريد «فنلندة» أوروبا وانتهى به الأمر أن أصبحت معظم الدول الأوروبية أطلسية، كان أيضاً يوجه رسالة إلى الأوروبيين مفادها أن اللعب في دوري نوادي الدرجة الأولى يقتضي سداد الفواتير العسكرية والتنازل عن بعض السيادة للدفاع المشترك.
طويت صفحة في العلاقات الأطلسية التي جنت كل الأطراف ثمارها، خصوصاً الولايات المتحدة التي رسخت هيمنتها وما ينشأ عنها من منافع اقتصادية، فيما أتاحت للشركاء الأوروبيين تخصيص القسم الأكبر من مواردهم لأبواب أخرى غير العسكرية، ما حقق لهم مستويات غير مسبوقة من السلم والاستقرار والرفاه دفعت بالعديد من الدول إلى التنافس للانضمام إليه. لكن متانة الرابط الأطلسي ليست في منأى عن التقلبات، خاصةً إذا تبدلت وجهة الرياح على البيت الأبيض، أو إذا اضطرت واشنطن لتخصيص المزيد من الجهود للاهتمام بالتحديات المتنامية على الجبهة الآسيوية. لذلك لم يعد من خيار أمام الاتحاد الأوروبي سوى أن يتحول إلى فرع قوي ضمن البنية الأطلسية قادر على الدفاع عن نفسه ومستعد لدفع الثمن المتوجب على ذلك.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الاتحاد الأوروبي يخطّط لإنتاج مليون قذيفة سنوياً وأوكرانيا تستنزف الذخيرة

الاتحاد الأوروبي يخطّط لإنتاج مليون قذيفة سنوياً وأوكرانيا تستنزف الذخيرة

سيطرح الاتحاد الأوروبي خطة لتعزيز قدرته الإنتاجية للذخائر المدفعية إلى مليون قذيفة سنوياً، في الوقت الذي يندفع فيه إلى تسليح أوكرانيا وإعادة ملء مخزوناته. وبعد عقد من انخفاض الاستثمار، تُكافح الصناعة الدفاعية في أوروبا للتكيّف مع زيادة الطلب، التي نتجت من الحرب الروسية على أوكرانيا الموالية للغرب. وتقترح خطّة المفوضية الأوروبية، التي سيتم الكشف عنها (الأربعاء)، استخدام 500 مليون يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي لتعزيز إنتاج الذخيرة في التكتّل. وقال مفوّض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، تييري بريتون: «عندما يتعلّق الأمر بالدفاع، يجب أن تتحوّل صناعتنا الآن إلى وضع اقتصاد الحرب». وأضاف: «أنا واث

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد الاتحاد الأوروبي يمدد لمدة عام تعليق الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية

الاتحاد الأوروبي يمدد لمدة عام تعليق الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية

أعطت حكومات الدول الـ27 موافقتها اليوم (الجمعة)، على تجديد تعليق جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأوكرانية الصادرة إلى الاتحاد الأوروبي لمدة عام، حسبما أعلنت الرئاسة السويدية لمجلس الاتحاد الأوروبي. كان الاتحاد الأوروبي قد قرر في مايو (أيار) 2022، تعليق جميع الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي لمدة عام، لدعم النشاط الاقتصادي للبلاد في مواجهة الغزو الروسي. وتبنى سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في بروكسل قرار تمديد هذا الإعفاء «بالإجماع».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بلينكن يؤكد التزام واشنطن بالدفاع عن الفلبين في بحر الصين الجنوبي

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
TT

بلينكن يؤكد التزام واشنطن بالدفاع عن الفلبين في بحر الصين الجنوبي

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم (الثلاثاء)، تمسك الولايات المتحدة بالتزاماتها «الحازمة» بالدفاع عن حليفتها الفلبين في مواجهة أي هجوم مسلح ببحر الصين الجنوبي، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مع نظيره الفلبيني إنريكي مانالو، إن «هذه الممرات المائية ضرورية للفلبين وأمنها واقتصادها، لكنها مهمة أيضاً لمصالح المنطقة والولايات المتحدة والعالم».

وأضاف: «لهذا السبب نقف مع الفلبين ونتمسك بالتزاماتنا الدفاعية الحازمة، بما في ذلك بموجب معاهدة الدفاع المشترك».

ويجري بلينكن زيارة للفلبين هي الثانية له منذ تولي الرئيس فرديناند ماركوس الحكم في 2022. وتأتي الزيارة في إطار جولة آسيوية قصيرة تهدف إلى تعزيز دعم واشنطن لحلفائها الإقليميين في مواجهة الصين.

بالمقابل، قالت الصين إن الولايات المتحدة «لا يحق لها» التدخل في بحر الصين الجنوبي.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان في مؤتمر صحافي روتيني، بأن «الولايات المتحدة ليست طرفاً في مسألة بحر الصين الجنوبي ولا يحق لها التدخل في قضايا بحرية بين الصين والفلبين»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتطالب بكين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريباً، بما في ذلك المياه والجزر القريبة من سواحل عدد من الدول المجاورة، على الرغم من قرار قضائي دولي صدر في 2016.

وتطالب الفلبين وبروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام بعدد من الشعاب المرجانية والجزر الصغيرة في هذا البحر الذي قد تحوي بعض مناطقه احتياطات نفطية كبيرة.

وتأتي تصريحات بلينكن عقب حوادث وقعت مؤخراً بين سفن فلبينية وصينية قرب شعاب متنازع عليها قبالة سواحل الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا.


خلافات تؤجل تصويت البرلمان الكندي على مقترح يدعم إقامة دولة فلسطينية

متظاهرون يحملون الأعلام الفلسطينية خلال مسيرة للدعوة إلى وقف إطلاق النار وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حماس» أمام مبنى البرلمان في أوتاوا (رويترز)
متظاهرون يحملون الأعلام الفلسطينية خلال مسيرة للدعوة إلى وقف إطلاق النار وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حماس» أمام مبنى البرلمان في أوتاوا (رويترز)
TT

خلافات تؤجل تصويت البرلمان الكندي على مقترح يدعم إقامة دولة فلسطينية

متظاهرون يحملون الأعلام الفلسطينية خلال مسيرة للدعوة إلى وقف إطلاق النار وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حماس» أمام مبنى البرلمان في أوتاوا (رويترز)
متظاهرون يحملون الأعلام الفلسطينية خلال مسيرة للدعوة إلى وقف إطلاق النار وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حماس» أمام مبنى البرلمان في أوتاوا (رويترز)

دفعت خلافات في اللحظات الأخيرة المشرعين الكنديين أمس (الاثنين) إلى تأجيل تصويت على قرار غير ملزم يدعم إقامة دولة فلسطينية، في إجراء قد يزيد الانقسامات داخل الحزب الليبرالي الحاكم، وفقاً لوكالة «رويترز».

كانت الأقلية اليسارية من حزب الديمقراطيين الجدد، الذي يساعد الليبراليين بزعامة جاستن ترودو في البقاء بالسلطة، قد قدمت هذا الاقتراح بسبب عدم رضاها عما تعتبره إخفاقا في اتخاذ إجراءات كافية لحماية السكان المدنيين في غزة.

ودعت النسخة الأصلية للاقتراح كندا إلى «الاعتراف رسميا بدولة فلسطين»، وهي خطوة لم تتخذها أي دولة عضو في مجموعة الدول السبع.

وبعد مفاوضات خلف الكواليس بين حزب الديمقراطيين الجدد والليبراليين جرى استبعاد هذه الصياغة وتغييرها بصياغة أخرى تدعو المجتمع الدولي إلى العمل باتجاه إقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين.

لكن المشرعين الليبراليين والمعارضين بمجلس العموم اشتكوا من عدم علمهم بالصياغة الجديدة وطالبوا بإتاحة الفرصة لمناقشتها. وجرى تعليق التصويت ولم يتضح بعد موعد استئنافه.

وقالت كندا الأسبوع الماضي إنها أوقفت تصدير العتاد العسكري غير الفتاك إلى إسرائيل اعتبارا من يناير (كانون الثاني) بسبب التطور السريع للوضع على الأرض.

كما طالب المقترح الأصلي بوقف فوري لإطلاق النار ووضع حد لعمليات نقل الأسلحة غير القانونية إلى «حماس»، كما يدعو الحركة الفلسطينية إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الذين احتجزتهم خلال هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وتوجد دلائل واضحة على وجود انقسام داخل الكتلة الليبرالية بين مؤيد ومعارض لسياسة الحكومة تجاه الصراع في غزة.

وأصدر السفير الإسرائيلي لدى كندا إيدو معيد أمس بيانا ندد فيه بالتصويت قائلا إن «تمكين المسلحين لن يؤدي إلا إلى مزيد من إراقة الدماء ويعرض للخطر أي حل سلمي للصراع».


ما هي معايير الأمم المتحدة لإعلان «المجاعة»؟

يعيش نصف سكان غزة حالياً وضعاً غذائياً «كارثياً» (رويترز)
يعيش نصف سكان غزة حالياً وضعاً غذائياً «كارثياً» (رويترز)
TT

ما هي معايير الأمم المتحدة لإعلان «المجاعة»؟

يعيش نصف سكان غزة حالياً وضعاً غذائياً «كارثياً» (رويترز)
يعيش نصف سكان غزة حالياً وضعاً غذائياً «كارثياً» (رويترز)

تستخدم الأمم المتحدة التي تحذّر من حدوث مجاعة في شمال غزة بحلول نهاية مايو (أيار)، في حال عدم اتخاذ تدابير «عاجلة»، معايير صارمة لإعلان مجاعة في منطقة معينة.

وبحسب وكالة «الصحافة الفرنسية»، تستند الأمم المتحدة إلى وكالتيها المتخصصتين في هذا المجال اللتين تتّخذان في روما مقراً؛ وهما برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة اللتان تعتمدان على هيئة تقنية تعرف بنظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

ويحلّل هذا النظام ويصنّف شدة انعدام الأمن الغذائي على نطاق يرتكز على معايير علمية دولية. وأظهر أحدث تقرير أصدره أن نصف سكان غزة، أي 1.1 مليون شخص، يعيشون حالياً وضعاً غذائياً «كارثياً».

وقال برنامج الأغذية العالمي اليوم (الاثنين)، إن «هذا هو أعلى رقم يسجله التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لأشخاص يواجهون وضعاً غذائياً كارثياً»، بينما أفاد التقرير بأن المجاعة «وشيكة» في شمال قطاع غزة.

ما هي المجاعة؟

يعرّف التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المجاعة، بأنها «مواجهة السكان سوء تغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء».

وتحذّر الأمم المتحدة من مجاعة «وشيكة» في شمال قطاع غزة الذي يصعب الوصول إليه، وحيث يعيش حالياً نحو 300 ألف شخص.

في هذه المنطقة، ينتظر السكان يومياً وصول المساعدات التي تلقى بكميات محدودة من الجو. وبمجرد اقتراب مظلات الإمدادات من الأرض، يهرع السكان إلى وسط الأنقاض، آملين في التمكن من الحصول على كيس فيه بعض المواد الغذائية.

أما المساعدات البرية فتدخل بشكل رئيسي إلى قطاع غزة من مصر عبر معبر رفح، بعد تفتيشها من الجانب الإسرائيلي.

لكن كميّة المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة بهذه الطريقة لا تكفي لتلبية حاجات السكان، ما أدى إلى إطلاق دعوات لفتح طرق أخرى للوصول إلى شماله، ومبادرات مختلفة مثل إرسال سفينتَين محملتَين بالمواد الغذائية من قبرص.

كيف تقاس المجاعة؟

بحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي؛ «المجاعة» هي المرحلة الأخطر في مقياس انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي يتكون من 5 مراحل.

المرحلة الأولى: الحد الأدنى من الضغوط المرتبطة بالأمن الغذائي أو عدم الإبلاغ عن أي ضغوط.

المرحلة الثانية: بعض الأشخاص يواجهون ضغوطاً في العثور على الطعام.

المرحلة الثالثة: أزمة الغذاء.

المرحلة الرابعة: حالة الطوارئ.

المرحلة الخامسة: وضع كارثي أو مجاعة.

وبحسب موقع الأمم المتحدة، يتم بلوغ المرحلة الخامسة عندما تستوفي المنطقة 3 معايير:

- 20 في المائة على الأقل من السكان في تلك المنطقة يواجهون مستويات شديدة من الجوع.

- 30 في المائة من الأطفال في المكان نفسه يعانون من الهزال أو النحافة الشديدة بالنسبة لأطوالهم.

- تضاعف معدل الوفيات مقارنة بالمتوسط. هذا المعدل بالنسبة للبالغين هو حالة وفاة واحدة لكل 10.000 يومياً، وبالنسبة للأطفال، حالتا وفاة لكل 10.000 يومياً.

وفيما يتعلق بالمعيار الثالث، «تتسارع الوفيات، لكن الأرقام المتاحة محدودة، كما الحال عادة في مناطق النزاع»، بحسب برنامج الأغذية العالمي.

لكن «انتظار تأكيد حدوث مجاعة (...) لاتخاذ إجراءات جذرية أمر لا يمكن تبريره»، بحسب تقديرات التصنيف.

وعدّ جان رافايل بواتو من منظمة العمل لمكافحة الجوع غير الحكومية، أن الأرقام التي نشرها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي اليوم (الاثنين)، هي «التحذير الأخير للعالم».

وأضاف في مقابلة مع وكالة «الصحافة الفرنسية»: «يجب التحرك الآن، لدينا الحل لإنقاذ الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، لكن ليس لدينا إمكان الوصول» إلى غزة.

ما هي أسباب المجاعة؟

الأسباب الرئيسية للمجاعة هي:

الكوارث الطبيعية: جفاف وفيضانات وأعاصير وزلازل وآفات حشرية (مثل الجراد) تؤثر على توافر الغذاء والوصول إليه.

الأزمات الاقتصادية التي تؤدي إلى اضطراب تجارة المواد الغذائية وزيادة أسعارها وتقلبها.

عدم كفاية الاستجابات الإنسانية لكارثة ما.

النزاعات المسلحة التي تؤدي إلى تهجير السكان ومواجهتهم نقص الغذاء، كما الحال في غزة حيث نزح 1.9 مليون نسمة، وفقاً للتصنيف.

من يعلن المجاعة؟

بمجرد استيفاء المعايير التي حددها التصنيف للمجاعة، يصبح الأمر في أيدي المعنيين على مستوى البلاد، مثل السلطات الحكومية والوكالات التابعة للأمم المتحدة، لإعلان المجاعة.

وتعود آخر المجاعات التي أعلنتها الأمم المتحدة إلى عامَي 2017 في جنوب السودان، و2011 في الصومال.


الممرّات البحريّة

«باب المندب» يمثل ممراً استراتيجياً عالمياً (رويترز)
«باب المندب» يمثل ممراً استراتيجياً عالمياً (رويترز)
TT

الممرّات البحريّة

«باب المندب» يمثل ممراً استراتيجياً عالمياً (رويترز)
«باب المندب» يمثل ممراً استراتيجياً عالمياً (رويترز)

في البدء كانت الغايا (Gaia)؛ أي الأرض باليونانيّة. فكان الصراع عليها. فهي المدى الذي يمكن أن يُقاس، ليعكس الثروة ومدى قوّة وسلطان الحاكم. نتج عن ذلك المعادلة الصفريّة (Zero Sum Game). ما يربحه فريق، يخسره حكماً الفريق الآخر. ومع المعادلة الصفريّة تظهّر مفهوم الحرب الشاملة (Total War)، ومبدأ إبادة العدو للسيطرة على المدى الحيويّ وإلغائه من الوجود. نظّر العالم الجغرافيّ الألمانيّ فريدريك راتزل، الذي يعدّ أبا الجغرافيا السياسيّة، حول المدى الحيويّ للدولة (Lebensraum). فالأمة بالنسبة له هي كالكائن الحيّ. فهي تنمو. وعندما تنمو وتكبر، يصبح لزاماً عليها التمدّد في محيطها، لتأمين متطلّبات العيش، حتى ولو كان ذلك على حساب المجموعات البشريّة والأمم التي تجاورها جغرافيّاً.

وجعلنا من الماء... فهي أساس تركيبة الإنسان. هي الربيع والأصل. فيها كلّ إمكانات الحياة. تتمتّع المياه بقدرة عجائبيّة حسب المؤرخ الرومانيّ الأصل ميرسيا الياد. هي طريق الطهارة للتواصل مع رب العالمين. هي وسيط من ضمن وسائط أخرى (Medium) ترتكز عليها حياة الإنسان. وذلك إلى جانب البرّ، والهواء، والفضاء، وأخيراً الوسيط السيبرانيّ. تدور الصراعات والحروب من ضمن هذه الوسائط. فهناك الحرب البريّة، والحرب البحريّة، والجويّة، والفضائيّة، كما الحرب السيبرانيّة.

الأرض والماء في الفكر الجيوسياسي

من يسيطر على السهل الأوراسي، الذي يُشكّل مركز ثقل العالم (Heartland)، يسيطر على العالم. هكذا نظّر المفكّر الإنجليزي هالفورد ماكندر. ردّ عليه المفكّر الأميركيّ نيكولا سبايكمان بأن الريملاند (Rimland) هي الأساس والمدخل للسيطرة على العالم. وبذلك، يتكوّن الثنائي برّ - بحر. لكن بعد أن أطلقت الصين مبادرة «الحزام والطريق» في عام 2013، تكون الصين بذلك قد دمجت فكر ماكندر بفكر سبايكمان؛ أي بكلام آخر: دمج الطريق البريّة، أو طريق الحرير القديمة بالطريق البحريّة.

يتشكّل حالياً حلف غير رسميّ حتى الآن في الطريق البرّية (الحزام) بين الصين وروسيا، لكن الطريق البحريّة هي مسرح الصراع الجديد والأساسيّ في العالم. وفي حال نجاح الحلف الصينيّ - الروسيّ، فهو سوف يُغيّر معالم النظام العالمي القديم، ليخلق نظاماً لا يعرف أحد مرتكزاته وتركيبته حتى الآن.

منذ حرب البيلوبونيز بين إسبارطة وأثينا، كان الصراع أغلبه بين قوى البرّ وقوى البحر. تسعى قوى البحر الإمبرياليّة لتوسيع رقعة نفوذها على حساب قوى البرّ. ألم تسعَ أميركا والغرب إلى احتواء الاتحاد السوفياتي الإمبراطوريّة القاريّة، ومنها الوصول إلى البحر؟ يأخذنا هذا الأمر إلى أهميّة الممرّات البحريّة (Choke Points). فهي عصب التواصل بين بلدان العالم. وهي أقل طرق التجارة تكلفة للشحن. ومن يسيطر عليها، يسيطر على نقاط الربط ذات الأهميّة الجيوسياسيّة في العالم. فعلى سبيل المثال، يمرّ عبر مضيق هرمز ربع الاستهلاك العالمي للنفط في العالم، والمُقدّر بـ100 مليون برميل يوميّاً. كذلك الأمر، عندما تسيطر دولة ما على ممرّ بحريّ مهمّ، فإنما يمكن إضافة قيمة هذه السيطرة على عناصر القوّة لهذه الدولة. هكذا هي حال تركيّا مع المضايق التي تربط البحر الأسود ببحر مرمرة ببحر إيجه، ومنه إلى المتوسّط.

سفينة حاويات تُبحر عبر قناة السويس (رويترز)

جيوسياسية vs غضب الطبيعة

ما يجري اليوم على باب المندب، إنما هو يعكس صورة أكبر للصراع الجيوسياسيّ إن كان على صعيد المنطقة أو على مستوى أكبر للصراع، وإلا فما معنى وجود أهمّ القوى عسكريّاً في العالم في دولة جيبوتي؟ وما معنى تشكّل قوى بحريّة عالمية لتأمين حريّة وسلامة الملاحة البحريّة في باب المندب؟ وما معنى المناورات البحريّة التي جرت أخيراً في بحر العرب بين كل من إيران وروسيا والصين؟

هذا في الجيوسياسة، لكن هناك وفي مكان آخر تأثير غضب الطبيعة على الممرّ البحري الأهم للولايات المتحدة الأميركيّة في محيطها المباشر؛ قناة بنما. تربط هذه القناة شرق أميركا بغربها بحرياً وبأقل مسافة ممكنة 6900 كلم. والعكس يعني الدوران حول أرض النار (Terra Del Fuego) بمسافة تصل إلى 19000 كلم. هي الطريق من غرب وشرق أميركا إلى كل من أوروبا والشرق الأقصى.

ضرب الجفاف أخيراً بنما، الأمر الذي سيعوق حركة مرور السفن فيها. فالمستويات ليست متراصفة في هذه القناة. وللتعويض بُنيت أقفال للمياه (Locks) هدفها رفع السفينة من مستوى إلى آخر كي تعبر إلى القفل التالي. لكن هذه العملية تتطلّب الكثير من المياه التي تؤخذ من خزّان كبير جدّاً. وبسبب الجفاف، تناقص مستوى المياه في هذا الخزان بسبب غضب الطبيعة. فعلى سبيل المثال، عند عبور كلّ سفينة في القناة، يُلقى في البحر نحو 50 مليون غالون من الماء. فمن أين ستُعوّض هذه الكميّة؟

في الختام، وبين الصراع الجيوسياسيّ، وغضب الطبيعة، يعود العالم إلى حالة عدم الاستقرار، وخاصة أن الاستقرار فيه هو الاستثناء.


غوتيريش: تقرير دعمته الأمم المتحدة عن الجوع بغزة «مؤشر مروع» للأوضاع على الأرض

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أرشيفية - د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

غوتيريش: تقرير دعمته الأمم المتحدة عن الجوع بغزة «مؤشر مروع» للأوضاع على الأرض

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أرشيفية - د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أرشيفية - د.ب.أ)

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الاثنين)، إن تقريراً دعمته المنظمة العالمية، أشار إلى أن المجاعة صارت وشيكة الآن في شمال غزة، هو «مؤشر مروع» للأوضاع على الأرض.

وبحسب «رويترز»، أضاف للصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: «هذه الكارثة هي بالكامل من صنع الإنسان، ويوضح هذا التقرير أنه يمكن وقفها»، داعياً إسرائيل إلى ضمان وصول مواد الإغاثة الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة.


بعد فوزه بولاية جديدة... حلفاء بوتين يهنئونه وانتقادات غربية لانتخابات «بلا معارضة»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

بعد فوزه بولاية جديدة... حلفاء بوتين يهنئونه وانتقادات غربية لانتخابات «بلا معارضة»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بعد أن حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية، أمس (الأحد)، ليعزز قبضته على السلطة، في نصر قال إنه يظهر أن موسكو كانت على حق بالوقوف في وجه الغرب وإرسال قوات إلى أوكرانيا. تقدمت العديد من الدول الحليفة لموسكو بالتهنئة للرئيس الروسي، وعلى الجانب الآخر حملت المواقف الغربية تصريحات ليست بالبعيدة عن طبيعة الصراع بين بوتين والغرب. وبالنسبة لبوتين، الضابط السابق بجهاز المخابرات السوفياتية (كي جي بي) الذي صعد إلى السلطة لأول مرة في عام 1999، فإن النتيجة تؤكد أنه ينبغي لزعماء الغرب أن ينتبهوا إلى أن روسيا ستكون أكثر جرأة سواء في السلم أو الحرب لسنوات عديدة مقبلة.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أرسل، اليوم، رسالة إلى بوتين هنأه فيها بفوزه في انتخابات الرئاسة.

كما هنّأت بكين الحليفة لموسكو، بوتين على فوزه بولاية جديدة من 6 أعوام في الانتخابات الرئاسية الروسية التي خاضها من دون أي معارضة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، خلال مؤتمر صحافي، ردّاً على سؤال بشأن عملية الاقتراع التي اختتمت الأحد، إن «الصين تتقدم بتهانيها على هذا الأمر». وأكد لين جيان أن بكين تؤمن بأنه «في ظل التوجيه الاستراتيجي للرئيس شي جينبينغ والرئيس بوتين، ستواصل العلاقات بين الصين وروسيا المضي قدماً»، لافتاً إلى أن البلدين يحييان هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية. وشدد على أن «رئيسي الدولتين سيبقيان على التواصل الوثيق، ويقودان البلدين لمواصلة صداقة حسن الجوار القائمة منذ مدة طويلة، وتعميق التنسيق الاستراتيجي الشامل، وتعزيز التنمية المتواصلة لعلاقات الصين وروسيا في الحقبة الجديدة».

وأكد الرئيس الروسي، أمس، من مقر حملته الانتخابية، أن العلاقات بين روسيا والصين هي عامل استقرار، بينما تتيح العلاقات الشخصية الجيدة بين رئيسي البلدين تطوير العلاقات بشكل أكبر. وقال بوتين، للصحافيين: «تبلورت علاقاتنا على مدى العقدين الماضيين. إنها قوية للغاية ونحن نكمل بعضنا. أنا واثق من أنه سيتم الحفاظ على هذه العلاقات بفضل علاقتنا الشخصية الجيدة مع رئيس جمهورية الصين الشعبية»، بحسب ما ذكرته وكالة «تاس» الروسية للأنباء. وأضاف بوتين: «لكن أهم شيء هو أن مصالحنا القومية تتوافق، وهذا يخلق بيئة مواتية لحسم مهامنا المشتركة وفي مجال العلاقات الدولية، حيث تعد العلاقات بين روسيا والصين عامل استقرار». وقال بوتين إن روسيا والصين لديهما «العديد من نقاط التقارب في الاقتصاد والسياسة الخارجية». وهنّأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نظيره الروسي على فوزه «الحاسم» في الانتخابات الرئاسية، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي في طهران، اليوم (الاثنين). وأوردت وكالة «إرنا» أن «رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعث، في رسالة، بخالص تهانيه لفلاديمير بوتين على فوزه الحاسم وإعادة انتخابه رئيساً لروسيا الاتحادية».

«الشقيق الأكبر انتصر»

ورأى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن «شقيقنا الأكبر انتصر، وهو أمر يحمل بشرى للعالم». بينما أكد زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك أن «الشعب الصربي رحّب بسعادة بانتصار الرئيس بوتين، إذ إنه يرى فيه رجل دولة عظيماً وصديقاً يمكنهم على الدوام الاعتماد عليه وسيحمي شعبنا».

لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رأى أن بوتين يسعى إلى «أن يحكم إلى الأبد». وكتب زيلينسكي في رسالة على الشبكات الاجتماعية: «من الواضح للجميع أن هذا الشخص، كما حصل غالباً في التاريخ، مهووس بالسلطة ويبذل ما في وسعه للحكم إلى الأبد»، مؤكداً أن الانتخابات الروسية لا تتمتع «بأي شرعية».

وتابع أن بوتين مستعد «لكل الشرور من أجل المحافظة على سلطته الشخصية. لا يمكن أن يسلم أي أحد في العالم من ذلك».

من جانبه، هنأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين، فلاديمير بوتين على إعادة انتخابه رئيساً لروسيا، وعرض مجدداً القيام بوساطة مع أوكرانيا، على ما أعلنت الرئاسة التركية. وخلال اتصال هاتفي، رأى الرئيس إردوغان أن «التطور الإيجابي للعلاقات بين تركيا وروسيا سيستمر»، وأعلن أن «تركيا مستعدة لتأدية دور الوسيط من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات مع أوكرانيا» وفق ما جاء في بيان للرئاسة التركية. وعرض الرئيس التركي الذي يحرص على الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من كييف وموسكو منذ بداية الحرب في أوكرانيا، مرات عدة مساعيه من أجل خروج البلدين المتحاربين من الحرب عبر التفاوض. واستقبل إردوغان، مطلع الشهر الحالي، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إسطنبول، وكان يستعد لاستقبال بوتين في 9 فبراير (شباط) قبل أن يلغي الرئيس الروسي زيارته.

فوز «قياسي»

وأعلنت اللجنة الانتخابية الروسية، اليوم، أن فلاديمير بوتين حقق فوزاً «قياسياً» في الانتخابات، عادَّة ذلك دليلاً على أن البلاد موحدة خلف الرئيس الموجود في السلطة منذ نحو ربع قرن. وقالت رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا: «إنه مؤشر قياسي»، موضحة أن بوتين نال «نحو 76 مليون صوت»، مما يمثل 87.29 في المائة بعد فرز 99.76 في المائة من الأصوات. وأضافت بامفيلوفا أن «المشاركة سجلت نسبة قياسية غير مسبوقة قدرها 77.44 في المائة، هذا لم يحصل من قبل في تاريخ روسيا الجديدة». وقالت: «أثبتنا لأنفسنا أننا أمة مستقلة... وأظهرنا في وجه الغرب أننا موحدون». وضمن بوتين إعادة انتخابه في اقتراع منعت المعارضة من المشاركة فيه.

ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن إعادة انتخاب بوتين رئيساً لروسيا تمّت في عملية اقتراع «دون خيار» آخر بعد قمع كل أشكال المعارضة. ورأت بيربوك خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن الانتخابات التي اختتمت الأحد أظهرت «سلوك بوتين المشين ضد شعبه»، مضيفة: «الانتخابات في روسيا كانت انتخابات من دون خيار».

«ستالين العصر الحديث»

من جانبه، يرى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إعادة انتخاب بوتين رئيساً لروسيا جرت في انتخابات استندت إلى «القمع والترهيب». وقال بوريل، لصحافيين في بروكسل، إن «هذه الانتخابات ارتكزت على القمع والترهيب»، ولم تكن «حرة أو نزيهة». وتعني النتائج أن بوتين (71 عاماً) سيضمن بسهولة فترة رئاسية جديدة مدتها 6 سنوات ستجعله يتفوق على جوزيف ستالين ليصبح أطول زعماء روسيا بقاءً في المنصب منذ أكثر من 200 عام.

واتهم وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتصرف مثل «ستالين العصر الحديث»، وذلك بعد أن شهدت الانتخابات الروسية إحكام بوتين قبضته على السلطة، بعد قمعه أي معارضة حقيقية. ونقلت وكالة أنباء «بي إيه ميديا» البريطانية، اليوم، عن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون القول إن الانتخابات الروسية ليست «حرة أو نزيهة»، وذلك بعد أن أظهرت النتائج الأولية، أمس (الأحد)، فوز بوتين بنحو 88 في المائة من الأصوات.

ورأت فرنسا أن «الظروف لانتخابات حرة» لم تكن متوفرة في روسيا، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن «الظروف لانتخابات حرة، تعددية، وديمقراطية كانت غائبة مرة جديدة في روسيا التي يحكمها بوتين منذ نحو ربع قرن». وحيّت باريس «شجاعة العديد من المواطنين الروس الذين عبّروا سلمياً عن معارضتهم لهذا المسّ بحقوقهم السياسية الأساسية».

«مسرحية هزلية»

من جانبه، رأى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن الانتخابات «لم تكن حرّة ولا نزيهة». وقال: «نواصل العمل من أجل سلام عادل سيدفع روسيا لوضع حد للعدوان على أوكرانيا، بما يتوافق مع القانون الدولي». ووصف وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي الانتخابات بأنها «مسرحية هزلية». وقال: «كانت تلك الانتخابات الرئاسية الروسية التي كشفت كيفية قمع هذا النظام المجتمع المدني والإعلام المستقل والمعارضة».

وأكدت بولندا أن الانتخابات الرئاسية في روسيا «غير قانونية وغير حرة وغير نزيهة»، لافتة إلى أنها جرت «في مناخ من القمع الشديد» وفي المناطق المحتلة من أوكرانيا، ما يشكل انتهاكاً للقانون الدولي.

وأشاد الكرملين بفوز بوتين. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «نتيجة مثالية بشكل استثنائي للرئيس الحالي بوتين... وأبلغ تأكيد على دعم شعب بلادنا لرئيسه والتفافه حول مساره».

وهنّأ الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف، الأحد، فلاديمير بوتين. وفي المقابل، ندد فريق المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي توفي في السجن بالنتيجة. وكتب ليونيد فولكوف، المساعد السابق في المنفى للراحل نافالني، على منصة «إكس»: «من المؤكد أن النسب المئوية التي تم اختراعها لبوتين لا تمت بصلة إلى الحقيقة».


وفاة رجل بعد سقوطه من منطاد في أستراليا

مقطورة تحمل المنطاد الذي سقط وتُوفي على أثره رجل في ملبورن بأستراليا (إ.ب.أ)
مقطورة تحمل المنطاد الذي سقط وتُوفي على أثره رجل في ملبورن بأستراليا (إ.ب.أ)
TT

وفاة رجل بعد سقوطه من منطاد في أستراليا

مقطورة تحمل المنطاد الذي سقط وتُوفي على أثره رجل في ملبورن بأستراليا (إ.ب.أ)
مقطورة تحمل المنطاد الذي سقط وتُوفي على أثره رجل في ملبورن بأستراليا (إ.ب.أ)

ذكرت وسائل إعلام محلية أن رجلاً تُوفي بعد سقوطه من منطاد هواء ساخن فوق مدينة ملبورن الأسترالية، صباح اليوم الاثنين.

وذكرت وسائل إعلام محلية، من بينها وكالة «إيه إيه بي» الأسترالية الإخبارية أن الحادث وقع، صباح اليوم، بعد فترة قصيرة من إقلاع المنطاد.

وجرى العثور على جثة الرجل في منطقة سكنية بالضواحي الشمالية لمدينة ملبورن، وطوّقت الشرطة الموقع، وتحدثت مع الأشخاص الآخرين الذين كانوا على متن المنطاد، ومع شهود عيان؛ للوقوف على ملابسات الحادث.

ونقلت وكالة «إيه إيه بي» عن الشرطة القول إنه يجري التحقيق في الحادث على أنه مثير للشبهات.

وهبط المنطاد لاحقاً بسلام في منتزه. ووفقاً لتقارير إعلامية، فإنه جرى تقديم الدعم النفسي لقائد المنطاد والركاب الذين أصيبوا بالفزع.

وذكرت وسائل إعلام محلية أنه جاء، في بيان مشترك للهيئة الوطنية لمنطاد الهواء الساخن التجاري، واتحاد المنطاد الأسترالي، أن «سلاسل مناطيد الهواء الساخن مصممة مع مراعاة السلامة، خصوصاً لمنع الركاب من السقوط بالخطأ أو أي خروج عرضي».

وأضاف البيان: «أصيب الركاب وقائد المنطاد بالصدمة، جراء هذا الحادث المؤسف».

وأفادت وكالة «إيه إيه بي» بأن مكتب سلامة النقل الأسترالي وهيئة سلامة الطيران المدني يحققان في الحادث.


الحكم على أوبر بتعويضات 178 مليون دولار لسائقي الأجرة الأستراليين

مشاة يسيرون أمام صف من سيارات الأجرة في وسط سيدني (أ.ف.ب)
مشاة يسيرون أمام صف من سيارات الأجرة في وسط سيدني (أ.ف.ب)
TT

الحكم على أوبر بتعويضات 178 مليون دولار لسائقي الأجرة الأستراليين

مشاة يسيرون أمام صف من سيارات الأجرة في وسط سيدني (أ.ف.ب)
مشاة يسيرون أمام صف من سيارات الأجرة في وسط سيدني (أ.ف.ب)

حصل سائقو سيارات الأجرة الأستراليون، المتأثرون بصعود شركة أوبر العملاقة لخدمات النقل التشاركي، على تعويضات بقيمة 178 مليون دولار، على ما قال محاموهم، اليوم الاثنين، بعد تسوية أنهت معركة قانونية شاقة استمرت سنوات.

وقد وحّد أكثر من 8000 من سائقي سيارات الأجرة وأصحاب مركبات الإيجار جهودهم لبدء إجراءات قانونية في عام 2019، بحجة أنهم فقدوا دخلاً كبيراً عندما دخلت شركة أوبر السوق الأسترالية في عام 2012، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال المحامي الرئيسي في القضية، مايكل دونيلي، إن التسوية البالغة 271.8 مليون دولار أسترالي (178.3 مليون دولار أميركي) كانت «خامس أعلى تسوية جماعية في التاريخ القانوني الأسترالي».

وأوضح دونيلي؛ من شركة «موريس بلاكبيرن» للمحاماة، أن أوبر «قاتلت بكل قوتها في كل نقطة على طول الطريق، كل يوم، على مدى السنوات الخمس الماضية، وحاولت في كل منعطف حرمان أعضاء مجموعتنا من أي شكل من أشكال الحل أو التعويض عن خسائرهم».

وأضاف: «لكن على درج قاعة المحكمة، وبعد سنوات من التمنّع عن القيام بما يلزم من جانب أولئك الذين نقول إنهم ألحقوا الضرر بهم، تراجعت شركة أوبر، واتّحد الآلاف من الأستراليين العاديين معاً لمواجهة عملاق عالمي».

وقال المحامون إن «أوبر» انخرطت في «مجموعة متنوعة من السلوكيات الصادمة»، عندما انطلقت في البلاد، بما في ذلك استخدام «سيارات غير مرخصة مع سائقين غير معتمَدين.

وقال سائق سيارة الأجرة، نك أندرياناكيس، للصحافيين، إنه اضطر لإغلاق شركة لسيارات الأجرة كان يديرها لأربعين عاماً، بعد انطلاق شركة أوبر.

وأضاف: «لقد فقدت شغفي بالعمل... وفقدتُ دخلي الذي كان يوفر القوت لعائلتي».

وأوضحت «أوبر» أنه «من غير المناسب» التعليق على حجم التسوية، حتى يجري التوقيع عليها في المحكمة.

وقالت الشركة: «عندما بدأت أوبر عملها قبل أكثر من عقد، لم تكن قواعد مشاركة الرحلات موجودة في أي مكان بالعالم، ناهيك عن أستراليا».

وأشارت إلى أن «الوضع اختلف، اليوم، وأصبحت أوبر خاضعة للتنظيم في كل ولاية وإقليم في جميع أنحاء أستراليا، وتعترف الحكومات بنا بوصفنا جزءاً مهماً من خدمات النقل بالبلاد».

وقالت الشركة، ومقرُّها الولايات المتحدة، والتي تبلغ قيمتها 157 مليار دولار، إنها قدّمت «مساهمات كبيرة» لبرامج تعويض سيارات الأجرة الأسترالية.


تقارير: بوتين يفوز بالرئاسة الروسية بنسبة 87 % من الأصوات

مواطنون روس أمام أحد مكاتب الاقتراع في سان بطرسبرغ اليوم (أ.ف.ب)
مواطنون روس أمام أحد مكاتب الاقتراع في سان بطرسبرغ اليوم (أ.ف.ب)
TT

تقارير: بوتين يفوز بالرئاسة الروسية بنسبة 87 % من الأصوات

مواطنون روس أمام أحد مكاتب الاقتراع في سان بطرسبرغ اليوم (أ.ف.ب)
مواطنون روس أمام أحد مكاتب الاقتراع في سان بطرسبرغ اليوم (أ.ف.ب)

فاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الأحد)، بالانتخابات الرئاسية الروسية بنسبة 87 في المائة على الأقل من الأصوات، وفقاً للتوقعات بعد إغلاق مراكز الاقتراع، وذلك حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية روسية. وأعلن التلفزيون الرسمي الروسي أن بوتين (71 عاماً) هو الفائز بالانتخابات اليوم على أساس كثير من استطلاعات رأي الناخبين.

ووجّه بوتين الشكر للروس الذين خرجوا للإدلاء بأصواتهم والجنود المقاتلين في أوكرانيا، قائلاً إن نتيجة الانتخابات الرئاسية ستسمح للمجتمع الروسي بالتماسك وبأن يصبح أقوى. وأضاف أن بلاده لن تخضع «للترهيب». وتابع: «بغضّ النظر عمن أو مدى رغبتهم في ترهيبنا وقمعنا وقمع إرادتنا ووعينا، لم ينجح أحد على الإطلاق في أي شيء كهذا تاريخياً. لم ينجح الأمر، ولن ينجح في المستقبل أبداً».

وهنّأ الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، اليوم، بوتين بفوزه في الانتخابات. وقال في منشور عبر تطبيق «تلغرام»: «أهنّئ فلاديمير بوتين بانتصاره الرائع في الانتخابات»، فيما أشاد التلفزيون الرسمي الروسي بـ«تأييد هائل للرئيس» وبـ«وحدة صف» وراء قائد البلاد.

وقال البيت الأبيض، اليوم، إن الانتخابات الرئاسية الروسية «ليست حرة ولا نزيهة» لأن الرئيس بوتين زجّ بمعارضيه في السجن ومنع آخرين من الترشح أمامه.

كما أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم، عن أسفه لعدم إجراء انتخابات «حرة ونزيهة» في روسيا. كما استنكر كاميرون في منشور على منصة «إكس» «التنظيم غير القانوني للانتخابات على الأراضي الأوكرانية، وغياب الخيارات أمام الناخبين وغياب المراقبة المستقلة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا».

وأدلى الناخبون الروس، اليوم، بأصواتهم في اليوم الثالث والأخير من انتخابات رئاسية ستمنح على الأغلب ولاية رئاسية خامسة لفلاديمير بوتين، في ظلّ تصاعد حدة الهجمات المرتبطة بحرب أوكرانيا.

وفاز بوتين أمام 3 مرشحين غير بارزين، في غياب أي معارضة حقيقية. وقبل ساعات من إغلاق مكاتب الاقتراع، وبلغت نسبة المشاركة 67.54 في المائة، متجاوزة بقليل نسبة المشاركة في عام 2018. ويأتي ذلك في حين شهد الأسبوع بأكمله قصفاً عنيفاً، ومحاولات توغّل مسلّح من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية.


أستراليا تستأنف تمويل «الأونروا»

شعار "الأونروا" على شاحنة إغاثة (رويترز)
شعار "الأونروا" على شاحنة إغاثة (رويترز)
TT

أستراليا تستأنف تمويل «الأونروا»

شعار "الأونروا" على شاحنة إغاثة (رويترز)
شعار "الأونروا" على شاحنة إغاثة (رويترز)

قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ اليوم الجمعة إن أستراليا ستستأنف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد شهرين تقريبا من تعليق التمويل بسبب مزاعم بأن بعض موظفي الوكالة شاركوا في هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).وأوضحت وونغ أن أستراليا تشاورت مع الأونروا والدول المانحة الأخرى، وكانت راضية عن الضمانات الإضافية التي تم وضعها. وأضافت أنه سيتم تقديم حوالي ستة ملايين دولار أسترالي (3.9 مليون دولار) من التمويل على الفور. وذكرت وونغ في مؤتمر صحفي "يوجد أطفال وأسر يتضورون جوعا ولدينا القدرة مع المجتمع الدولي على مساعدتهم. نعلم أن الأونروا مركزية وأساسية في تقديم تلك المساعدات".كانت أستراليا وأكثر من 12 دولة قد علقت التمويل للوكالة التابعة للأمم المتحدة في يناير كانون الثاني بعد أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفا في غزة بالمشاركة في هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وبدأت الأمم المتحدة تحقيقا في هذه المزاعم، وأنهت الأونروا عقود بعض الموظفين بعد معلومات قدمتها إسرائيل.واستأنفت السويد وكندا والاتحاد الأوروبي التمويل إلى حد ما. وقال المفوض العام للوكالة الأسبوع الماضي إنه يحدوه تفاؤل حذر بأن تستأنف الجهات المانحة الأخرى التمويل قريبا.