اتهمت مصادر يمنية مطلعة الميليشيات الحوثية بمواصلة تغذية الصراعات وإشعال القتال في أوساط القبائل اليمنية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، بهدف الاستفادة من تفكيك المجتمعات القبلية وتسخيرها لخدمة مشروعها الانقلابي.
وتحدثت المصادر عن تصاعد كبير حالياً في وتيرة النزاعات والصراعات المسلحة بين مختلف القبائل اليمنية، بفعل جرائم التأجيج الحوثي المتعمد لها، وأوضحت أن محافظتي إب وعمران الخاضعتين تحت سيطرة الجماعة تصدرتا، خلال الأيام القليلة الماضية، قائمة المدن اليمنية، فيما يتعلق بنشوب معارك قبلية عنيفة تسببت بإشعالها الميليشيات، حيث خلفت المواجهات القبلية بتلك المحافظتين ما يربو على 29 شخصاً بين قتيل ومصاب.
وفي محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) التي تعاني منذ الاجتياح الحوثي لها فلتاناً أمنياً غير مسبوق، مع تزايد بمعدلات الجريمة، كشفت مصادر قبلية في المحافظة عن تجدد الاشتباكات المسلحة بين أسرتي دبوان، والهشمي بعزلة الحوج القبلي التابعة لإحدى مديريات إب، وهو ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الاشتباكات اندلعت الأحد الماضي، وتوقفت لأيام، ثم عادت مجدداً، لتتوسع بنحو 6 قرى تابعة للمنطقة نفسها.
وأشار عدد من أهالي المنطقة إلى أن المواجهات بين الأسرتين سببها الرئيسي يعود إلى قيام وجاهات موالية للميليشيات الحوثية بنبش خلافات قديمة، بعضها على خلفية ثأر قبلي، إلى جانب قيام تلك الوجاهات بمساندة إحدى تلك الأسر ضد الأخرى.
وطالب الأهالي بوضع حد لذلك الصراع المتكرر بين الأسرتين ووضع حد لكل الاختلالات والفوضى الأمنية العارمة التي انتشرت بشكل مخيف بعموم مناطق ومديريات المحافظة، بعد اقتحام الجماعة لها قبل سنوات بقوة السلاح.
وتواصلاً لمخططات الانقلابيين الرامية لزرع بذور الفرقة والانقسامات بين اليمنيين في المناطق الواقعة تحت قبضتهم، اندلعت قبل نحو أسبوعين مواجهات وُصفت بـ«العنيفة» بين قبيلتين من محافظتي عمران والجوف بسبب خلافات عملت الميليشيات على إثارتها، وفق ما ذكرته مصادر قبلية.
وأفادت المصادر بأن القتال الذي اندلع بين مسلحين من قبيلتي «ذو محمد» و«سفيان» بمنطقة العادي في مديرية خرب المراشي بالجوف المحاذية لمديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، أسفر عنه سقوط ما لا يقل عن 22 شخصاً بين قتيل وجريح.
وبينت المصادر أن المواجهات اندلعت إثر نزاع على أراض بين القبيلتين، متهمة الجماعة الحوثية بإذكاء النزاع بين القبيلتين انتقاماً منهما، على خلفية رفضهما في أوقات ماضية مد جبهاتها بمقاتلين جدد.
وكان مراقبون يمنيون قد أكدوا بأوقات سابقة أن الانقلابيين يواصلون تغذيتهم لسلسلة من الصراعات التي أشعلت فتيل نيرانها في البداية، بين قبائل عدة بمناطق متفرقة تحت سيطرتها وتدعم البعض منها ضد أخرى بطرق مباشرة وغير مباشرة.
وذكر المراقبون أن الجماعة تنهج سياسة «فرّق تسد» بين القبائل في إطار مساعيها لإحكام قبضتها على القبائل والمناطق اليمنية، وتطويعها من أجل تنفيذ أجندتها ومشاريعها وأهدافها الطائفية.
ويقول المراقبون إن الميليشيات استطاعت جعل كثير من شيوخ وزعماء القبائل والمناطق اليمنية الخاضعة لقبضتها يتهافتون على الارتماء في أحضانها لتعزيز مكانتهم ونفوذهم القبلي والاستقواء على الآخرين، في حين تقوم الجماعة ذاتها بالضغط عليهم في عمليات الحشد لحربها على اليمنيين وتعزيز جبهاتها بالمقاتلين.
الحوثيون يذكون الصراعات القبلية لتفتيت قوة المجتمعات المحلية
الحوثيون يذكون الصراعات القبلية لتفتيت قوة المجتمعات المحلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة