أجبرت خمسة أشهر من الحرب الأوكرانيين على تعديل توقعاتهم. قالت أولينا زيلينسكا، سيدة أوكرانيا الأولى، بعد الاستعداد للصراع الذي اعتقدوا أنه سيكون سريعاً، أن عدداً كبيراً من الناس يحاولون التأقلم مع احتمال أن تشبه الأزمة «سباق الماراثون».
وقالت زيلينسكا لشبكة «سي إن إن»: «من الصعب للغاية الصمود لمدة خمسة أشهر... نحن بحاجة إلى تجميع قوتنا، نحن بحاجة إلى توفير طاقتنا».
وتابعت: «لا يمكننا أن نرى نهاية معاناتنا».
تحدثت زيلينسكا إلى «سي إن إن» في لحظة حاسمة من القتال. رغم أن كييف حققت سلسلة من الانتصارات المبكرة في أعقاب الغزو الروسي، فإن الوضع في بعض الأماكن يبدو وكأنه يتحول لصالح الكرملين، خاصة في الشرق.
قضت القوات الروسية على معظم الدفاعات الأوكرانية في منطقة لوغانسك وعززت سيطرتها على حزام من الأراضي في الجنوب. تشكل لوغانسك ودونيتسك المجاورة منطقة دونباس الأوكرانية، وهي معقل صناعي تنتشر فيه المصانع وحقول الفحم التي كانت موطناً لقتال متقطع منذ عام 2014. عندما استولى الانفصاليون المدعومون من روسيا على منطقتين - جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد وجمهورية لوغانسك الشعبية.
قال زوج زيلينسكا، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لزعماء مجموعة السبع يوم الاثنين إنه يريد إنهاء الحرب في البلاد بحلول بداية العام المقبل.
في الوقت الحالي، يستمر القتال في الشرق، حيث ضربت الصواريخ أهدافاً في جميع أنحاء البلاد - بما في ذلك يوم الاثنين، مركز تسوق كان فيه ما لا يقل عن ألف شخص. قُتل ما لا يقل عن 18 شخصاً ولا يزال العشرات في عداد المفقودين.
مثل زوجها، وصفت زيلينسكا الهجوم بأنه «إرهابي». وبينما قالت إنها «صُدمت» بالحادث، أوضحت أنها غاضبة من عدد المرات التي تركتها فيها أساليب الجيش الروسي مندهشة.
وقالت زيلينسكا: «لقد صدمنا مرات عديدة. لا أعرف ما الذي يمكن أن يصدمنا به المحتلون بعد».
*عائلة مشتتة
كشفت زيلينسكا أنها وأطفالها لم يروا زيلينسكي طيلة شهرين من الحرب. في الأيام الأولى للحرب، كان الرئيس يعيش في مكتبه، ومُنعت أسرته من البقاء هناك للحفاظ على سلامتهم.
ومنذ ذلك الحين، انتقل القتال بعيداً عن كييف، مما سمح للعائلة بالالتقاء - ولكن ليس لفترات طويلة من الزمن.
أوضحت زيلينسكا أن تجربتهم ليست فريدة من نوعها، وقدرت أن نصف العائلات الأوكرانية شتتت بسبب الحرب. وقالت: «علاقتنا متوقفة كما هو الحال مع جميع الأوكرانيين... نحن، مثل كل عائلة، ننتظر لم شملنا، لنكون معاً مرة أخرى».
وأشارت السيدة الأولى إلى أنها وآخرين يحاولون التأقلم من خلال «محاولة العثور على الفرح في الأشياء البسيطة، حتى لو كانت عابرة».