«داعش» يفجّر سجن تدمر.. وخط غاز في ريف حمص

معلومات من شمال سوريا عن إعدام الأكراد 20 مدنيا بتهمة موالاة المتطرفين

«داعش» يفجّر  سجن تدمر.. وخط غاز في ريف حمص
TT

«داعش» يفجّر سجن تدمر.. وخط غاز في ريف حمص

«داعش» يفجّر  سجن تدمر.. وخط غاز في ريف حمص

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحي «داعش» فجروا أمس سجن تدمر الذي يشكل أحد رموز قمع النظام السوري منذ ثمانينات القرن الماضي. وأوضح المرصد في بيان أن «(داعش) فجر سجن تدمر بريف حمص الشرقي، عقب قيامه بزرع عبوات ناسفة داخل السجن وفي محيطه، مما أدى إلى دمار في أجزاء واسعة من السجن». وكان المتطرفون سيطروا على مدينة تدمر الأثرية الواقعة في قلب الصحراء قبل عشرة أيام.
ونشر ناشطون سوريون معارضون صورا على موقع «تويتر» تظهر تفجير السجن ومباني مدمرة. وكتب المعارض محمد سرميني: «(داعش) تزيل دليل الإجرام التاريخي لعصابة الأسد من خلال تفجير سجن تدمر الشهير».
وعلق ناشط عبر «تويتر» أن «سجن تدمر يشهد على جرائم القرن» فيما اعتبر آخرون أنه كان ينبغي الحفاظ على السجن لأنه «رمز للرعب الذي مارسته عائلة الأسد».
وفي الثمانينات، عمد النظام السوري برئاسة الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى قتل مئات من المعتقلين في السجن المذكور.
وقبل سقوط تدمر في يد «داعش»، نقل النظام المعتقلين داخل السجن إلى سجون أخرى في سوريا وفق المرصد السوري. وقبل أن يفجر السجن، نشر التنظيم المتطرف صورا غير مسبوقة للزنزانات داخل السجن، وخصوصا تلك الانفرادية.
من جهة أخرى، فجَّر مقاتلو تنظيم «داعش» يوم أمس خطَّ غاز شركة الفرقلس للبترول على طريق عام حمص - تدمر فيما تمكَّنت كتائب المعارضة من استعادة عدة قرى في منطقة صوران بريف محافظة حلب الشمالي بعد سيطرة التنظيم عليها يوم الجمعة. في غضون ذلك، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية «أعدموا رميًا بالرصاص 20 مواطنًا على الأقل بينهم طفلان وخمس نساء في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه، بالكردية)، بتهمة موالاة تنظيم داعش وأقدم المقاتلون الأكراد، بحسب «المرصد»، على «هدم منازل وإحراقها في ريفي رأس العين وتل تمر القريبة» بحجة تأييد أصحابها للتنظيم.
وفي هذا الإطار، حذر الائتلاف الوطني السوري حزب الاتحاد الديمقراطي (pyd) من الاستمرار في اعتداءاته المتكررة بحق المدنيين في محافظة الحسكة وريفها، معتبرًا في بيان له أن «سلوك الحزب الإرهابي هذا ينسجم مع مخططات نظام الأسد الرامية لإثارة الفوضى، ولا يختلف عمليًا عن النهج الإرهابي الذي يتبعه النظام وتنظيم داعش الإرهابيان في خلق حالة من الاقتتال الداخلي بين مكونات المجتمع السوري، وتشجيع نمو التطرف الطائفي والعرقي في المنطقة». ودعا «الائتلاف» كتائب «الجيش الحر» وفصائل الثوار إلى الانتباه لمخططات نظام الأسد والميليشيات التابعة له، أو الموالية له، أو التي تعمل لمصلحته، مشددًا على ضرورة رص الصفوف على مختلف الجبهات.
وأتى تفجير «داعش» لخط غاز بعدما فرض «داعش» سيطرته على مدينة تدمر منذ أيام عدّة، إثر معارك ضارية مع قوات النظام بهدف - السيطرة على حقول النفط والغاز الطبيعي الموجودة بالقرب من المدينة، والتي ما زالت تخضع لسيطرة النظام حسب صحيفة «لا بانغوارديا» الإسبانية.
وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن عناصر التنظيم لغّموا خط الغاز بالعبوات الناسفة وفجروه، مشيرًا إلى أن التنظيم تمكن من التقدم والسيطرة على عدة نقاط داخل حقل جزل بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، إلا أن الأخيرة استطاعت استعادة السيطرة على النقاط التي تقدم فيها التنظيم، مبينًا أن قتلى وجرحى سقطوا من الطرفين خلال الاشتباكات.
كذلك دارت اشتباكات متقطعة بين الطرفين في محيط حقل الشاعر استمرت طوال الليل وسط قصف مدفعي نفذه جيش النظام على مواقع التنظيم.
وفي محافظة حلب، تمكنت فصائل المعارضة من استعادة عدة نقاط في منطقة صوران بريف حلب الشمالي، وذلك بعد سيطرة التنظيم عليها يوم الجمعة. ونقلت شبكة «الدرر الشامية» عن مدير المكتب الإعلامي لـ«لواء الفتح» أنّ اللواء شنّ هجومًا عكسيًّا مساء الجمعة، وامتد حتى صباح السبت، استخدموا فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والقذائف الصاروخية والمدفعية في مواجهة تنظيم داعش. وأكد نجاحهم في استرجاع قريتي الحصية وغرناطة إضافة لمعمل قرة خوجة وأجزاء من منطقة التوقلي، كما تم إعادة فتح الطريق بين مدرسة المشاة وبلدة أم القرى، فيما لا يزال سد الشهباء وأجزاء من منطقة التوقلي تحت سيطرة التنظيم.
هذا، وقد تعرَّضت بلدات منطقة صوران لقصف مدفعي عنيف بالدبابات ومدافع الـ57 من طرف تنظيم داعش، مما أدى لسقوط عدد من القتلى المدنيين، وتهدّم بعض المنازل، إضافة لنزوح شبه تام للأهالي في تلك المناطق، فيما دارت اشتباكات في محيط مطار كويرس العسكري، بين قوات النظام من جهة، وتنظيم داعش الذي يحاصر المطار في ريف حلب الشرقي من جهة أخرى.
وفي العاصمة دمشق، قتل ستة عناصر من «قوات الدفاع الشعبي» الموالية للنظام مساء الجمعة وأصيب عشرة آخرون بجروح في انفجار استهدف أحد تجمعاتهم في حي التضامن (في جنوب دمشق) القريب من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وفق «المرصد».
وفي محافظة الحسكة، استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم داعش من طرف آخر، في الريفين الجنوبي والجنوبي الشرقي للمدينة إثر هجوم نفذه التنظيم فجر أمس، وتمكن فيه التنظيم من التقدم في محيط مدينة الحسكة، ترافق مع تفجير التنظيم لعربتين مفخختين استهدفتا تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة. وأسفرت الاشتباكات والانفجارات التي رافقتها عن مقتل وجرح ما لا يقل عن 50 عنصرًا من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث والمسلحين الموالين لها، من ضمنهم قيادي في كتائب البعث، فيما لقي 10 عناصر على الأقل من التنظيم حتفهم في الاشتباكات ذاتها، وفق «المرصد».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.