قائد شرطة الأنبار: القوات الأمنية تقترب من وسط الرمادي

مجلس المحافظة يتهم التحالف الدولي بتجاهل معلومات قدمها عن تجمعات «داعش»

عناصر في قوة مكافحة الإرهاب العراقية يصدون هجوما لمسلحي «داعش» على موقعهم قرب الفلوجة أول من أمس (أ.ب)
عناصر في قوة مكافحة الإرهاب العراقية يصدون هجوما لمسلحي «داعش» على موقعهم قرب الفلوجة أول من أمس (أ.ب)
TT

قائد شرطة الأنبار: القوات الأمنية تقترب من وسط الرمادي

عناصر في قوة مكافحة الإرهاب العراقية يصدون هجوما لمسلحي «داعش» على موقعهم قرب الفلوجة أول من أمس (أ.ب)
عناصر في قوة مكافحة الإرهاب العراقية يصدون هجوما لمسلحي «داعش» على موقعهم قرب الفلوجة أول من أمس (أ.ب)

أعلنت قيادة شرطة الأنبار نجاح القوات الأمنية المشتركة في استعادة السيطرة على مناطق قريبة جدًا من وسط مدينة الرمادي ضمن خطة وضعت لتضييق الخناق على المدينة من الجهة الغربية. وقال اللواء هادي رزيج قائد شرطة الأنبار في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات المشتركة من الجيش والشرطة وقوات الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر تمكنوا من تحرير مبنى مديرية مرور الأنبار (3 كلم غرب الرمادي) بعد معارك ضارية مع مسلحي تنظيم داعش».
وأضاف رزيج أن «القوات المشتركة شنت هجومًا واسع النطاق على مقرات مسلحي تنظيم داعش في منطقة (الخمسة كيلو) غرب الرمادي وتمكنت قطعاتنا من تحرير مقر مديرية مرور الأنبار الذي كان تنظيم داعش يتخذه مقرًا عسكريًا له». وأشار رزيج إلى أن «مسلحي (داعش) اضطروا للانسحاب من المديرية بعد الهجوم الواسع الذي تعرضوا له من الجهة الغربية»، مبينا أن «هذه الجهة هي أحد الأسوار المهمة لمدينة الرمادي والتي أصبحت قواتنا المشتركة على أبوابها وبذلك أغلقوا جميع منافذ هروب مسلحي تنظيم داعش من مدينة الرمادي».
من جانب آخر، أكد القيادي في الحشد الشعبي، معن الكاظمي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «عمليات تحرير مناطق في شرق مدينة الرمادي وغربها ومناطق أخرى قرب مدينة الفلوجة والكرمة تسير وفق الخطة العسكرية التي وضعتها قيادة الحشد الشعبي والقوات الأمنية، وأن معاركنا ضد مسلحي (داعش) كبدت التنظيم الإرهابي خسائر بشرية ومادية ثقيلة في كل المواجهات، وإن القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي تتقدم الآن في طريقها للدخول إلى مدينة الرمادي وتحريرها من دنس تنظيم داعش».
بدوره، أعلن حاكم الزاملي، رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، عن تحرير مناطق جزيرة سامراء و«خط اللاين» وسيد غريب والرميلات والوصول إلى ناظم الثرثار (50 كلم شمال شرقي الرمادي) ثم التوجه إلى الجسر الياباني على طريق الخط الولي السريع بين الفلوجة والرمادي، مبينا أن لواء 17 من الجيش العراقي وسرايا السلام تمكنوا من قتل 63 من عناصر «داعش» وإلقاء القبض على أربعة منهم كانوا متنكرين بزي النساء. وأضاف الزاملي لـ«الشرق الأوسط»، أن لواء 17 من الجيش العراقي وسرايا السلام وبمساندة طيران القوة الجوية تمكنوا من التقدم في قاطع الإسحاقي والوصول إلى ناظم الثرثار، مشيرا إلى أن المعارك جارية للوصول إلى ناظم التقسيم.
بدوره، أكد آمر اللواء 17 في الجيش العراقي، العميد الركن معد بداي، لـ«الشرق الأوسط» أنه تم إكمال 85 في المائة من الصفحة الأولى ضمن المحور المكلف به اللواء مع سرايا السلام. وأضاف بداي أن «الخطة تتضمن الوصول إلى ناظم التقسيم ومن ثم تتجه جميع المحاور لمحاصرة الرمادي تمهيدا لبدء معارك تحريرها»، مشيرا إلى أن «المناطق التي تم تحريرها شبه خالية من الأهالي وأغلبهم نزحوا منها بعد سيطرة مسلحي التنظيم عليها».
من ناحية ثانية، انتقد عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان محمد طيران التحالف الدولي لعدم قصفه مراكز تدريب «داعش» في القائم على الحدود مع سوريا، مبينا أن مجلس المحافظة زود التحالف بإحداثيات كاملة عن مراكز تدريبهم منذ أسابيع. وأضاف محمد لـ«الشرق الأوسط» أن «طيران التحالف الدولي لم يوجه أي ضربات لمواقعهم حتى الآن رغم وجود المعلومات الكافية لديه التي زود بها من قبل المجلس». وقال «تلك المواقع تعتبر استراتيجية ومهمة للتنظيم وهي تستقبل المتطوعين في صفوفه من جنسيات أجنبية وعربية وعراقيين لغرض تدريبهم ويجب قصفها بأسرع وقت ممكن».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.