لم يشهد العالم العربي هبوطاً لناد كبير مثل الأهلي في العقدين الماضيين نحو دوري الدرجة الأدنى في منافسات كرة القدم، وذلك بعدما أعلن الأهلي يوم أول من أمس هبوطه رسمياً لمصاف دوري الدرجة الأولى في السعودية.
وعاش أنصار وجماهير النادي الأهلي ليلة أشبه بالكابوس بعد أن تأكد هبوطهم بصورة رسمية في صورة غير معتادة للأندية الكبيرة التي اعتادت الوجود بين الكبار وصعود منصات التتويج بصورة دائمة.
وودع الأهلي دوري المحترفين السعودي للمرة الأولى في تاريخه بعد امتلاكه 32 نقطة في المركز الخامس عشر بلائحة الترتيب، ليرافق الحزم الفريق الذي تأكد هبوطه منذ جولات عدة، بالإضافة إلى الفيصلي الذي ودع المنافسة بعد سنوات طويلة قضاها بين الكبار.
وكان فريق الشباب ودع منافسة «الدوري الممتاز» حينها إلى دوري الدرجة الأولى في 1977 – 1978، إلا إن الشباب حين هبوطه لم يكن فريقاً منافساً على البطولات، حيث لم يسبق له حينها التتويج بلقب الدوري أو حتى كأس الملك أو بطولة كأس ولي العهد قبل قرار إلغائها.
ورغم المسيرة المميزة لفريق الأهلي في العقد الأخير الذي شهد عودته لمنصة تتويج الدوري بعد غياب لأكثر من 30 عاماً عن معانقة اللقب، فإنه تمكن من التتويج باللقب الثالث له في تاريخه في موسم 2015 - 2016.
الأهلي قضى 10 سنوات مميزة، وظل حاضراً في دائرة المنافسة بصورة جدية على معانقة اللقب، حيث حل وصيفاً للبطل في 4 نسخ؛ بدءاً من موسم 2011 – 2012، ثم وصيفاً في الموسم الذي سبق تتويجه باللقب، وكذلك الموسم الذي أعقب تتويجه بلقب الدوري، وذلك لمرتين على التوالي.
ولم يتجاوز الأهلي في السنوات العشر الأخيرة المركز العاشر في لائحة الترتيب، حيث حل في الموسم الماضي بالمركز الثامن، وقبل ذلك كان المركز الخامس هو أقل المراكز التي وصل إليها الفريق الأخضر.
الأهلي؛ الذي بدا منافساً شرساً على لقب الدوري السعودي في عقده الأخير رغم أنه لم ينجح في تحقيق اللقب إلا مرة واحدة، إلا إن ذلك يعدّ مُنجزاً كبيراً، خصوصاً أن الفريق كان مبتعداً عن منصة التتويج بلقب الدوري لأكثر من 30 سنة، أنهى تفوقه بتراجع مخيف في الموسم الماضي، ثم الحالي، قبل أن يعلن هبوطه رسمياً لدوري الدرجة الأولى.
الأهلي عُرف بلقب «قلعة الكؤوس» لما يمتلكه من بطولات كبيرة، خصوصاً على صعيد «بطولة كأس الملك» التي ينفرد بصدارة السجل الشرفي لها برصيد 13 بطولة وبفارق 4 ألقاب عن أقرب منافسيه الهلال الذي يملك 9 ألقاب برفقة الغريم التقليدي الاتحاد.
لم يكن الأهلي يوماً ما مجرد فريق عابر في تاريخ كرة القدم السعودية؛ بل كان منبعاً للنجوم، وأحد أركان كرة القدم السعودية، ولا يكاد يخلو موسم من أن يكون حاضراً في المنافسة على أحد الألقاب أو حتى حضوره في المربع الذهبي بالدوري السعودي قبل قرار إلغائه.
في الموسم الحالي، لم يكن أشد المتشائمين بوضع النادي الأهلي الفني يتوقع أن ينتهي المطاف بهبوط قلعة الكؤوس والركن الثاني في مدينة جدة الساحلية، رغم الصعوبات التي واجهت الفريق، مثل الكفاءة المالية التي كانت ديون النادي فيها كبيرة، وكان قريباً من الحرمان من التسجيل في فترة الانتقالات الصيفية، قبل تجاوز هذه المعضلة والنجاح في تسجيل لاعبين جدد.
بدأ الأهلي موسمه بصورة سلبية فنياً؛ حيث ابتعد عن تذوق طعم الانتصارات في أول 7 جولات بعد تعادله أمام الفيصلي والحزم وضمك والتعاون والفتح، ثم خسارته أمام الاتحاد والفيحاء.
إلا إن إدارة النادي برئاسة ماجد النفيعي فضلت الاستقرار واستمرار الجهاز الفني بقيادة الألباني هاسي في صورة غير معتادة بالأندية السعودية التي جرت العادة فيها أن تتجه للإقالة أو إلغاء العقد عند تواضع النتائج لأكثر من جولة.
تذوق الأهلي طعم الفوز الأول له أمام الاتفاق في الجولة الثامنة وحقق فوزاً عريضاً برباعية، قبل أن يتجاوز الطائي كذلك، ثم يتعادل أمام الهلال، وبعدها ينتصر أمام الباطن، قبل أن يعود مجدداً لدائرة الإخفاقات بخسارة أمام أبها والنصر والرائد والشباب ثم تعادله أمام الفيصلي.
في الجولة السابعة عشرة، حقق الأهلي فوزه الرابع هذا الموسم أمام الحزم، قبل تعادله أمام ضمك، ثم انتصاره على الفتح، ثم تعادله أمام الفيحاء، وبعدها تعرضه لخسارتين أمام الاتحاد الغريم التقليدي؛ ثم الاتفاق في الجولة الـ23.
أدرك صُناع القرار في النادي الأهلي أن قرار إقالة هاسي أمر بات مطلباً، وأعلنت الإدارة حينها إقالة المدرب والتعاقد مع المكسيكي روبرت سيبولدي الذي قاد الفريق للفوز على الطائي قبل أن يخسر أمام الهلال، ثم يتعادل في 3 مواجهات أمام الباطن وأبها والنصر، ويخسر أمام الرائد ويتعادل أمام الشباب.
أرقام الأهلي هذا الموسم كانت تعكس السوء الذي يعيشه الفريق فنياً، حيث حقق الفريق الفوز في 6 مواجهات فقط مقابل تعادله في 14 مباراة، بوصفه أكثر فرق الدوري في هذا البند، وخسارته في 10 مباريات، وسجل الأهلي هذا الموسم 38 هدفاً؛ وهو رقم تهديفي ضعيف مقارنة باستقبال شباكه 43 هدفاً.
الأهلي... أول الأندية السعودية الكبار هبوطاً لـ{الأولى} منذ 1975
ليلة حزينة لن تنسى أبداً في مسيرة «القلعة»
الأهلي... أول الأندية السعودية الكبار هبوطاً لـ{الأولى} منذ 1975
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة