كمين في أبين يؤدي إلى مقتل قيادي حوثي بارز وعشرات من الميليشيات المتمردة

المقاومة تتقدم في عدن.. وتنسيق مستمر بين عناصرها وقوات التحالف

كمين في أبين يؤدي إلى مقتل قيادي حوثي بارز وعشرات من الميليشيات المتمردة
TT

كمين في أبين يؤدي إلى مقتل قيادي حوثي بارز وعشرات من الميليشيات المتمردة

كمين في أبين يؤدي إلى مقتل قيادي حوثي بارز وعشرات من الميليشيات المتمردة

قال عنصر في المقاومة الشعبية بجنوب اليمن لـ«الشرق الأوسط» إن عشرات الحوثيين قتلوا أمس على يد المقاومة، بينهم عبد العزيز البخيتي القيادي في صفوف المتمردين، مبينا أن ذلك يعد ضربة في صفوف ميليشيات الحوثي وصالح.
وفي محافظة عدن باتت المقاومة الشعبية فيها تسير على خطى الضالع، نحو تحرير المحافظة كاملة من المتمردين الحوثيين، وقال أبو سعيد العدني عضو المقاومة في عدن إنهم يتقدمون في معاركهم الضارية أما ميليشيات الحوثيين وقوات صالح، في مناطق خور مكسر والعريش وقرية الجعولة في مدينة عدن شمال المدينة، مبينا أن غارات التحالف تؤدي دورها الجوي، وأنهم يأملون أن يسيروا في خطاهم كما فعل أبناء المقاومة الشعبية في الضالع. وبحسب مصادر متنوعة وشهود عيان لـ«الشرق الأوسط» فإن الخسائر التي منيت بها ميليشيات الحوثي وقوات صالح متلاحقة وكثيرة، في ظل تضافر الجهود والتنسيق المستمر ما بين قوات التحالف وعناصر المقاومة الشعبية على الأرض.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية إن الخسائر المادية والبشرية في صفوف المتمردين الحوثيين مستمرة، ولا سيما في جنوب اليمن. وبيّن المصدر في حديثه الهاتفي لـ«الشرق الأوسط» أمس أن الخسارة في صفوف المتمردين تتوالى، مفسرا ذلك أن الحوثيين بدأوا ينهزمون داخليا معنويا ونفسيا. وقال المصدر الذي فضل الاحتفاظ باسمه: «نحن نبذل جهود كبيرة سواء في ما يتعلق بالشهداء الذين نقدمهم فداء للوطن والشرعية، أو من خلال خسائر العتاد والعدة، ولكن في نفس الوقت ساهم في الخسائر المتلاحقة في صفوف المتمردين الحوثيين، إضافة إلى مجهودات أبطال المقاومة الشعبية، هم قوات التحالف الذين يقومون بدور كبير وفعال من خلال عملياتهم العسكرية والقصف الجوي. وشاهدنا في الأيام العشر الأخيرة بوضوح تقهقرا وانكسارا في صفوف المتمردين، بل إن عددا كبيرا منهم قاموا بتسليم أنفسهم تلقائيا دون مقاومة».
من جهته قال أحمد التهامي عضو المقاومة الشعبية في محافظة مأرب إن القيادي الحوثي رشاد عبد العزيز البخيتي قتل في كمين محكم أعدته المقاومة في محافظة أبين، مؤكدا أن المزيد سيعلن عنه خلال الأيام المقبلة، كون التنسيق على أشده بين أبناء المقاومة، بتوجيه من قيادة عسكرية خبيرة كانت تعمل سابقا في الجيش اليمني. وأضاف التهامي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «ما يزيد في حسم الأمور أن المتمردين يشعرون في قرارة أنفسهم أنهم يضحون بأنفسهم لسبب غير شرعي، فهم يعتدون ويبغون على حق الغير، وقد أسرّ بذلك لنا عدد من أفراد الميليشيات الحوثية الذين ألقينا القبض عليهم، أو من يسلمون أنفسهم طوعا، فهم يؤكدون أنهم مرغمون في بعض الأوقات على التمرد من قياداتهم، وأحيانا يقودهم الجهل وبعض العقائد الباطلة، على عكس أبناء المقاومة الشعبية الذين يفادون بأنفسهم بكل شجاعة كونهم طلاب حق وشرعية، ويدافعون عن أنفسهم تجاه المعتدين».
وأضاف أن «غارات قوات التحالف تهيئ الأجواء كثيرا لأفراد المقاومة الشعبية في التقدم ولا سيما في جنوب اليمن، حيث استهدفت الغارات أمس موقعا للمتمردين الحوثيين في معسكر النصر ومطار عدن، لتستمر المعارك في محيط معسكر النصار وكذلك منطقة جعولة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.