أحدث موجة شراء من الأثرياء.. القلاع التاريخية توفر الأمان والهيبة

قيمتها لا تتعدى ثمن منزل وسط لندن ولكن بمساحات شاسعة

قلعة ايفيلين
قلعة ايفيلين
TT

أحدث موجة شراء من الأثرياء.. القلاع التاريخية توفر الأمان والهيبة

قلعة ايفيلين
قلعة ايفيلين

لماذا يشتري الثري شقة في لندن بأربعة ملايين دولار بينما هو يستطيع بالمبلغ نفسه شراء قلعة تاريخية بما حولها من أراض شاسعة المساحة؟ هذا هو السؤال الذي أجاب عليه بعض الأثرياء عمليا بالتوجه نحو الاستثمار في شراء القلاع والحصون التاريخية في أوروبا التي يحتفظ بعضها بتاريخ زاخر وتوفر لمالكها الكثير من البريستيج والأمان إذا ما قرر الإقامة فيها. فبعض هذه القلاع يحتفظ بالتحصينات العسكرية التاريخية التي تجعلها منيعة ضد السرقة أو حتى الهجمات الإرهابية.
وتبدأ أسعار القلاع من نحو مليوني دولار، بالإضافة إلى الضرائب والرسوم. وهي تنتشر في بريطانيا وأوروبا. ويعتمد السعر على الموقع والمساحة وحالة القلعة. وهي علاوة على ذلك توفر فرصا استثمارية غير محدودة من حيث الاحتفاظ بالقيمة وإمكانية التحديث أو فتح القلعة للزيارات السياحية.
من الفرص التجارية النادرة التي تتيحها القلاع إمكانية تحويلها إلى فنادق سياحية أو استغلالها في المناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف. كما يمكن الإشراف من هذه القلاع على النشاطات التجارية التقليدية في المنطقة، والتي كانت من مصادر دخل الأثرياء عبر التاريخ مثل صناعات الأخشاب وزراعة الفواكه والكروم وبعض الصناعات الغذائية.
وتعد القلاع التاريخية من أفضل أنواع الاستثمار العقاري من جهة الندرة. حيث عددها محدود ولا يمكن زيادتها مثلما هو الحال في العقارات الجديدة. وأفضل الخيارات للمستثمر هي القلاع التي تحتاج إلى ترميم حيث تباع أحيانا بأقل من قيمتها لأن أصحابها لا يستطيعون تحمل تكاليف الصيانة والترميم. كما تباع معظم القلاع بمساحات كبيرة من الأراضي حولها مما يوفر فرص ملكية نادرة لا توجد في المدن المزدحمة. فالأراضي الطبيعية حول القلاع تضم في الغالب بحيرات وغابات ومزارع، بالإضافة إلى حدائق خاصة.
وتنتشر القلاع المعروضة للبيع في أرجاء أوروبا من فرنسا وإيطاليا إلى الجمهورية التشيكية وألمانيا. وهي تختلف في أساليب البناء والحقبات التاريخية التي تعود إليها. ومن السهل العثور على القلعة المناسبة للاستثمار حسب الموقع أو وفقا للقيمة أو المساحة.
والمثير في بعض هذه القلاع التاريخية أن أسعارها ما زالت دون أسعار بعض الشقق الفاخرة في لندن. كما ينتشر بعض هذه القلاع في مواقع بعضها قريب من السواحل بحيث يمكن الوصول إليها بحرا أو جوا بالطائرات الهليكوبتر. ومن المتوقع أن تحقق هذه القلاع نسبا عالية من زيادة القيمة خلال العقدين المقبلين.
وهذه النخبة من القلاع المعروضة للبيع الآن في الأسواق الدولية توفر لمحة لما يمكن أن يحصل عليه المستثمر العربي. وهي مواقع توفر الملكية الحرة للقلاع والأراضي التي تقع عليها.
* قلعة ايترتات: وهي تقع بالقرب من الساحل في منطقة نورماندي الفرنسية وتشمل 25 غرفة ومساحة من الأرض تبلغ 124 فدانا من الحدائق والغابات، ولا يفصلها عن البحر إلا كيلومتر واحد. وهي قريبة من ملعب غولف يضم 18 حفرة ويطل على البحر مباشرة. وتسمى القلعة باسم البلدة التي تقع في الجوار وهي بلدة ايترتات. أما أقرب مدينة فهي دوفيل التي تبعد عن القلعة بنحو 38 ميلا، بينما يقع المطار المحلي على مقربة 12 ميلا. وتبلغ المساحة الداخلية للقلعة نحو 1800 متر مربع. وهي تضم الكثير من القاعات في الطابق الأرضي بالإضافة إلى غرفة موسيقى وقاعة رياضية والكثير من الحمامات. ومن السهل الوصول إلى القلعة من باريس وعبر المطار المحلي. ثمن القلعة غير معلن وتحتفظ به شركة العقار الفرنسية لمن يريد الشراء جديا.
* قلعة ويسترهانغر، مقاطعة كنت، إنجلترا: وهي معروضة للبيع بسعر 2.6 مليون إسترليني (نحو أربعة ملايين دولار): وهي من العقارات المصنفة تراثيا من الدرجة الأولى وتم تحديثها على مدى 16 عاما. ويعود تاريخ البناء إلى عام 1701. وهي معدة حاليا للإقامة الحديثة بالإضافة إلى قاعات مخصصة لعقد حفلات الزفاف. وهناك الكثير من الإسطبلات ومخازن الغلال التي يمكن التفاوض عليها خارج القيمة المطلوبة في القلعة نفسها. ويدخل ضمن الثمن أراض محيطة بالقلعة مساحتها 14 فدانا.
* قلعة «دو لوس بينوس» ماريوركا: تعرض للبيع بسعر 12.5 مليون دولار، وهي قلعة ومنارة تاريخية تم تحديثها بالكامل لكي تضم حمام سباحة وغرف نوم وحمامات. وهي تطل على البحر مباشرة بشاطئ خاص بها. ويحصل المشتري على موقع خلاب على البحر ومبنى تاريخي ما زالت المدافع التاريخية منصوبة عليه.
* قلعة بانبيرغ، بافاريا، ألمانيا: وتعرض للبيع بثمن 5.7 مليون دولار، ويشمل ثمن البيع أرضا مساحتها 42 فدانا من الحدائق والجداول والمزارع والغابات. وهي تقع ضمن محمية طبيعية وتم تحديثها بالكامل. وتضم القلعة 36 غرفة، يعود تاريخ بعضها إلى القرن الرابع عشر.
* قلعة كولالتو سابينو، لازيو، إيطاليا: وهي معروضة بسعر 10.7 مليون دولار. وهي قلعة يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر وتم تحديثها لكي تصلح للمعيشة العصرية. ولا تبعد القلعة بأكثر من ساعة واحدة بالسيارة من روما. وهي تقع على رأس تل يطل على وديان منطقة لازيو. وتضم القلعة تسع غرف نوم بحمامات، وقاعة احتفالات بالإضافة إلى مكتبة وجيمنيزيوم وحمام سباحة مسخن وملعب تنس. ويمكن تقسيم الإقامة في القلعة إلى عدد من الشقق المنفصلة للضيوف.
* قلعة نانتس في وادي اللوار، فرنسا: وهي مكونة من 20 غرفة نوم. هذه القلعة ظلت في ملكية الأسرة الحالية لمدة ألف سنة بلا انقطاع. وهي تقع على ضفة النهر ولا تبعد أكثر من عشرة أميال عن مدينة نانتس. كما يمكن الوصول إلى شاطئ المحيط الأطلنطي في غضون ساعة واحدة بالسيارة. ويعود تاريخ القلعة إلى نهاية القرن الخامس عشر، وجرت أعمال البناء بين عامي 1480 و1520 وتم توسيعها في عام 1680. ونزل في هذه القلعة الكثير من ملوك أوروبا مثل الملك لويس الرابع عشر والملك الإنجليزي هنري الرابع. ويمكن تأجير قاعات القلعة لحفلات الزفاف والمناسبات الخاصة. ويضم الطابق الأرضي ثلاث قاعات استقبال تتراوح مساحاتها بين 50 و110 أمتار مربعة. وتشمل القلعة طابقا تحت الأرض يعود تاريخه إلى عام 1000 ميلادية ويستخدم الآن لإقامة حفلات الكوكتيل. وتحتفظ هذه القاعة بكافة معالمها التاريخية من الأرضية المكسوة بالفخار إلى المدفأة العتيقة. وتباع القلعة بمساحة أراض محيطة مكونة من 16 فدانا من الغابات والحدائق. ولا تعلن شركة العقار الفرنسية «لو نيل» عن ثمن القلعة وتطلب من المشترين المحتملين الاتصال بها.
* قلعة ايفلين، ايل دو فرانس، وهي تقع بالقرب من فرساي وتعرض للبيع بسعر مليوني دولار وهي مكونة من عدة شقق داخلية إحداها بحجم ثلاث غرف نوم وأخرى بخمس غرف نوم. وهي تضم حمام سباحة وأراضي مساحتها تسعة فدادين. وما يميز هذه القلعة الصغيرة هو موقعها القريب من باريس.
* قلعة ليكليهيد في منطقة اوشليفين، اسكوتلندا: وتعرضها شركة نايت فرانك بسعر مليوني دولار، وهي قريبة من مدينة ابردين ويعود تاريخ القلعة إلى القرن السادس عشر ويميزها سلم حجري دائري داخلها وأبراج تاريخية مستديرة. وهي تضم سبع غرف نوم وأربعة حمامات بالإضافة إلى أربع غرف استقبال وغرفتي نوم في كوخ ملحق بها. وتباع القلعة مع أراض محيطة مساحتها 11 فدانا. وهي قريبة من مدينة ابردين التي تشتهر بصناعة النفط في اسكوتلندا.
* قلعة بلوا، فرنسا: وهي قلعة تاريخية مساحتها 1300 متر مربع وتضم 22 غرفة ومساحة أراض خارجية تصل إلى 40 فدانا. وتقع القلعة على مسافة 114 ميلا جنوب غربي باريس. ويعود تاريخ القلعة إلى القرن السابع عشر مع توسيع جرى في القرن الثامن عشر. وتطل غرف القلعة على الحدائق المحيطة. وتم تحديث القلعة تماما في السنوات الثلاث الأخيرة، لكي توفر مساحة داخلية للمعيشة تصل إلى 1250 مترا مربعا. وتطل القلعة أمامها على مساحة خضراء وصفوف من الأشجار، وفي الخلف على حدائق صممها في عام 1755 المهندس المعماري موريل. وتشمل الحدائق بحيرة مساحتها 80 مترا مربعا تحتوي على نافورة. وتوجد بجوار القلعة حديقة لزراعة الخضراوات وإسطبل والكثير من ورش الصيانة والحدادة وأماكن لصف السيارات. وتحيط الأسوار بالقلعة من كل الجوانب. ولدى سؤال الشركة عن ثمن القلعة المعروضة للبيع كانت الإجابة أنها تصل إلى 5.5 مليون يورو تقريبا.
* قلعة بواتييه: وهي معروضة للبيع بسعر 4.75 مليون يورو. وتشمل القلعة 21 غرفة منها 13 غرفة نوم، مع مساحات خارجية تصل إلى 32 هكتارا. وهي تقع على مقربة 45 كيلومترا من مدينة بواتييه الفرنسية، وتطل من فوق ربوة على الوادي وعلى شاطئ نهر بواتييه. وتنقسم الأراضي المحيطة بالقلعة إلى غابات وجداول. وتعد القلعة مبنى تاريخيا تراثيا، وهي مكونة من ثلاثة طوابق وتقع غرف النوم في الطابقين الأول والأعلى بينما تنتشر القاعات في الطابق الأرضي. وتشمل القلعة إسطبلات خارجية ومخازن غلال وأخشاب. ومن المعالم الحديثة للقلعة وجود حمام سباحة وملعب تنس وسونا وحديقة فواكه. وتنتشر الأشجار في الأراضي المحيطة بالقلعة ويحدها النهر بطول 32 هكتارا. وهي قلعة حديثة وتم تحديثها بالكامل ويمكن السكن فيها فورا. وحصلت القلعة على درجة جيدة في توفير الطاقة.



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»