الراعي يدعو للإسراع بتأليف الحكومة وانتخاب رئيس إنقاذي للبنان

جدد البطريرك الماروني، بشارة الراعي، المطالبة بالإسراع بتشكيل الحكومة «كي يتركز الاهتمام فوراً على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية»، مشدداً على أنه «لا يوجد أي سبب وجيه ووطني» يحول دون ذلك. وقال في قداس ترأسه في بازيليك سيدة لبنان في حريصا أمس الأحد: «كم كنا نتمنى لو أن المسؤولين المدنيين والسياسيين عندنا يتمتعون بذرة من الإيمان وشجاعة التحدي الذي يقتضيه، لما كنا نعيش في حالة الانهيار الكامل سياسياً واقتصادياً ومالياً ومعيشياً واجتماعياً».
وانتقد البطريرك الكتل النيابية التي لم تسم أي شخصية لتكليفها ترؤس الحكومة (حزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»)، قائلاً: «كنا نتمنى لو شاركت في تسمية الرئيس المكلف، أيا يكن المسمى، فئات نيابية أوسع لتترجم، بفعل إيجابي ودستوري وميثاقي، الوكالة التي منحها إياها الشعب منذ أسابيع قليلة، لا سيما أن الاستشارات إلزامية. هكذا تشعر جميع المكونات اللبنانية أنها تتشارك في كل الاستحقاقات الدستورية والوطنية».
وفي حين هنأ الراعي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بإعادة تكليفه تشكيل الحكومة، جدد المطالبة «بالإسراع في تشكيل حكومة وطنية لحاجة البلاد إليها، ولكي يتركز الاهتمام فوراً على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية. فلا تفسير لأي تأخير في التشكيل سوى إلهائنا عن هذا الاستحقاق الدستوري. لا يوجد أي سبب وجيه ووطني يحول دون تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس الجديد»، مناشداً «جميع الأطراف أن يتعاونوا مع الرئيس المكلف بعيداً من شروط لا تليق بهذه المرحلة الدقيقة، ولا يتسع الوقت لها، ولا تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وصورة لبنان أمام العالم. وننتظر من الرئيس المكلف، بالمقابل، تشكيل حكومة على مستوى الأحداث، تشجع القوى الوطنية على المشاركة فيها، وتعزز الشرعية والنزعة السيادية والاستقلالية في البلاد وتجاه الخارج».
وعدّ أن «هذه الأشهر الأربعة الباقية من عمر العهد، يجب أن تخصص لخفض نسبة الحقد والانتقام والكيدية والمطاردات القضائية البوليسية التي لم يألفها المجتمع اللبناني. ويجب أن تخصص للتخفيف من معاناة الناس، لضبط الأوضاع الأمنية، لتحييد لبنان، لإحياء التحقيق القضائي في جريمة المرفأ. ويجب أن تخصص لتعديل خطة التعافي، لمواصلة المفاوضات الحدودية على النفط والغاز، وخصوصاً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ضماناً لوحدة الكيان اللبناني، ولاستمرار الشرعية، واستباقاً لأي محاولة لإحداث شغور رئاسي. نحن نرفضه. وضروري أن يتضمن برنامج الحكومة الجديدة التزاماً واضحاً بهذه القضايا».
وتحدث عن الأزمات التي يعاني منها الشعب اللبناني قائلاً: «يكفي أن ننظر إلى حال الشعب اللبناني لتستيقظ الضمائر النائمة لدى الذين لديهم ضمير. يكفي أن ننظر إلى عذاباته اليومية ليرتفع المسؤولون إلى مستوى أزمة لبنان، ولتكف الجماعة السياسية عن العبث بمصير الوطن والمواطنين على مذبح مصالحها الفئوية والشخصية. إن السياسة فن نبيل لخدمة الخير العام؛ لا هواية، وهي في الأساس اختصاص ورسالة مشرفة تحتم على كل من يود ممارستها أن يتحلى بالمسؤولية والجدية والنضوج والخبرة والإقدام وحسن التدبير والجرأة على إعطاء الأولوية للمواقف الوطنية على ما عداها، وخصوصاً في هذا الوقت العصيب. فكل المعالجات لأزماتنا تبقى محدودة الفائدة ما لم نطرح القضية الوطنية بكل أبعادها من دون خوف أو عقدة أو حيرة. إذا عجز السياسيون، على ما يظهر، فإنا ننادي من جديد بمؤتمر دولي خاص بلبنان لمعالجة مرضه بعد تشخيصه بجرأة وشجاعة».