تواجه مدينة خاركيف، شمال شرقي أوكرانيا، ضغوط القوات الروسية منذ بدء الهجوم، حيث تسقط الصواريخ مرة أخرى يومياً على وسط المدينة. وتحولت عدة شقق ومبانٍ في ثاني أكبر مدينة في البلاد إلى الرماد، مع استمرار القصف الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) الماضي. فيما أصبحت بلدة سالتيفكا التي تقع في الشمال الشرقي من المدينة ما يشبه مدينة الأشباح، حسب ما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وذكر تقرير الهيئة أن آثار حروق سوداء تظهر من النوافذ أعلى المباني حيث سقطت قذائف، وتظهر آثار الدمار في طوابق مهدمة وثقوب دائرية في الأسطح، وتناثر ممتلكات شخصية بين الممرات. كما تنتشر بقايا الأسلحة والصواريخ في البلدة.
ويقول سيرهي كريستيتش (44 سنة) وهو يغسل وجهه بالماء من زجاجة بلاستيكية، المقيم في المبنى رقم 80 في بلدة سالتيفكا في شمال شرقي مدينة خاركيف (شرق أوكرانيا)، «سالتيفكا مثل تشيرنوبيل الآن. بالطبع كان هناك إشعاع في تشيرنوبيل، لكنه لم يدمر. لكن كل شيء هنا دمر. من المستحيل العيش».
ورغم الأوضاع الصعبة، لا يزال يوجد أشخاص يعيشون في سالتيفكا، في مبانٍ لا تحتوي على غاز أو ماء، فيما أعيد تشغيل الكهرباء في بعض المباني الأسبوع الماضي، وعاد عدد قليل من الناس من محطات المترو أو الملاجئ الأخرى.
وقالت تمارا كونيفا، وهي متقاعدة تبلغ من العمر 70 عاماً تعيش في الطابق الأرضي من مبنى نصف مدمر في سالتيفكا، «كانت منطقة جميلة، وكانت هناك حديقة جميلة وكان هناك ضوء في الحديقة، ومقاعد ونافورة». وقالت: «الآن لم يبق شيء».
كان حي سالتيفكا موطناً لما بين 500 ألف إلى 800 ألف مواطن أوكراني قبل الحرب. وكانت بلدة سالتيفكا مشروعاً لضم الطبقة العاملة في الحقبة السوفياتية، وكان مخصصاً في البداية للعمال في الصناعة في المدينة وعائلاتهم.
مع عدم توفر المرافق في شققهم، أنشأ بعض السكان الذين ما زالوا يعيشون في سالتيفكا مطابخ مؤقتة في الهواء الطلق، حيث يطبخون الطعام ويجلسون معاً. مرة واحدة يومياً، يشق متطوعون من منظمة «World Central Kitchen» الخيرية للأغذية طريقهم حول الحي ويوزعون وجباتهم في صناديق.
قال ليون بتروسيان، المهندس البالغ من العمر 50 عاماً، «سالتيفكا هي صحراء الآن». وقال: «الناس الذين تركوا هنا ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. إنهم محاصرون».
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء صوراً لأعضاء فريق متخصص يعمل على نزع فتيل المتفجرات والقنابل والألغام التي سقطت على مبنى سكني ولم تنفجر في مارس (آذار) الماضي في حي سالتيفكا، مع استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وهناك مخاوف من عودة القوات الروسية إلى خاركيف. وقال فاديم دينيسينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، يوم الأحد الماضي، إن روسيا تحاول مرة أخرى «جعل خاركيف مدينة على خط المواجهة».
حاول الروس الاستيلاء على خاركيف في الأيام الأولى من الغزو، وتحملت بلدة سالتيفكا وطأة الهجوم، ولكن تم دفع القوات الروسية في النهاية إلى الوراء، والخط الأمامي الآن يقع على بعد حوالي 12 ميلاً من وسط المدينة. لكن سالتيفكا لا يزال داخل نطاق المدفعية الروسية، وهو واقع أصبح من المستحيل تجاهله بسبب القصف اليومي.
على حافة الحي، لا تزال هناك خنادق حفرها الأوكرانيون للدفاع عن المدينة، وقال السكان إن الحي الهادئ تحول إلى هدف للغزو الروسي.
«أشبه بتشيرنوبل»... خاركيف الأوكرانية تتحول إلى مدينة أشباح بفعل الحرب (صور)
«أشبه بتشيرنوبل»... خاركيف الأوكرانية تتحول إلى مدينة أشباح بفعل الحرب (صور)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة