ويمبلدون تنطلق الاثنين من دون «نقاط»... وغياب فيدرر لأول مرة منذ عقدين

الترشيحات تصب في صالح نادال وديوكوفيتش لحصد اللقب مع حرمان اللاعبين الروس والبيلاروس من المشاركة

نادال وديوكوفيتش المرشحان الأبرز للقب في غياب الكبار (أ.ف.ب)  -  الإصابة تغيّب فيدرر عن بطولته المفضلة (رويترز)
نادال وديوكوفيتش المرشحان الأبرز للقب في غياب الكبار (أ.ف.ب) - الإصابة تغيّب فيدرر عن بطولته المفضلة (رويترز)
TT
20

ويمبلدون تنطلق الاثنين من دون «نقاط»... وغياب فيدرر لأول مرة منذ عقدين

نادال وديوكوفيتش المرشحان الأبرز للقب في غياب الكبار (أ.ف.ب)  -  الإصابة تغيّب فيدرر عن بطولته المفضلة (رويترز)
نادال وديوكوفيتش المرشحان الأبرز للقب في غياب الكبار (أ.ف.ب) - الإصابة تغيّب فيدرر عن بطولته المفضلة (رويترز)

تنطلق بطولة ويمبلدون للتنس الاثنين المقبل بدون مشاركة الروسي دانييل ميدفيديف المصنف الأول عالميا ولاعبة بيلاروس فيكتوريا أزارينكا المصنفة الأولى عالميا سابقا، لكن البطولة الكبرى المقامة على الملاعب العشبية لن تتحول إلى حدث استعراضي على الرغم من حرمانها من نقاط التصنيف.
وستقام نسخة 2022 من بطولة التنس الأكثر شهرة في العالم بدون نقاط تصنيف، بعد قرار المنظمين بحظر مشاركة لاعبي روسيا وبيلاروس في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.
ووصف اتحادا المحترفين والمحترفات هذه الخطوة بأنها تمييزية، وتخلط بين السياسة والرياضة، وجردت ويمبلدون من نقاط التصنيف التي تحدد قدرة اللاعب على دخول البطولات وتصنيفه، ما يجعلها تشبه المنافسات الاستعراضية. لكن البريطاني آندي موراي الفائز بلقب البطولة مرتين عامي 2013 و2016، يؤكد على أن ويمبلدون لن تتحول إلى بطولة استعراضية مع أو بدون نقاط التصنيف. وعلق اللاعب البالغ عمره 35 عاما الشهر الماضي: «أتابع رياضة الغولف عن كثب وليس لدي أي فكرة عن عدد نقاط التصنيف التي يحصل عليها الفائز بطولات الأساتذة... أنا وأصدقائي نحب كرة القدم ولا أحد منا يعرف أو يهتم بعدد نقاط التصنيف التي يحصل عليها المنتخب الفائز بكأس العالم. لكن يمكنني أن أخبرك من فاز بكأس العالم وبطولات الأساتذة».
وسيفقد الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الفائز باللقب في آخر ثلاث نسخ، 2000 نقطة حصل عليها في ويمبلدون 2021، وسيكون من بين العديد من اللاعبين الذين سيتأثرون ويتراجعون في التصنيف بسبب هذا القرار.
وأعربت اليابانية نعومي أوساكا، الفائزة بأربعة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى، قبل شهر عن شكوكها بشأن المشاركة في ويمبلدون بسبب فقدان نقاط التصنيف، قبل أن تعلن انسحابها بالفعل الأسبوع الماضي بسبب إصابة في وتر العرقوب.
وبينما سيكون ميدفيديف، بطل أميركا المفتوحة، وأزارينكا، الفائزة في أستراليا في 2012 و2013، من بين مجموعة من الأسماء المحظورة من المنافسة، لكن لن يغيب أي لاعب أو لاعبة احتجاجا على القرار.
وقال المنظمون إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استبعاد لاعبين من ويمبلدون على أساس الجنسية منذ حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة عندما تم حظر لاعبين ألمان ويابانيين، لكنه كان الخيار الوحيد القابل للتطبيق بموجب التوجيهات التي قدمتها الحكومة البريطانية.
وأشار الإيطالي أندريا غاودينتسي رئيس اتحاد اللاعبين المحترفين إلى أن قرار تجريد ويمبلدون من نقاط التصنيف كان «صعبا للغاية»، وأوضح: «نتفهم أن الأمر لا يعني أنهم استيقظوا في صباح أحد الأيام وقرروا حظر اللاعبين، أعني أن هناك حربا، (منظمو البطولة) تعرضوا لضغوط من الحكومة. هناك حجج منطقية لكلا القرارين. لكن من ناحية أخرى، وضعونا في موقف صعب للغاية. هل كان علينا تجاهل الأمر؟ أعتقد أنه كان سيكون خطأ لأننا ندافع عن عدالة التصنيف وعدم التمييز والمساواة بين الرياضيين في الوصول إلى الفرص».
ويشارك لاعبو روسيا وبيلاروس في بطولات التنس الدولية حاليا كمحايدين في ظل إيقاف الاتحادين الوطنيين، وقد سُمح لهم بالمشاركة في بطولة فرنسا المفتوحة، بينما لن تكون
هناك قيود عليهم في فلاشينغ ميدوز الأميركية بعد شهرين.
ويأمل الإيطالي غاودينتسي أن تجلس جميع الهيئات الحاكمة للتنس بعد ختام ويمبلدون وتتخذ قرارا بشأن مسار موحد لمثل هذه المواقف في المستقبل، وقال: «لا نريد أن نجد أنفسنا في هذا الموقف الصعب مرة أخرى».
أيضا ولأول مرة منذ أكثر من عقدين كاملين ستشهد ويمبلدون غياب النجم الأسطوري المخضرم روجر فيدرر لعدم التعافي من إصابة بالركبة. وخضع فيدرر الذي سيكمل عامه 41 في أغسطس (آب) المقبل لثلاث عمليات جراحية في الركبة في العامين الأخيرين ولم يشارك في أي مباراة رسمية منذ هزيمته في دور الثمانية لبطولة ويمبلدون العام الماضي أمام المجري هوبرت هوركاتش.
وتوج فيدرر بلقب الناشئين في ويمبلدون في 1998 قبل تحوله للاحتراف في نفس العام.
ومنذ ظهوره الأول في البطولة الكبرى عام 1999 شارك فيدرر في جميع نسخ البطولة، وحصد اللقب 8 مرات (رقم قياسي) من ضمن 20 لقبا كبيرا في حوزته.
وقال نجم التنس الأميركي السابق جون ماكنرو الفائز بسبعة ألقاب كبرى: «20 عاما تابعنا فيها فنون فيدرر... عليكم النظر للجانب المضيء. حصلتم على فرص كثيرة لمشاهدة هذا الرجل وهو يلعب ويفوز مرات عديدة. لذا فإننا نأمل أن يكون سعيدا بكل قرار يتخذه. عمره 40 عاما. لقد استمر طويلا. هذا رائع».
وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال فيدرر: «بالتأكيد أتطلع للعودة لملاعب التنس، أنتظر العودة لقمة الأداء في 2023».
وأضاف ماكنرو: « فيدرر هو أسطورة حية. الكل يعرف ذلك. إنه يجسد ما تريده لأولادك عندما يكبرون. وهو أجمل لاعب شاهدته طوال حياتي. (رود) ليفر هو مثلي الأعلى، وفيدرر يجسد نوعا ما النسخة الحديثة من رود ليفر بالنسبة لي».
وستتركز الأنظار على الإسباني رافائيل نادال في ويمبلدون حيث يتطلع للتتويج بلقب الكبير الثالث هذا العام بعد أستراليا وفرنسا، والاقتراب من الجمع بين ألقاب البطولات الأربع الكبرى في موسم واحد.
لكن آمال نادال ستصطدم بطموحات ديوكوفيتش حامل اللقب في آخر 3 نسخ للبطولة الانجليزية. وما زال رود ليفر هو الوحيد الذي حصد ألقاب البطولات الأربع الكبرى في 1969.
وكاد الصربي ديوكوفيتش أن يحقق هذا الإنجاز العام الماضي عندما فاز بأول ثلاث بطولات كبرى لكنه خسر أمام الروسي ميدفيديف في نهائي أميركا المفتوحة.
وعندما فاز ديوكوفيتش ببطولة ويمبلدون للمرة السادسة والثالثة على التوالي في 2021، رفع رصيده إلى 20 لقبا كبيرا ليتساوى مع روجر فيدرر ونادال، قبل أن يرفع الأخير رصيده إلى 22 لقبا.
ولم يفز ديوكوفيتش البالغ عمره 35 عاما ببطولة كبرى منذ ذلك الحين حيث حرم من المشاركة في أستراليا لخرق قواعد فيروس كورونا وخسارته أمام نادال في فرنسا، بينما لم يلعب فيدرر منذ مشاركته في ويمبلدون العام الماضي.
وستكون مشكلة القدم المزمنة التي يعاني منها نادال تحت المجهر مرة أخرى، لكن مهمته في ويمبلدون، حيث فاز باللقب في 2008 و2010، ربما تكون أكثر صعوبة بالنظر إلى أن ديوكوفيتش لم يخسر في آخر 21 مباراة له على الملاعب العشبية لنادي عموم إنجلترا.
ومع حظر مشاركة ميدفيديف وغياب الألماني ألكسندر زفيريف المصنف الثاني للإصابة، سيكون ديوكوفيتش المصنف الأول في البطولة ونادال الثاني هما الأكثر ترشيحا لحصد اللقب خاصة أن القرعة جعلت كل منهما في مسار حتى النهائي المقرر في العاشر من يوليو (تموز).


مقالات ذات صلة

أندرييفا «المراهِقة» تركز على مبارياتها بدلاً من التصنيف

رياضة عالمية الروسية الشابة ميرا أندرييفا (رويترز)

أندرييفا «المراهِقة» تركز على مبارياتها بدلاً من التصنيف

تتقدم الروسية الشابة ميرا أندرييفا بسرعة فائقة في تصنيف محترفات كرة المضرب، لدرجة أن ابنة السبعة عشر عاماً لم تعد مهتمة برصد موقعها المميز.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية الإسباني كارلوس ألكاراس يواصل تألقه في إنديان ويلز (رويترز)

«دورة إنديان ويلز»: ألكاراس يواصل بنجاح طريقه إلى «الثلاثية»

واصل الإسباني كارلوس ألكاراس المصنّف ثالثاً عالمياً بنجاح رحلة الدفاع عن لقبه في دورة إنديان ويلز للماسترز ألف نقطة في كرة المضرب.

«الشرق الأوسط» (انديان ويلز)
رياضة عالمية البولندية إيغا شفيونتيك إلى نصف نهائي «إنديان ويلز» (رويترز)

«إنديان ويلز»: شفيونتيك تواجه الروسية الواعدة أندريفا في قبل النهائي

فازت البولندية إيغا شفيونتيك 6 - 3 و6 - 3 على الصينية تشنغ تشين ون، لتتأهل إلى قبل نهائي بطولة «إنديان ويلز» للتنس.

«الشرق الأوسط» (إنديان ويلز)
رياضة عالمية شفيونتيك تحتفل بعد فوزها على الصينية تشنغ تشين (إ.ب.أ)

إنديان ويلز: شفيونتيك تتأهل لنصف النهائي على حساب تشنغ

فازت البولندية إيغا شفيونتيك 6 - 3 و6 - 3 على الصينية تشنغ تشين ون الخميس لتتأهل إلى قبل نهائي بطولة إنديان ويلز.

«الشرق الأوسط» (إنديان ويلز)
رياضة عالمية سابالينكا خلال مواجهتها مع البريطانية سوناي كارتال (رويترز)

دورة إنديان ويلز: سابالينكا تنهي مغامرة كارتال وتبلغ ربع النهائي

انتهت مغامرة البريطانية سوناي كارتال في منافسات فردي السيدات ببطولة إنديان ويلز للتنس من دور الـ16 بعدما خسرت أمام البيلاروسية أرينا سابالينكا.

«الشرق الأوسط» (إنديان ويلز)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.