نديم شرفان يحلم بـ«ميّاس» إلى العالمية

بكى اللبنانيون تأثراً وهم يتابعون عرضاً راقصاً لفرقة «مياس»، في حلقة برنامج «أميركا غوت تالنت»، بعدما حظي الفريق بفرصة العمر عندما ضغطت صوفيا فيرغارا في لجنة الحكم، على الزر الذهبي (غولدن بازر)، ليتأهل الفريق إلى مرحلة العروض المباشرة. وكان الفريق قد اجتاز مراحل أخرى كان لا بدّ له المرور بها لإثبات جدارته والوصول إلى نصف النهائيات.
بقي نديم شرفان يلاحق حلمه إلى العالمية ولم يكتفِ بالفوز بلقب «أرابز غوت تالنت» في موسمه الأخير. فحمل بفريقه الراقص «مياس» إلى العالمية من خلال مشاركته في برنامج «Britani’s Got Talent: The Champions».
واستمر نديم يجاهد ويكافح حتى وصل إلى مسرح «America’s Got Talent». وهناك وفي أول إطلالة للفريق على المسرح، ضغطت النجمة الأميركية فيرغارا على الزر الذهبي. وهو زر الحظ كما يلقبه المشاركون في «أرابز غوت تالنت»، إذ يخول الموهبة المشاركة من اجتياز مراحل عدة، والتأهل للعروض المباشرة.
هذا المشهد الذي يصور فيرغارا تضغط على الزر الذهبي، تداوله اللبنانيون بكثافة، فتصدرت فرقة «مياس» التراندات على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا الموقف شكل طاقة فرج عند اللبنانيين التواقين لفسحة أمل تزودهم بنفحة أكسجين في ظل أوضاع متردية يعيشونها.
كان شرفان قد تكتم عن هذا الخبر نحو شهر كامل، فلم يعلن عنه بناء على نصيحة تلقاها من فريق «أميركا غوت تالنت». فقد طلب منه عدم الإفصاح عن الحدث قبل عرض الحلقة على التلفزيون الأميركي.
وقبل يومين من موعد عرض الحلقة التي خولته التأهل إلى مرحلة نصف النهائيات، جمع شرفان المقربين منه ليزف لهم الخبر. وفي مركز بيال، لبى دعوة شرفان أفراد عائلته وبعض الأصدقاء إضافة إلى الطبيبين دكتور زاهي وفادي الحلو، المنظمين لجائزة الـ«موركس دور»، اللذين كرما شرفان في الماضي القريب، تقديراً لفنه المبدع في عالم الرقص.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، تقول الإعلامية مي زيادة التي حضرت المناسبة: «عدد الأشخاص الذين حضروا هذه الدعوة لم يتجاوز عدد أصابع اليدين. فقد أنذره القيمون على برنامج (أميركا غوت تالنت) بأن يتكتم عن إعلان الخبر حتى يعطونه الضوء الأخضر وإلا فسيخسر فرصته هذه».
وتخبرنا زيادة المقربة من شرفان عن الأجواء التي تخللت هذه الدعوة الضيقة: «لقد بدا التأثر واضحاً على وجوه جميع الحاضرين. حتى إن بعضنا بكى فرحاً لدى مشاهدته مقطع رقص الفرقة». وتضيف: «كان الأمر بمثابة بقعة ضوء غمرتنا بعد أن ضاقت بنا الدنيا في لبنان. ونديم أيضاً كان متأثراً، وكنت أنتظر اليوم الذي سيسمح لي بالتحدث عن الأمر. ومنذ يوم الأحد إلى اليوم، كان قلبي يرقص فرحاً وعيوني تدمع لا شعورياً من شدة تأثري بالخبر، وكتمت الأمر كما طُلب مني. فالحضور يومها اقتصر على المقربين فقط، وغيب أهل الإعلام كي لا يُسرّب الخبر».
وزيادة التي سبق وسلمت شرفان جائزته في حفل «موركس دور»، تفتخر بأنه ابن بلدتها قرطبا. وتقول في سياق حديثها: «هو تحدٍّ أراد نديم خوضه مهما كلف الأمر، سيما أن فريقه يتألف من النساء فقط. وهو ما جعل مهمته أصعب، لأن لبنان والعالم العربي لا يستسيغون كثيراً فنون الرقص، ولا يدعمونها».
أما نديم شرفان الذي يغيب تماماً عن السمع، فقد نشر عبر حسابه الخاص على «إنستغرام»، مقطع الفيديو من حلقة «أميركا غوت تالنت»، وكتب يقول: «كل حياتي بسمع هالكلمة (نديم أنت مطرحك مش بلبنان لازم تسافر). ولكني وصلت العالمية من لبنان ولن أتركه، لأن لبنان لم يتركني، وبحبك يا وطني».
تعد فرقة «ميّاس» اللبنانية والعربية الأولى، التي تصعد مسرح «America’s Got Talent»، وبالتالي الأولى التي تحصل على الباز الذهبي في البرنامج العالمي.
أما فيرغارا التي أعطت هذه الفرصة الذهبية للفرقة اللبنانية فغردت تقول: «هذا أجمل شيء رأيته على الإطلاق، برافو. يا له من شرف لي أن أمنحكم الباز الذهبي!! متشوقة جداً لرؤيتكم مجدداً».
وعبّرت الفرقة عن سعادتها بهذا الفوز على «السوشيال ميديا»، وعلقت عبر «إنستغرام»: «لبنان أنت أحلى بلد منحبك ومنوعدك ما خلصت هون».
وقبل أن ينطلق الفريق بعرضه الراقص في الحلقة، أوضحت عضو من الفرقة المؤلفة من السيدات حصراً، ضمن ريبورتاج مصوَّر، بأن الحلم الذي يسعى الفريق إلى تحقيقه، هو تسليط الضوء على ما تستطيع المرأة العربية أن تقوم به، وبأنها قادرة على ابتكار الفنون.
ويتضمن الريبوتاج، فتيات الفريق المشاركات في اللوحة الراقصة، وهنّ يعرّفن عن أنفسهن. وبينهن جنى، وليليا، وجوانا، وريا، ونيكول، فيما أخبرت إحداهن حكايتها مع نديم الذي تعرفه منذ نعومة أظافرها. وتابعت بأنها لم تتردد في الانتساب إلى فرقته «مياس» التي تقدم لوحات راقصة خارجة عن المألوف، ضمن تقنية فنية أطلقها نديم شرفان من موقعه مدرباً للفرقة.