ابتكار إبرة مجهرية لتوصيل الدواء للعين «ذاتيا»

لعلاج بعض الأمراض

ابتكار إبرة مجهرية لتوصيل الدواء للعين «ذاتيا»
TT

ابتكار إبرة مجهرية لتوصيل الدواء للعين «ذاتيا»

ابتكار إبرة مجهرية لتوصيل الدواء للعين «ذاتيا»

طور فريق دولي من الباحثين نظامًا جديدًا يحتمل أن يكون الأفضل لتوصيل الأدوية للعين من دون مضاعفات، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
ووفق الموقع، كان أداء التقنية الجديدة جيدًا في الاختبارات قبل السريرية.
وفي هذا الاطار، قال أحد الباحثين مدير معهد تيراساكي للابتكار الطبي الحيوي علي خادم حسيني «هذا التحسن الجديد في علاج توصيل الأدوية يمكن أن يتجنب المشاكل المرتبطة باستخدام الإبر لعلاج أمراض العيون الخطيرة».
والمصطلح العلمي لحقن العين هو «الحقن داخل الجسم الزجاجي»، حيث يتم وضع الدواء في الجسم الزجاجي (سائل يشبه الهلام يملأ مقلة العين). يتم استخدامه لعلاج عدد من الأمراض، بما في ذلك الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD) ومرض العين السكري.
وفي الوقت الحالي، يكون العلاج عبارة عن حقن متعددة لعقار يسمى مضاد VEGF في مادة تشبه الهلام في العين.
ولذلك بدلاً من الاضطرار إلى الاعتماد على الحقن المتعددة الذي يشكل خطورة على العدوى عبر العلاجات، ابتكر الفريق إبرة مجهرية فائقة الرقة تبقى في العين وتتحلل في النهاية.
وتحتوي الإبرة الدقيقة على «سدادة» هيدروجيل لإغلاق الفتحة التي تم إنشاؤها وإطلاق الدواء المغلف تدريجيًا أثناء وجوده داخل منطقة العين.
وقام الفريق بحقن الإبر الدقيقة في عيون الخنازير المستأصلة. وقد أظهر هذا أن الفتحة أُغلقت بعد الحقن، وأن الدواء (في هذه الحالة صبغة إرجوانية) انتشر عبر العين كما هو متوقع. وبعدها ذهب الفريق إلى أبعد من ذلك؛ حيث قام بإدخال إبرة مجهرية في الخنازير الحية. ولم يجد الفريق أي تسرب أو التهاب في الموقع. وبعد سبعة أيام كان طرف الإبرة لا يزال مثبتًا بشكل آمن في مكانه.
وتشير البيانات إلى أن «الدواء النموذجي» من طرف إبرة مجهرية ذاتية التوصيل تم تفريقها بنجاح عبر الجسم الزجاجي وشبكية العين.
ومع هذه الأنواع من التجارب، هناك طريق طويل لنقطعه قبل أن يتم الحقن بإبرة ميكروية ذاتية التوصيل قابلة للتحلل البيولوجي لعلاج امراض العين. كما سيحتاج التصميم إلى دراسات أطول في النماذج الحيوانية لضمان السلامة، وفي النهاية سيخضع لتجارب سريرية لتأكيد ما إذا كان آمنًا أيضًا على البشر. لكن في الوقت الحالي، يعد هذا اكتشافًا مثيرًا، وقد يوفر حلاً أقل فظاعة إلى حد ما لمشكلة مروعة للغاية.
وقد تم نشر البحث في «Advanced Healthcare Materials».


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.