لماذا تنقلب الجماهير على الفرق التي تشجعها وتطلق صافرات الاستهجان؟

ما حدث ضد المنتخب الإنجليزي ومدربه ساوثغيت مثال على ثقافة متأصلة تنتقل من الكبار للصغار

ساوثغيت مدرب إنجلترا يشعر بالحسرة بينما لاعبو المجر خلفه يحتفلون (رويترز)
ساوثغيت مدرب إنجلترا يشعر بالحسرة بينما لاعبو المجر خلفه يحتفلون (رويترز)
TT

لماذا تنقلب الجماهير على الفرق التي تشجعها وتطلق صافرات الاستهجان؟

ساوثغيت مدرب إنجلترا يشعر بالحسرة بينما لاعبو المجر خلفه يحتفلون (رويترز)
ساوثغيت مدرب إنجلترا يشعر بالحسرة بينما لاعبو المجر خلفه يحتفلون (رويترز)

كانت المعاملة التي تلقاها المنتخب الإنجليزي ومديره الفني غاريث ساوثغيت من قبل المشجعين الإنجليز على ملعب «مولينو» الخاص بفريق ولفرهامبتون الأسبوع الماضي، بعد الخسارة أمام المجر برباعية نظيفة، صاخبة، وعلى حد تعبير الموجودين هناك، «بغيضة» تماماً. كان هناك جدل شديد حول ما إذا كان ذلك صحيحاً أم خاطئاً (أنا شخصياً أرى أن هذه الطريقة خاطئة تماماً)، لكن ربما يتعين علينا أن نتساءل عن أسباب حدوث ذلك في المقام الأول.
دعونا نتفق في البداية وقبل أي شيء على أن أداء المنتخب الإنجليزي في تلك المباراة كان سيئاً للغاية، بدءاً من حارس المرمى آرون رامسدال، مروراً بجون ستونز في خط الدفاع، والمهاجم بوكايو ساكا الذي كان في أسوأ حالاته، ووصولاً إلى الهداف هاري كين الذي كان كل ما قام به هو محاولة خداع حكم اللقاء للحصول على ركلة الجزاء الثانية له خلال فترة التوقف الدولي! لقد كان الأداء مملاً للغاية، وقد اعترف ساوثغيت بأن سقف التوقعات كان مرتفعاً بالنسبة للمنتخب الإنجليزي، لكنه لم يقدم الأداء المتوقع في المباراتين اللتين لعبهما على ملعب «مولينو».
ثم هناك مشكلة أخرى تتعلق بالعلاقة مع ساوثغيت نفسه، حيث هناك بعض المشجعين الإنجليز الذين لا يحبون المدير الفني بسبب دعمه لحركة الانحناء على الركبة قبل المباريات تعبيراً عن مناهضة العنصرية. إنه لم يدافع عن لاعبيه فقط بشأن قرارهم بالاحتجاج ضد العنصرية الممنهجة، بل دافع عنهم على الملأ وبصوت عالٍ.
ثم هناك الجدل المتعلق بالطريقة الدفاعية التي يلعب بها المنتخب الإنجليزي وتقديمه لكرة مملة، والفشل في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من جاك غريليش المنتقل من أستون فيلا إلى مانشستر سيتي مقابل 100 مليون جنيه إسترليني. هذه شكوى مشروعة - حتى وإن كانت خاطئة من وجهة نظر آخرين، وأنا منهم - وهي شكوى تم الترويج لها في البرامج الإذاعية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من عام. لقد كانت هذه الشكوى تظهر على السطح من وقت لآخر، ويبدو أن هذه الطريقة في التفكير، خصوصاً فيما يتعلق بانتقاد المنتخب الإنجليزي لتقديمه كرة قدم مملة، بدأت تنتشر على نطاق واسع، لدرجة أن نحو 2000 طفل كانوا يطلقون صافرات الاستهجان على المنتخب الإنجليزي بعد التعادل مع إيطاليا من دون أهداف.
نعم إن الخسارة كانت قاسية، فهي الأولى للمجر في أرض إنجلترا منذ 94 عاماً، والأولى بطلة العالم 1966 بفارق أربعة أهداف على أرضها، منذ سقوطها 5 - 1 ضد اسكوتلندا في 1928.
وتتذيّل إنجلترا المجموعة الثالثة التي تتصدرها المجر ببطولة دوري الأمم، بطريقة مفاجئة، خلف إيطاليا وألمانيا، بعد أن فشلت في تحقيق أي فوز من أربع جولات، مكتفية بتعادلين وخسارتين كانتا أمام المنتخب ذاته.
لكن من الجدير بالذكر أيضاً أن غاريث ساوثغيت الذي تحمل وحده مسؤولية الخسارة.
وقد علّق على صافرات الاستهجان ضده بهدوء لرفع الضغط عن لاعبيه، قائلاً: «أفهم ذلك، ولكن هذه المجموعة من اللاعبين كانت رائعة في تمثيل البلد، ومن المهم أن يبقى الناس خلفهم لأنهم سيكونون أقوياء في المستقبل».
بقيادة ساوثغيت، وصل منتخب «الأسود الثلاثة» إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 في روسيا وبلغ في كأس أوروبا الصيف الماضي، أول نهائي بطولة كبرى في 55 عاماً قبل أن يخسر بركلات الترجيح ضد إيطاليا.
لقد كان ساوثغيت يحظى بإشادة كبيرة لمدة طويلة، قد تصل إلى عامين على الأقل، وهو أمر غير مألوف وغير معتاد بالمرة للمدير الفني للمنتخب الإنجليزي. ويتولى ساوثغيت القيادة الفنية للمنتخب الإنجليزي منذ فترة طويلة، وهو الأمر الذي جعل المشجعين يشعرون بالملل ويجرون المقارنات بينه وبين المديرين الفنيين الآخرين الناجحين في هذا البلد. سيمون تشادويك هو أستاذ الرياضة العالمي بكلية «إم ليون لإدارة الأعمال»، وغالباً ما يظهر في مقالات مثل هذه المقالة لإبداء رأيه في القضايا المتعلقة باللعبة. ويشير تشادويك إلى أن الجماهير الإنجليزية تقارن ساوثغيت بجوسيب غوارديولا ويورغن كلوب.
ويقول: «إذا فكرت في أفضل فريقين في إنجلترا حالياً - مانشستر سيتي وليفربول - ستجد أنهما يشتركان في فلسفة تعتمد إلى حد كبير على الأداء بشغف وبشكل جيد. كلوب، على وجه الخصوص، هو تجسيد لما يريده الجميع تقريباً من أي مدير فني، من حيث التناغم الكبير بينه وبين الجماهير واللاعبين، حيث يبدو أنه مهتم بكل شيء في حقيقة الأمر».
ويضيف: «وفيما يتعلق بالشخصية والنهج، يبدو الأمر كما لو أن ساوثغيت رجل قد عفا عليه الزمن، وطريقته في الإدارة كان من الممكن أن تكون مقبولة قبل عشر سنوات من الآن. لكن كرة القدم التي تُلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز قد تفوقت عليه. يجب أن تراه الجماهير وهو يركض ذهاباً وإياباً بجوار خط التماس، وهو يقفز في الهواء ويصيح، ويتناول المشروبات مع اللاعبين، لأن هذا هو ما يفعله غوارديولا وكلوب، وما غرساه في نفوس المحللين ومشجعي كرة القدم».
وتأخذنا رؤية تشادويك إلى فكرة أخرى، وهي فكرة تتعلق بالهوية، فإطلاق صيحات الاستهجان الصاخبة ضد الفريق الذي من المفترض أنك تدعمه وتشجعه تكاد تقتصر على المنتخب الوطني فقط. ويشعر البعض بالإحباط - وأنا منهم - من حقيقة أن هناك من يرى أنه من الطبيعي أن يتعرض المنتخب الإنجليزي لصافرات الاستهجان في حال تقديمه مستويات سيئة. في الحقيقة، يُمكن النظر إلى هذا السلوك على أنه يكشف عن الهوة والمسافة الكبيرة بين المشجعين واللاعبين الذين يحصلون على أجور عالية، وأن أي شيء آخر غير الكمال يفشل في تبرير حصول هؤلاء اللاعبين على تلك الأجور التي تصيب العقول بالحيرة. وقد يكون الأمر هو أن المشجعين الآن يستثمرون كثيراً في هويتهم كمشجعين، بحيث يتعاملون مع أي فشل على أنه شيء يمسهم شخصياً، وهو الأمر الذي يتفاقم عندما يكون الفريق الذي يلعب هو المنتخب الإنجليزي، حيث يرى المشجع أنه لم يكن الوحيد الذي تعرض للإهانة، بل إن بلده بالكامل هي من تعرضت لتلك الإهانة!
هناك حجة تقول إن التشدد الموجود في المناقشات عبر الإنترنت قد بدأ يتسرب إلى العالم الحقيقي، وبالتالي أصبح ساوثغيت ولاعبوه يواجهون في الحياة الواقعية ما كانوا يواجهونه على موقع «تويتر». يتفهم تشادويك هذه النقطة، لكنه يفهمها بشكل أكبر كجزء من الفرضية الأساسية للإنترنت الحديث، حيث أصبحت لدينا كمستهلكين وظيفة تتمثل في التعليق على عمل الآخرين.
يقول تشادويك: «لقد أصبحنا جميعاً نشارك في إنشاء المحتوى عبر الإنترنت، سواء كان ذلك على (تويتر) أو (فيسبوك) أو (تيك توك). نحن نعيش في عصر نسهم ونشارك فيه إنشاء المنتج. فإذا كان أحد عناصر هذا المنتج - الأداء داخل الملعب مثلاً - لا يفي بالمعايير المطلوبة أو المتوقعة، فإننا نسهم في إنشاء مزيد من المنتج من خلال عكس الجودة الرديئة للتجربة التي مررنا بها. نحن نعيش في اقتصاد قائم على التجربة، ونعلم أننا على وسائل التواصل الاجتماعي سوف نعترض ونشتكي من كرة القدم. ما أعتقد أننا بدأنا نراه هو أن هذا النوع من الإنشاء المشترك للتجربة قد بدأ يحدث أيضاً في الملعب».
قد لا توافق على كل هذه الأفكار أو أي منها، وهناك تفسيرات أخرى محتملة، لكن إذا كان الإفراط في إطلاق صيحات الاستهجان أمراً سيئاً، فنحن بحاجة إلى التساؤل عن سبب حدوثه حتى نفهمه بشكل أفضل. لكن يجب أن نتفق أولاً على أن هذا الأمر سيئ من الأساس!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.