موجة الحرّ في أوروبا تتراجع جنوباً وتزحف شرقاً واندلاع حرائق

يبردون حرارة أجسادهم في نافورة لدى متنزه لوستغارتن في برلين (إ.ب.أ)
يبردون حرارة أجسادهم في نافورة لدى متنزه لوستغارتن في برلين (إ.ب.أ)
TT

موجة الحرّ في أوروبا تتراجع جنوباً وتزحف شرقاً واندلاع حرائق

يبردون حرارة أجسادهم في نافورة لدى متنزه لوستغارتن في برلين (إ.ب.أ)
يبردون حرارة أجسادهم في نافورة لدى متنزه لوستغارتن في برلين (إ.ب.أ)

تتجه موجة الحر القصوى والمبكرة التي تضرب منذ أيام جنوب ووسط أوروبا، مسببة حرائق غابات خصوصاً قرب برلين، اليوم الأحد، إلى شرق فرنسا وسويسرا.
في شمال ألمانيا، انتهت أسوأ موجة قيظ لكن بقية البلاد «تواصل التعرق» وفقاً لهيئة الأرصاد الجوية العامة. وراوحت درجات الحرارة القصوى السبت بين «30 و37 درجة مئوية»، وسجلت أعلى درجات حرارة في محطات Waghausel - Kirrlach (غرب) مع تسجيل 37.1 درجة مئوية. واليوم يتوقع تسجيل درجات حرارة عالية بين «30 و38 درجة مئوية».
ونتيجة موجة القيظ اندلع حريق الجمعة في براندنبورغ المحيطة بالعاصمة الألمانية ويمتد الآن على مساحة نحو 100 هكتار. وصرح متحدث باسم منطقة بوتسدام ميتلمارك أنه تم إخلاء «ثلاثة أحياء» في مدينة تريوينبرايتزن الواقعة في براندنبورغ المحيطة بالعاصمة الألمانية الأحد أي «نحو 700 شخص».
أتى الحريق الذي اندلع مساء الجمعة بحسب وسائل إعلام محلية، على نحو مائة هكتار في هذه المنطقة الريفية في محيط بلدية تريوينبرايتزن حيث يعيش ثمانية آلاف نسمة. وتزايد موجات الحر في أوروبا هو نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري. ويقول العلماء إن انبعاثات غازات الدفيئة تزيد من قوة موجات الحرارة ومدتها ووتيرتها.
ورفعت خدمة الأرصاد الجوية الفرنسية الإنذار الأحمر صباح الأحد عن 11 مقاطعة متضررة في جنوب غربي البلاد، لكنها أبقت 52 أخرى ضمن الإنذار البرتقالي في وسط وشرق البلاد. وفي باريس، انخفضت درجات الحرارة الخانقة فجأة تحت تأثير عاصفة رعدية، مع تسجيل 16 درجة مئوية فجراً، لكن مع توقع درجات حرارة بين 34 و38 درجة مئوية الأحد في وسط وشرق البلاد، مع ذروة تصل إلى 39 درجة مئوية في الألزاس المنطقة المتاخمة لألمانيا.
ونتيجة لموجة الحرارة هذه المصحوبة بجفاف شديد، أتى حريق على مساحة 600 هكتار في فار (جنوب) جراء نيران مدفعية من معسكر تدريب، لكن ينتظر تساقط أمطار محلية على الواجهة الأطلسية للبلاد ستشكل مقدمة لتراجع درجات الحرارة مساء الأحد ما سيسمح «لموجة الحر بالتقلص تدريجياً لتستمر فقط في شرق البلاد» على ما ذكرت مصلحة الأرصاد الجوية.
وقالت الأرصاد الجوية السويسرية إن موجة الحر تستمر في البلاد «مع توقع بلوغ الذروة اليوم». وأضافت: «بعد تسجيل أول درجات حرارة قياسية شهرية السبت، سترتفع الحرارة بضع درجات إضافية اليوم». وعند قرابة الظهر بتوقيت غرينتش، كانت درجات الحرارة بين 32 و34 درجة مئوية، أي أعلى بدرجة إلى أربع درجات مئوية عن يوم السبت في الساعة نفسها. وسجلت 35 درجة مئوية في جنيف.
حطمت نوشاتيل (غرب) رقمها القياسي المسجل مع 34.7 درجة مئوية مقابل درجة قياسية سابقة بلغت 34.1 درجة مئوية في 2019، وبعد ذروة الحرارة هذه المسجلة الأحد، ستنخفض درجات الحرارة قليلاً لكنها ستبقى شديدة يومي الاثنين والثلاثاء.
وفي إسبانيا، بدأت درجات الحرارة بالتراجع في معظم أنحاء البلاد، مع تسجيل 29 درجة مئوية في مدريد الأحد و25 درجة في زامورا (شمال غرب). لكن البلاد لا تزال تكافح حرائق الغابات، التي التهم أكبرها أكثر من 25 ألف هكتار في سييرا دي لا كوليبرا، وهي سلسلة جبال في كاستيا إي ليون شمال غربي البلاد قرب الحدود مع البرتغال، وفقاً للسلطات الإقليمية.
وأرغم الحريق السلطات على إخلاء 14 بلدة تضم مئات السكان الذين سمح لهم بالعودة إلى منازلهم صباح الأحد بسبب تحسن الوضع، كما ذكر مسؤولون محليون. وتواصل فرق الإطفاء الإسبانية مكافحة حرائق عدة في كاتالونيا ومنطقة نافارا.
وموجة القيظ الحالية مصدرها المغرب عبر شبه الجزيرة الإيبيرية.


مقالات ذات صلة

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

يوميات الشرق أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست» ببريطانيا، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزيرة البيئة الأوكرانية تلقي كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في أذربيجان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تُقدّر الضرر البيئي نتيجة الحرب بـ71 مليار دولار

قالت وزيرة البيئة الأوكرانية إن الضرر البيئي بسبب العمليات العسكرية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022 يقدّر بـ71 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
خاص قام أفراد المجتمع بزراعة أكثر من مليون شجيرة في متنزه ثادق السعودي لإصلاح الأراضي المتدهورة ومعالجة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)

خاص ثياو قبل «كوب 16»: العالم يحتاج 355 مليار دولار سنوياً لمكافحة التصحر

مع اقتراب انعقاد «كوب 16» يترقّب العالم خطوات حاسمة في معالجة أكبر التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض.

آيات نور (الرياض)
بيئة ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

أظهرت أوراق بحثية أن الأراضي الرطبة الاستوائية حول العالم بات نبعث منها كميات من غاز الميثان أكبر من أي وقت مضى.

«الشرق الأوسط» (باكو)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
TT

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، «تشريفاً تعتز به»، ومسؤولية في الوقت نفسه، مؤكدة أن «السينما العربية حققت حضوراً جيداً في المهرجانات الدولية». وأشارت، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إلى أنها تنحاز للأفلام التي تُعبر عن أصالة الفكرة وروح المغامرة، منوهة بعملها على فيلمها الطويل الأول منذ 3 سنوات، لكنها لا تتعجّل تصويره؛ كون الأفلام الطويلة تتطلّب وقتاً، ولا سيما الأفلام الأولى التي تحمل تحديات على صُعُد القصة والإنتاج والممثلين، مُشيدة بالخطوات التي قطعتها السينما السعودية عبر أفلام حقّقت صدى محلياً ودولياً على غرار «نورة» و«مندوب الليل».

بدأت هند الفهاد عملها عام 2012، فأخرجت 4 أفلام قصيرة شاركت في مهرجانات عدة وهي: «بسطة» الذي فاز بجائزة في «مهرجان دبي» 2015، و«مقعد خلفي»، و«ثلاث عرائس وطائرة ورقية»، و«المرخ الأخير» الذي جاء ضمن فيلم «بلوغ»، وتضمّن 5 أفلام قصيرة لـ5 مخرجات سعوديات، وشارك قبل 3 أعوام في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وبين حضورها المهرجان في أحد أفلامها قبل سنوات، ومشاركتها بلجنة تحكيم العام الحالي، ترى هند الفهاد فرقاً كبيراً، موضحة: «أن أكون مشاركة في فيلم ويعتريني القلق والترقب شيء، وأن أكون أحد الأعضاء الذين يُسمّون هذه المشروعات شيء آخر، هذا تشريف ومسؤولية، إذ أشاهد الأفلام بمنظور البحث عن الاختلاف والتميز وأساليب جديدة لصناع أفلام في تناول موضوعاتهم، وأجدني أنحاز للأفلام التي تعبّر عن أصالة الفكرة وتقدم حكاية لا تشبه أي حكاية، وتنطوي على قدر من المغامرة الفنية، هذه من الأشياء المحفزة في التحكيم، وقد ترأستُ قبل ذلك لجنة تحكيم أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية».

لا تتعجل الفهاد فيلمها الطويل الأول (الشرق الأوسط)

وعن رؤيتها للسينما العربية بعد مشاهدتها أحدث إنتاجاتها في «مهرجان القاهرة»، تقول هند الفهاد: «لا شك في أنها قطعت خطوات واسعة في السنوات الأخيرة بحضورها في المهرجانات الكبرى؛ لأن لدينا حكايات تخصّنا، وهناك مخرجون ومخرجات أثبتوا حضورهم القوي عبر أفكار وأساليب متباينة، وأنا أقول دائماً إن الفكرة ليست في القصة، وإنما في كيف تروي هذه القصة ليتفاعل معها الجمهور في كل مكان».

وتكشف المخرجة السعودية عن استعدادها لتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول الذي تعمل عليه منذ سنوات، قائلة: «كتبته المخرجة هناء العمير، ووصلنا أخيراً لنسخة السيناريو المناسبة، لكن الأفلام الطويلة، ولا سيما الأولى تحتاج إلى وقت للتحضير، خصوصاً إذا كان في المشروع تحديات على صُعُد القصة والممثلين والإنتاج».

وتتابع هند: «لم أحدّد بعدُ توقيت التصوير. وعلى الرغم من أنه مشروعي الأساسي، لكن هناك مشروعات أخرى أشتغل عليها، وفي تعدّدها أضمن استمرارية العمل لأكون حاضرة في المجال، فقد تكون هناك فكرة رائعة، لكن حين تُكتب نكتشف أنه من الصعب تنفيذها، لأسباب عدة».

وعن نوعية الفيلم تقول: «اجتماعيّ دراميّ، تدور أحداثه في غير الزمن الحالي. وانتهت مرحلة تطوير النص لفيلمي القصير، ووصل إلى النسخة المناسبة، وأنا، الآن، أختار أبطاله، وهو يروي حكاية تبدو في ظاهرها بسيطة، وتحمل أوجهاً عدّة، فأنا لا أُعدّ الأفلام القصيرة مرحلة وانتهت، بل أحب العمل عليها بشغف كبير في ظل ما أريده، والمعطيات من حولي وكيف أتقاطع مع هذه الأشياء».

وحاز مشروع فيلمها الطويل «شرشف» على منحة إنتاج من معمل البحر الأحمر، وترى هند الفهاد أن التّحدي الحقيقي ليس في التمويل؛ لأن النص الجيد والسيناريو المكتمل يجلبان التمويل، مُشيدة بتعدّد جهات الدعم في المملكة من منطلق الاهتمام الجاد بالسينما السعودية لتأسيس بنية قوية لصناعة السينما أوجدت صناديق تمويل متعددة.

وعلى الرغم من عمل هند الفهاد مستشارة في تطوير المحتوى والنصوص الدرامية، فإنها تواصل بجدية الانضمام إلى ورش السيناريو؛ بهدف اكتساب مزيد من الخبرات التي تُضيف لها بصفتها صانعة أفلام، وفق تأكيدها.

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

بدأت هند الفهاد مشوارها قبل القفزة التي حققتها صناعة السينما السعودية. وعن ذلك تقول: «كنا نحلم بخطوة صغيرة فجاءنا بحرٌ من الطموحات، لذا نعيش لحظة عظيمة لتمكين المرأة ورعاية المواهب المحلية بشكل عام، وقد كنّا نتطلع لهذا التّحول، وأذكر في بداياتي أنه كان وجود السينما أَشبه بالحلم، لا شك في أن نقلة كبيرة تحقّقت، لكن لا تزال التجربة في طور التشكيل وتتطلّب وقتاً، ونحن مهتمون بتطوير المواهب من خلال مشاركتها في مشروعات عربية وعالمية لاكتساب الخبرات، وقد حقّقت أعمالٌ مهمة نجاحاً دولياً لافتاً على غرار (نورة) و(مندوب الليل)».

وتُعبر هند الفهاد عن طموحاتها قائلة: «أتطلع لأحكي قصصنا للعالم، فالسينما هي الصوت الذي يخترق جميع الحواجز».