مؤتمر دولي في مصر يوصي بدعم الدول النامية لحماية البيئة

برلمانيون دعوا لإشراك المجتمع المدني في التشريعات المناخية

جانب من مؤتمر البرلمانيين الشباب بـ«الاتحاد البرلماني الدولي» في مدينة شرم الشيخ المصرية (إدارة المؤتمر)
جانب من مؤتمر البرلمانيين الشباب بـ«الاتحاد البرلماني الدولي» في مدينة شرم الشيخ المصرية (إدارة المؤتمر)
TT

مؤتمر دولي في مصر يوصي بدعم الدول النامية لحماية البيئة

جانب من مؤتمر البرلمانيين الشباب بـ«الاتحاد البرلماني الدولي» في مدينة شرم الشيخ المصرية (إدارة المؤتمر)
جانب من مؤتمر البرلمانيين الشباب بـ«الاتحاد البرلماني الدولي» في مدينة شرم الشيخ المصرية (إدارة المؤتمر)

اختتم برلمانيون يمثلون أكثر من 60 دولة، أعمال «المؤتمر العالمي الثامن للبرلمانيين الشباب»، أمس، والذي أقيم في مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء بمصر، وأوصوا بضرورة «دعم البلدان النامية لحماية البيئة، وتعزيز الاستثمار الأخضر»، وكذلك «إشراك ممثلي المجتمع المدني في مناقشة التشريعات المتعلقة بالمناخ». وأقيمت فعاليات المؤتمر على مدار يومين، بالتعاون بين «الاتحاد البرلماني الدولي» و«مجلس النواب» المصري، وسط اهتمام بالمقاربات «التشريعية، والحقوقية، والتنموية» لقضايا المناخ والتغير البيئي.
وتأتي هذه الفعالية قبل أشهر من استضافة مدينة شرم الشيخ لأعمال مؤتمر أطراف الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب 27»، والذي يعقد في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وُيتوقع أن يحظى بحضور دولي رفيع من قادة دول ورؤساء حكومات العالم.
وقال رئيس مجلس النواب المصري، حنفي جبالي، خلال الجلسة الختامية، أمس، إن «الحوار بين جميع شباب العالم لم يعد رفاهية وإنما ضرورة مُلحة تفرضها التحديات النوعية والاستثنائية التي يواجهها العالم»، فيما دعا دوارتي باتشيكو، رئيس «الاتحاد البرلماني الدولي»، اغتنام قمة المناخ المقبلة (كوب 27) المنعقدة في مدينة شرم الشيخ لـ«حماية كوكب الأرض، في ظل الخوف من المجاعات، وغياب الأمن الغذائي، مع العمل على تحقيق وتفعيل مناقشات البرلمانيين الشباب بشأن أزمة التغيرات المناخية».
أما رئيسة منتدى البرلمانيين الشباب بالاتحاد البرلماني الدولي، وعضوة مجلس النواب المصري، سحر البزار، فأكدت ضرورة الانتباه إلى أن «تغير المناخ يمثل حالة طارئة وتهديدا وشيكا»، لافتة إلى «العلاقة بين تغير المناخ وحقوق الإنسان».
ودعت البزار الحضور من البرلمانيين الشباب إلى «استخدام أدوات التشريع المختلفة، للحد من آثار التغيرات المناخية باعتبارها مسألة تحدٍ وجودي».
وشهد اليوم الختامي للمؤتمر جلسات عدة، تطرقت إحداها إلى «الاستفادة من مشاركة المجتمع المدني والمواطنين في البرلمان، في ضوء قضايا المناخ».
وخلال جلسات أمس، استعرضت الخبيرة البرلمانية والنائب الأسبق لرئيس مجلس النواب الجورجي، تمار شيكوجبلي، تقريرًا حول العمل البرلماني في مجال المناخ. ودعت إلى وجود «أدوات تستطيع تقييم المشاركة البرلمانية بطريقة فعالة، حتى تكون المشاركة أمرًا إيجابيًا، وتحديدًا فيما يتعلق بالدعم والتواصل مع كثير من المؤسسات الأخرى، إلى جانب وضع آلية عامة لدفع الجهود للتقدم إلى الأمام عبر مشاركة الأفراد العاديين وتعريفهم بالأنشطة والأعمال البرلمانية باستخدام وسائل عديدة». ونوهت شيكوجبلي بضرورة «تحسين الأداء ووضع آليات للتقييم بشأن العمل من أجل المناخ للحفاظ على المشاركة العامة، والتأكيد على أن المشاركات لا تقتصر فقط على البرلمانيين، وإنما تشمل الأفراد العاديين في المجتمع». أما ريانا جونزاليس، المتخصصة بالموارد المائية وإشراك الشباب، فلفتت إلى «نمو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها وسيلة فعالة للاتصال بالمجتمع المدني في إطار قضايا المناخ بهدف تكوين مجموعات ضغط للتأثير في صناع القرار، وتنفيذ النظريات على أرض الواقع». واستناداً للحالة المصرية أكّدت شانا محمد، مسؤول التعاون الدولي بمؤسسة «حياة كريمة» لتنمية قرى الريف أن «القضاء على الفقر» هو الأولوية الأهم للمشروع، باعتباره أسلوبًا في تحسين الوضع الاقتصادي. وتحدثت عن مشروعات يتم من خلالها «تحويل السماد العضوي إلى غاز حيوي كالميثان، الذي يعتبر أقل ضررًا على المناخ والبيئة وينشر وعي وثقافة المشروعات الصديقة للبيئة، وتوفر فرص عمل للمواطنين».
وعلى صعيد قريب، أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المصرية، أمس، عن إطلاق «مسابقة حول المشروعات الصغيرة والمتوسطة على مستوى المحافظات للدعوة لتحويلها إلى محافظات خضراء». وأشارت فؤاد بمشاركتها في فعاليات الأسبوع الوطني الثامن للتنمية المستدامة، إلى أن بلادها تتطلع إلى أن يكون مؤتمر «كوب27» فرصة لإظهار المجابهة المصرية لآثار تغير المناخ.


مقالات ذات صلة

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

يوميات الشرق عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

حذر علماء من أن الأنشطة المنزلية اليومية مثل طي الملابس والجلوس على الأريكة قد تنبعث منها سحب من البلاستيك الدقيق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس «كوب 29» مختار باباييف يصفق خلال الجلسة العامة الختامية لقمة الأمم المتحدة للمناخ (أ.ب)

«كوب 29» يسدل ستاره بالاتفاق على تمويل مناخي بـ300 مليار دولار

اتفقت دول العالم، بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.