كوريا الجنوبية تعلن خريطة طريق جديدة للسياسة الاقتصادية

الدين الوطني تجاوز 780 مليار دولار للمرة الأولى

أعلنت سيول أنها ستخفف القيود وتخفض الضرائب في أول خطوة كبرى للرئيس الجديد لدعم الاقتصاد (أ.ب)
أعلنت سيول أنها ستخفف القيود وتخفض الضرائب في أول خطوة كبرى للرئيس الجديد لدعم الاقتصاد (أ.ب)
TT

كوريا الجنوبية تعلن خريطة طريق جديدة للسياسة الاقتصادية

أعلنت سيول أنها ستخفف القيود وتخفض الضرائب في أول خطوة كبرى للرئيس الجديد لدعم الاقتصاد (أ.ب)
أعلنت سيول أنها ستخفف القيود وتخفض الضرائب في أول خطوة كبرى للرئيس الجديد لدعم الاقتصاد (أ.ب)

أعلنت وزارة المالية في سيول، يوم الخميس، أن كوريا الجنوبية سوف تخفف القيود وتخفض الضرائب على الشركات في أول خطوة اقتصادية كبرى للرئيس الجديد يون سوك يول، لمحاولة دعم النمو الاقتصادي الذي يقوده القطاع الخاص، وسط حالة الغموض الاقتصادي المتزايدة.
وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أنه في مواجهة الرياح الاقتصادية المعاكسة، خفّضت الحكومة توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2022 إلى 2.6 في المائة، من 3.1 في المائة في تقديرات ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ورفعت الوزارة بشكل حاد التوقعات للتضخم لهذا العام إلى أعلى مستوى في 14 عاماً لتصل إلى 4.7 في المائة، من 2.2 في المائة سابقاً.
وجاءت توقعات الوزارة للنمو أكثر قتامة من توقعات البنك المركزي (بنك كوريا)، الذي توقع تسجيل نمو بنسبة 2.7 في المائة هذا العام. كما توقع البنك وصول التضخم إلى 4.5 في المائة.
ويأتي الاتجاه الجديد في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد الكوري الجنوبي خطر التضخم المصحوب بركود، وهو مزيج من تباطؤ النمو وارتفاع التضخم، بسبب تصاعد حالة الغموض العالمية. وتحتاج الدولة أيضاً لمعالجة مشكلات هيكلية، مثل اتجاهات النمو المنخفضة والتحديات الديموغرافية الناتجة عن انخفاض معدلات المواليد والشيخوخة السريعة.
وقال وزير المالية تشو كيونغ هو، إن رابع أكبر اقتصاد في آسيا يواجه «أزمة معقدة»، وسط تصاعد حالة الغموض الخارجية وتوترات السوق الناجمة عن تشديد السياسة النقدية العالمية.
وفي سياق متصل، من المقرر أن تمدد كوريا الجنوبية ساعات التداول في سوق الصرف الأجنبي الداخلي حتى الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي، وذلك في محاولة لجذب المزيد من المستثمرين الأجانب.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، يوم الخميس، عن وزارة المالية قولها، في بيان لها، إن الخطوة تأتي جزءاً من خطة للسماح في نهاية المطاف للسوق الداخلية بالتداول على مدار الساعة، دون ذكر تفاصيل بشأن متى ستدخل الساعات الجديدة حيز التنفيذ. كما ستسمح السلطات للمؤسسات المالية الأجنبية بالمشاركة بصورة مباشرة في السوق المحلية بين البنوك، دون أن يكون لها وجود داخل الدولة.
وجدير بالذكر أن القواعد الجديدة يتم البدء فيها في وقت يزداد فيه التقلب في الوون، حيث تسببت المخاوف من تسارع معدلات التضخم وتباطؤ النمو العالمي، في التأثير في الأصول الأكثر خطورة.
ويتزامن ذلك مع بيانات أظهرت أن الدين الوطني لكوريا الجنوبية تجاوز حاجز 1000 تريليون وون (781.07 مليار دولار) للمرة الأولى على الإطلاق، وسط الإنفاق المالي الحكومي التوسعي لدعم الانتعاش الاقتصادي.
وبلغ إجمالي الدين الحكومي أعلى مستوى له على الإطلاق عند 1001 تريليون وون حتى نهاية أبريل (نيسان)، بزيادة 19.1 تريليون وون عن شهر مارس (آذار)، وفقاً للبيانات التي جمعتها وزارة المالية. بينما سجل الميزان المالي المُدار، وهو مقياس رئيسي للصحة المالية، عجزاً قدره 37.9 تريليون وون حتى نهاية أبريل، وهو أقل من عجز قدره 40.4 تريليون وون في العام السابق.
وبلغ إجمالي إيرادات الدولة للأشهر الأربعة الأولى من هذا العام 245.9 تريليون وون، بزيادة 28.3 تريليون وون على العام السابق، على خلفية الزيادة في تحصيل ضرائب الشركات والدخل والقيمة المضافة، وسط الانتعاش الاقتصادي الأخير.
وواصلت كوريا الجنوبية تسجيل فائض من عائدات الضرائب، حيث ظل الاقتصاد يسير على طريق الانتعاش. وأظهرت البيانات أنه بحلول نهاية العام، من المتوقع أن ينمو الدين السيادي إلى 1068.8 تريليون وون، بما في ذلك 31.1 تريليون وون من الديون التي تتحملها الحكومات الإقليمية.


مقالات ذات صلة

«سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

الاقتصاد «سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

«سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

تواجه شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة «سامسونغ إلكترونيكس» أول إضراب لعمالها، بعد أن هددت نقابة عمالية مؤثرة بالإضراب احتجاجاً على مستويات الأجور ومحاولات الشركة المزعومة لعرقلة عمل هذه النقابة. وذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء» أن النقابة التي تمثل نحو 9 في المائة من إجمالي عمال «سامسونغ»، أو نحو 10 آلاف موظف، أصدرت بياناً، أمس (الخميس)، يتهم الشركة بإبعاد قادتها عن مفاوضات الأجور.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم الرئيس الكوري الجنوبي يشيد أمام الكونغرس بالتحالف مع الولايات المتحدة

الرئيس الكوري الجنوبي يشيد أمام الكونغرس بالتحالف مع الولايات المتحدة

أشاد رئيس كوريا الجنوبية يوون سوك يول اليوم (الخميس) أمام الكونغرس في واشنطن بالشراكات الاقتصادية والثقافية والعسكرية التي تربط كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وتحدّث عن وحدة القوتين في وجه كوريا الشمالية، مشيراً إلى «تحالف أقوى من أي وقت مضى». وقال يوون، أمام مجلس النواب الأميركي، إنه «تشكل تحالفنا قبل سبعين عاماً للدفاع عن حرية كوريا». كما أوردت وكالة «الصحافة الفرنسية». وأشار إلى أن «كوريا الشمالية تخلّت عن الحرية والازدهار ورفضت السلام»، وحض الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان على «تسريع» التعاون فيما بينها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد 23 مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الكوري ـ الأميركي

23 مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الكوري ـ الأميركي

أعلنت وزارة الصناعة الكورية الجنوبية يوم الأربعاء أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وقعتا 23 اتفاقية أولية لتعزيز التعاون الثنائي بشأن الصناعات المتقدمة والطاقة، مثل البطاريات وأجهزة الروبوت وتوليد الطاقة النووية. وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية قالت إنه تم توقيع مذكرات التفاهم خلال فعالية شراكة في واشنطن مساء الثلاثاء، شملت 45 مسؤولا بارزا بشركات من الدولتين، وذلك على هامش زيارة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول للولايات المتحدة. وأضافت الوزارة أن من بين الاتفاقيات، 10 اتفاقيات بشأن البطاريات والطيران الحيوي وأجهزة الروبوت وال

«الشرق الأوسط» (سيول)

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
TT

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)

قالت لجنة التعريفات الجمركية التابعة لمجلس الدولة الصيني، يوم الجمعة، إن بكين ستمدد إعفاءات التعريفات الجمركية على واردات بعض المنتجات الأميركية حتى 28 فبراير (شباط) 2025.

وأضافت اللجنة أن العناصر المدرجة، بما في ذلك خامات المعادن الأرضية النادرة والمطهرات الطبية وبطاريات النيكل والكادميوم وغيرها، ستظل معفاة من التعريفات الجمركية الإضافية المفروضة بوصفها إجراءات مضادة للإجراءات الأميركية بموجب المادة 301.

وفي شأن منفصل، قال البنك المركزي الصيني، يوم الجمعة، إنه نفّذ عمليات إعادة شراء عكسية مباشرة بقيمة 800 مليار يوان (110.59 مليار دولار) في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وقال بنك الشعب الصيني إن عمليات إعادة الشراء تهدف إلى الحفاظ على السيولة في النظام المصرفي عند مستوى مناسب. وكانت مدة عمليات إعادة الشراء في نوفمبر 3 أشهر. ومن جهة أخرى، قال بنك الشعب الصيني إنه اشترى سندات حكومية صافية بقيمة 200 مليار يوان في عمليات السوق المفتوحة في نوفمبر.

وفي الأسواق، ارتفعت الأسهم الصينية يوم الجمعة لتنهي الشهر على ارتفاع، مع توقع المستثمرين صدور بيانات إيجابية عن المصانع وتحفيزات أخرى من اجتماع السياسة المهم الشهر المقبل.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية مرتفعاً 1.14 في المائة، لينهي سلسلة خسائر استمرت أسبوعين على مدار الأسبوع، ويحقق مكاسب بنسبة 0.7 في المائة في نوفمبر. كما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب 0.93 في المائة.

وارتفع مؤشر قطاع الرقائق 2.38 في المائة، وأضاف قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية 0.95 في المائة، وارتفع مؤشر العقارات 0.75 في المائة.

وارتفعت أسهم هونغ كونغ أيضاً؛ حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ القياسي 0.29 في المائة. ومع ذلك، ولأنها أكثر حساسية لمشاعر المستثمرين الدوليين تجاه الصين، فقد سجلت الأسهم شهراً ثانياً من الخسائر وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي الوشيك ومخاطر التعريفات الجمركية.

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز» أن نشاط المصانع في الصين ربما توسع بشكل متواضع للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر مع تدفق التحفيز، على الرغم من أن التهديدات بفرض تعريفات تجارية أميركية جديدة خيمت على التوقعات.

ومن المتوقع أن يسجل مؤشر مديري المشتريات الرسمي المقرر صدوره يوم السبت، 50.2 نقطة، وهو أعلى من 50.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول) وفوق عتبة 50 نقطة التي تفصل النمو عن الانكماش في النشاط.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يشهد الركود العقاري طويل الأمد بعض التحسن؛ حيث من المقرر أن تنخفض أسعار المساكن بوتيرة أبطأ هذا العام وأن تستقر العام المقبل في عام 2026، وفقاً لاستطلاع منفصل أجرته «رويترز».

ويتطلع المستثمرون أيضاً إلى مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر (كانون الأول)، الذي قد يوفر المزيد من التفاصيل حول الميزانية المالية وحجم التحفيز للاستهلاك للعام المقبل، وفقاً لكيفن ليو، العضو المنتدب والاستراتيجي في «سي آي سي سي» للأبحاث، الذي أضاف أن الاجتماع سيركز على الأمد القريب، ومن المرجح أن يتقلب أداء السوق حول التوقعات.