السنيورة أمام المحكمة الدولية: بندقية حزب الله باتت بإمرة إيران

غرفة الدرجة الأولى تمنح تدابير الحماية لسبعة شهود جدد

السنيورة أمام المحكمة الدولية:  بندقية حزب الله باتت بإمرة إيران
TT

السنيورة أمام المحكمة الدولية: بندقية حزب الله باتت بإمرة إيران

السنيورة أمام المحكمة الدولية:  بندقية حزب الله باتت بإمرة إيران

رأى رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة أمس، أنّ «المقاومة كانت مقاومة حتى عام 2000. ثم تحول سلاحها إلى الداخل»، معتبرًا أن «بندقية حزب الله لم تعد باسم اللبنانيين»، وقال: «إن البندقية لم تعد موجهة إلى المحتل وباتت بإمرة إيران».
وجاءت تصريحات السنيورة ضمن شهادته التي أدلى بها أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، ويستكملها اليوم، لتكون آخر الشهادات المعلن عنها حتى الآن، التي يدلي بها سياسيون لبنانيون.
وبالتزامن، أكد مكتب المدعي العام للمحكمة لـ«الشرق الأوسط» أنه بناء على طلب المدعي العام: «منحت غرفة الدرجة الأولى تدابير الحماية لسبعة شهود كما هو مشار إليه في القرار الشفهي الصادر بتاريخ 21 مايو (أيار) 2015».
وكانت المحكمة استأنفت أمس جلساتها للاستماع إلى إفادة السنيورة، علما بأنه كان قد قدم الجزء الأول منها الشهر الماضي، قبل أن يستكملها هذا الشهر بجلستي استماع عقدت أولها أمس، وتعقد الثانية اليوم.
ورأى السنيورة أمس، أن «شرعية المقاومة تسقط حين تستخدم ضد اللبنانيين والسوريين، وصولا إلى اليمن»، وقال: «إن موقفنا حتى عام 2007 كان أن حزب الله ليس حزبا إرهابيا، لكن الأمر بدأ يتغير». تابع: «كنا مؤيدين لاتفاق الطائف ومعارضين للقرار 1559. لأنه يحمل اللبنانيين أكثر من طاقتهم، ولم نسمِ المقاومة يوما بغير اسمها».
وفي قضية توقيف الضباط اللبنانيين الأربعة، أكد السنيورة «أنّ حجز الضباط الأربعة في قضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، لم يكن تعسفيا بل كان ضروريا ومبررا لأن هناك أخطاء فادحة ارتكبت ومنها الإهمال».
وقال السنيورة ردًا على استجواب محامي الدفاع عن المتهم مصطفى بدر الدين: «لم أعط التعليمات لا للمدعي العام ولا لغيره بشأن حجز الضباط الأربعة، بل كنت حريصا على ما يتخذه القضاة من قرار، والسلطات اللبنانية اتخذت القرار عام 2009»، مؤكدا أن «ما يهمني كان القرار القضائي وعندما صدر القرار أيدته». مضيفا: «كنت أنفذ القرارات القضائية لإيماني باستقلالية القضاء وعندما اتخذ القرار انصعت له».
والضباط الأربعة الذين أوقفوا على خلفية عملية الاغتيال بناء على طلب قاضي التحقيق الدولي الألماني ديتليف ميليس، في أغسطس (آب) عام 2005، هم مدير الأمن العام اللواء جميل السيد ومدير جهاز الأمن الداخلي اللواء علي الحاج ومدير الاستخبارات العسكرية العميد ريمون عازار، وقائد الحرس العميد مصطفى حمدان، قبل أن يطلق سراحهم بعد أربع سنوات بناء على قرار من المحكمة الدولية.
ونفى السنيورة أن «يكون قد بحث قرار إطلاق الضباط الأربعة مع السفير الأميركي في لبنان آنذاك جيفري فيلتمان». وشدد أن «قرار إطلاق الضباط جاء استجابة لقرار المحكمة الدولية وليس بسبب قرار قضائي لبنان ونفذ قبل شهرين من الانتخابات النيابية، والمهم كان بالنسبة لي القرار وليس نيات البعض في لبنان». وأكد أنه لم يبلغ في عام 2007 بأي قرار قضائي لإطلاق الضباط مشيرا إلى أن قرار الإطلاق كان سيكون لبنانيا لو لم تشكل الحكمة الدولية.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.