أوبك: الطلب على النفط سيتجاوز مستويات ما قبل الجائحة

برنت يتخطى 125 دولاراً للبرميل

تتوقع أوبك ارتفاع الطلب العالمي على النفط 3.36 مليون برميل يومياً (رويترز)
تتوقع أوبك ارتفاع الطلب العالمي على النفط 3.36 مليون برميل يومياً (رويترز)
TT

أوبك: الطلب على النفط سيتجاوز مستويات ما قبل الجائحة

تتوقع أوبك ارتفاع الطلب العالمي على النفط 3.36 مليون برميل يومياً (رويترز)
تتوقع أوبك ارتفاع الطلب العالمي على النفط 3.36 مليون برميل يومياً (رويترز)

أبقت أوبك على توقعاتها بأن الطلب العالمي على النفط سيتجاوز مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا في عام 2022، لكنها قالت إن الغزو الروسي لأوكرانيا وتطورات الجائحة يشكلان خطراً كبيراً.
وتمسكت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقرير شهري صدر أمس الثلاثاء بتوقعاتها بأن يرتفع الطلب العالمي على النفط 3.36 مليون برميل يومياً في 2022 مواصلاً انتعاشه بعد هبوط شديد في 2020.
وكانت الحرب في أوكرانيا قد دفعت سعر النفط للارتفاع متجاوزاً 139 دولاراً للبرميل في مارس (آذار) وهو أعلى مستوياته منذ 2008 مما زاد من الضغوط التضخمية. وأدت القيود المفروضة لاحتواء انتشار جديد لكوفيد - 19 في الصين إلى تراجع الطلب على النفط.
وقال تقرير أوبك: «بالنظر إلى المستقبل، نجد أن التطورات الجيوسياسية الراهنة وعدم التيقن من مسار الجائحة بحلول نهاية النصف الثاني من العام مستمران في تشكيل مخاطر كبيرة على توقعات الانتعاش إلى مستويات ما قبل الجائحة».
وأضاف التقرير «من المرجح أن تستمر الضغوط التضخمية ويظل من غير المؤكد إلى حد بعيد متى ستُحل القضايا الجيوسياسية. ومع ذلك من المتوقع أن يظل الطلب على النفط عند مستويات جيدة في النصف الثاني من هذا العام».
وارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس في معاملات متقلبة، إذ فاق أثر نقص المعروض العالمي المخاوف من تضرر الطلب على الوقود بسبب حالة ركود وفرض قيود جديدة لاحتواء انتشار كوفيد - 19 في الصين.
وارتفع سعر خام غرب تكساس الأميركي الوسيط 2.1 في المائة، إلى 123.50 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:14 بتوقيت غرينتش. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.2 في المائة، إلى 125.02 دولار للبرميل.
وتفاقم نقص المعروض العالمي بانخفاض الصادرات من ليبيا وسط أزمة سياسية أثرت على الإنتاج والموانئ، في حين يواجه منتجون آخرون من تحالف أوبك بلس صعوبات في الوفاء بحصص الإنتاج وتواجه روسيا حظراً على نفطها بسبب غزوها لأوكرانيا.
يقول المحلل النفط ريكاردو إيفانجليستا في شركة ActivTrades للوساطة المالية، إن الأسعار ارتفعت بفعل «لا يزال شح المعروض يضغط على سوق متعطشة بالفعل... ويظل سعر البرميل يحلق بالقرب من أعلى مستوى له منذ سنوات، الذي بلغه في مارس الماضي، وذلك رغم تغير بعض المحركات في المشهد العالمي مثل عودة الإغلاق العام في الصين بغرض السيطرة على انتشار مرض كورونا، إلى جانب تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي والذي يسير بخطى ثابتة نحو الركود، مما يؤثر على جانب الطلب بلا شك».
أوضح إيفانجليستا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «ساهمت عدة عوامل في استمرار تجاوز الطلب للعرض، منها العقوبات الغربية على صادرات النفط الروسية، فضلاً عن انخفاض الصادرات من ليبيا، إلى جانب عدم قدرة دول أوبك - أو عدم رغبتها - في زيادة الإنتاج... وبناء عليه، ستظل أسعار النفط مدعومة، ما لم يطفُ على الساحة الدولية ما يدعو لإعادة تقييم سعر البرميل».


مقالات ذات صلة

«مؤسسة النفط الهندية» تبقي على اتفاقها مع العراق

الاقتصاد مصفاة لتكرير النفط في فادينار بولاية غوجارات الغربية بالهند (رويترز)

«مؤسسة النفط الهندية» تبقي على اتفاقها مع العراق

قال مسؤول تنفيذي كبير بـ«مؤسسة النفط الهندية»، كبرى شركات التكرير بالهند، إن المؤسسة أبقت على اتفاقها السنوي لاستيراد الخام من العراق عند 21 مليون طن لعام 2025.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد مصفاة نفط تابعة لـ«روسنفت» الروسية (رويترز)

تراجع العوائد الروسية من النفط والغاز بمقدار الثلث في نوفمبر

من المتوقع تراجع إيرادات روسيا من النفط والغاز في نوفمبر بما يعادل الثلث إلى 0.78 تريليون روبل (نحو 7.5 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا 14 نوفمبر 2024 (رويترز)

مسؤول بـ«إكسون موبيل»: منتجو النفط والغاز الأميركيون لن يزيدوا الإنتاج في ظل رئاسة ترمب

قال مسؤول تنفيذي في شركة إكسون موبيل إن منتجي النفط والغاز الأميركيين من غير المرجح أن يزيدوا إنتاجهم بشكل جذري في ظل رئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس مجلس الوزراء العراقي ونائب رئيس الوزراء الروسي ووزير الطاقة السعودي (رئاسة الحكومة العراقية)

السعودية والعراق وروسيا تشدد على أهمية الالتزام بالتخفيضات الطوعية في «أوبك بلس»

أكدت السعودية وروسيا والعراق أهمية تعاون دول «أوبك بلس» والتزامها التام بالاتفاق والتخفيضات الطوعية، بما في ذلك التخفيضات الطوعية التي اتفقت عليها الدول الـ8.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
الاقتصاد منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)

تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

انخفضت أسعار النفط يوم الثلاثاء متأثرة بارتفاع الدولار، بعد أن هدد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
TT

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)

أسهم انخفاض أسعار الذهب هذا الشهر في جذب المشترين الذين كانوا ينتظرون تراجع الارتفاع الكبير الذي شهدته السوق هذا العام، وفقاً لما أفاد به مختصون في الصناعة ومحللون.

ووصلت أسعار الذهب الفورية إلى مستوى قياسي، بلغ 2790.15 دولار للأونصة في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنها تراجعت بنحو 4 في المائة حتى الآن في نوفمبر (تشرين الثاني)، متأثرة بفوز الحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية.

وقال الرئيس التنفيذي المشارك لمصفاة «أرغور-هيريوس» السويسرية، روبن كولفينباخ، في تصريح لـ«رويترز»: «لقد شهدنا زيادة ملحوظة في الطلب الفعلي منذ أكتوبر، خصوصاً بعد الانخفاض الحاد في الأسعار في نوفمبر، ما أدى إلى تغيير في معنويات السوق».

وقد عزّزت التوقعات التي قدّمها بعض المحللين بأن الذهب قد يصل إلى 3000 دولار، ما جعل بعض أجزاء السوق يشير إلى أن الأسعار، حتى إذا تجاوزت 2700 دولار، لم تعد مرتفعة بشكل مفرط.

وأضاف كولفينباخ: «لقد ارتفع الطلب بشكل كبير على المنتجات المسكوكة، التي يستهلكها المستثمرون الأفراد بشكل رئيس، لكننا لاحظنا أيضاً زيادة في طلبات الإنتاج للذهب الفعلي من المستثمرين المؤسساتيين».

وفي الأسواق الحسّاسة للأسعار مثل الهند، كان المستهلكون يواجهون صعوبة في التكيّف مع ارتفاع أسعار الذهب في الأشهر الأخيرة حتى بدأ السعر يتراجع.

ومن المرجح أن يستمر هذا الارتفاع في الطلب في الهند -ثاني أكبر مستهلك للذهب بعد الصين، ومن أكبر مستورديه- في ديسمبر (كانون الأول) إذا استقرت الأسعار حول مستوى 2620 دولاراً، وفق ما أفاد رئيس قسم السبائك في بنك خاص لاستيراد الذهب في مومباي.

وقال: «لقد شهد المستهلكون ارتفاع الذهب إلى نحو 2790 دولاراً؛ لذا فهم مرتاحون نفسياً مع السعر الحالي». وأضاف: «المطلب الوحيد أن تظل الأسعار مستقرة. التقلبات السعرية تزعج المشترين، وتجعلهم ينتظرون اتجاهاً واضحاً».

ورغم أن الطلب في الصين أقل حيوية وأكثر تنوعاً في جنوب شرقي آسيا، قالت المحللة في «ستون إكس»، رونيا أوكونيل، إن هناك عدداً من المستثمرين الاستراتيجيين الذين كانوا ينتظرون تصحيحاً مناسباً.

وأوضحت: «انخفضت الأسعار بعد الانتخابات، ما فتح المجال لبعض المستثمرين للاستفادة من الفرصة».