الأسواق تلملم جراحها مع التئام اجتماع «الفيدرالي»

مؤشر «إس آند بي 500» رسمياً في سوق هابطة

لملمت «وول ستريت» جراحها بعد ليلة هبوط السوق (رويترز)
لملمت «وول ستريت» جراحها بعد ليلة هبوط السوق (رويترز)
TT

الأسواق تلملم جراحها مع التئام اجتماع «الفيدرالي»

لملمت «وول ستريت» جراحها بعد ليلة هبوط السوق (رويترز)
لملمت «وول ستريت» جراحها بعد ليلة هبوط السوق (رويترز)

وسط ترقب واسع لنتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الأربعاء، التي يترقبها المستثمرون للتركيز على أي إشارات بشأن المدى الذي سيذهب إليه «المركزي» الأميركي في زيادة أسعار الفائدة... سعت الأسواق العالمية إلى لملمة خسائرها عقب أن أكد المؤشر «ستاندرد آند بورز500» أنه في سوق هابطة يوم الاثنين، مع تنامي المخاوف بأن زيادات نشطة متوقعة في أسعار الفائدة من «الفيدرالي» ستدفع الاقتصاد إلى ركود.
ومع إغلاق تعاملات الاثنين، هبط «ستاندرد آند بورز» لأربع جلسات متتالية ليصبح الآن منخفضاً أكثر من 20 في المائة من أحدث مستوى إغلاق قياسي مرتفع الذي سجله في الثالث من يناير (كانون الثاني) الماضي. وأغلقت كل القطاعات الرئيسية في «ستاندرد آند بورز» على خسائر حادة.
وتتعرض الأسواق لضغوط هذا العام بينما تتزايد الأسعار، بما يشمل قفزة في أسعار النفط ترجع جزئياً إلى الحرب في أوكرانيا؛ وهو ما يضع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مسار نحو اتخاذ إجراءات قوية لتشديد السياسة النقدية.
لكن مع بداية تعاملات الثلاثاء، فتحت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت على ارتفاع، في حين شعر المستثمرون بالارتياح من ارتفاع أقل من المتوقع في أسعار المنتجين الأساسية.
وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 75.60 نقطة، أي 0.25 في المائة، إلى 30592.34 نقطة. وفتح المؤشر ستاندرد اند بورز 500 على ارتفاع بواقع 13.89 نقطة، أي 0.37 في المائة، إلى 3763.52 نقطة. وزاد المؤشر ناسداك المجمع 88.20 نقطة، أي 0.82 في المائة، إلى 10897.43 نقطة.
كذلك، ارتفعت الأسهم الأوروبية بنحو واحد في المائة يوم الثلاثاء مع شراء المستثمرين للأسهم التي انخفض سعرها بشدة بعد عمليات بيع مكثفة في الجلسة السابقة.
وصعد مؤشر ستوكس600 الأوروبي 0.9 في المائة بحلول الساعة 0705 بتوقيت غرينتش بعد انخفاضه 2.4 في المائة إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر الاثنين. وصعدت قطاعات البنوك والسفر والترفيه والتكنولوجيا بما بين 1.1 و1.8 في المائة.
وفي آسيا، تراجع المؤشر نيكي الياباني لليوم الثالث على التوالي، وأغلق منخفضاً 1.32 في المائة عند 26629.86 نقطة بعد تراجعه 2.19 في المائة في وقت سابق من الجلسة، وهو أدنى مستوى منذ 19 مايو (أيار). ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.19 في المائة إلى 1878.45 نقطة. وتأثر المؤشر الياباني أيضاً بالصين، حيث تجبر العاصمة الصينية بكين ملايين السكان على إجراء فحص للحد من تفشي عدوى «كوفيد – 19» المرتبط بحانة تفتح على مدار الساعة، وقال نائب رئيس الحكومة الصينية، إن هناك حاجة إلى تشديد إجراءات الوقاية والحد من انتشار المرض.
وكان قطاع التكنولوجيا ضمن أسوأ القطاعات أداءً على المؤشر نيكي؛ إذ انخفض 1.95 في المائة، بينما تراجع مؤشر الرعاية الصحية 2.18 في المائة، وكان مؤشر العقارات الأكثر تراجعاً ونزل 2.97 في المائة... وحتى الأسهم المالية تخلت عن مكاسب سجلتها في وقت سابق من الجلسة، وأنهى مؤشر القطاع المعاملات منخفضاً 0.14 في المائة.
أيضاً، انخفضت الأسهم الكورية الجنوبية لأدنى مستوى منذ 19 شهراً، لتمتد خسائرها لليوم السادس على التوالي. وخسر مؤشر أسعار الأسهم المركب «كوسبي» 11.54 نقطة أو 0.46 في المائة ليغلق عند 2492.97 نقطة.
من جانبها، ارتفعت أسعار الذهب من أدنى مستوى في أربعة أسابيع، حيث قدم توقف صعود الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية بعض الدعم، لكن المكاسب كانت محدودة بسبب تزايد الرهانات على تشديد مجلس الفيدرالي السياسة النقدية بدرجة كبيرة.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1824.21 دولار للأوقية بحلول الساعة 0456 بتوقيت غرينتش، بعد أن هبط إلى أدنى مستوياته منذ 19 مايو عند 1810.90 دولار في وقت سابق من الجلسة. وتراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.2 في المائة إلى 1827.80 دولار.
واستقر الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في عقدين من الزمان الاثنين، في حين أدى إلى انخفاض سعر المعدن النفيس المسعر بالعملة الأميركية بنسبة ثلاثة في المائة تقريباً.
وقال مات سيمبسون، كبير محللي السوق في «سيتي إندكس»، إن رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس قد يعرّض الذهب لمزيد من الضغوط، حتى لو استعاد مكانته بعد ذلك كأداة للتحوط من التضخم. ويزيد ارتفاع أسعار الفائدة وعوائد السندات الأميركية في المدى القصير من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً.
وارتفعت الفضة في العقود الفورية 0.5 في المائة إلى 21.16 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 0.4 في المائة إلى 936.77 دولار، كما صعد البلاديوم 0.4 في المائة إلى 1804.17 دولار.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد عامل بناء يعمل في أحد شوارع الرقة بسوريا (رويترز)

ارتفاع أسهم شركات البناء والإسمنت التركية بفضل فرص إعادة إعمار سوريا

ارتفعت أسهم شركات البناء والإسمنت التركية بشكل حاد يوم الاثنين، مدفوعة بالتوقعات بأن تستفيد الشركات من إعادة إعمار سوريا بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
الاقتصاد شعار «الشركة المتحدة الدولية القابضة» (تداول)

وفاة صخر الملحم الرئيس التنفيذي لـ«المتحدة الدولية القابضة»

أعلنت «الشركة المتحدة الدولية القابضة» التابعة لـ«الشركة المتحدة للإلكترونيات» (إكسترا)، وفاة رئيسها التنفيذي صخر الملحم، وفق بيان على موقع «تداول».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ميشال بارنييه يغادر بعد نتيجة التصويت في باريس 4 ديسمبر 2024 (رويترز)

الأسواق الفرنسية تنتعش بعد سحب الثقة من حكومة بارنييه

شهدت السندات والأسهم الفرنسية انتعاشاً ملحوظاً الخميس بعد التصويت على سحب الثقة من حكومة رئيس الوزراء ميشال بارنييه وهو ما كان متوقعاً على نطاق واسع

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أحد المستثمرين يتابع شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

سوق الأسهم السعودية ترتفع بدعم قطاعي الطاقة والبنوك

أنهى مؤشر سوق الأسهم الرئيسية السعودية (تاسي)، تداولات يوم الأربعاء، على زيادة بنسبة 0.60 في المائة مدعوماً بارتفاع قطاعي الطاقة والبنوك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الدردري: اقتصاد سوريا خسر 24 عاماً من التنمية البشرية

TT

الدردري: اقتصاد سوريا خسر 24 عاماً من التنمية البشرية

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري «الذي خسر 24 عاماً من التنمية البشرية حتى الآن».

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

لبنان

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.