إنجازات غاريث بيل تتفوق على تشارلز وغيغز وراش مع منتخب ويلز

الجناح المخضرم الذي يمكنه الانتقال إلى أي ناد مجاناً يبحث عن فريق يعيده لقمة مستواه قبل كأس العالم

غاريث بيل بين لاعبي المنتخب الويلزي يحتفلون بالتأهل لكأس العالم  (د.ب.أ)
غاريث بيل بين لاعبي المنتخب الويلزي يحتفلون بالتأهل لكأس العالم (د.ب.أ)
TT

إنجازات غاريث بيل تتفوق على تشارلز وغيغز وراش مع منتخب ويلز

غاريث بيل بين لاعبي المنتخب الويلزي يحتفلون بالتأهل لكأس العالم  (د.ب.أ)
غاريث بيل بين لاعبي المنتخب الويلزي يحتفلون بالتأهل لكأس العالم (د.ب.أ)

دائما ما يكون غاريث بيل حاسما وفعالا مع منتخب ويلز. ربما لم يلعب سوى 22 دقيقة فقط في الأسابيع العشرة منذ فوز منتخب بلاده على النمسا في مباراة الدور نصف النهائي لملحق التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس، وربما لا يكون قادرا على أن يلعب مباراة كاملة بسبب تراجع مستواه البدني، وربما أصبح الآن دون ناد بعد انتهاء عقده مع ريال مدريد الإسباني، لكنه لا يزال اللاعب القادر على صناعة الفارق عندما يلعب بقميص منتخب ويلز الذي يتحول تحت قيادته إلى ما هو أكثر من مجرد فريق متوسط التصنيف.

غاريث بيل (يسار) في صراع على الكرة مع فيتسيل خلال مواجهة ويلز وبلجيكا (رويترز)

سيكون هناك بالطبع من يفضلون عليه لاعبين آخرين فيما يتعلق بمن هو الأفضل في تاريخ ويلز مثل جون تشارلز أو رايان غيغز أو إيفور أولتشيرش أو إيان راش، لكن ما يمكن قوله الآن هو أن بيل قد حقق مع منتخب ويلز ما لم يحققه أي لاعب آخر. لا يقتصر الأمر على أنه قاد منتخب بلاده إلى الوصول إلى الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأوروبية أو الصعود لنهائيات كأس العالم لأول مرة منذ 64 عاما فحسب، ولكن هناك حقيقة معبرة تماما في هذا الصدد وهي أن الفارق الزمني بين تحقيق هذين الإنجازين هو ست سنوات كاملة. ومع ذلك، لعب بيل دورا حاسما ومؤثرا للغاية في تحقيق منتخب بلاده لكلا الإنجازين.
وعندما سدد غاريث بيل الركلة الحرة المباشرة التي جاء منها هدف الفوز على أوكرانيا قبل 11 دقيقة من نهاية الشوط الأول، تذكر الجميع بالتأكيد الركلة الحرة المباشرة التي سجلها في نفس المرمى ضد النمسا في مارس (آذار) الماضي. وهذه المرة، وعلى الطرف الآخر من الملعب، وقف بيل لتنفيذ الركلة الحرة من على بُعد 25 ياردة، وسدد الكرة من فوق الحائط البشري وسرعان ما ركض للاحتفال بالهدف بعد أن حول اللاعب الأوكراني أندريه يارمولينكو الكرة في مرمى فريقه.
لم يعد بيل، البالغ من العمر 32 عاما، يسيطر على المباريات كما كان يفعل في السابق. ورغم أن عدم مشاركته في المباريات كثيرا قد تؤدي إلى إطالة مسيرته الكروية – إذا كان يريد هو ذلك - فهذا يعني أيضا أنه يفتقر إلى اللياقة البدنية. ومع ذلك، لا يزال اللاعب الويلزي المخضرم يلعب دورا مؤثرا في المباريات بطريقة ما، كما لو أن وجوده فقط داخل المستطيل الأخضر يكفي لصناعة الفارق لمنتخب بلاده. وبين الحين والآخر يمتعنا بيل بإحدى مهاراته أو يكتشف زاوية لم يرها أحد ليضع الكرة في الشباك ويؤكد للجميع أنه ما زال قادرا على العطاء.

بيل وسط لاعبي ويلز حيث ما زال ينظر إليه كقائد فذ رغم تراجع مستواه البدني (د.ب.أ)

لكن لم يكن الأمر كله متعلقا ببيل، فقد كان يتعلق أيضا بأداء حارس المرمى واين هينيسي وتألقه في تلك المباراة الحاسمة التي أقيمت تحت الأمطار، وكان يتعلق أيضا باجتهاد نيكو ويليامز في مركز الظهير الأيسر، وانطلاقات جو ألين ودانيال جيمس بلا كلل في خط الوسط، فضلا عن تألق خط الدفاع بالكامل ونجاحه في إفساد هجمات وتسديدات المنتخب الأوكراني الذي كان يسعى جاهدا لإدراك هدف التعادل والعودة في نتيجة اللقاء.
كما كان الأمر يتعلق أيضا بالحماس الجماهيري الرائع. في الحقيقة، يملك منتخب ويلز جمهورا يُحسد عليه، ففي أصعب الظروف والأوقات وعندما يكون الفريق في حاجة إلى الدعم تهتف هذه الجماهير بحماس منقطع النظير وتبدأ في الغناء، وهو ما يشعل الحماس في نفوس اللاعبين ويساعدهم على الخروج بالمباريات الحاسمة إلى بر الأمان. وربما يكون هذا جزءا أساسيا مما يجعل كرة القدم الويلزية ممتعة للغاية في الوقت الحالي، سواء للمشجعين أو اللاعبين. في الواقع، هناك شعور بالترابط والوحدة والقدرة على التغلب على الصعاب والتحديات معا، وهذا أمر مثير للغاية.
وكما حدث قبل المباراة التي فازت فيها ويلز على النمسا في الدور نصف النهائي لملحق التصفيات لكأس العالم، قام ديفيد إيوان، حفيد أحد مؤسسي حزب «بلايد سيمرو»، بأداء أغنية «ما زلت هنا»، التي تدور حول روح التحدي للهوية الويلزية، وكيف تظل هذه الهوية قوية حتى بعد ما يقرب من 500 عام من الاتحاد مع إنجلترا. لكن المشجعين الأوكرانيين أيضاً ربما وجدوا صدى في كلماتها التي تقول: «ما زلنا هنا، رغم أي شخص وأي شيء».
لكن في الحقيقة كان هناك نوع من الإحراج في هذه المناسبة، فكيف يمكن أن تتنافس نتيجة مباراة لكرة القدم مع أخبار الهجوم المضاد في مدينة سيفيرودونيتسك خلال المعارك الدائرة بين روسيا وأوكرانيا؟ وكيف يمكن لمثل هذه الأشياء أن تشغل عقول وقلوب نفس الناس في نفس الوقت؟ لكن هذا هو ما يحدث بالفعل، فكرة القدم قد تكون لعبة تافهة لكنها مهمة في نفس الوقت - قد تكون شيئا مسليا يهرب الناس إليه من مشاكلهم وهمومهم، لكنها أيضا شيء مهم وله رمزية كبيرة.
وكان مشجعو أوكرانيا، الذين بدوا مصممين على الاستمتاع بكل ثانية من كونهم أوكرانيين في مكان عام، يرفعون الأعلام عاليا في تأكيد على الهوية الوطنية في تلك الظروف الصعبة. هذا بالتأكيد هو ما يريده المشجعون، وما تدور حوله كرة القدم، بدلاً من هراء حفل كاميلا كابيلو قبل المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا والذي يبدو أنه كان مصمما لأولئك الذين يهتمون بالحفل والاستعراض أكثر من اهتمامهم بالمباراة نفسها. وتذكر لاعبو منتخب ويلز الجماهير الأوكرانية فور إطلاق صافرة النهاية، وتوجهوا إليهم وصفقوا لهم، كما حدث نفس الشيء من مشجعي ويلز الذين وجهوا التحية للجماهير الأوكرانية.

بيل أصبح أيقونة ويلز (أ.ف.ب)

ربما كان الجميع متعاطفا مع أوكرانيا، لكن هذا لا ينبغي أن ينتقص من فرحة ويلز، التي انتظرت وقتا طويلا حتى تتمكن من اللعب في المونديال مرة أخرى، بعدما أخفقت على مدار سنوات طويلة في الوصول لكأس العالم بسبب سوء الحظ الغريب مثل لمسة يد جو جوردان، وركلة جزاء كوبر، والفرصة السهلة التي أضاعها بول بودين.
إن التغلب على تلك اللحظات الصعبة، بدلا من الاستسلام لها والشعور بأن هناك لعنة حتمية ومستمرة، هو مقياس واضح لما حققه بيل ومنتخب بلاده.
وأكد المدير الفني لمنتخب ويلز، روبرت بيدج، على أنه يتعين على غاريث بيل أن يجد ناديا متعاطفا مع احتياجاته، إذا كان قائد فريقه يريد أن يصل إلى نهائيات كأس العالم وهو في أفضل مستوياته.
وأشار بيدج إلى أنه سيناقش مع بيل وآرون رامسي كيف يفكران في مستقبلهما غير الواضح على مستوى الأندية. لقد أصبح بإمكان بيل أن ينتقل إلى أي ناد في صفقة انتقال حر بعد نهاية عقده مع ريال مدريد، في حين يتبقى عام آخر في عقد رامسي مع يوفنتوس، بعدما قضى اللاعب عاما على سبيل الإعارة مع رينجرز الاسكوتلندي لم يقدم خلاله المستويات المتوقعة.
وقال المدير الفني لمنتخب ويلز إنه سيكون من غير الواقعي أن يقود بيل منتخب بلاده في مونديال قطر دون التوقيع مع نادٍ جديد، لأن «كل التدريبات في العالم» لا يمكنها أن تمنح اللاعب اللياقة التي يحصل عليها من المشاركة في المباريات.
ويسمح بيدج لبيل ورامسي بمتابعة برامج التدريب الفردية، لكن المديرين الفنيين للأندية قد لا يسمحون بذلك الأمر. يقول بيدج عن ذلك: «لا بد أن الأندية تنظر إليهما وتتساءل كيف يمكن لهما القيام بذلك مع منتخب بلادهما! إنه نهج منطقي بالنسبة لنا. يكون الأمر صعبا عندما تحاول خلق تلك البيئة على مستوى النادي، عندما يكون لديك لاعبون آخرون من الطراز العالمي من حولك. لكن ليس لدينا 10 لاعبين في منتخب ويلز مثل غاريث بيل. من الصعب القيام بذلك على مستوى الأندية».
ويضيف «ستكون هذه هي الصعوبة التي يواجهها بيل، وأعني بذلك العثور على شخص يمكنه إدارته. يجب أن يتحمل هذه المسؤولية بنفسه، وهذا ما سيحدد ما إذا كان سيلعب الكثير من كرة القدم أم لا، لأنه إذا لم يكن قادرا على التدريب بهذا الشكل خلال الأسبوع، فقد لا يرغب المدير الفني في النادي في اختياره ضمن تشكيلة الفريق الذي سيلعب في عطلة نهاية الأسبوع. إنه يفهم ما يتعين عليه القيام به».

تجربة العودة لتوتنهام في عهد مورينيو لم تكن ناجحة لبيل (رويترز)

ويتابع: «مشاكل غاريث في الماضي كانت تتمثل في عدم مشاركته في المباريات بشكل مستمر، وبالنسبة لمباراة بيلاروسيا فقد دخل إلى المعسكر وهو غير جاهز بنسبة 100 في المائة وانتهى به الأمر بالإصابة في ربلة الساق، لذلك فهو يفهم أنه بحاجة للعب. الأمر متروك له ولعائلته لاتخاذ قرار بشأن المكان الأفضل بالنسبة له للوصول إلى الحالة الذهنية المناسبة خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، سيكون الأمر بهذه البساطة، وقد يكون قصير المدى بهذا الشكل».
لم يلعب بيل سوى 22 دقيقة فقط مع ريال مدريد خلال الفترة التي فاز فيها منتخب ويلز على النمسا في الدور نصف النهائي للتصفيات المؤهلة لكأس العالم والمباراة التي فاز فيها على منتخب أوكرانيا في الدور النهائي للملحق الفاصل، وبعدها دقائق قليلة في دوري الأمم. كما وجد رامسي صعوبة بالغة في حجز مكان له في التشكيلة الأساسية لرينجرز، وأهدر ركلة الجزاء الحاسمة في نهائي الدوري الأوروبي ضد آينتراخت فرنكفورت.
وقال بيدج عندما سُئل عن مستقبل رامسي: «في نهاية المعسكر، وفي نهاية المباراة الأخيرة لجولة دوري الأمم، سأتحدث حول هذا الأمر. إنهم لاعبون يمتلكون خبرات كبيرة، وسيعرفون ما هو الأفضل لهم. لو كان سيعود إلى ناديه السابق ويدخل مرحلة الإعداد للموسم الجديد لمعرفة وضعه في الفريق، فمن المحتمل أن يفعل ذلك ويتخذ هذا القرار قبل إغلاق فترة الانتقالات، حتى يتمكن من الانتقال إلى ناد آخر أو الخروج ربما على سبيل الإعارة أو أي شيء آخر».
عندما عاد بيل إلى توتنهام الموسم قبل الماضي على سبيل الإعارة من ريال مدريد، كانت جماهير السبيرز تمني النفس بأن يقدم اللاعب الويلزي نفس المستويات التي كان يقدمها مع الفريق خلال سنوات تألقه في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن لم تكن التجربة جيدة كما كانت في السابق عندما انطلق اللاعب نحو النجومية. وعلى ما يبدو أن مدرب توتنهام في ذلك التوقيت البرتغالي جوزيه مورينيو الذي كان متحمسا لعودة اللاعب، استشعر أن بيل أصبح غير مؤهل للعب بطريقة الضغط التي تحتاج لمجهود بدني كبير، وأصبح من الصعب عليه أن يخفي مدى إحباطه من المستوى البدني السيئ والأداء المتواضع للاعب.
حتى بيل الذي يتذكر مشاعر الفرح والسعادة التي هيمنت على أنصار ومشجعي توتنهام عندما علموا بعودته إلى النادي، والجماهير التي اصطفت حول مدخل ملعب التدريب يحلمون بأن يرون نجمهم السابق يتألق بجوار هاري كين وسون هيونغ مين في خط هجوم ناري.
لكن الواقع كان مختلفا تماما، بل كان صادما، ما جعل مورينيو لا يشرك بيل في المباريات المهمة، بسبب ضعف اللاعب من الناحية البدنية وافتقاده للسرعة التي كان عليها في السابق، ويبدو وكأنه يلعب وهو يخشى التعرض للإصابة.
لقد تراجع مستوى بيل بشكل كبير بسبب عدم مشاركته في المباريات خلال السنوات الأخيرة له مع ريال مدريد، وكان آخر مواسمه في «سانتياغو برنابيو» هو الأسوأ على الإطلاق. وبالتالي فإنه يحتاج إلى الثقة والعمل المنتظم للعودة إلى مستواه السابق. وكلما شارك في عدد أكبر من المباريات، أصبح أقوى وأكثر قدرة على تقديم مستويات ثابتة.
لقد فاز اللاعب الويلزي بكل شيء ممكن على مستوى الأندية، بما في ذلك الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا 5 مرات، كما يمتلك كل شيء يريده خارج الملعب أيضا، عائلة يحبها، ومنازل رائعة ونحو 200 مليون جنيه إسترليني في البنوك، فما هو الحافز الذي يجعله يقدم أفضل ما لديه للمشاركة في المباريات؟ لقد كان النادي الملكي يريد التخلص منه خلال آخر 3 سنوات، لكنه كان أيضا يشعر بالقلق من انضمامه لناد منافس. ومع ذلك، لم يكن الأمر منطقياً عندما رفض ريال مدريد انضمامه إلى الدوري الصيني الممتاز في صيف عام 2019. لكن هذه المرة لن يكون الدوري الصيني أو الأميركي الاختيار الأمثل لغاريث بيل في رحلة استعادة اللياقة والمستوى لضمان مكانه كقائد لمنتخب ويلز في كأس العالم المقبلة.
وأوضح بيل على هامش وجوده حاليا في معسكر منتخب بلاده الذي يخوض مباريات دوري أمم أوروبا: «جميعنا يرغب في اللعب بكأس العالم. هذا أمر واضح. ولهذا، أود الاستمتاع بعطلاتي ثم أقرر وجهتي المقبلة وما أريد فعله وأحاول أن أشارك في المباريات لأكون على أكبر قدر من الجاهزية لمباريات كأس العالم».

بيل حصد كأس دوري الأبطال في ختام رحلته مع الريال دون مشاركة حقيقية (رويترز)

وأكد بيل على أنه لن يتسرع في اتخاذ القرار بشأن مستقبله، لكنه استبعد بشكل حاسم إمكانية انتقاله إلى فريق خيتافي الإسباني الذي تقدم إليه بعدما انتهت رحلته التي استمرت 9 سنوات مع ريال مدريد ليصبح لاعبا حرا.
وارتبط اسم بيل، 32 عاما، بعدة أندية في أوروبا وكذلك في الولايات المتحدة، ومن بينها نادي خيتافي. وصرح أنخيل توريس رئيس نادي خيتافي قبل أيام بأن النادي تلقى اتصالات من ممثلي غاريث بيل للحديث بشأن إمكانية انضمامه للفريق. لكن بيل نفى ذلك قائلا: «لا. لن أنضم إلى خيتافي، هذا مؤكد. أود أن ألعب مع فريق بشكل مستمر قبل كأس العالم كي أكون لائقا بأفضل شكل ممكن. المدير الفني قال إنه يرغب في اختيار عناصر تلعب بالفعل، كما أن الجميع يريدون المشاركة».
وتابع: «أتمنى أن أستمتع بالإجازة وبعدها سأقرر وجهتي المقبلة، وما أريد فعله هو المحاولة وخوض المباريات لأكون لائقا بأفضل شكل ممكن قبل كأس العالم». واعتلى بيل منصات التتويج 16 مرة خلال الفترة التي قضاها مع ريال مدريد، لكنه نادرا ما شارك خلال موسم 2021 - 2022 الذي انتهى بتتويج ريال مدريد بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
وشارك بيل في سبع من إجمالي 56 مباراة لريال مدريد في كل المسابقات، منها أربع مباريات فقط شارك خلالها أساسيا. وعلق بيل: «بمجرد عودتي للعب بشكل منتظم، سيصبح جسدي أكثر قوة وأفضل شيئا ما، إنه أمر صعب للغاية أن تتذبذب مشاركاتك مع فريقك، إن ذلك يؤثر على الإيقاع فيما يتعلق باللياقة والحالة الصحية».
وأشار بيل إلى أن تركيزه حاليا ينصب على مسيرته مع المنتخب بعدما بلغ مع الفريق نهائيات كأس العالم 2022 لتكون المشاركة الأولى للفريق منذ 64 عاما.


مقالات ذات صلة

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

رياضة عالمية  توخيل يستهل مشواره مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات «مونديال 2026»... (موقع الاتحاد الإنجليزي)

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

بعد الفوز على منتخب جمهورية آيرلندا بخماسية نظيفة، يوم الأحد، على ملعب «ويمبلي»، ضَمن منتخب إنجلترا الصعود مرة أخرى إلى المستوى الأول لـ«دوري الأمم الأوروبية»

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية (من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)

من أونانا إلى ديلاب... لاعبون يقدمون مستويات مفاجئة هذا الموسم

لاعبو نوتنغهام فورست يستحقون الإشادة بعد انطلاقتهم غير المتوقعة... وأونانا يأمل كسب ثقة أموريم بعد مرور 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز

باري غليندينينغ (لندن)
رياضة عالمية باتريك فييرا (رويترز)

جنوى يعين فييرا مدرباً له خلفاً لغيلاردينو

ذكرت شبكة «سكاي سبورت إيطاليا»، الثلاثاء، أن جنوى المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم انفصل عن مدربه ألبرتو غيلاردينو، وعيَّن باتريك فييرا.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات يفتقد الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة (رويترز)

الإصابة تحرم منتخب إنجلترا للسيدات من لورين وإيلا تون

يفتقد منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة في مباراتي الفريق الوديتين ضد الولايات المتحدة وسويسرا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم يقود تدريبه الأول مع مانشستر يونايتد

قاد البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، تدريبات الفريق للمرة الأولى في كارينغتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».