سليم عساف: هاجسي الأغنية قبل المغنّي

تحاوره «الشرق الأوسط» بعد جديده «بلا إحساس»

الفنان سليم عساف في «بوستر» أغنيته الجديدة  -  الفنان اللبناني سليم عساف
الفنان سليم عساف في «بوستر» أغنيته الجديدة - الفنان اللبناني سليم عساف
TT

سليم عساف: هاجسي الأغنية قبل المغنّي

الفنان سليم عساف في «بوستر» أغنيته الجديدة  -  الفنان اللبناني سليم عساف
الفنان سليم عساف في «بوستر» أغنيته الجديدة - الفنان اللبناني سليم عساف

على عكس عنوانها، «بلا إحساس»، يغنّي سليم عساف من كلماته وألحانه رقيق المشاعر. يعود إلى الغناء الرومانسي البارع في تقديمه، لنفسه ولغير فنانين. في معيار الأرقام، الأغنية «ضاربة» ومشاهدات الفيديو كليب بالملايين. وفي مقياس القيمة، نغمها كموج يمتهن الانسياب، وكلامها بسيط من معانٍ. لا يخفي فنانها مفاجأته بأصدائها. كان خطّط لأغنية من أجواء الصيف، ثم عدّل المخطط. يقول لـ«الشرق الأوسط» إنه باحث عن التجدّد، يهوى تغيير السكك. وبعد نجاحات بالإيقاعي، يشاء بالرومانسي جرّ السوق إلى مكان آخر.
بالنسبة إلى الملحّن والمؤلّف والمغنّي اللبناني، «لا يمكن التغاضي عن أغنيات الراب والأندرغراوند القادرة على جذب الجمهور. في «بلا إحساس»، قدّمتُ المزيج على طريقتي، ببساطة. فتحتُ نافذة على المخاطرة، مدركاً أنّ الناس قد تستغرب التجديد لتعتاده».
يُلمح في بداية الحديث إلى «موسمية» الأغنية؛ هذه صيفية وهذه لغير الصيف. كيف يكون الغناء مرتبطاً بالفصول؟ وهل هذا يعني أنه خارج مدرسة تراهن على نجاح أغنيات بصرف النظر عن زمنها؟ يؤكد بداية ما لا شك فيه: «الأغنية الحلوة، حلوة»، ويعقّب: «لكنّ طرحها ضمن موسم أو مناسبة يشكل إضافة. ما هو التوقيت الصح؟ لا أملك إجابة حاسمة. نعتقد كفنانين أنه حين تشغل الأغنية الاهتمامات لحظة يتفرّغ الجمهور من اهتمامات أخرى. هذا عصر الترند. النجاح يتوقف أيضاً على المزاج».
في عام 2015، تساءل: «ماذا سأقدّم للناس بصوتي؟»، وضمّ، إلى التأليف والتلحين، الغناء. يعترف بصعوبة تقديم أغنية للنفس، مع استفهام مُلحّ: «كيف سأصدّق ذاتي وأقنع الآخرين بالعفوية؟». سليم عساف بين سكتين: الأولى جوُّها «لوّالي قلبي»، والثانية جوُّها «حلا حلا». خطان مختلفان. على هذا الاختلاف يراهن، فنظريته أنه على الفنان التجديد مع كل إشراقة شمس، ويستغرب مَن يغنّون النمط الواحد بأغنيات عدة. عودته بالرومانسي «في عزّ الصيف» جولة في «معركة» التجديد. وهي ليست سهلة، يخوضها واثقاً بالكسب.
يعامل نفسه كمطرب غريب عنه! «أكتب وألحّن لسليم، كما أكتب وألحّن لمطرب آخر». ورغم غزارته، لا يبالي بالعدّ ولا يكترث لكم الأغنيات الصادرة: «أدرس الأغنيات التي لي والتي لغيري، وأتفادى الإفراط التجاري. أعامل نفسي كفنان يطلب أغنية مني. شاق الوصول إلى مرحلة أفصل فيها نفسي عن نفسي، وبلغتها بوضوح».
التشجيع الأول من فنانين تأكدوا أنّ مَن أمامهم لا يؤلّف الأغنية ويلحّنها فحسب، بل يمنحها إحساساً رقيقاً حين يغنّيها. برأيه، «الفن كينونة لا تتجزأ. من هنا، أخرجتُ نفسي من إطار المؤلّف والملحّن ورحتُ أعامل سليم كفنان. لا أعتبرها تجربة، إنما جزء من حقيقتي».
الرجاء الإجابة بصراحة: أتستيقظ ما يمكن تسميتها «الأنانية الإنسانية» حين يعطي المؤلّف والملحّن والمغنّي لفنان سواه أغنية يردّدها الملايين وتصبح بعضاً من مزاج؟ «البنت القوية» بصوت وائل كفوري مثال بين أمثلة. ألا يتحرّك في الداخل البشري ما قد يُصنّف «غيرة»، ويشتعل سؤال مفاده «لِمَ لستُ أنا المغنّي وقاطف العزّ؟». كان تكلّم قبل قليل عن مرحلة النضج، حين تنجلي القناعة بوضوح ويحجز الفنان مكانه. يجيب من صلب هذه القناعة: «نجاح أغنية من كلماتي وألحاني، هو نجاح لاسمي ووجودي. أنا خارج الأنانيات. في الغرب، مَن يغنّون هم أيضاً مؤلّفون وملحّنون. تصبح هذه الثقافة رائجة في منطقتنا وتتعزّز مع الوقت. قلة يعلمون أنّ فنانين كمحمد حماقي وتامر حسني هم في الأصل ملحّنون. هذا معنى الفن الشامل».
كتب ولحّن أغنية «فوضى» لصوت كارول سماحة، يقول للإجابة على سؤال حول الكتابة لفنانين بذاتهم، أم الكتابة العامة. يتابع بصراحة: «أحب الفنان الذي يصرّ على التعاون بيننا، ومَن يأتي متحمّساً، (بدي أعمل شي واو أنا وياك). لكنني عموماً لستُ ممن لديهم هاجس الفنان بل هاجس الأغنية. مَن يعلم اليوم اسم مغنّي (الغزالة رايقة)؟ قليلون. لقد انتشرت بشكل جنوني».
يشرح طريقته في التعامل مع الفنانين: «أتّبع أسلوب المُعالج وفق كل شخصية للوصول إلى نتيجة. تعاملي مع كارول سماحة غيره مع وائل كفوري ونجوم آخرين. أدرس كراكتير النجم وأفكر بضرورة الإضافة للأسماء الكبيرة. هذا أيضاً استكمال للجواب على سؤال الأنانية. نجاحي من نجاح أغنياتي بأصوات النجوم، كما نجاح الآخرين من نجاح الأغنيات بصوتي».
يحوم في باله سؤال نطرحه عليه: «هل يأتي يوم وتكفّ عن إعطاء الآخرين كلمات وألحاناً، لتؤلّف فقط وتلحّن لسليم الفنان؟». يجيب نفسه ويجيبنا: «لا أظن، فلا مهرب من هذه المتعة، كأن يرى مصمم أزياء شغوف فستانه على جسد آخر. كما أنني لن أوصل كل الألوان الفنية بصوتي».
أيهما يحبّذ لو كانه: المغنّي فقط، أم تركيبة التأليف والتلحين والغناء؟ أي من الخيارين دربه أسهل؟ جوابه أنّ السهولة غير موجودة في أيهما، «فمَن يغنّي فقط، عليه الاجتهاد للعثور على كلام ولحن ملائمين. ومَن يؤلّف ويلحّن ويغنّي، يعتريه هاجس التجديد في الكلمة واللحن بصوته وبصوت غيره. «في الحالتين، العمل الصادق والتوقيت الصحيح زوّادة الفنان».


مقالات ذات صلة

مشاركات مسرحية وغنائية مصرية «لافتة» في الرياض وجدة

شمال افريقيا مشاركات مسرحية وغنائية مصرية «لافتة» في الرياض وجدة

مشاركات مسرحية وغنائية مصرية «لافتة» في الرياض وجدة

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، حيث بدأت تلك الفعاليات خلال إجازة عيد الفطر، واستقطبت هذه الفعاليات مشاركات مصرية «لافتة»، ومنها مسرحية «حتى لا يطير الدكان» من بطولة الفنان أكرم حسني، والفنانة درة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»، بالإضافة لعرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت»، الذي أقيم على مسرح «محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، كما شارك الفنان عمرو دياب في حفلات «عيد جدة»، بجانب ذلك تشهد الرياض حفل «روائع الموجي»، الذي يحييه نخبة كبيرة من نجوم الغناء، حيث يشارك من مصر، أنغام، وشيرين عبد الوهاب، ومي فاروق، بجانب نجوم

داليا ماهر (القاهرة)
الرياضة مساهمون يقاضون «أديداس» بعد إنهاء التعاون مع كانييه ويست

مساهمون يقاضون «أديداس» بعد إنهاء التعاون مع كانييه ويست

تُواجه شركة «أديداس»، المتخصصة في المُعدات الرياضية، دعوى قضائية في الولايات المتحدة رفعها مجموعة مساهمين يعتبرون أنهم خُدعوا، بعد الفشل المكلف للشراكة مع كانييه ويست، والتي كان ممكناً - برأيهم - للمجموعة الألمانية أن تحدّ من ضررها، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ورُفعت دعوى جماعية أمام محكمة منطقة أوريغون؛ وهي ولاية تقع في شمال غربي الولايات المتحدة؛ حيث المقر الرئيسي للمجموعة في البلاد، وفقاً لنص الإجراء القضائي، الذي اطلعت عليه «وكالة الصحافة الفرنسية»، والمؤرَّخ في 28 أبريل (نيسان). وكانت «أديداس» قد اضطرت، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى إنهاء تعاونها مع مُغنّي الراب الأميركي كانيي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تامر حسني وبسمة بوسيل يعلنان «طلاقاً هادئاً»

تامر حسني وبسمة بوسيل يعلنان «طلاقاً هادئاً»

أعلن كل من الفنان المصري تامر حسني، والفنانة المغربية بسمة بوسيل، طلاقهما اليوم (الخميس)، بشكل هادئ، بعد زواج استمر نحو 12 عاماً، وأثمر إنجاب 3 أطفال تاليا، وأمايا، وآدم. وكشفت بوسيل خبر الطلاق عبر منشور بصفحتها الرسمية بموقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستغرام» قالت فيه: «(وجعلنا بينكم مودة ورحمة) ده كلام ربنا في الزواج والطلاق، لقد تم الطلاق بيني وبين تامر، وسيظل بيننا كل ود واحترام، وربنا يكتبلك ويكتبلي كل الخير أمين يا رب». وتفاعل تامر حسني مع منشور بسمة، وأعاد نشره عبر صفحته وعلق عليه قائلاً: «وجعلنا بينكم مودة ورحمة بين الأزواج في كل حالاتهم سواء تزوجوا أو لم يقدر الله الاستمرار فانفصلوا ب

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

عدّت الفنانة المصرية آيتن عامر مشاركتها كضيفة شرف في 4 حلقات ضمن الجزء السابع من مسلسل «الكبير أوي» تعويضاً عن عدم مشاركتها في مسلسل رمضاني طويل، مثلما اعتادت منذ نحو 20 عاماً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
الولايات المتحدة​ «فخورة»... شاكيرا ترد على انتقادات جيرارد بيكيه لمعجبيها

«فخورة»... شاكيرا ترد على انتقادات جيرارد بيكيه لمعجبيها

كشفت المغنية الشهيرة شاكيرا أنها «فخورة» بكونها تنحدر من أميركا اللاتينية بعد أن بدا أن شريكها السابق، جيرارد بيكيه، قد استهدفها ومعجبيها في مقابلة أُجريت معه مؤخراً. وبينما تستعد المغنية الكولومبية لمغادرة إسبانيا مع طفليها، تحدث لاعب كرة القدم المحترف السابق عن التأثير المرتبط بالصحة العقلية لتلقي تعليقات سلبية عبر الإنترنت بعد انفصاله عن شاكيرا، وفقاً لصحيفة «إندبندنت». واستخدم بيكيه معجبي شاكيرا في أميركا اللاتينية كمثال على بعض الكراهية التي يتلقاها على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال بيكيه: «شريكتي السابقة من أميركا اللاتينية وليس لديك أي فكرة عما تلقيته عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أشخا

«الشرق الأوسط» (مدريد)

هل جعلت التكنولوجيا الأشخاص أكثر نرجسية؟

كلما زاد التقاط الشخص لصور «السيلفي» كان ذلك مؤشراً على أنه معرض بشكل أكبر لأن يصبح نرجسياً (رويترز)
كلما زاد التقاط الشخص لصور «السيلفي» كان ذلك مؤشراً على أنه معرض بشكل أكبر لأن يصبح نرجسياً (رويترز)
TT

هل جعلت التكنولوجيا الأشخاص أكثر نرجسية؟

كلما زاد التقاط الشخص لصور «السيلفي» كان ذلك مؤشراً على أنه معرض بشكل أكبر لأن يصبح نرجسياً (رويترز)
كلما زاد التقاط الشخص لصور «السيلفي» كان ذلك مؤشراً على أنه معرض بشكل أكبر لأن يصبح نرجسياً (رويترز)

تعد الشخصية النرجسية من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، حيث يتسم أصحابها بالتركيز الشديد على ذاتهم والشعور بالعظمة والاستحقاق الزائد والحاجة المفرطة للإعجاب، إلى جانب قلة التعاطف مع الآخرين.

ويرى الدكتور بيتر غاردنفورس، أستاذ العلوم المعرفية في جامعة لوند بالسويد، أن عدد أصحاب الشخصية النرجسية ازداد كثيرا في الفترة الأخيرة، وأرجع السبب في ذلك إلى التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.

وقال غاردنفورس لموقع «سايكولوجي توداي»: «لقد كان للتكنولوجيا الحديثة تأثير عميق على صورتنا الذاتية. وبدأ ذلك بالكاميرات والهواتف الذكية التي تتيح للشخص التقاط صور متعددة لنفسه وتحسينها ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على إعجاب الآخرين. وكلما زاد الإعجاب بالصورة زاد خطر أن يصبح نرجسيا، حيث يمكن أن يشعر بالعظمة والاستحقاق بشكل مبالغ فيه».

وأضاف: «إن إنتاج الصور اليوم ليس سريعاً فحسب، بل إنه رخيص أيضاً. يمكننا التقاط عدد كبير من الصور لأنفسنا والتخلص فوراً من تلك التي لا نعتقد أنها تنصفنا. ويمكننا بسهولة التلاعب بالصور لتجميل أنفسنا ثم نشرها على الفور على وسائل التواصل الاجتماعي. لم تعد الصور تلتقط بالكاميرا لصنع الذكريات بل أصبحت سلعة قابلة للاستهلاك».

ولفت أستاذ العلوم المعرفية إلى أن الاهتمام بالصفات الداخلية مثل شخصية الشخص وذكائه وأخلاقه أصبح في مرتبة أدنى من الاهتمام بالشكل والمظهر وغيرها من الخصائص الخارجية.

كما يرى غاردنفورس أنه كلما زاد التقاط الشخص لصور «سيلفي» لنفسه، تأثرت طريقة تصوره لذاته وكان ذلك مؤشرا على أنه معرض بشكل أكبر لأن يصبح نرجسيا.

علاوة على ذلك، فإن كثرة مشاركة الأخبار والمنشورات السلبية على مواقع التواصل تجعل الشخص أقل حساسية تجاه هذا النوع من الأخبار في المستقبل وأقل تعاطفا مع الآخرين.

وأكد غاردنفورس أنه يرى أن «فيسبوك» و«إنستغرام» هما تقنيتان مثاليتان للنرجسيين.