اشتباكات بين مقاتلين فلسطينيين و«داعش» في مخيم اليرموك.. وقصف من النظام

يسيطر التنظيم على 40 % من المخيم

اشتباكات بين مقاتلين فلسطينيين و«داعش» في مخيم اليرموك.. وقصف من النظام
TT

اشتباكات بين مقاتلين فلسطينيين و«داعش» في مخيم اليرموك.. وقصف من النظام

اشتباكات بين مقاتلين فلسطينيين و«داعش» في مخيم اليرموك.. وقصف من النظام

شهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، أمس، اشتباكات متقطعة بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية وتنظيم داعش الذي يحاول استعادة سيطرته على مواقع خسرها في المعارك الأخيرة، وفق ما أعلن مسؤول فلسطيني في العاصمة أمس الثلاثاء، بينما قتل شخص وجرح 6 آخرون، في قصف بالبراميل المتفجرة نفذته مروحيات تابعة لقوات النظام على مخيم اليرموك الفلسطيني جنوب العاصمة السورية دمشق فجر أمس الثلاثاء.
وقال رئيس جبهة النضال الشعبي الفلسطيني المقربة من دمشق خالد عبد المجيد لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «اشتباكات متقطعة اندلعت بين الفصائل الفلسطينية من جهة ومقاتلي تنظيم داعش وجبهة النصرة من جهة ثانية، الذين يحاولون استعادة السيطرة على مواقع في وسط المخيم».
في السياق نفسه، يواجه الأهالي العالقون في المخيم، صعوبات أثناء محاولتهم إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، بعد إلقاء مروحيات النظام للبراميل المتفجرة. وقالت مصادر في المخيم: إن «ثلاثة براميل سقطت بالقرب من مؤسسة الكهرباء، في حين سقطت البراميل الأخرى قرب مركز الإعاشة في محيط مسجد فلسطين. وأعقب إلقاء البراميل المتفجرة، قصف بقذائف الهاون، تزامنًا مع اشتباكات بين قوات النظام من جهة، وبين تنظيم داعش وجبهة النصرة من جهة أخرى في محيط المخيم».
وأفاد رئيس المكتب الإغاثي في مخيم اليرموك باسل عبد الرحمن، أن عدد القتلى مرشح للزيادة، حيث ما زال 4 أشخاص تحت الأنقاض، لافتا إلى أن فرق الدفاع المدني لا تزال تعمل على إخراجهم. وأضاف عبد الرحمن، أن «اشتباكات عنيفة تجري في المخيم، بين قوات النظام مدعومة بميليشيات فلسطينية من جهة، وجبهة النصرة من جهة ثانية».
ويضم المخيم اليرموك نحو 18 ألف لاجئ فلسطيني، محاصرين في ظروف إنسانية صعبة جدا، جراء الجوع والجفاف وانعدام الغذاء والخدمات.
وهاجم تنظيم داعش بداية أبريل (نيسان) مخيم اليرموك الذي دخله من حي الحجر الأسود المجاور، بتنسيق مع جبهة النصرة بعد قتاله لفصائل من الجيش الحر داخل المخيم، وتمكن من السيطرة على 60 في المائة من المخيم قبل أن ينسحب إلى الأحياء الجنوبية منه.
ووفق عبد المجيد، يسيطر التنظيم اليوم على 40 في المائة من مساحة المخيم فيما تسيطر الفصائل الفلسطينية على أربعين في المائة أيضا. وتشكل المساحة المتبقية خطوط المواجهات بين الطرفين.
وقال مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «لا معلومات دقيقة» حول الاشتباكات، مضيفا أن «المعارك تتوقف ثم تُستأنف»، في إشارة إلى الاشتباكات المتقطعة التي يشهدها المخيم في الأسابيع الأخيرة.
وجددت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) دعوتها إلى «وقف كل الأعمال العدائية التي تهدد أمن وحياة الفلسطينيين والسوريين المدنيين في اليرموك».
وأشار المتحدث باسم الوكالة كريس غينيس في بيان إلى تلقي المنظمة «تقارير موثوقة عن اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت ليلا داخل المخيم واستؤنفت بعد ظهر اليوم وتخللها استخدام الطيران».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.