تحذيرات سعودية من تفاقم الاختراقات السيبرانية جراء حرب أوكرانيا

إضافة 40 دوراً وظيفياً لكوادر الأمن التقني

السعودية تعمل على تطوير مجالات التقنية والأمن السيبراني وتعزيزها بالكوادر الوطنية المؤهلة (الشرق الأوسط)
السعودية تعمل على تطوير مجالات التقنية والأمن السيبراني وتعزيزها بالكوادر الوطنية المؤهلة (الشرق الأوسط)
TT

تحذيرات سعودية من تفاقم الاختراقات السيبرانية جراء حرب أوكرانيا

السعودية تعمل على تطوير مجالات التقنية والأمن السيبراني وتعزيزها بالكوادر الوطنية المؤهلة (الشرق الأوسط)
السعودية تعمل على تطوير مجالات التقنية والأمن السيبراني وتعزيزها بالكوادر الوطنية المؤهلة (الشرق الأوسط)

حذر خبراء سعوديون من تفاقم مشكلة الاختراقات الأمنية السيبرانية مع ازدياد تداعيات ظروف آثار الحرب الروسية - الأوكرانية، مشيرين إلى أن الجهود السعودية أدت لإضافة 40 دوراً وظيفياً للكوادر العاملة في مجال الأمن السيبراني.
وقدر مختصون في الأمن السيبراني حجم العجز في الكوادر البشرية عالمياً بأكثر من 3 ملايين وظيفة وفق الدراسات، وأن السعودية الطامحة لمراكز متقدمة في هذا المجال باتت أكثر حاجة للكوادر البشرية المؤهلة بسبب اتساع حجم سوق التقنية التي تقترب من خمس كامل حجم السوق بمنطقة الشرق الأوسط.
وأظهرت ندوة للآثار الاقتصادية الوطنية للأمن السيبراني، أقيمت مؤخراً، أن نحو 85 في المائة من مشاكل الأمن السيبراني ناتج من الأخطاء البشرية، وأن التوعية السيبرانية واستخدام التقنية وضرورة الفحص الوظيفي مع الكوادر البشرية قبل التعاقد وتطبيق الطبقات الدفاعية للحماية، كل ذلك كفيل بتقليل هذه الأخطاء مع الحاجة للموازنة بين التشريعات والابتكار.
وأكد المختص في الاستراتيجية والتعاون الدولي بالهيئة الوطنية للأمن السيبراني الدكتور ماجد السهلي، أن الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني تعكس الطموح الاستراتيجي للمملكة بأسلوب متوازن بين الأمان والثقة والنمو، بهدف تحقيق فضاء سيبراني سعودي آمن وموثوق به يقود لمزيد من النمو، مضيفاً: «ترتكز الاستراتيجية على أسس عدة هي العمليات والإجراءات والتقنيات والكوادر البشرية».
واستعرض السهلي خلال منتدى النمو الاقتصادي الذي عقدته الأكاديمية المالية عبر لقاء افتراضي مباشر الضوابط التي طورتها الهيئة العامة للأمن السيبراني، ومن بينها تطوير ضوابط الحوسبة السحابية والأنظمة التشغيلية والتجارة الإلكترونية والعمل عن بعد، لافتاً إلى دور الجائحة العالمية قبل عامين في تسريع عملية التطوير.
وأشار السهلي إلى عدد من مبادرات الهيئة كبناء القدرات وتقليل المخاطر ودمقرطة الأمن السيبراني، إلى جانب الشراكات الوطنية مع الكفاءات التي قادت لإطلاق الإطار السعودي لكوادر الأمن السيبراني وإضافة 40 دوراً وظيفياً بالتعاون مع الهيئة العامة للإحصاء ووزارة الموارد البشرية، بالإضافة إلى سايبر التعليم، وهو مشروع واعد لدعم وتخريج كوادر جامعية مؤهلة.
وكشف المنتدى الذي ضم أيضاً في الندوة التي ناقشت الآثار الاقتصادية الوطنية على الأمن السيبراني، مسؤولين ومستشارين في الأمن السيبراني لقطاعات حكومية وأهلية، أن العجز في الكوادر البشرية بمجال الأمن السيبراني بلغ أكثر من 3.5 مليون عالمياً، وفق الدراسات، وأن السعودية أكثر حاجة للكوادر المؤهلة بسبب حجم سوق التقنية في المملكة الذي يقارب 17 في المائة من حجم السوق في منطقة الشرق الأوسط، ما يمثل تحدياً للأمن السيبراني الذي يحتاج إلى مبادرات في هذا الجانب لسد تلك الفجوة في الكوادر البشرية من القطاع الخاص بعد أن قدمت الجهات الحكومية مبادرات عدة في هذا الصدد.
وقالت أروى الحمد مديرة الأمن السيبراني في «سنابل» للاستثمار السعودية خلال تقديمها الندوة، إن اختراقات الأمن السيبراني ظهرت جلية خلال الحرب الروسية - الأوكرانية، وإن التقنيات بتطوراتها وتحديات المواجهة لمخاطرها خلقت حالة من اللاتأكد في المؤسسات والمنشآت التي تتعامل معها، لافتة إلى أن الإنفاق على هذا المجال شهد طفرة منذ عام 2018.
من جانبه، قال محمد الدوسري مدير الأمن السيبراني في «تساهيل»، إن هذه التحديات الظاهرة حتمت على التنفيذيين في المؤسسات رسم استراتيجيات أمن سيبراني تتماشى مع استراتيجية المؤسسة، فيما أشار المهندس إبراهيم الشمراني الرئيس التنفيذي للأمن السيبراني في «هواوي»، إلى أن ازدياد الإنفاق في السنوات الماضية على مجال الأمن السيبراني كان بسبب ازدياد حوادث محاولات الاختراق للمؤسسات والمنظمات التي نصح الخبراء في الندوة أن يكون مستشارو الأمن السيبراني جزءاً من مجالس إداراتها في الفترات المقبلة.


مقالات ذات صلة

6 قتلى في هجومين روسيين على زابوريجيا ودونيتسك الأوكرانيتين

أوروبا أنقاض مبنى سكني دمرته غارة روسية على زابوريجيا (أ.ب)

6 قتلى في هجومين روسيين على زابوريجيا ودونيتسك الأوكرانيتين

قالت هيئة الطوارئ الأوكرانية إن عدد القتلى في هجوم بقنبلة موجهة روسية على مدينة زابوريجيا في جنوب شرقي البلاد، اليوم الخميس، ارتفع إلى أربعة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصل لحضور قمة المجتمع السياسي الأوروبي في بودابست 7 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

زيلينسكي: كوريا الشمالية «تخوض حالياً الحرب في أوروبا»

عدَّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، أن كوريا الشمالية «تخوض حالياً الحرب بأوروبا»، بعد نشرها جنوداً لدعم روسيا في الحرب ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
أوروبا رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو (رويترز)

روسيا: الغرب يجب أن يفاوضنا لتجنب تدمير الشعب الأوكراني

قال رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، اليوم (الخميس)، إن الغرب يجب أن يتفاوض مع موسكو بشأن أوكرانيا من أجل تجنب «تدمير الشعب الأوكراني».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا رجال الإطفاء يعملون في مجمع مستودع للخضراوات في كييف تعرض لغارة بطائرة دون طيار روسية (رويترز)

رئيس كوريا الجنوبية «لا يستبعد» إرسال أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا

أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول أنّ بلاده التي تُعد أحد أكبر مصدّري الأسلحة في العالم «لا تستبعد» إمكانية أن ترسل بصورة مباشرة أسلحة إلى أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الولايات المتحدة​ صورة عامة للبيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن (رويترز - أرشيفية)

البيت الأبيض يعتزم إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا يوم تنصيب ترمب

يعتزم البيت الأبيض الإسراع بإرسال ما تبقى من مساعدات تزيد قيمتها عن 6 مليارات دولار إلى أوكرانيا بحلول الوقت الذي يتولى فيه الرئيس المنتخَب دونالد ترمب منصبه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)

ناقش المتحدثون على هامش ختام معرض البناء السعودي 2024، ملف الإسكان الذكي وفرص الأعمال في هذا المجال، إلى جانب العلاقة الوثيقة بين المنازل الذكية والطاقة النظيفة، مشددين في الوقت ذاته على الحاجة إلى تبني تقنيات الطاقة الخضراء.

ونجح المعرض في استقطاب أكثر من 30000 زائر، مسجلاً إقبالاً غير مسبوق، يعزز مكانته كحدث رائد في قطاع البناء والتشييد. واستضاف المعرض، الذي أقيم برعاية وزارة البلديات والإسكان من 4 إلى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، نحو 600 شركة من 31 دولة، ما يعكس أهمية الحدث بصفته وجهة رئيسية للمستثمرين والخبراء في مجالات التشييد والبنية التحتية المستدامة.

وشهد المعرض توقيع العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية شملت قطاعات متنوعة؛ بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات، وتسريع التحول الرقمي ودعم الابتكار، إضافة إلى تطوير حلول مبتكرة في مجال البناء المستدام والبنية التحتية الذكية.

واختتم المعرض، اليوم الخميس، بجلسات نقاشية تناولت الاتجاهات الحديثة في الإضاءة المستدامة والإسكان الذكي، حيث استعرضت الجلسة الأولى حلول الإضاءة المتطورة، مع التركيز على قضايا مثل تلوث الضوء وأثره على رؤية السماء الليلية، ومبادئ تصميم الإضاءة التي تأخذ بعين الاعتبار التكيف البشري وإدراك الألوان والتسلسل البصري.

وسلط المتحدثون الضوء على أهمية التحكم في السطوع والتباين لتسليط الضوء على النقاط المهمة في المساحات العامة. وفي الجلسة الثانية، تناولت التحديات التي تواجه المستثمرين في هذا القطاع، والحاجة إلى الابتكار وربط الأبحاث بحلول قابلة للتسويق.

واستعرضت الجلسة أيضاً التوجه نحو المدن الذكية وممارسات البناء الأخضر، حيث شدد المتحدثون على أن قانون البناء السعودي يضع معايير صارمة للاستدامة، فيما تهدف وزارة الطاقة إلى تحقيق نسبة 50 في المائة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

كما تم استعراض نماذج ناجحة لهذا التحول، من ضمنها استبدال مصابيح الشوارع التقليدية بمصابيح LED في العديد من المدن.

يذكر أن معرض البناء السعودي في نسخته الحالية حقق نمواً ملحوظاً ورقماً قياسياً جديداً في عدد الزوار والمشاركين بنسبة 30 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، ما يعزز دوره بوصفه محركاً أساسياً للتطوير في قطاع البناء ووجهة أساسية للمهتمين بتطورات القطاع على المستويين المحلي والإقليمي.