موريتانيا توقع مع إسبانيا اتفاقية تعاون أمني لمحاربة الجريمة

الحكومة تجري تقييمًا مرحليًا لخريطة الطريق بهدف القضاء على مخلفات الرق

موريتانيا توقع مع إسبانيا اتفاقية تعاون أمني لمحاربة الجريمة
TT

موريتانيا توقع مع إسبانيا اتفاقية تعاون أمني لمحاربة الجريمة

موريتانيا توقع مع إسبانيا اتفاقية تعاون أمني لمحاربة الجريمة

أفاد مصدر رسمي موريتاني بأن موريتانيا وإسبانيا وقعتا في مدريد أمس اتفاقية للتعاون الأمني، تشمل جميع ملفات التعاون التي تهم البلدين.
ووقع الاتفاقية عن موريتانيا وزير الداخلية واللامركزية محمد ولد أحمد سالم ولد محمد رارة، وعن إسبانيا وزير داخليتها خورخي فرناديز. وقال المصدر إن هذا الاتفاق الأول من نوعه بين موريتانيا وإسبانيا، ويشمل جميع المجالات ذات الصلة بالأمن مثل محاربة الإرهاب، والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، والهجرة غير الشرعية.
كما يشمل الاتفاق دعم قدرات الحماية المدنية في موريتانيا، وعصرنة الإدارة، وتأمين النظم المعلوماتية، وتكوين متخصصين في هذه المجالات.
يذكر أن إسبانيا تقيم مركزا لإيواء المهاجرين غير القانونيين في مدينة نواذيبو غرب موريتانيا.
من جهة ثانية، أجرت الحكومة الموريتانية أمس، وسط مشاركة واسعة من المنظمات الدولية والحقوقية، أول تقييم مرحلي لخطة العمل الرامية إلى تنفيذ خارطة الطريق للقضاء على مخلفات الاسترقاق.
وقال رئيس الوزراء الموريتاني يحيى ولد حدمين، في كلمة افتتح بها التقييم المرحلي بنواكشوط، إن هذا التقييم «سيمكن من التعرف على ما تحقق من أنشطة وإنجازات في إطار تنفيذ خطة العمل المذكورة، وآفاق ما تبقى من مسارها، وذلك من خلال عروض سيقدمها بعض أعضاء الحكومة المعنيين».
وأوضح ولد حدمين أن «محاربة الأشكال المعاصرة للاسترقاق تحتل مكان الصدارة في هذا السياق، بالنظر إلى ما لها من أهمية في القضاء على كل أنواع التمييز والتفاوت بين أفراد المجتمع، وفي توطيد اللحمة الاجتماعية، وضمان احترام كرامة الإنسان، وحقه في العيش الكريم ضمن مجتمع تسوده المساواة، وينعم جميع مواطنيه بالأمن والسلم والاستقرار»، مشيرا في هذا الصدد إلى أن اعتماد الحكومة في السادس من مارس (آذار) 2014 خارطة طريق تستهدف القضاء على مخلفات الاسترقاق وأشكاله المعاصرة، ستنفذ على مدى سنتين، تمتد من 30 سبتمبر (أيلول) الماضي وتشمل إجراءات عملية محددة الآجال، تسهر على متابعة تنفيذها بشكل مستمر لجنةٌ فنيةٌ من ممثلي القطاعات العمومية والمؤسسات الوطنية المختصة، ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
بدوره أوضح اكهارد استروس، ممثل مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في موريتانيا، أن خارطة الطريق تستدعي الإشراك الفعلي لمنظمات المجتمع المدني في هذا البرنامج الوطني، سواء من حيث الإعداد والتنفيذ والمتابعة، أو إعداد مختلف الأنشطة. ودعا الحكومة إلى الأخذ بعين الاعتبار وضع لجنة مشتركة على مستوى عالٍ لوضع التوجيهات الاستراتيجية لأعضاء لجنة المتابعة الفنية.
ويثير موضوع الاسترقاق جدلا كبيرا في موريتانيا بين منظمات حقوقية مناهضة للرق، تقول إنه ما زال شائعا، بينما تقول الحكومة ومنظمات أخرى إن مخلفات للرق هي التي ما زالت قائمة ممثلة بمظاهر الفقر والحرمان والجهل، وانعدام فرص العمل للأرقاء السابقين.



منظمة دولية: الحوثيون يعرّضون المساعدات الإنسانية للخطر

يمني يحمل حصة المساعدات التي حصل عليها في طريقه إلى منزله (إعلام محلي)
يمني يحمل حصة المساعدات التي حصل عليها في طريقه إلى منزله (إعلام محلي)
TT

منظمة دولية: الحوثيون يعرّضون المساعدات الإنسانية للخطر

يمني يحمل حصة المساعدات التي حصل عليها في طريقه إلى منزله (إعلام محلي)
يمني يحمل حصة المساعدات التي حصل عليها في طريقه إلى منزله (إعلام محلي)

اتهمت منظمة حقوقية دولية بارزة الجماعة الحوثية بقمع المجتمع المدني، وتعريض المساعدات الإنسانية للخطر، وقالت إنهم مستمرون في احتجاز وإخفاء موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية. كما انتقدت الهجمات الإسرائيلية على موانئ الحديدة، واستهداف الحوثيين إسرائيل.

ووفق التقرير العالمي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» عن عام 2025، فإن الأطراف المتحاربة في اليمن، وخاصة الحوثيين، قمعت المجتمع المدني بشكل أكبر، وعرقلت تقديم المساعدات الإنسانية وعرَّضتها للخطر في عام 2024. كما احتجز الحوثيون وأخفوا تعسفياً العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني.

وقالت نيكو جعفرنيا، الباحثة في شؤون اليمن والبحرين بالمنظمة: «إن الحوثيين أظهروا نفاقاً حقيقياً، حيث قالوا إنهم يقفون مع الفلسطينيين الذين يواجهون القمع الإسرائيلي، بينما هم أنفسهم يضطهدون المجتمع المدني اليمني».

وطالبت الباحثة الحكومات والأمم المتحدة بالضغط على الجماعة للإفراج عن جميع الأفراد المعتقلين تعسفياً، وإدانة جميع الجهات الفاعلة التي تهدد المجال المدني والمساعدات الإنسانية باليمن، بما في ذلك إسرائيل.

الهجمات الإسرائيلية تهدد وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن لجهة استهدافها الموانئ (إكس)

ومع تأكيد المنظمة أن الهجمات الإسرائيلية على ميناء الحديدة؛ وهو نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية، تُهدد توفير المساعدات، وقد ترقى إلى جرائم حرب، قالت إن الهجمات العشوائية التي شنها الحوثيون، والتي أصابت سفناً مدنية في البحر الأحمر وأسفرت عن مقتل مدنيين، وأصابت أهدافاً مدنية في إسرائيل، قد ترقى أيضاً إلى جرائم حرب.

اعتقالات وقيود

وفق التقرير، فإنه، ومنذ 31 مايو (أيار) 2024، اعتقل الحوثيون وأخفوا قسراً عشرات الأشخاص، بما في ذلك ما لا يقل عن 17 موظفاً في وكالات الأمم المتحدة وعدد من موظفي المنظمات غير الحكومية والسفارات الأجنبية والشركات الخاصة العاملة بالأراضي التي يسيطرون عليها.

كما أدت عرقلة الحوثيين للعمليات الإنسانية وقطع المعلومات داخل أراضيهم، إلى تفاقم تفشي الكوليرا الذي انتشر في جميع أنحاء اليمن وتسبَّب في وفاة 258 شخصاً من بين 95000 حالة مشتبه بها.

مناصرون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا له زعيمهم (رويترز)

واتهمت المنظمة جميع الأطراف اليمنية المتحاربة بفرض مزيد من القيود على حرية حركة النساء، وفي كثير من الحالات طلب منهن عند السفر ضرورة مرافقة أحد الأقارب من الذكور (المحرم). وذكرت أنه وفي 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، استولى الحوثيون على السفينة التجارية «جالكسي ليدر»، واحتجزوا طاقمها المكون من 25 فرداً تعسفياً.

وأكد تقرير المنظمة أن الحوثيين هاجموا عدة سفن تجارية، وأطلقوا صواريخ عشوائية على إسرائيل، وهو ما يرقى إلى جرائم حرب محتملة. وقالت إنه يتعين عليهم وعلى جميع الأطراف المتحاربة الإفراج فوراً عن جميع المعتقلين تعسفياً، والتوقف عن الاحتجاز التعسفي للأشخاص.

انتقاد الضربات الإسرائيلية

وفي تقرير آخر، انتقدت المنظمة الدولية قصف الجيش الإسرائيلي ميناءيْ رأس عيسى والحديدة، بالإضافة إلى محطة توليد كهرباء حزيز في صنعاء، وكلها تقع في مناطق سيطرة الحوثيين. وهي موانئ ضرورية لنقل الغذاء وغيره من احتياجات السكان الذين يعتمدون على الاستيراد، فنحو 70 في المائة من الواردات التجارية، و80 في المائة من المساعدات الإنسانية، يمر بهذين الميناءين.

ونقلت المنظمة عن أوكي لوتسما، الممثل المقيم لـ«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، القول إنها موانئ «بالغة الأهمية للأنشطة التجارية والإنسانية». في حين تصف روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، هذه الموانئ بأنها «خط الحياة لملايين البشر»، وأنها يجب أن تبقى «مفتوحة وتعمل». كما أن محطة توليد كهرباء حزيز هي المحطة المركزية في صنعاء، وتؤمِّن الكهرباء لسكان المدينة.

الهجمات الإسرائيلية استهدفت أعياناً مدنية في اليمن (إكس)

وأكدت المنظمة أن الهجمات المتعمَّدة على أعيان لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة هي جرائم حرب، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل بنى تحتية مهمة في اليمن.

فمنذ يوليو (تموز) 2024، هاجم الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطات توليد الكهرباء في البلاد. وقُتل ستة مدنيين على الأقل، وأُصيب 80 آخرون جراء الهجوم في 20 يوليو على ميناء الحديدة وحده. ورأت المنظمة أن هذا الهجوم يرقى، على الأرجح، إلى مستوى جريمة حرب.

وقالت «هيومن رايتس ووتش» إنه إذا كانت هجمات الحوثيين بالطائرات المُسيّرة والصواريخ على إسرائيل تستهدف مدنيين أو أعياناً مدنية بشكل متعمَّد أو عشوائي، فقد ترقى هي أيضاً إلى مستوى جرائم حرب. وقالت إنه على السلطات الإسرائيلية والحوثية أن تُنهي فوراً جميع هجماتها غير القانونية، بما فيها تلك التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية المدنية.