الرحلة المجنونة لويلز... كانت أسوأ من هايتي ثم تأهلت لكأس العالم

بيدج قال إن كرة القدم تجاوزت لعبة الرغبي كونها الرياضة الأولى في البلاد

فرحة تاريخية لويلز بعد الفوز على أوكرانيا وبلوغ المونديال بعد غياب لـ64 عاماً (رويترز)
فرحة تاريخية لويلز بعد الفوز على أوكرانيا وبلوغ المونديال بعد غياب لـ64 عاماً (رويترز)
TT

الرحلة المجنونة لويلز... كانت أسوأ من هايتي ثم تأهلت لكأس العالم

فرحة تاريخية لويلز بعد الفوز على أوكرانيا وبلوغ المونديال بعد غياب لـ64 عاماً (رويترز)
فرحة تاريخية لويلز بعد الفوز على أوكرانيا وبلوغ المونديال بعد غياب لـ64 عاماً (رويترز)

قبل 11 عاماً من الآن، خرج غاريث بيل وآرون رامسي وواين هينيسي من ملعب كارديف سيتي بعد هزيمة منتخب ويلز الودية أمام أستراليا بهدفين مقابل هدف وحيد أمام 6373 متفرجاً، بدأ بعضهم في توجيه الانتقادات وصافرات الاستهجان إلى اللاعبين. عندما تنظر إلى الأمور للوهلة الأولى قد ترى أن هذه النتيجة لم تكن الأسوأ، لكنها في واقع الأمر كانت سابع هزيمة يتلقاها منتخب ويلز في ثماني مباريات، والأهم من ذلك أنها أدت إلى تراجع الفريق إلى أقل تصنيف له في تاريخه وهو المركز 117 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمنتخبات، وهو المركز الفاصل بين هايتي وغرينادا!
فإذا كان من المؤلم بالنسبة للجمهور الويلزي أن يرى منتخب بلاده يهبط إلى مراكز أقل من غواتيمالا وجزر فارو وموزمبيق، فمن المؤكد أنه يشعر بالفخر الشديد الآن بعد وصول ويلز إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة منذ 64 عاماً.
لقد قاد غاريث بيل منتخب ويلز إلى ما سماها أعظم نتيجة في تاريخ البلاد ضد أوكرانيا، وقدم رامسي أداءً رائعاً في خط الوسط، كما تألق هينيسي، البالغ من العمر 35 عاماً والذي لم يلعب سوى مباراتين فقط كأساسي في الدوري الإنجليزي الممتاز مع بيرنلي الهابط إلى دوري الدرجة الأولى في موسم 2021 - 2022، وتصدى لتسع فرص من بينها فرصة محققة لأرتيم دوفبيك الذي كان قريباً للغاية من هز الشباك. لقد كان من المُعبر تماماً أن يشارك بيل وهينيسي، اللذان كانا لا ينفصلان منذ اللعب معاً مع منتخب ويلز تحت 21 عاماً وسيواصلان رحلتهما من خلال اللعب في كأس العالم في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، هذه اللحظة التي كرسها روبرت بيدج للمدير الفني الراحل غاري سبيد، الذي تولى قيادة منتخب ويلز لتسعة أشهر في أغسطس (آب) 2011.
إن هؤلاء اللاعبين الكبار في منتخب ويلز، بالإضافة إلى جو ألين وكريس غونتر، الذي كان أول لاعب ويلزي يلعب 100 مباراة دولية مع منتخب بلاده –حسب تعبير وكلمات بيل نفسه– حققوا الإنجاز الأهم في تاريخهم بتأهل منتخب ويلز إلى المونديال. وأكد بيدج أن منتخب ويلز يجني ثمار الاحتراف والهوية التي غرسها سبيد، الذي كان يضع نصب عينيه هدفاً أساسياً وهو الوصول إلى كأس العالم 2014 بعد توليه المنصب خلفاً لجون توشاك. وقال لاعب خط وسط ويلز السابق أوين تودور جونز، الذي كان بديلاً في ذلك اليوم أمام أستراليا: «كلمات غاري وخطته كانت تدور كلها حول الوصول إلى كأس العالم».

غاريث بيل ساهم في إبراز ويلز كروياً على الصعيد العالمي (رويترز)

وأضاف: «كان لديه الكثير من الأهداف التي كان يريد تحقيقها، على المدى القصير والمدى الطويل. لقد استغرق الأمر وقتاً أطول قليلاً مما كان مخططاً له، لكن يبدو الأمر كما لو أن هذا الانتظار قد جعل هذا الإنجاز يبدو أفضل بكثير. إنه لأمر جميل أنه لا يزال هناك لاعبون في صفوف هذا الفريق ممن كانوا في تلك الاجتماعات مع توشاك في البداية، وبالتأكيد مع غاري. هؤلاء اللاعبون حملوا غاري في قلوبهم منذ وفاته».
ولم يكن مفاجئاً أن يجتمع هينيسي وبيل، اللذان يلعبان الغولف معاً وكانا رفيقين في نفس الغرفة لسنوات، معاً مرة أخرى بعد فترة طويلة من صافرة نهاية مباراة أوكرانيا لتوضيح حجم الإنجاز الذي حققاه، وأشاد بيل بهينيسي بشكل خاص، ووصف المستوى الذي قدمه أمام أوكرانيا بأنه «أفضل أداء رأيته في حياتي لحارس من مرمى».
وقال بيل: «لقد كانت رحلة مجنونة من المركز الذي كان عليه إلى التأهل مرتين إلى كأس الأمم الأوروبية ثم إلى كأس العالم. إنه حلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، خصوصاً بالنسبة لنا جميعاً نحن الذين كنا هناك منذ البداية. لقد مهّدنا الطريق للشباب أيضاً، ورحّبنا بهم، ومن الصعب وصف ما يعنيه ذلك بالنسبة لنا. نحن دائما نقاتل بعضنا من أجل بعض».
ويعتقد بيدج أن كرة القدم قد تجاوزت لعبة الرغبي بوصفها الرياضة الوطنية الأولى في البلاد. وقال: «عندما نشأت في تايلورستاون، كان لعب الرغبي هو الشيء الذي يجب القيام به، وليس كرة القدم، لكنني أعتقد أن الأمور قد تغيرت الآن، وأعتقد أن كرة القدم أصبحت رياضتنا الأولى في البلاد».
وأضاف: «سنظل مشهورين دائماً بالرغبي بكل تأكيد، لكننا حققنا إنجازاً مذهلاً وضخماً بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم. أناس مثل غاريث بيل وآرون رامسي، وهؤلاء اللاعبين الكبار، سوف يسجلون أسماءهم في التاريخ».
لقد نحّى منتخب ويلز تعاطفه مع أوكرانيا جانباً لمدة 98 دقيقة، هي عمر اللقاء، ليصل إلى البطولة الكبرى الثانية على التوالي بعد وصوله إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية. ولم يخسر منتخب ويلز في آخر 19 مباراة لعبها في كارديف، ومنذ هزيمته الأخيرة على ملعبه أمام الدنمارك في نوفمبر 2018، عندما كان بول دوميت يلعب في مركز الظهير الأيسر وتوم لورانس في مركز الجناح الأيسر، لم تهتز شباك الفريق إلا بسبعة أهداف فقط، كما حافظ على نظافة شباكه في 12 مباراة على ملعبه. ويلعب الفريق بروح معنوية عالية للغاية تبدو كأنها عصية على الكسر أمام أي منافس.
يقول تودور جونز: «هذا العمل الجماعي في ويلز هو ما كنّا نسعى دائماً للوصول إليه. كنا نذهب إلى أماكن مثل الجبل الأسود، وهي دولة جديدة وتمتلك فريقاً جيداً، لكننا كنا ننظر إليهم ونتساءل كيف أصبحوا أفضل منّا، رغم أننا على الورق لدينا لاعبون أفضل منهم؟ أعتقد أن هذا كان هو الهدف الذي كنا نسعى لتحقيقه في ذلك الوقت، وأن نتحلى بالعقلية التي أصبحنا عليها الآن. لا يهم المستوى الذي يقدمونه أو ما إذا كانوا يلعبون بشكل منتظم أم لا، لكننا على المستوى الجماعي أفضل مما يتوقعه الناس. لقد استغرق الأمر بعض الوقت، لكن هذا هو ما كان يريده توشاك، وهذا ما رآه غاري وأعتقد أنه من الممكن تحقيقه، والآن نرى أنهم كانوا على حق».
لقد تنبأ نيفيل ساوثهول، الذي كان المثل الأعلى لهينيسي في حراسة المرمى، بأن يؤدي التأهل إلى نهائيات كأس العالم إلى حدوث طفرة على مستوى اللاعبين الشباب في البلاد. ورغم أن اللوحات الضخمة الموجودة على الجزء الخارجي من ملعب كارديف سيتي تحمل إعلانات مثل «السحر الخالد» لفيتنام والشواطئ الرملية لماليزيا، لكن الجميع في ويلز لا يتحدثون إلا عن شيء واحد فقط وهو التأهل إلى كأس العالم.
لقد اجتمع معظم لاعبي منتخب ويلز في الساعات الأولى من يوم الاثنين الماضي في حانة إيليفينس في وسط المدينة، والتي يمتلكها بيل، وهم يحتفلون ويرددون الأغنية الرسمية لكأس العالم في عام 2010 التي غنّتها شاكيرا، لكنهم أعادوا صياغة كلمات الأغنية لتقول: «نحن ذاهبون إلى قطر»!


مقالات ذات صلة

ملف استضافة السعودية لـ«مونديال 2034» يحصل على أعلى تقييم في تاريخ الحدث العالمي

رياضة سعودية إنفانتينو رئيس «فيفا» حاملاً ملف الترشح السعودي لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

ملف استضافة السعودية لـ«مونديال 2034» يحصل على أعلى تقييم في تاريخ الحدث العالمي

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، حصول ملف استضافة المملكة لكأس العالم 2034، على أعلى تقييم فني يمنحه الاتحاد الدولي عبر التاريخ لملف تم تقديمه لاستضافة البطولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية الهدف من الصندوق وشراكته مع الجهات المعنية مساعدة «فيفا» بتحقيق نتائج تتخطى حدود الملعب (الشرق الأوسط)

«فيفا» يطلق صندوق إرث كأس العالم 2022

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إطلاق أنشطة صندوق إرث كأس العالم قطر 2022، الذي أعلنه في نوفمبر 2022، بتمويل قدره 50 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عربية هايف المطيري (الاتحاد الكويتي)

الحكم ببراءة الرئيس السابق للاتحاد الكويتي لكرة القدم

قضت دائرة جنايات بالمحكمة الكلية في الكويت ببراءة الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم هايف المطيري ونائبه أحمد عقلة والأمين العام صلاح القناعي من التهم المنسوبة لهم.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حسين الصادق بجوار مانشيني خلال مباريات الدوري السعودي (المنتخب السعودي)

الصادق يعتذر عن إكمال مهمته... ويغادر إدارة المنتخب السعودي

كتب حسين الصادق مدير المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، الفصل الأخير في مشواره مع «الأخضر»، بعد أن تقدم باستقالته رسمياً من منصبه واعتذاره عن عدم الاستمرار>

«الشرق الأوسط» (الرياض )

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟